20 خطأ يقوِّض ثقتك بنفسك

هل شعرت يوماً بأنَّك تبذل قصارى جهدك لتحقيق أهدافك وأحلامك؛ لكنَّك ما تزال تراوح مكانك، وتعتقد على سبيل المثال أنَّك تعمل جاهداً وتبذل ما في وسعك في العمل؛ لكنَّك لا تستطيع الوصول إلى تلك الترقية التي تطمح إليها؛ أو أنَّك متحمِّس جداً بشأن ذلك الموعد الذي جرى الأسبوع الماضي، وتعتقد أنَّه سار على ما يرام؛ لكنَّ شريكك لا يستجيب أبداً لمكالماتك بعد ذلك الموعد؛ أو أنَّك تعمل بجد على فكرة عمل جديدة، وتستهلك كثيراً من الوقت والجهد والطاقة، لكن لسببٍ ما لم تنجح هذه الفكرة أبداً.



لذلك تشك في قدراتك ويتدنى مستوى ثقتك بنفسك، وتقول في سرك: "ما خطبي؟ ألست جيداً وذكياً بما يكفي؟"، ثم في أوقات أخرى تدرك أنَّك لا تبذل جهداً كافياً ولا أداءً جيداً؛ لكنَّك تحاول إخفاء ذلك، فتتصنع الابتسامة، وتأمل ألا يلاحظ أحد مدى شعورك بالخوف والشك، ومع أنَّ التصرف بثقة والشكوك التي تنتابك على هذا النحو، قد يكون استراتيجية جيدة لتعزيز الثقة بالنفس على الأمد الطويل، فإنَّك ما تزال ترسل معظم إشارات الثقة المتدنية إلى صانعي القرار والأشخاص الهامين في حياتك.

تُترجم سلوكاتك وأفكارك ومشاعرك إلى تعبيرات ملحوظة تسلط الضوء في الواقع على مدى شعورك بالشك؛ ولسوء الحظ، فإنَّ تدني الثقة بالنفس هي ميزة غير جذابة ومنفرة للجميع تقريباً بصرف النظر عن مدى ذكائك أو مدى براعتك في التفكير، مما يعني أنَّها قد تكون السبب الأساسي وراء صعوبة تحقيق النجاح في مختلف مناحي الحياة.

في الواقع، هل تعلم أنَّ 93% من الرسائل التي نرسلها للآخرين هي من خلال التواصل غير اللفظي؟

لقد أجرى الدكتور ألبرت مهرابيان (Dr. Albert Mehrabian)، مؤلف كتاب الرسائل الصامتة، (Silent Messages) دراسات عدة عن التواصل غير اللفظي، واكتشف أنَّ 7% فقط من أيِّ رسالة تُنقل من خلال الكلمات، و38% من خلال عناصر صوتية محددة، و55% من خلال العناصر غير اللفظية (مثل تعبيرات الوجه والإيماءات والموقف، وما إلى ذلك)، وعندما نزيل 7% للمحتوى الصوتي، نعلم كيف حصلنا على إحصائية 93%.

لذا إذا كنت ستتصرف بثقة (سواء كنت تشعر بالثقة أم لا)، يجب أن تفهم أولاً كيف يبدو سلوك الثقة المنخفضة.

إليك فيما يأتي 20 خطأً يقوِّض ثقتك بنفسك:

  1. استخدام لغة جسد ضعيفة: مثل عقد ذراعيك، وعدم الابتسام، والنظر إلى أسفل، وعدم التواصل بالعين.
  2. التردُّد في التحدث ضمن مجموعات: سواء كان ذلك في اجتماع عمل، أم مكان اجتماعي، أم موقف عام.
  3. تجنُّب التفاعل مع أيِّ شخص جديد: مثل عدم القدرة على إقامة علاقات جديدة، أو بدء محادثة مع شخص تريد مقابلته.
  4. ضعف التواصل اللفظي: التحدث بصوت منخفض أو إنهاء الجمل بأسئلة أو أن تبدو عصبياً حقاً.
  5. الخوف من تجربة أشياء جديدة أو مواجهة التحديات: صعوبة اتخاذ الإجراءات التي توسِّع منطقة راحتك أو حتى الشعور بعدم الارتياح إلى حد ما، وإن كنت تعلم أنَّها ستحسِّن حياتك.
  6. التردُّد في طلب ما تريده أو تحتاج إليه: عدم القدرة على التعبير عن رغباتك بثقة لأنَّك لا تشعر بالاستحقاق.
  7. التشبُّث بإخفاقات الماضي وأخطائه: الخوض في التفكير السلبي والإحراج مما حدث منذ زمن بعيد.
  8. عدم الثقة في قرارك: الشعور بأنَّ قدرتك على حل المشكلات، أو اتخاذ القرارات، أو طرح الأفكار، أو اتخاذ إجراءات حازمة ضعيفة أو ليست بجودة نظرائك نفسها.
  9. التردُّد: عدم الثقة في قرارك بما يكفي لتبدأ في معرفة ما تريد.
  10. السماح للآخرين باتخاذ القرارات نيابة عنك: السماح لآراء الآخرين بأن تُملي واقعك.
  11. تخيُّل أنَّك لست ناجحاً بما فيه الكفاية: الشعور بالخوف من الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنَّهم أكثر نجاحاً أو إنجازاً منك.
  12. مشاعر الغيرة أو الاستياء تجاه الأشخاص الناجحين: تحويل مخاوفك وتلهفك لتحقيق شيء ما إلى مشاعر وسلوكات سلبية تجاه الآخرين.
  13. التعبير عن عدم وجود دافع لاتخاذ إجراء: الشعور بالاكتئاب أو الهزيمة ورؤية الفعل على أنَّه معدوم الفائدة أو صعب للغاية.
  14. ممارسة التخريب الذاتي: إنشاء موقف يجعل من المستحيل تحقيق النجاح؛ فيكون لديك عذر للفشل، أو لتبرير سبب شعور الآخرين بالأسف تجاهك.
  15. الحاجة إلى التأييد الخارجي المستمر: ليس فقط في العلاقات الشخصية، لكن من الرؤساء وزملاء العمل والمعلمين والعملاء والأقران.
  16. الخوف من الرفض: القلق الدائم من أنَّ الآخرين سيتجنبونك عمداً أو يؤذونك.
  17. الشعور بالخجل الشديد بشأن الطريقة التي ينظر بها الآخرون إليك: الشعور بالخجل المؤلم وعدم الارتياح بشأن ذكائك ومظهرك.
  18. التركيز جداً على المظهر الخارجي والعيوب الجسدية: الحاجة المستمرة إلى التحقق من مظهرك، ومقارنة نفسك بالآخرين، أو الهوس بأجزاء من وجهك أو جسمك، على حساب كل شيء آخر.
  19. عدم وضع حدود شخصية مع الآخرين: السماح للآخرين باستغلالك لأنَّك لا تملك الثقة لرفض طلبات الآخرين.
  20. الرغبة المفرطة في مساعدة الآخرين أو إرضائهم: التجاهل التام لقيمك أو احتياجاتك أو رغباتك لكسب مودة الآخرين واستحسانهم.

هل ترى نفسك في أي من هذه السلوكات التي تعبِّر عن ضعف ثقتك بنفسك؟ إذا كان الأمر كذلك، للأسف، فأنت ترسل إشارات لمن حولك بأنَّك لا تستحق أو لا تستطيع التقدم لتولي المسؤولية عن أيِّ موقف تواجهه؛ وإذا كنت لا تبدو واثقاً لمن حولك، فلن يثقوا كثيراً بك، والأسوأ من ذلك أنَّه عندما يُظهر هؤلاء الأشخاص عدم ثقتهم بك، تتدنى تلقائياً ثقتك بنفسك.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح مؤكدة لاكتساب الثقة بالنفس

7 خطوات لزيادة الثقة بالنفس:

ما الذي يمكنك فعله لتغيير هذه السلوكات التي تعبِّر عن ضعف ثقتك بنفسك، لتبدأ اتخاذ الإجراءات اللازمة وتستعيد ثقتك بنفسك؟ لحسن الحظ، الثقة مهارة يمكن تعلمها وتنميتها، مثل أي مهارة أخرى، فهي تنطوي على فهم خطوات محددة قابلة للتنفيذ وممارستها حتى تكتسب هذه المهارة.

فيما يأتي سبع خطوات هامة للبدء بذلك:

1. إيقاظ الوعي:

لا يمكنك تغيير ما ترفض مواجهته، وهذا هو السبب في أنَّ الخطوة الأولى لأي تغيير هي الوعي الذاتي؛ إذ يجب أن تدرك ما هي المشكلة وكيف تظهر في حياتك، وما هي الأفعال والأفكار والخيارات التي تنم عن ضعف ثقتك بنفسك وتتخذها في حياتك الآن؟ وفي أي مجالات حياتك قد ينظر إليك الآخرون على أنَّك ضعيف أو غير مستقر؟ كن صادقاً مع نفسك واعترف بالجزء الذي تحتاج فيه إلى تعزيز ثقتك بنفسك.

2. البحث عن سبب الشك الذاتي:

بمجرد تحديد الجزء الذي تفتقر فيه إلى الثقة، ابحث عميقاً وحاول تمييز السبب؛ هل كان حدث أمر مثير في طفولتك أو في الماضي القريب قوَّض ثقتك بنفسك؟ هل ما زال هذا الوضع حقيقة في حياتك؟ ففي معظم الأوقات، مجرد ذكرى ألم الماضي هو ما يبقينا عالقين في حالة من تدني الثقة بالنفس؛ لكن لم يعد هناك أية حقيقة لذلك الحدث على الإطلاق، وإدراكك لهذا الأمر يعيدك إلى دفة القيادة والسيطرة من جديد.

3. إعادة تعريف الحقيقة الحالية لحياتك:

إذا لم يعد الحدث السابق الذي تسبب في ألمك حقيقياً، فابحث عن دليل يتعارض مع الحدث، وعن المواقف الإيجابية الحقيقية الموجودة في حياتك الآن، والتي تعكس الثقة والقوة؛ فمن المحتمل أن يكون هناك الكثير إذا نظرت حولك بعناية، بمعنى آخر، درِّب عقلك على رؤية الخير في كل شيء، وتحدث عن نعمك أكثر مما تتحدث عن مشكلاتك، وابحث عن الأشياء التي يمكن أن تبتسم بسببها الآن.

4. تنظيم جدول حقيقي للأعمال الإيجابية:

إذا أدركت أنَّك بحاجة إلى القيام بشيء ما لتحسين نفسك أو مهاراتك أو مستوى راحتك في موقف ما، فحدِّد بالضبط ما يجب القيام به وأنشئ قائمة بالإجراءات المناسبة، ربما تحتاج إلى تبديل وظيفتك، وربما تحتاج إلى مقابلة مستشار للمساعدة على التغلب على جروح الماضي العميقة أو عدم الأمان، ابحث عن كل ما يحتاج إلى تحسين، واكتشف الخطوة الأولى ثمَّ أضفها إلى روتينك، ثم دع الخطوة الأولى تقودك إلى الخطوة الثانية، وأضفها أيضاً، وهكذا دواليك.

5. ممارسة الثقة بالنفس:

إذا عزَّزت ثقتك بنفسك فسوف تقلِّل من خوفك؛ لذلك في المواقف الصغيرة التي يمكن التحكم فيها، تدرَّب على التصرف بثقة، وإن كنت لا تشعر بذلك، تحدث في اجتماع، وقدِّم نفسك لشخص جديد، وتحدَّ نفسك للقيام بشيء خارج منطقة الراحة الخاصة بك، وعندما تتخذ إجراء وتحقق بعض النجاح في هذه المواقف الصغيرة، ستشعر بمزيد من الثقة، وستسمح لك ثقتك المتزايدة باتخاذ إجراءات أهم وذات مردود أعلى على الأمد الطويل.

6. دراسة الجانب الإيجابي للفشل:

قال رئيس وزراء المملكة المتحدة سابقاً ونستون تشرشل (Winston Churchill) ذات مرة: "النجاح هو التعثر من فشل إلى فشل دون فقدان الحماسة" عليك أن تعلم أنَّ هذا صحيح؛ إذ لا يعني أنَّك هُزمت فقط لأنَّك واجهت هزائم عدة في حياتك؛ فالفشل هو البهارات التي تعطي النجاح نكهته، وكل منعطف خاطئ تسلكه هو جزء ضروري من رحلتك نحو النمو والنجاح في نهاية المطاف، ويمكنك نقل ما تتعلمه من الفشل إلى المحاولة التالية لضمان فرصة أكبر للنجاح مستقبلاً.

إقرأ أيضاً: 18 طريقة لتعود أقوى بعد الفشل

7. التركيز على المساهمة:

في بعض الأحيان ننشغل في أنفسنا، ونركز أكثر على تصوراتنا الخاصة، ولا نركز تركيزاً كافياً على احتياجات الآخرين؛ وهذا ما يجعلنا نشعر وكأنَّ العالم يدور حولنا فقط، ومن بين الآثار الجانبية الأخرى، يجعلنا ذلك أيضاً أكثر تركيزاً على عيوبنا؛ لذا تحرر من تفكيرك وركز أكثر على المساهمة التي تقدمها للآخرين، سيساعدك القيام بذلك على تقليل القلق بشأن عيوبك، بسبب تقليل التركيز على نفسك؛ إذ سيزيد ذلك من ثقتك بنفسك ويسمح لك بالمساهمة في إسعاد العالم من حولك، وعندما تشهد الآثار الإيجابية لمساهماتك، ستكافأ بزيادة شعورك بقيمتك الذاتية.

من خلال الانتباه إلى سلوكك الذي ينتج عن الثقة المتدنية بالنفس، فأنت لا تنتبه فقط إلى الأجزاء من شخصيتك التي تحتاج فيها إلى تحسين ثقتك بنفسك وتقويتها، لكن أيضاً تبدأ عملية إعادة تحديد الطريقة التي ينظر بها الآخرون إليك؛ فالثقة هي الصفة الأكثر جاذبية التي يمكنك امتلاكها، فلا تسمح لضعف الثقة بالنفس بإحباطك وتقويض قدراتك.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات هامة تكسبك الثقة في النفس

في الختام:

تذكَّر أنَّ الأمر لا يتعلق بمدى ذكائك أو مدى معرفتك؛ بل يتعلق باتخاذ الإجراءات واستخدام ما تعرفه لتغيير طريقة عيشك، افعل شيئاً اليوم لتصبح شخصاً واثقاً من نفسه وناجحاً وسعيداً، وبقراءة هذا المقال، تكون بالفعل قد وصلت إلى منتصف الطريق.




مقالات مرتبطة