15 مشكلة شائعة في العلاقة الزوجية وكيفية التعامل معها

كبرنا ونحن نحلم بعلاقات حب كالتي نسمعها في القصص والأفلام، حتى اعتبرناها معياراً للعلاقات العاطفية والحب في حياتنا، وأخذ كلٌّ من الرجال والنساء يبحثون عن شريك يشبه بطل أحد القصص الخرافية كي يعيش معه قصة خيالية ملؤها الحب، وينعم بزواج هانئ يحظى بمباركة الجميع؛ وكما تقول حكايات الجدات "يعيشون بسبات ونبات، وينجبون الصبيان والبنات".



نظراً إلى ذلك، يُعِدُّ الكثيرون الزواج خطوة إيجابية يرغبون في خوضها، ولم لا؟ ألا يحلم كلٌّ منَّا بهذه العلاقة المماثلة للقصص الخرافية والعيش بسعادة أبدية؟

لكنَّ الواقع دائماً ما يصدمنا، ونكتشف أنَّ الأفلام ما هي إلَّا مجرد تمثيل، وأنَّ الزواج في الحقيقة ليس بتلك السهولة؛ وهذا ما يؤكده جميع الأزواج، فقد يعاني الزوجان تأزُّماً وتعاسة كبيرة في زواجهما إن لم يعملا على حلِّ المشكلات التي تعترضهما.

لنكن واقعيين، لا يعلِّمنا أحد أو يوجِّهنا لنحظى بعلاقة زوجية سعيدة وسليمة، بل إنَّنا في الحقيقة نحاكي ما نراه في علاقة والدينا، ونحذو حذوهم؛ ولهذا السبب، تعاني معظم الزيجات من المشكلات، إلَّا أنَّ وجود هذه المشكلات أمر طبيعي في أي زواج؛ لكن هنالك أزواج قادرون على تخطي العقبات التي تهدد زواجهم، وآخرون يفشلون في ذلك.

تعاني جميع الزيجات من المشكلات نفسها تقريباً؛ فالأمر سيان إن كنتما تسعيان إلى إصلاح المشكلات فيما بينكما بفاعلية، أو كانت هذه المشكلات تهدد بالطلاق.

دعونا إذاً نستعرض 15 مصدراً للخلافات الزوجية:

1. توزيع المهمات:

أظهرت الدراسات أنَّ المرأة هي من يقع على عاتقها أداء معظم الواجبات والمهمات المنزلية حتى لو كانت موظفة، ممَّا يخلق لديها إحساساً بالإجهاد؛ وتعدُّ هذه الواجبات المنزلية أمراً هيناً مقارنة بـ "الأدوار الجندرية" التي يحددها المجتمع للرجل والمرأة؛ وبعبارة أخرى: يتوقع المجتمع من النساء تذكر الأمور والنشاطات والمواعيد التي تخص أولادهن.

قد لا تكون المرأة هي من يتحمل هذه الأعباء دائماً، لكنَّ عدم العدالة في توزيع المهمات قد يخلق الكثير من المشكلات.

2. الناحية المالية:

هناك اختلاف كبير بين الناس المسرفين والمقتصدين؛ لذا تخيل كمَّ المشكلات لو كان أحد الزوجين مسرفاً والآخر مقتصداً.

إنَّ الشجار حول المال وكيفية إنفاقه هو أحد أكثر المشكلات شيوعاً في الزيجات، فقد يسعى أحد الزوجين إلى تجميع المال والاستثمار به، في حين لا يهتم الشريك بذلك بتاتاً؛ وينشأ من هنا الخلاف.

شاهد بالفيديو: 7 أفكار تساعدك على توفير مصاريف الأسرة

3. الاختلاف في أساليب تربية الأطفال:

إنَّ تربية الأطفال أمرٌ مجهدٌ للوالدين؛ إذ يقع على عاتقهما العناية بالطفل بدءاً من رضيع يبكي باستمرار ولا ينام، إلى طفلٍ يمرُّ بنوبات غضبٍ وبكاءٍ لا تتوقف، ومن ثمّ مراهق ثائر يذيقهما المرارة في تصرفاته.

قد تكون التربية حملاً ثقيلاً عليهما مهما بلغت محبتهما للأطفال، خصوصاً مع اختلاف أساليب التربية التي يتبعها أحد الوالدين دون الآخر، كوسائل العقاب؛ ممَّا يخلق شرخاً في العلاقة بين الزوجين.

4. الاختلافات في الشخصية:

إن كان أحد الزوجين انطوائياً والآخر اجتماعياً، فقد يخلق هذا توتراً نتيجة الخلاف على مقدار التواصل الاجتماعي مع الآخرين.

قد يشك الشخص الاجتماعي في محبة الآخرين له لأنَّ شريكه الانطوائي لا يرغب في حضور المناسبات الاجتماعية معه؛ وفي المقابل، قد يشعر الانطوائي بالرفض لأنَّ شريكه يفضل الاختلاط بآخرين غيره؛ وهذا مجرد جانب واحد من جوانب الاختلافات في الشخصية التي يمكن أن تسبب مشكلات في الزواج.

إقرأ أيضاً: ما هي النرجسية؟ وكيفية التعامل مع الشريك النرجسي؟

5. الاختلاف في أنماط التواصل والشجار:

ربَّما نشأ أحد الزوجين في أسرة اعتاد أفرادها على الصراخ على بعضهم بعضاً عند الغضب، بينما تربَّى الآخر في أسرة يكتم أفرادها غيظهم ويتبعون في خلافاتهم أسلوب تجاهل الآخر.

عند حدوث النزاع بين الزوجين، يشكل الاختلاف في الأسلوب المتبع في التواصل والشجار عقبة كبيرة تقف في طريق الزواج السعيد والسليم.

6. الاختلاف في لغات الحب:

يحدد الدكتور "غاري تشابمان" (Gary Chapman) في كتابه "لغات الحب الخمس" (The Five Love Languages)، خمس طرائق مختلفة يعبِّر فيها الناس عن الحب، وهي:

  • التعبير عن المشاعر عملياً.
  • التعبير عن المشاعر كلامياً.
  • اللمسات الحانية.
  • تكريس الوقت للشريك.
  • تقديم الهدايا.

قد تشعر أنَّ شريكك لا يبادلك الحب لاختلاف لغة الحب فيما بينكما، ويؤدي هذا إلى زواج تهدد المشكلات استقراره؛ فمثلاً: قد تشعر أنَّ شريكك لا يبادلك الحب لأنَّه يفضل التعبير عن مشاعره عملياً، كالقيام ببعض المهمات عنك أو تدليلك؛ في حين أنَّك تعدُّ تقديم الهدايا لغة الحب الأفصح.

إقرأ أيضاً: 11 طريقة ذكية للتعبير عن الحب للشريك دون استعمال الكلمات

7. العلاقة الحميمية:

لدى الجميع احتياجات جنسية تختلف عن الآخرين، ويشمل هذا معدل العلاقة الحميمية ونوعها؛ حيث يعدُّ بعض الناس العلاقة الحميمية جزءاً أساسياً من العلاقة الزوجية، فيما لا يوليها آخرون ذاك القدر من الاهتمام؛ بالإضافة إلى العديد من الأمور والتفضيلات الأخرى التي تشكل أساساً للمشكلات في علاقات الأزواج؛ وربَّما ينعكس عدم الوفاق هذا على جوانب أخرى في حياتهم.

8. الغيرة والخيانة:

يعاني كثيرون من الشعور بعدم الأمان، في حين يميل الكثيرون إلى خيانة شركائهم؛ كما قد نلاحظ نشوء الغيرة في العلاقات، سواء خان الشريك أم لا.

لا تقتصر الخيانة على الفعل الجسدي وحسب، حيث تنتشر الخيانة العاطفية كثيراً هذه الأيام نتيجة للتكنولوجيا التي تجعل التواصل مع الآخرين أمراً هيناً، حيث يُسهِّل هذا على الخائن إخفاء ما يفعله مع الآخرين أو يقول لهم.

9. الملل:

تكون العلاقات في أوج إثارتها في البدايات، ويشعر الشريكان أنَّهما يحلِّقان فوق الغيوم من نشوة الحب؛ ثمَّ يفتر هذا الافتتان مع مرور الوقت وتفقد العلاقة رونقها؛ وبمجرد أن يحدث هذا، يصاب كثيرٌ من الأزواج بحالةٍ من الفتور العاطفي، وتؤول العلاقة إلى حالةٍ من الركود.

يتطلب الإبقاء على جذوة الحب أن يواظب الشريكان على ممارسة النشاطات التي تثير اهتمامهما سوياً، وممارسة بعض النشاطات الجديدة؛ كالخروج في إجازة إلى الشاطئ، أو تحضير وصفات طعام سوية، أو إعداد حفلة شواء مع العائلة.

10. عدم تكافؤ القوى:

يمكن أن تتجلى القوة في عدة أشكال، كالقوة المالية والتربوية وغيرها؛ فإن كان أحد الزوجين يجني مالاً أكثر من الآخر، أو كانت الزوجة ربة منزل غير عاملة، فسيخلق هذا نوعاً من عدم التوازن في العلاقة بسبب الخلاف حول الشريك الذي يكسب المال، وعدم التوازن هذا مشكلة شائعة في الزواج.

وبالمثل، نجد تفاوتاً في القوة عندما يتعلق الأمر بمن يمتلك السلطة الأكبر في اتخاذ القرار؛ ممَّا يخلق مزيداً من المشكلات لشعور أحد الزوجين بالعجز أمام سلطة شريكه.

11. سوء المعاملة:

رغم الأشكال الكثيرة التي يظهر سوء المعاملة فيها، إلَّا أنَّ الإيذاء الجسدي هو أول ما يخطر في بالنا عندما تتبادر إلى مسامعنا كلمة "سوء المعاملة"، غير أنَّ سوء المعاملة المعنوي والعاطفي يضر بالجميع على وجه العموم، وبالأزواج على وجه الخصوص.

نستنتج من هنا أنَّ سوء المعاملة بجميع أشكاله -جسدياً كان أم معنوياً أم إساءة لفظية، وسواء وقع على أحد الزوجين أم كليهما- سيؤدي حتماً إلى تدمير الزواج عاجلاً أم آجلاً.

12. القيم والمعتقدات:

يقول المثل: "قد يقع طائر وسمكة في الحب، لكن أين سيعيشان؟"؛ وبعبارة أخرى: عندما ينظر الزوجان إلى العالم بمنظورين مختلفين، فسيجدان صعوبة في فهم بعضهما بعضاً، ممَّا قد يؤدي إلى نشوء المشكلات في الزواج.

يتجلى هذا الاختلاف أيضاً في المعتقدات الدينية والاتجاهات السياسية وغيرها من وجهات النظر، فتنشأ الخلافات التي تشحن الزواج بكمٍّ هائل من التوتر.

13. محاولة تغيير أطباع وعادات الشريك:

لا أحد مثالي في هذا العالم، ولكلٍّ منَّا عيوبه المزعجة للآخرين؛ لكن عندما لا يستوعب الناس هذا الأمر، يحاولون تغيير بعضهم بعضاً؛ فمثلاً: قد يشتكي أحدهم من كسل شريكه، فيقول أنَّه سيعمل على تغييره بعد الزواج؛ لكنَّ الأمور لا تجري بهذه الطريقة، ولا يمكننا تغيير الآخرين.

لذا عليك أن تتعلم تقبُّل شريكك كما هو، وإلَّا ستتسبب بالتعاسة لك وله نتيجة التذمر والشكوى المستمرين لحثه على تغيير طباعه وعاداته، ناهيك عن استحالة تغييرها.

14. بذل جهد أكبر بكثير من الشريك:

إنَّه لمن الطبيعي أن تمُنَّ على شريكك إن شعرت أنَّك تبذل لأجله أكثر ممَّا يبذل لأجلك، فقد تنظر إلى نفسك وترى أنَّك تمضي نهارك في العمل وتعود إلى البيت لتقوم بالمهمات المنزلية والعناية بالأطفال، وشريكك مستلقٍ لا يمد لك يد العون ولا يكلف نفسه حتى عناء ملاحظة الإجهاد البادي عليك.

ستشعر أنَّك تبذل جهوداً جبارة مقارنةً بشريكك، وتختزن بالنتيجة في داخلك مقداراً كبيراً من الاستياء قد ينفجر يوماً ما مدمراً زواجكما.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب كيف تغيّر تصرفات أي شخص

15. التطلعات غير الواقعية:

يرسم جميعنا في مخيلته صورة حول الطريقة التي نرغب أن يعاملنا بها الآخرون؛ فعندما تفكر في الزواج، تعتقد أنَّ الزوجين يمضيان كل لياليهما برومانسية وحميمية، وهذا اعتقاد خاطئ طبعاً؛ ذلك لأنَّ مشاغل الحياة والأطفال والإجهاد من العمل والواجبات تجعل أغلب الأزواج منهكين ولا يرغبون إلَّا في الراحة.

أو ربَّما تعتقد أنَّ على زوجتك أن تعرف كيفية تحضير أطباق شهية كالتي تعدها أمك، لتُفاجَأ عند الزواج بأنَّها لا تطيق الطهي؛ وبذلك سيسبب تعليق آمال وتطلعات غير واقعية على شريكك المستقبلي الإحباط والغضب لكليكما.

الخلاصة:

مهما بدا الزواج سعيداً، فإنَّه لا يرقى أبداً إلى درجة المثالية، وعليك بذل مجهود لتحظى بزواج سعيد؛ لكن لا يعني هذا أنَّ على المجهود أن يكون كبيراً.

لإنجاح الزواج، على الشريكين بذل 100% من طاقتهما وجهدهما لحل المشكلات التي لا بدَّ وأن تعترض زواجهما، حيث يتطلب الأمر التزماً تاماً، وهو ليس بالأمر الصعب.

 

المصدر




مقالات مرتبطة