3 أسئلة ستحرر عقلك وتغير حياتك

ليست الإجابات التي تحصل عليها من الآخرين، ولكن الأسئلة التي تطرحها على نفسك هي التي ستساعدك على أن تصبح شخصاً أقوى، في الواقع ما يحدد مصيرك هو الأسئلة البسيطة التي تطرحها على نفسك يومياً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "آنجل كرنوف" (ANGEL CHERNOFF) تخبرنا فيه عن تجربتها في بعض الأسئلة التي طرحتها على نفسها وساعدتها على تحرير عقلها وتغيير حياتها.

هذا هو بالضبط سبب كتابة هذا المقال اليوم؛ لمساعدتك على الشروع في رحلة إيجابية من البحث عن الذات، وحاول أن تضع في حسبانك أنَّ هذه الأسئلة ليس لها إجاباتٍ صحيحة أو خاطئة؛ لأنَّ طرح الأسئلة الصحيحة في بعض الأحيان يكون هو الجواب.

إليك فيما يأتي 3 أسئلة ستحرر عقلك وتغير حياتك:

1. إذا كان لديك صديق يتحدث إليك بنفس الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك أحياناً، فكم من الوقت تسمح لهذا الشخص أن يكون صديقك؟

تذكر أنَّ الطريقة التي تعامل بها نفسك تحدد معياراً لمعاملة الآخرين لك؛ إذ يجب أن تحب نفسك أولاً وإلا فلن يحبك أي شخص آخر؛ لذا عامل نفسك بالطريقة التي تريد أن يعاملك بها الآخرون، ولا تلم نفسك على قبحٍ ليس فيك، وأشِد بالجمال الذي فيك، وعامل نفسك برفق، ولا تكن عدواً لها.

إنَّ مقدار الإساءة التي تتحملها في علاقاتك غالباً ما يكون مساوياً لمقدار الإساءة التي تسببها لنفسك؛ فمثلاً إذا كنت تعدُّ نفسَك شخصاً غير جذاب، أو شخصاً فاشلاً، أو غير قادر على إنجاز أي شيء دون مساعدة فإنَّك ستتقبل وتشعر براحة أكبر في العلاقات مع الناس الذين يعززون لديك هذه المعتقدات السلبية؛ لأنَّ هذا ما تفعله الكلمات اللامبالية التي تقولها لنفسك؛ فهي تشوش عقلك وتقلل من حبك لنفسك وللحياة؛ لذلك عندما تقضي وقتاً وحدك راقب كيف تتحدث مع نفسك، وانتبه لأفكارك، وضع في حسبانك أنَّ أفكارنا ليست وحدها المؤذية؛ بل طريقة تعاملنا معها تؤذينا كذلك، وأنت تعلم أنَّ هذا صحيح، وتفكر في 60 ألف فكرة في اليوم؛ لذا لا تُضِع معظم هذه الأفكار في التفكير السلبي المحدود.

راجع حديثك الذاتي الآن، ولاحظ مدى جودة اختيارك للكلمات التي استخدمتها أخيراً في التحدث مع نفسك، هل استخدمتها بشكل إيجابي أم سلبي؟ هل كلماتك تدعو إلى التفاؤل أم التشاؤم؟

خلاصة القول هي أنَّ علاقتك بنفسك هي أقرب وأهم علاقة ستحصل عليها على الإطلاق؛ لذا دعني أسألك هذا السؤال: متى كانت آخر مرة أخبرك فيها شخص ما أنَّه أحبك كما أنت، وأنَّ شعورك وما تفكر فيه هام بالنسبة إليه؟ متى كانت آخر مرة أخبرك فيها شخص ما أنَّك قمت بعمل رائع، أو اصطحبك إلى مكان خاص للاحتفاء بأحد إنجازاتك اليومية الصغيرة لمجرد أنَّه يعلم أنَّك تستحق ذلك؟ متى كانت آخر مرة كان فيها ذلك الشخص هو أنت؟

إقرأ أيضاً: نصائح لتحب نفسك وتمنحها حقها

2. إذا كان اليوم هو آخر يوم في حياتك، فهل تريد أن تفعل ما أنت على وشك القيام به اليوم؟

فكر طويلاً وبشكل جدي، وعندما تكون إجابتك لا لعدة أيام متتالية ستعلم حينها أنَّ الوقت قد حان للتغيير.

تُعد هذه محادثة ممتعة؛ لأنَّنا جميعاً ندرك في أعماقنا أنَّ الحياة قصيرة، وأنَّ الموت سيحدث لكل واحد منا في النهاية، ومع ذلك نتفاجأ تماماً عندما يحدث لشخص نعرفه، يشبه ذلك صعود الدرج المتحرك بعقل مشتت الذهن وإساءة تقدير الخطوة الأخيرة؛ فقد توقعت أن يكون هناك درجة واحدة أكثر مما هو موجود، وهكذا تجد نفسك غير متوازن للحظة، قبل أن يعود عقلك إلى الواقع ويعرف كيف يكون العالم حقاً؛ لذا عش حياتك اليوم، ولا تتجاهل الموت، ولكن لا تخف منه أيضاً، كن خائفاً من حياة لم تعشها أبداً لأنَّك خفت من اتخاذ إجراءات إيجابية.

الموت ليس أعظم خسارة في الحياة، الخسارة الأكبر هي ما يموت بداخلك وأنت ما زلت على قيد الحياة؛ لذا كن جريئاً وشجاعاً، وكن خائفاً حتى الموت، لكن اتخذ الخطوة التالية في اتجاه تحقيق أحلامك على أيَّة حال.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح مهمة لتعيش بإيجابيّة في جميع الأوقات

عليك أن تتخذ هذه الخطوة؛ لأنَّه للأسف يوجد كثير من الأشخاص الذين يعيشون حياتهم بأكملها كما يمليها عليهم المجتمع، ولا يدركون أنَّ بإمكانهم تغييرها؛ لذا لا تكن واحداً منهم عليك أن تعيش حياتك بطريقتك الخاصة، هذا كل ما في الأمر، كل واحد منَّا لديه شغفٌ فريد في قلبه لشيء يجعلنا نشعر بأنَّنا على قيد الحياة، ومن واجبك العثور عليه وإبقائه متقداً، وعليك أن تتوقف عن الاهتمام كثيراً بما يريده الآخرون لك، وتبدأ في العيش على طريقتك الخاصة.

ابحث عن حبك ومواهبك وشغفك واحتضنها، ولا تختبئ وراء قرارات الآخرين، ولا تدع الآخرين يقولون لك ما تريد، حاول بناء حياتك بأسلوبك الخاص؛ فالحياة التي تبدأها من تحديد الأهداف والمضي في سبيل تحقيقها أفضل بكثير من تلك الحياة التي تقضيها في الجلوس متمنياً لو أنَّك تفعل ذلك؛ لذا افعل شيئاً اليوم، وكل يوم، يدفعك إلى الأمام، حتى لو خصصت له 10 دقائق بين الفينة والأخرى.

3. ما هو الشيء الذي تتمسك به وعليك التخلي عنه؟

يحدث ذلك ببطء وفي أثناء نموك أن تكتشف المزيد عن نفسك وماذا تريد، ثمَّ تدرك أنَّ بعض التغييرات تحتاج إلى القيام بها، وأنَّ نمط الحياة الذي كنت تعيشه لم يعد مناسباً، والأشخاص الذين عرفتهم طويلاً لم يعودوا يرون الأشياء بالطريقة التي تراها؛ لذلك أنت تعتز بكل الذكريات الرائعة، ولكن تجد نفسك في حاجة ماسة للتغيير والمضي قدماً.

بعض الأشياء ببساطة غير مقدر لها الاستمرار، كل شيء من ماضيك لا ينتمي إلى حاضرك، والتمسك بالعلاقات والظروف التي سارت بالفعل من دونك يعني أن تظل عالقاً في مكان وزمان لم يعودا موجودين، ولا يعني مضيك قدماً في حياتك أنَّك تمحو أو تنسى تماماً الأشياء الرائعة من ماضيك؛ بل يعني فقط أنَّك تجد طريقة إيجابية للبقاء من دونها في حاضرك.

في الحقيقة لدينا جميعاً قصة، ومررنا جميعاً بشيء غيرنا بطريقة لم نتمكن بعدها من العودة إلى ما كنا عليه من قبل، في الحياة هذا النوع من التغيير حتمي؛ فكل شيء من حولك غير دائم؛ جسمك وممتلكاتك وعلاقاتك وما إلى ذلك، وليس لديك سيطرة على كل شيء صغير يحدث لك، لكن لديك سيطرة على كيفية اتخاذك قراراً باستيعاب كل ما يحدث؛ لذا انتبه إلى التغييرات الإيجابية والسلبية في حياتك، وقدِّر كيف أنَّ ما هو غير متوقع يكون أحياناً أفضل ممَّا توقعته، وقبل كل شيء توقف عن التركيز على ما فات.

إقرأ أيضاً: 15 حقيقة عن حب الذات يجب على الجميع أن يتذكرها

في الختام:

دائماً ما تكون نهاية الشيء الجيد بداية لشيء عظيم؛ لذا قل لنفسك: "عزيزي الماضي، أشكرك على كل دروس الحياة التي علمتني إياها، وأنا جاهزٌ الآن أيها الحاضر العزيز"؛ لأنَّ البداية الجديدة التي لا تُقدَّر بثمن تحدث دائماً في اللحظة التي تحسب أنَّها ستكون نهاية كل شيء؛ لذلك لا تقلق من الأشياء الصغيرة، وعش ببساطة، وأحبب بسخاء، وتحدث بصدق، واعمل بجد، ودع الأمور تسير كما هو مقدر لها أن تكون.




مقالات مرتبطة