15 نصيحة لتحسين مهاراتك في الكتابة

الكتابة بلا شك إحدى أهم المهارات في الحياة؛ فهي تساعدك على التفكير والتواصل بطريقة أفضل، مما يعزز من شعورك بالسعادة ويزيد من فرص العمل؛ إنَّها مهارة عليك العمل على تطويرها أكثر من غيرها، وقد يتطلب الأمر وقتاً كثيراً والتعلُّم من التجارب المتكررة.



ستناقش هذا المقال 15 نصيحةً موجزةً عن الكتابة، يمكنك تطبيقها على الفور دون الحاجة إلى الدراسة لسنوات لاحترافِها؛ وذلك لأنَّها ستساعدكَ على التميُّز بكتاباتك، وهي:

1. أوجز في الكلام:

تفرض عليك الكتابة بإيجاز أن تكون واضحاً؛ وذلك لأنَّ كتاباتنا كأفكارنا عادةً ما تكون مجردةً ومبعثرة، لكن يمكنك تجنب الأمر من خلال سعيك الدائم إلى أن تكون موجزاً ​​قدر الإمكان.

2. افترض أنَّ القارئ جاهلاً بما تكتب عنه:

حياة الناس مليئة بالمشاغل؛ لذلك لا تتوقع أن يكون لديهم معرفة كافية بما تتحدث عنه، فعندما تكتب بريداً إلكترونياً أو تقريراً أو رسالةً أو مقالاً وما إلى ذلك، ضع في حسبانك أنَّ القارئ لا يشاركك ذات الخبرة فيه، فهذا سيجعل كتاباتك مُواكِبة لآخر المستجدات ويفهمها الجميع.

3. اختر الوقت المناسب للكتابة:

مزاجك ينعكس على كتاباتك، فإذا كنت منفعلاً سينعكس ذلك على ما تكتبه أيضاً، وقد تحاول إظهار خلاف ذلك؛ لكنَّك لا تستطيع التحكم بعقلك الباطن؛ وهذا لا يعني ألَّا تكتب إلَّا عندما تكون في مزاج جيد؛ بل اختر الوقت الذي تكون فيه عادةً في مزاج أفضل، قد يُفضِّل بعض الناس الكتابة باكراً في الصباح أو في وقت متأخرٍ ليلاً.

4. شارك القصص الشخصية:

ثمة كتب كثيرة في المساعدة الذاتية هذه الأيام التي تعتمد الأسلوب القائمَ على سرد قصة تاريخية واستخلاص الدروس منها، وإذا نظرت إلى مراجعات موقع أمازون (Amanzon)، ستجد أنَّ الانتقاد الأول لذلك النوع من الكتب هو الافتقار إلى المنظور الشخصي، وقد تظنُّ أنَّ القُرَّاء لا يعنيهم ذلك الأمر؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّهم يهتمون فعلاً بقصصك الشخصية.

على سبيل المثال، قد يرسل أحد شركاء العمل بريداً إلكترونياً عن مشروع تأخَّر في تسليمه بسبب إصابته بفيروس كورونا "COVID-19"، ويشرح عن المدة التي استغرقها ليتعافى، ورداً على ذلك تكتب إليه عن آلام المعدة التي عانيت منها سابقاً، وكيف استغرقت شهراً لتستعيدَ عافيتك من جديد.

إنَّ مشاركة القصص تعزز نوعاً من الترابط على المستوى الشخصي؛ فالقصص الشخصية تربط القُرَّاء بالعمل على مستوى أعمق.

5. تجنَّب الاستعجال بنشر كتاباتك:

يُعَدُّ إرسال أو نشر أي نص مكتوب فور الانتهاء منه من الممارسات الخاطئة عموماً؛ إذ عليك مراجعة كتاباتك جيداً قبل أن تفعل ذلك، فقد تكون متسرعاً للغاية بردك، وقد تنسى إِرفاق رابط أو ملف وما إلى ذلك، ليس عليك سوى أن تشغل نفسك بأمرٍ آخر لبضع دقائق، ثمَّ تعود إلى ما كتبته في وقتٍ لاحق، عندها تستطيع تدقيق عملك وتحريره قبل الإرسال.

6. تجنَّب العبارات النمطية:

لا يُحبِّذ القراء استخدام تعبيرات مُكرَّرة؛ فهي تُشير إلى أنَّك تفتقر إلى الإبداع وأصالة الفكر، وتجعلك تبدو مثل إنسان آلي.

7. دوِّن يومياتك:

الأفكار تبقى مجردة أمَّا الكتابة فهي واضحة الهدف؛ فعندما تدون يومياتك فإنَّك تعزز قدرتك على ترجمة أفكارك إلى كلمات، وكأيِّ مهارة أخرى فإنَّها تتطلب تدريباً مستمراً، وكلَّما فعلت ذلك بعزمٍ ونية قوية، حصدت نتائج أفضل.

8. كن واضحاً في أفكارك:

عبِّر عمَّا يدور في ذهنك أو ما تشعر به، وتجنَّب ترك الأمور للتأويل؛ لأنَّ ذلك يزعج القراء، وباستطاعتنا في الغالب أن نكون أوضح في كتاباتنا ممَّا نحن عليه في الواقع، فعندما تشرح فكرةً ما لست بحاجة إلى توضيح الأمور؛ لأنَّك تستطيع استخدام صوتك وتعابير وجهك والأمثلةَ لإيضاح وجهة نظرك، لكن عندما تكتب فالكلمات هي كل ما تملكه؛ لذلك احرص على أن تكون أقوى وقعاً.

9. اكتب فِقْرات قصيرة:

لا تكتب فِقْرات تزيد عن 3 إلى 4 جمل؛ فمن السهل قراءة النص إذا كانت الفِقْرات قصيرة.

شاهد: 5 طرق تجعل من تدوين اليوميات عادة مكتسبة

10. لا تُبالغ بطلب التغذية الراجعة:

قد يبدو هذا الأمر غير منطقي، لكن تكمن المشكلة في التغذية الراجعة أنَّك ربما تحصل عليها من أشخاص قد لا يجيدون الكتابة حتَّى، ممَّا سيوقعك في الحيرة.

وهذا من أكثر المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالكتابة، فأنت في الحقيقة لا تحتاج إلى تغذية راجعة من الناس لتُثبت أنَّك كاتب جيد؛ فكثير منها يُضعف من تأثير كتابتك عندما تصدر عن أشخاص يفتقرون للكفاءة، وإذا كنت تريد الحصول على تغذية راجعة، استشر شخصاً تثق بخبرته.

11. استخدم الكلمات الشائعة:

تجنَّب استخدام الكلمات المنمقة التي يستخدمها الناس فقط في الكتابة؛ فمتى كانت آخر مرة سمعت فيها أحدهم يقول كلمة "مُقتضَب"؟ فهي صفةٌ يُقصد بها اختصار الكلمات المستخدمة للتعبير عن أمرٍ ما، ممَّا يجعلها في الواقع كلمةً مُعبِّرة، لكن ما من أحد يستخدمها عند التحدث.

قال الروائي وكاتب القصة القصيرة "إرنست همنغواي _ Ernest Hemingway": "من الرائع أن تكتب بأسلوب بسيط؛ فكلما كانت كتاباتك أبسط كان ذلك أفضل".

12. تفرَّغ للكتابة:

الكتابة عمل مرهق فكرياً؛ لذا يجب أن تأخذه على محمل الجد وتمنحه كامل اهتمامك؛ فمن الصعب للغاية أن تُركز جيداً عليها وأنت منشغلٌ بأمر آخر في الوقت نفسه؛ لذا أغلق الباب على نفسك لتتفرَّغ لها، ولا تفتحه إلَّا عندما تنتهي ويكون عملك جاهزاً لتقدمه إلى العالم.

13. اكتب الحقيقة:

كثيراً ما يقول الناس: "لا أعرف ماذا سأكتب"، لكن ليس عليك إلا كتابة الحقيقة، سواء كان المُراد بذلك كتابة بريد إلكتروني أم تأليف كتاب، كُن صادقاً وعبِّر عما يدور في ذهنك.

14. لا تخشَ أي شيء:

غالباً ما يستخدم الكُتَّاب كلمات مثل "يمكن" و"ربما" للتستر خلفها، لكن عندما تكتب، فهذا ليس الوقت المناسب لتبيُّن الحقائق، بل للتحدث بقناعة تامة؛ لذا لا تخشَ ارتكاب الأخطاء، سواء كان ذلك في القواعد النحوية أم في حُكمك على الأمور، فلا ينبغي أن تكون كتاباتك مثالية.

كتب همنغواي في رسالةٍ إلى الروائي الأمريكي وكاتب القصص القصيرة إف سكوت فيتزجيرالد (F. Scott Fitzgerald): "اكتب بصرف النظر عن حُكم الناس، أو ما إذا كان ما ستكتبه عملٌ عظيمٌ أم لا، فأنا أكتب صفحةً واحدةً رائعةً، وإحدى وتسعين صفحةً من الكلام الفارغ تنتهي في سلة المهملات".

إنَّها عقلية لا تعرف الخوف، فما المشكلة إذا انتقد الناس كتاباتك؟ إنَّ القُرَّاء المتعالين لدرجة أنَّ بعض الأخطاء المطبعية أو النحوية تُشعرهم بالنفور ليسوا أهلاً للإعجاب بأي حال، ولا حاجة إلى إرضائهم.

إقرأ أيضاً: كيف تساعدك الكتابة على تحقيق السعادة؟

15. اصرف النظر عن الأمر إذا واجهت صعوبةً:

يُمكن أن تجري عملية الكتابة بسلاسةٍ كالماء أو بتثاقلٍ كالسير في الوحل، فعندما تشعر أنَّك عاجز ولا تستطيع كتابة جملة واحدة، توقَّف عن ذلك كلياً، فالكتابة الجيدة تجري بسلاسة.

عندما تجلس لتكتب، يجب أن تتدفق أفكارك بسهولة، وإذا لم يحدث ذلك، فهذا يعني أنَّك يجب أن تتوقف عن الكتابة عن هذا الموضوع في ذلك الوقت بالضبط، فاتركه جانباً واكتب شيئاً آخر، أو تناول كوباً من الشاي.

إقرأ أيضاً: كيف تساهم الكتابة في تحسين الوعي الذاتي والصحة العقلية؟

في الختام:

إنَّ النصائح التي تمت مشاركتها في هذا المقال لا علاقة لها باللغة أو القواعد النحوية، فالكتابة الجيدة تبدأ من فكرٍ سليم، كما أنَّها تتعلق بترجمة أفكارك إلى كلمات، واحترام القارئ؛ لذا عليك أن تجعل ما تكتبه سهل القراءة بالنسبة إلى الآخرين.

هذا ليس أمراً يحدث بين عشية وضحاها؛ فكي تصبح كاتباً جيداً، تحتاج إلى الممارسة، لكنَّ الأمر يستحق الجهد؛ لأنَّ الكتابة من أهم المهارات على الإطلاق.

المصدر




مقالات مرتبطة