15 فكرة مؤذية عليك تجنبها لأجل حياة أفضل

ما هي طبيعة حديث الذات الذي تخاطب به نفسك؟ هل تحنو عليها وتخاطبها برفق وحنان مثلما تخاطب أعز أصدقائك عندما يطلب منك النصح والمشورة، أم تقسو عليها كما تقسو على ألد أعدائك، أم تراك تبوح لها بأفكارك السلبية عن الحياة وفقدانك الأمل؟ أنت تخاطب نفسك كل يوم في سرِّك، وتقنعها بكل كلمة تقولها؛ لذا حذاري من حديث الذات الهدَّام هذا، وكن يقظاً وانتبه إلى كل كلمة تقولها لنفسك، وتأمَّل السؤال الآتي:

"ما الذي عليَّ تجنُّب التفكير به وقوله لنفسي؟".



إليك خمس عشرة فكرة مؤذية عليك تجنبها في حديثك مع ذاتك:

1. "لقد فات الأوان":

كائناً من كنت وأيَّاً كان ما فعلت وأينما خُلقت؛ تستطيع دوماً أن تعزز قدراتك، وتصبح شخصاً أفضل، وستنعم بالراحة والقوة والوعي عندما تتوقف عن الاستماع لآراء الآخرين وتحاول عوضاً عن ذلك أن تنصت لصوت قوَّتك الهادئ والراسخ في داخلك وعندما تسمعه بوضوح ستعلم أنَّ الأوان لم يفت لتصبح ما أردت دوماً أن تكون.

2. "ليتني كنت أقوى، أو أذكى، أو أجمل أو ما إلى ذلك":

أشد أنواع الوحدة وحشةً ألَّا تكون متصالحاً مع ذاتك، ومن الأفضل دوماً أن تكون على سجيَّتك ولو عنى ذلك المخاطرة بالتعرض لتهكُّم الآخرين، عوضاً عن العيش في كذبة واحتقار ذاتك؛ لذا تذكَّر أنَّ معظم ما يصيبك هو انعكاس مباشر لنظرتك لنفسك، فمقدار نجاحك يحدده مقدار احترامك لذاتك، وما من إمكانات ستجدها في نفسك ما لم تؤمن بجدارتك بها.

3. "ليس هاماً التعبير عن أفكاري":

الصمت يطيل من صراعاتك الداخلية ويجعلها أكثر صعوبة؛ لذا أفصح عمَّا في جعبتك قبل أن تموت كمداً، فكثير من الناس يكتمون أثمن أفكارهم ومشاعرهم، أو لا يُعبِّرون عنها بوضوح.

4. "كلما تجنَّبت المخاطرة تجنَّبت ندماً قادماً":

تكمن الخسارة الحقيقية في خشية المجازفة؛ فالجرأة على اتخاذ القرارات وإحداث التغييرات واغتنام الفرص هي طريقك إلى النجاح؛ لذا عليك اتخاذ القرار بأن تغامر وتنتهز الفرص، وإلا ستبقى في مكانك؛ ففي النهاية ما نندم عليه أكثر من أخطائنا هو الفرص التي فوَّتناها، والعلاقات التي تهربنا منها خشية الفشل، والقرارات التي ماطلنا في اتخاذها.

إقرأ أيضاً: المخاطرة ما بين الضرورة والتسرع

5."أحتاج إلى موافقة الآخرين":

قم بما عليك فعله، لا تتردد وتضيع وقتك في إقناع الآخرين، فمعظم الناس يسمعون فقط ما يرغبون في سماعه، وعدم قدرة أحدهم على فهم وجهة نظرك لا ينفي وجهة نظرك.

6. "سأبدأ في الغد":

تستطيع إنجاز الكثير في يوم واحد إن فعلت ذلك اليوم وتوقفت عن التأجيل ليوم غد؛ لذا لا تدع خوفك من ارتكاب الأخطاء يَحول دون تقدمك، فأن تعيش حياةً تتخللها الأخطاء ليس أكثر نفعاً من عيش حياة فارغة وحسب؛ بل أكثر متعة أيضاً.

7. "كل ما أحتاج إليه هو راحة البال":

لن تستطيع التقدم إن بقيت متمسكاً بالروتين فقط لكونه مألوفاً ومريحاً، ونادراً ما تتحقق الإنجازات العظيمة في منطقة راحتك؛ لذا عليك بالمجازفة؛ إذ لن تعيش حياتك على أكمل وجه ما لم تسمح لنفسك بالخروج عن المعتاد.

شاهد بالفيديو: نصائح من الدكتور ابراهيم الفقي لحياة أفضل

8."عليَّ تفادي الألم مهما كلَّف الثمن":

أكثر صفات البشر جوهريَّةً هي قدرتنا على الإبداع والكفاح والتحمل والتأقلم والحب والتغلب على مصائبنا، وحاجتنا للألم كحاجتنا للتنفس، ولا تكمن نقاط قوتِّنا نحن البشر في قدرتنا على أن نكون سعداء أو تعساء؛ بل في قدرتنا على أن نكون محطمين وأقوياء في الوقت نفسه.

9."اللوم كلُّه يقع على عاتقهم":

إن قضيت حياتك تلوم الآخرين حيال ما فعلوا أو لم يفعلوا وما علموا أو لم يعلموا؛ لن تبرح مكانك، ومن السهل توجيه اللوم لغيرك لأنَّ ذلك ببساطة يوفر عليك مشقة العمل، وهذه ليست بحياة؛ إنَّما موت بطيء، فقبول وضعك الراهن كما هو من خلال اغتنام كل فرصة يقدمها لك الحاضر في كل لحظة بقناعة مجردةٍ من أي لوم هو ما يغني قصة حياتك ويدفعك إلى المضي.

10. "لا ضرر في نكث الوعود من وقت إلى آخر":

أنت تقطع على نفسك وعلى الآخرين وعوداً عديدة طوال الوقت، والسؤال هو "أتلتزم بإيفائها؟"، فإن قلت أنَّك ستفعل شيئاً ما افعله، فعندما تنكث وعداً فأنت بذلك تخبر الآخرين (ونفسك) أنَّك لا تقدِّر وقتهم وعلاقتك بهم؛ لذا لا تقطع وعوداً لا يمكنك الوفاء بها؛ بل عد بالقليل، وأوفِ بأكثر مما يتوقعه الآخرون منك، وتجنب اتخاذ القرارات في فورة الغضب، وتجنب الوعود في غمرة من السعادة.

11. ."لا ضير في تحريف الحقيقة قليلاً":

من المحزن أن ترى كثرة من تصدمهم الحقيقة، وقلة من يصدمهم الخداع، فلا تكن واحداً من أولاء، انصر الحقيقة دوماً، وكن أنت من يصدم هؤلاء بصدقك وأمانتك.

إقرأ أيضاً: 13 خطوة للتوقف عن اختلاق الأعذار وتحمل المسؤولية

12."تجاهُل صفاتي السيئة سيجعلها تزول":

لن تستطيع تغيير ما لا تقوى على مواجهته؛ لذا عليك مواجهة صفاتك السيئة والعمل على إقصائها تدريجياً بالعلم والغفران، وكلَّما كنت أكثر استعداداً لمحاربة جوانبك السيئة سطع نجم جوانبك الحسنة.

13."توجد عراقيل كثيرة":

سوف تختبر في حياتك مشقاتٍ لن تستطيع تجنبها، لكن اعلم أنَّك تختبرها لسبب ما، ولن تدرك الحكمة من حدوثها إلا عند تخطيها؛ لذا تقبَّل ذلك، وكن واثقاً من نفسك، فلا فائدة مرجوة من الانغماس في السلبية؛ لأنَّه لا يمكنك توقع النصر بينما تخطط للهزيمة.

14."لا أقوى على مزيد من الخسارة والفشل":

إن لم تمتلك شيئاً فأنت تملك الكون؛ إذ لديك الحرية لفعل ما شئت دون الخوف من الخسائر؛ لذا فكِّر بالأمر، تمنحك البداية من الصفر القدرة على بناء حياتك كما يحلو لك.

15."أريد لهذا اليوم أن ينتهي":

لا تعش حياتك على أمل أن ينقضي يومٌ ويأتي الذي بعده؛ بل عشها واختبر دروبها، فجميع التجارب التي تعيشها تزيدك نضجاً، وقد يحدث أن تظنَّ أنَّ أحد الدروب التي سلكتها ما هو إلا مضيعة للوقت ويغدو بعدها أفضل تجاربك، فكثيرٌ من الأشياء الجميلة تحدث في أوقات غير متوقعة؛ لذا اجعل كل يومٍ رحلة بحث واحرص أن تجد على الأقل واحدة من هذه الكنوز: ضحكة من القلب أو فعل خيرٍ أو ملاحظة أو درساً يقرِّبك من تحقيق أحلامك.

في الختام:

التمكُّن من مخاطبة نفسك بإيجابية ليس بالأمر الهيِّن، خاصة عندما تعاكس رياح الحياة شراع سفنك، لكن انتبه لأقوالك، ولا تستسلم للأفكار المؤذية.

تذكَّر، دربك في الحياة ليس بمسار مستقيم، ستأخذ منعطفات شائكة وقد تتوه أحياناً، والهام ليست السبل التي تسيرها؛ بل أن تسيرها بالعقلية الصحيحة، وفي جميع الأحوال، ستتعقَّد الحياة حيناً وتأتي بالعقبات والتبدلات المفاجئة، إنَّه ليس بالأمر السيئ؛ إذ أحياناً يتحتم عليك التعثر والشعور بالضعف كي تعي حقيقةً كم من القوة تملك، وفي النهاية الفاصل بين ما أنت عليه اليوم وما تريد أن تكون هو إرادتك في الاستمرار بالسعي وإيمانك بأنَّك ستصل.




مقالات مرتبطة