20 فكرة لقياس فاعلية التعلم وإظهار مدى تأثيره على تحسين الأداء

كيف تعرف ما إذا كان مشروع التعلُّم الإلكتروني في شركتك ناجحاً؟ يجب ألَّا يكون قياس فاعلية التعلُّم وتأثيره أمراً مرهقاً أو مهمَّةً مستقلة؛ بل يتعلق الأمر ببذل ما يكفي من الجهد لإثبات قيمة برامج التعلُّم الخاصة بك، وهنا تكمن أهميته الأساسية، كما ليس بالضرورة أن يكون قياس التعلُّم في نهاية الدورة، وفيما يأتي 20 فكرة لقياس التعلُّم يمكنك تطبيقها، ليس من الضروري أن تطبق هذه الأفكار جميعها، فقد يكون تطبيق واحدة منها كافياً.



إثبات قيمة برامج التعلُّم الخاصة بك:

لا يجب أن يكون إثبات فاعلية التعلُّم عبر الإنترنت مهمةً صعبةً تستغرق وقتاً طويلاً؛ بل يُعدُّ وضع استراتيجية قياس تعلم قوية أسهل مما قد تعتقد، فلنفترض أنَّك مدير التعلُّم، وأطلقتَ أنت وفريقك مشروع التعلُّم، ووضعت أهدافاً واضحة، وحددت عوامل النجاح، وحددت جمهورك، والعامل الذي سيُحدث أكبر تأثير في تحسن الأداء في المجالات المستهدفة.

إذاً، كيف يمكنك معرفة إذا كان مشروع التعلُّم الذي كلَّفتَ أحداً بالعمل عليه أو صمَّمتَه يساعد بالفعل على تحقيق تلك الأهداف؟ والأهم من ذلك، كيف يمكنك إثبات قيمة مشروعك التعليمي من حيث تأثيره في الأعمال؟

تكمن أهمية هذا الأمر في أنَّك عندما تعمل على نطاق واسع، ولديك كثير من أعضاء الفريق والخبراء المتخصِّصين الذين يعملون على مشاريعهم الخاصة، يُعدُّ تقييم مستويات الجودة المتَّسقة والتأثير في جميع المجالات أمراً هاماً جداً.

بدلاً من التفكير في تقييم التعلُّم عبر الإنترنت في "نهاية" مشروعك (إذا كانت هناك نهاية محددة لتحسين الأداء وتطويره)، إليك 20 فكرة لقياس التعلُّم يمكنك تطبيقها قبل تطوير المحتوى وفي أثناء تطويره وبعد إطلاقه.

يُعدُّ إنشاء عملية مناسبة لقياس التعلُّم خلال فترة المشروع أمراً أساسياً، ومن الهام أن تتذكر أيضاً أنَّ نُهُج القياس هذه لا تتعلق بالإحصاءات ومعرفة نتائج التحليلات فحسب، بل تتمحور حول الأشخاص؛ لأنَّ هؤلاء هم من تعمل من أجلهم.

لحُسن الحظ، ربما تحتاج فقط إلى ثلاثة إحصاءات، تختارها بعناية وتجمعها وتقارنها لإظهار الارتباط بين التعلُّم الإلكتروني في شركتك والقيمة المضافة، وإذا كنت قلقاً بشأن كيفية إظهار قيمة التعلُّم عبر الإنترنت إذا كان ضمن مزيج من أساليب التعلُّم الأخرى والأدوات المساعدة لتعزيز الأداء والمبادرات التجارية، فتابع قراءة مقالنا لمعرفة طرائق ذلك.

شاهد بالفيديو: 9 عناصر تجعل برامج تدريب الموظفين ناجحة للغاية

5 طرائق لقياس التحسينات في الأداء:

إذا كنت قد وضعت أهداف مشروعك وحددت مقاييس النجاح، فيجب أن يكون إظهار قيمة التعلُّم عبر الإنترنت واضحاً إلى حد ما؛ فإذا كان مشروع التعلُّم عبر الإنترنت الخاص بك يهدف إلى زيادة المبيعات أو رفع تقييمات العملاء أو تقليل الأخطاء أو زيادة الاحتفاظ بالموظفين أو أياً كان السبب الذي يجعله يستحق الإطلاق، فهذا ما تحتاج إلى تتبعه، لكن لا تفعل ذلك وحدك.

فيما يأتي بعض نُهُج القياس التي يجب على مديري التعلُّم استكشافها:

1. التقييم الذاتي:

اطلب من المستخدمين تقييم أنفسهم وفق عوامل نجاح معينة وتحديد المجالات التي يشعرون بأنَّها بحاجة إلى تحسين، ثم اطلب منهم تتبع أدائهم وفق الأهداف هذه أثناء وبعد مشاركتهم في مشروعك، تتوفر عدة أدوات لإنشاء الاستطلاعات لتساعدك، أو يمكن أن تجعلها جزءاً من المحتوى الرقمي الخاص بك.

2. تقييم الأقران:

اطلب من الأقران تقييم بعضهم بعضاً، وساعدهم على تقديم تغذية راجعة قائمة على الأدلة بشأن أداء زميل في الفريق وفق تقييماتهم.

3. تقييم المديرين:

مفتاح تحقيق اندماج الموظفين ونجاح مشروع التعلُّم الخاص بك هو المديرون؛ لذا دعهم يشاركون في التقييم القائم على الأدلة لفريقهم، وذلك لمساعدتك على تتبع التحسينات.

4. تقييم الفريق:

لا يعني تركيز التعليم الاهتمام على الأفراد أنَّ تقييمهم وحدهم هو الهام؛ فأحياناً يساعد تحديد هدف للفريق وتتبع تحسنه على تعزيز الأداء؛ لذا راقب تحسن فِرق معينة وفقاً لإحصاءات محددة، واطلب من الفِرق تقييم أدائهم ذاتياً وتقييم الأقران لأداء الفِرق الأخرى في المجالات الرئيسة أيضاً.

5. الإحصاءات المحددة:

عليك أن تعمل بذكاء هنا قليلاً؛ ابدأ بمعيار محدد، وافهم ما يظهره المقياس الحالي، واعمل على زيادته بنسبة معينة؛ فمثلاً: الهدف هو "زيادة الكفاءة" في فريق دعم العملاء، فقد يكون مقياسك المحدد هو تقليل الوقت بين طلبات العملاء وتلبية تلك الطلبات بنسبة 20% بحلول آخر ربع من السنة (عليك أن تعرف نسبته حالياً).

لمساعدة هذا الفريق على أن يصبح أكثر كفاءة، عليك أن تعرف كيف يقضي وقته، وستساعدك الملاحظات وبيانات سجل الدوام وأفكار الفريق وتقييمات الأقران والاستطلاعات الذاتية على وضع مزيد من الأهداف، على سبيل المثال: تقضي كثيراً من الوقت في القيام بكذا، الأمر الذي يجب الحد منه (قد يكون الهدف هو تقليل وقت العمل على عملية أو تقليل مدة الاجتماعات داخل الشركة).

5 طرائق لقياس ما إذا كان المحتوى أو برنامج التعلُّم الخاص بك ناجحاً:

أنت تتبع تحسينات الأداء من خلال تقييم المهارات الناعمة والصعبة، ولكن كيف تعرف ما إذا كان مشروعك - سواء أأنشأته بنفسك، أم أنشأه فريق التعلُّم والتطوير، أم الخبراء المتخصصين - يُحدث تأثيراً في ذلك؟ عليك تتبع العلاقة بين التعلُّم الذي استثمرت فيه وأداء جمهورك.

إليك 5 طرائق لتحقيق ذلك:

1. استطلاع آراء المستخدمين:

أنت تحاول مساعدة مجموعة من الأشخاص على تحسين أمر يضيف قيمة؛ لذا اطلب منهم تقديم تغذية راجعة عما إذا كانت مصادر التعلُّم عبر الإنترنت والخبرات التي تقدمها تساعدهم على الوصول إلى ذلك، وما هي الأمور الأخرى التي تساعدهم أيضاً، أضف استطلاعاً بسيطاً وسريعاً للمستخدم في نهاية كل جزء من المحتوى.

2. تتبُّع الاستخدام:

هل كان عدد المستخدمين الذين اندمجوا موافقاً لتوقعاتك؟ (إن لم يكن كذلك، فانظر أدناه للحصول على تدابير أخرى لمساعدتك في معرفة السبب)، وما هي أجزاء المحتوى التي تجذب أكبر عدد من المستخدمين؟ استخدم هذه البيانات إلى جانب بعض أدوات تتبع الأداء لمعرفة إن كنت تستطيع تحديد أي توجهات.

3. جلسات التتبع:

هل يعود المستخدمون إلى نفس أجزاء المحتوى مراراً وتكراراً؟ إذا كنت قد صممت مصادر لدعم الأداء لاستخدامها في أثناء العمل، فسيكون هذا عامل نجاح رئيساً يجب تتبعه.

4. تتبُّع مشاركة المحتوى:

ما هي أجزاء المحتوى التي يشاركها المستخدمون مع الآخرين؟ تُعدُّ مراقبة المحتوى الذي يجذب المستخدمين، فينتشر انتشاراً هائلاً وينتشر على منصات التواصل الاجتماعي، مؤشراً رائعاً على النجاح؛ فإذا كان أحد أهدافك يتعلق باندماج الموظفين أو إحداث إثارة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيساعدك هذا على النجاح في ذلك.

5. مراقبة الزيادات المفاجئة:

هل تلاحظ زيادة مفاجئة في النشاط على حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي أو بيانات تحسين الأداء أو تقييمات الأداء، سواء أكان تقييماً ذاتياً، أم من قِبل الأقران، أم من قِبل المدير؟ وهل تعود تلك الزيادات إلى الوقت الذي أُطلق فيه المحتوى أو حصل على كثير من الزيارات؟ وما الذي ساعد أيضاً على تعزيزها؟ (استخدم الاستطلاعات لمساعدتك)؛ فمثلاً: الهدف هو "زيادة الكفاءة" في فريق دعم العملاء.

في غضون أسبوعين، يشهد الفريق تحولاً كبيراً، فيستجيب لمزيد من استفسارات العملاء وأضحى الوقت الذي يضيعونه أقل من أي وقت مضى، وبالنظر إلى بيانات المحتوى، حصل 2 من كل 10 أجزاء من محتوى التعلُّم عبر الإنترنت على استخدام مرتفع وتقييمات عالية من المستخدمين في الأسبوع الذي سبق هذين الأسبوعين وفي أثنائهما، كما قلَّ وقت الاجتماعات أيضاً، وأحدث هذان المكونان فارقاً مؤكداً؛ لذا يجب أن يتحول التقييم الآن إلى النظر في تأثيرات ذلك على الأمد الطويل.

شاهد بالفيديو: أفضل 8 استراتيجيات تعلم نشط للناس المشغولين

5 إجراءات بسيطة تساعدك على معرفة سبب نجاح محتوى تعليمي معين أو عدم نجاحه:

من السهل جداً الحصول على تحليلات التعلُّم في هذه الأيام، ويجب أن تشكِّل جزءاً هاماً من مجموعة أدوات أي مدير تعلم؛ فيمكن أن تشمل إحصاءات الويب، مثل "غوغل أناليتكس" (Google Analytics) وبيانات نظام إدارة التعلُّم (LMS) ولوحات التحكم والقياس المدمجة في المنصة التي تقدم بيانات الاستخدام مباشرة، وإذا كنت تريد معرفة سبب نجاح أداء عنصر معين في مشروعك أو عدم نجاحه في المخطط الكبير للمشروع، فألقِ نظرة على ما يأتي:

1. الصفحات الأكثر/ الأقل زيارة:

ما هي الصفحات المحددة التي تحصل على أكبر عدد من الزيارات؟ (وإذا كان لديك الوقت أو كنت حريصاً على تعزيز نجاحاتك، فما هو القاسم المشترك بينهما؟).

2. نقاط انخفاض مشاركة المستخدمين:

أين تنخفض مشاركة المستخدمين؟ فإذا كنت تخسر جمهورك، فابحث عن المكان الذي تخسرهم فيه، ثم عن سبب انسحابهم؛ فهل المحتوى لا يهمهم؟ أم هناك مشكلة في تجربة المستخدم؟ فهل هي مملة مثلاً؟ انظر في استطلاعات المستخدمين، أو اسأل شخصين عن الأمر فقط.

3. الأسئلة أو التحديات:

انظر في الأسئلة التي تطرحها، وكيف يجيب المستخدمون عنها أو يقيِّمونها، وما إذا كانت التحديات التي تقدمها صعبة أم سهلة للغاية، وما إذا كانت تؤدي إلى انسحاب الناس لأنَّها لم تَعُد تفيدهم.

4. الاستخدام حسب الموقع الجغرافي:

ستعرض لك معظم لوحات التحكم والقياس إحصاءات الاستخدام حسب الموقع الجغرافي؛ فهل هناك موقع جغرافي تستهدفه أقل تفاعلاً من غيره؟ تحقق من السبب وتدخَّل لتحسين الإحصاءات.

5. الأجهزة المستخدَمة:

هل كنت تتوقع أن يُستخدم المحتوى الخاص بك على الفور من خلال تخصيص فترات زمنية قصيرة لمتابعته عبر الهاتف، إلا أنَّ معظم المستخدمين يستخدمونه عبر الكمبيوتر (لفترات زمنية أطول)؟ هل يؤثر ذلك سلباً في تجربتهم أم أنَّه مجرد مفاجأة لك؟ ضع في الحسبان ما إذا كنت بحاجة إلى إعادة تنسيق تصميمك أو مكان وزمان إطلاق المحتوى الخاص بك؛ فمثلاً: الهدف هو "زيادة الكفاءة" في فريق دعم العملاء.

محتوى التعلُّم عبر الإنترنت الذي حظي بأعلى استخدام وأعلى تصنيفات من المستخدمين، والذي يرتبط بزيادة الاستجابة لطلبات العملاء، كان له تنسيق معين ومخطط ثابت، ويمكن الوصول إليه على جميع أنواع الأجهزة؛ لكنَّ المحتوى الذي لم يحظَ بذلك، كان أطول، ولم يكن أداؤه جيداً على الهواتف المحمولة، فقد توقف المستخدمون عند الصفحة 3 من أصل 10.

تشير هذه التغذية الراجعة من المستخدمين إلى أنَّ فائدتها كانت أقل؛ لذا يمكنك تعزيز ذلك المحتوى من خلال تحسين التصميم وإعادة تنسيقه لدعم الأشخاص في أثناء العمل من الآن فصاعداً.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات لنجاح التعلم في العمل

5 طرائق لقياس ما إذا كانت فكرة التصميم الخاص بك مناسبة:

نظراً لأنَّك بدأت مشروعك عبر وضع هدف واضح وتحديد مشكلة يجب إصلاحها، فقد بدأت ببعض المفاهيم والنماذج الأولية لاختبارها مع المستخدمين، وفيما يأتي خمس أفكار لقياس ما إذا كانت فكرتك مناسبة، ملحوظة: ابدأ بالاطلاع على البيانات من آخر مشروع لك، ويمكنك تجربة اختبار أ/ب (A/B testing):

  1. أطوال مختلفة من مقاطع الفيديو ومقاطع الصوت والمصادر والصفحات والموضوعات والتحديات التفاعلية وما إلى ذلك.
  2. التنسيقات: تحديد ما ينجح منها.
  3. أوقات النشر واستراتيجيات التواصل: جرب منهجيات مختلفة لأوقات النشر والتواصل لمعرفة ما يحقق لك أكبر عدد من الزيارات.
  4. منصات مختلفة: اكتشف أفضل أداء للمحتوى الخاص بك، وضَع في الحسبان أنظمة إدارة التعلُّم وبوابات التعلُّم والبريد الإلكتروني، التي ترتبط بمحتوى مستقل.
  5. إجراء الاستطلاعات وإنشاء مجموعات المستخدمين: احصل على التغذية الراجعة من المستخدمين لمساعدتك على تقييم ما يقول جمهورك أنَّهم يفضلونه، وكيف يشعرون تجاه الخيارات المختلفة التي تقدمها، وأضف إلى ذلك بعض الإحصاءات التي ستحصل عليها عبر بيانات لوحات التحكم والقياس، وعلى الرغم من أنَّ هذا يختلف عن تقييم الأداء، ولكن لا يمكنك تحسين الأداء إذا كان المحتوى لا يجذب المستخدمين في المقام الأول.

فمثلاً: الهدف هو "زيادة الكفاءة" في فريق دعم العملاء، فقد أظهرت بيانات من مشاريع سابقة أنَّ إطلاق المحتوى في صباح يومَي الإثنين والثلاثاء حصد أكبر عدد من الزيارات، كما أنَّ أفضل الفيديوهات كانت تلك التي مدتها أقل من 30 ثانية، إضافة إلى أنَّ مزيجاً من المصادر القصيرة التي يمكن استخدامها في أثناء العمل، ونهج التقييم الذاتي العميق كان مفيداً للغاية.

أظهر تطبيق هذه الأفكار على المشروع الجديد، وتجربة الأفكار مع الفريق في اختبارات المستخدم، أنَّ التنسيق نجح، ولكن يُفضَّل استخدام أسلوب أكثر حداثة وتصميم مباشر، وهذا سيشجع على المشاركة على منصات التواصل الاجتماعي.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح أساسية للتصميم التعليمي للتعلم الإلكتروني

في الختام:

لقد قدَّمنا ​​لك 20 فكرة، لكن لا تقلق فلن تحتاج إليها جميعاً لإثبات قيمة مشاريعك، واختر بعضاً منها من القائمة، والتي ستساعدك على تتبع النجاح وإثبات قيمة استثمارك، ويُعدُّ إشراك المستخدمين واحترام تغذيتهم الراجعة مقياساً هاماً مثل الإحصاءات المحددة، والتي يمكن أن تؤرقنا جميعاً، لا سيما إذا اخترت التعلُّم الإلكتروني القائم على الأشخاص.

تتمثَّل ميزة استخدام مقاييس التعلُّم هذه في أنَّها تقدم أيضاً مقارنة مفيدة عن تطور التعلُّم الإلكتروني الذي أنشأه المؤلفون المبتدئون، كي يتسنى لك دعمهم في إنشاء محتوى مؤثر.

قياس التعلُّم هو أحد الركائز الست للتعليم الإلكتروني القائم على الناس في الشركات؛ فإلى جانب الركائز الأخرى، فهو يدعم أكثر مشاريع التعلُّم عبر الإنترنت نجاحاً.




مقالات مرتبطة