27 سؤالاً لتحسين وعيك الذاتي

يعدُّ الوعي الذاتي حالياً أكثر المهارات جاذبية في ريادة الأعمال أو مجال السعادة أو الإنتاجية أو أي شيء له علاقة بالتنمية الشخصية، كما يؤكد معظم روَّاد الأعمال وقادة الفكر أنَّ الوعي الذاتي هو أحد مفاتيح النجاح الشخصي، ومع أنَّ هذا قد يكون صحيحاً، فإنَّه ليس مفهوماً جديداً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن 27 سؤالاً سيحسِّن وعيك الذاتي.

قال الفيلسوف اليوناني "أرسطو" (Aristotle)، الذي عاش بين القرن 384 و322 قبل الميلاد، ذات مرة: "أعظم حكمة هي معرفة نفسك"، فالوعي الذاتي هام، لكنَّه أيضاً أحد أصعب الأشياء التي يمكنك إتقانها في الحياة، وكما قال الأب المؤسس لـ "لولايات المتحدة" (United States) "بنجامين فرانكلين" (Benjamin Franklin): "ثمَّة ثلاثة أشياء قاسية جداً: الفولاذ، والماس، ومعرفة الذات"؛ إذ لا يوجد تعريف محدَّد للوعي الذاتي، فالجميع مختلفون، والشخص الوحيد الذي يمكنه أن يعلِّمك الوعي الذاتي هو أنت.

بناء الوعي الذاتي:

نحن نعلم أنَّ الوعي الذاتي هام، لكن كيف يمكنك تطويره؟ وما هي الفائدة منه؟ تحدِّد إحدى المدارس الفكرية طريقة تطويره كما يأتي: فقط عِش طويلاً، وافعل الكثير من الأشياء، وفي النهاية ستعرف نفسك، لكن ماذا لو استغرق ذلك 60 عاماً؟ أنا شخص صبور ولا أجد صعوبة في الانتظار، لكنَّ هذا النهج هو نهج سلبي جداً بالنسبة إليَّ، وأظنُّ أنَّك تستطيع تسريع عملية تطوير الوعي الذاتي من خلال مراقبة نفسك مراقبةً مدروسة.

دعني أُخبرك كيف بدأت في معرفة نفسي بطريقة أفضل وكيف استخدمت هذه المعرفة في حياتي اليومية، لقد بدأت بالإجابة عن هذه الأسئلة الـ 27:

  1. ما هو الأمر الذي أجيده؟
  2. ما هو الأمر الذي مستوى خبرتي به متوسط؟
  3. ما هو الأمر الذي لا أجيده؟
  4. ما الذي يجعلني متعباً؟
  5. ما هو عدد ساعات النوم التي أحتاج إليها؟
  6. ما هو أهم شيء في حياتي؟
  7. من هم أهم الناس في حياتي؟
  8. ما الذي يوترني؟
  9. ما الذي يحفزني؟
  10. ما هي الأشياء أو الإجراءات التي يمكن أن تساعدني على استعادة الدافع بعد أن أفقده؟
  11. ما الذي يريحني؟
  12. ما هو تعريفي للنجاح؟
  13. ما هو نوع العمل الذي يمكن أن أقوم به مجاناً؟
  14. ما هي أكثر ساعاتي إنتاجية في اليوم؟
  15. ما هي طريقتي المفضلة في التعلم؟
  16. كيف أريد أن يراني الآخرون؟
  17. ما هي السلوكات التي لا أحبها تجاه الآخرين؟
  18. ما الذي يحزنني؟
  19. كيف أتحكَّم بالأفكار والمشاعر السلبية؟
  20. ما الذي يجعلني سعيداً؟
  21. ما الذي يجعلني خائفاً؟
  22. ما الذي يغضبني؟
  23. ما هو نوع الصديق الذي أريد أن أكونه؟
  24. ما هو رأيي في نفسي؟
  25. ما هي الأشياء التي أقدِّرها في الحياة؟
  26. هل يوجد شيء أستخف به في الحياة؟
  27. ماذا أحترم في نفسي؟

إذا كنت ترغب في تجربة هذه الطريقة، فيجدر بك أن تجيب عن هذه الأسئلة بأول فكرة تخطر في ذهنك، فكلها أسئلة عملية، ولا تناقش كيفية تفسير هذه الأسئلة، فلا داعي للتعقيد، فإنَّ كل شخص يفسِّر هذه الأسئلة بطريقة مختلفة، وهذا هو بالضبط الهدف؛ فالأمر يتعلق بك.

على سبيل المثال، ما هي الأشياء التي أقدِّرها في الحياة؟ جوابي هو الوقت والعائلة والعافية، ويمكن أن تختلف إجابتك، فلا توجد إجابات صحيحة أو خاطئة، كما أنَّني شخص عملي ولا أحب الأسئلة الوجودية مثل: "من أنا؟ وما هو معنى الحياة؟"، فما تفعله باستمرار يشكِّل شخصيتك، وأنت تقرِّر المعنى الذي تعطيه للحياة.

شاهد: 10 أفكارٍ مدهشة تساعدك على تطوير الذات

كيف أحسِّن وعيي الذاتي؟

إجاباتك الأولية عن الأسئلة السابقة ليست بهذه الأهمية، فمن المستحيل أن تعطي لنفسك الإجابات الصحيحة؛ لذلك لا تقلق بشأن تصحيح الأمور، لا سيما الأسئلة الصعبة، مثل: "ما هو الأمر الذي لا أجيده؟".

الأهم من ذلك هو تمرين تفكيرك من خلال هذه الأسئلة، فيكفي أن تعطي إجابة، والآن يأتي الجزء الأكثر أهمية: استخدم هذه المعلومات لتحسين حياتك، من خلال التفكير أو "لوغوس" (Logos) كما أسماه الفيلسوف اليوناني "أرسطو"؛ إذ أوضح المؤرخ "بول راهي" (Paul Rahe) تعريف أرسطو لمصطلح "لوغوس" خير توضيح: "بالنسبة إلى أرسطو، اللوغوس هو شيء أكثر دقة من القدرة على جعل المشاعر الخاصة علنية، فهو يمكِّن الإنسان من أداء ما لا يستطيع أي حيوان آخر القيام به، فإنَّه يمكِّنه من أن يدرك ويوضِّح للآخرين من خلال الخطاب العقلاني الفرق بين ما هو مفيد وما هو ضار، وبين ما هو عادل وما هو غير عادل، وبين الخير والشر".

إنَّ الوعي بالذات بالنسبة إليَّ، هو القدرة على ترجمة مشاعرك إلى كلمات ومنحها معنى، فأنت تحاول اكتشاف الأشياء المفيدة والأشياء السيئة بنفسك.

الهدف من الوعي الذاتي:

عزِّز الأشياء المفيدة، وابدأ في التخلُّص من الأشياء السيئة؛ أي:

  1. افعل مزيداً من الأشياء التي تجعلك سعيداً.
  2. افعل مزيداً من الأشياء التي تجيدها.
  3. تجنَّب الأشياء التي تجعلك غير سعيد.
  4. تجنَّب الأشياء التي لا تجيدها.

هذا هو الوعي الذاتي، ولا تأخذ هذه العملية حرفياً، مثلاً، يمكن للعلاقات أن تجعلك سعيداً وحزيناً بنفس الوقت، وهذا لا يعني أنَّك يجب عليك تجنب العلاقات كلياً؛ بل تجنب الأشياء التي تجعل علاقاتك سيئة؛ مثل الأنانية والكذب وقلة التعاطف وما إلى ذلك.

كيف تمارس التفكير/ لوغوس؟

إليك بعض الأفكار:

1. قراءة الفلسفة:

إذا كنت لا تعرف من أين تبدأ، فإنَّني أوصي بقراءة كتاب "قصة الفلسفة" (The Story Of Philosophy)، للكاتب "ويل ديورانت" (Will Durant).

2. الحياد في المناقشات:

لا تحاول فقط إثبات وجهة نظر، بل حاول دائماً التفكير من وجهات نظر مختلفة.

3. كتابة اليوميات ومتابعة أفكارك:

اسأل نفسك دائماً عن السبب، على سبيل المثال، لقد انزعجت من صديقي لأنَّه كذب علي؛ وذلك لأنَّه لا يريد أن يزعجني ولأنَّه يهتم بي، الخلاصة: صديقي أحمق ويجب أن يتعلم أنَّ الكذب ليس مفيداً.

إقرأ أيضاً: كيف تساهم الكتابة في تحسين الوعي الذاتي والصحة العقلية؟

4. التكلم:

مع الأصدقاء والزملاء والمنتورز والكوتشز، بمجرد نطق مشاعرك؛ إذ تكتشف أشياء جديدة عن نفسك، وخاصة عندما تتحدَّث إلى أشخاص يطرحون أسئلة تجعلك تفكِّر.

إقرأ أيضاً: 9 أمثلة عن الوعي الذاتي في كل جوانب حياتك

في الختام:

هذه هي عمليتي لتنمية الوعي الذاتي، فممارسة التفكُّر صعبة لأنَّه يجب أن تكون صادقاً مع نفسك، ويفضِّل معظمنا الكذب لأنَّ الحقيقة مخيفة، لكن منذ أن مارست الوعي الذاتي بوعي، تحسَّنت حياتي كثيراً، فمعرفة نفسك يجعل الحياة أسهل.




مقالات مرتبطة