13 طريقة تعزز من خلالها إدارة الموارد البشرية اندماج الموظفين في العمل

لقد فشلت محاولاتنا لتحسين اندماج الموظفين في العمل فشلاً ذريعاً، وهذا وفقاً لأكثر المؤسسات شهرة في هذا المجال، ففي أزمة ضعف اندماج الموظفين العالمية، ذكرت مؤسسة "غالوب" (Gallup) ما يأتي:



"على الرغم من حدوث بعض التقلبات الطفيفة، إلا أنَّ أقل من ثلث الموظفين الأمريكيين مندمجون في وظائفهم وأماكن عملهم خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، فمشاركة الموظفين بالكاد تغيرت خلال تلك السنوات".

ما الذي يمكن للموارد البشرية فعله لإصلاح النتائج السيئة التي أظهرتها مبادرات تحسين اندماج الموظفين؟

أولاً، يمكن لمتخصصي الموارد البشرية إظهار الشجاعة من خلال سؤال أنفسهم وقادة مؤسستهم عما إذا كانوا يفكرون بطرائق غير منطقية فيما يخص كيفية تعاملهم مع قضية اندماج الموظفين، بما في ذلك:

  1. محاولة تحسين اندماج الموظفين من خلال الاعتماد على أمور مثل: تقديم الألعاب وإقامة الحفلات، بدلاً من القيام بالعمل الجاد المتمثل في إنشاء تجربة موظفين تحفزهم على العمل.
  2. إجراء استطلاعات رأي سنوية حول اندماج الموظفين ثم اتخاذ إجراءات بسيطة حول النتائج أو عدم اتخاذ أي إجراء.
  3. جعل مهمة تعزيز اندماج الموظفين في العمل من مسؤولية قسم الموارد البشرية؛ بدلاً من جعلها مسؤولية الجميع، ولا سيما المديرين.

إذاً، ما الذي يمكن أن يفعله متخصصو الموارد البشرية لتحسين محاولاتنا في تعزيز اندماج الموظفين؟

فيما يأتي 13 طريقة يمكن اتباعها للقيام بذلك:

1. إجراء مقابلات لتحديد أسباب افتقار الموظفين إلى الاندماج في العمل وإشراكهم في إيجاد الحلول:

سوف تزودك هذه المقابلات بمعلومات مفصلة وشاملة ومفيدة أكثر من المعلومات التي سوف يزودك بها أي استطلاع تجريه عن اندماج الموظفين؛ وذلك إذا تم إجراؤها بشكل جيد، وتأكد من مشاركة موظفين من مختلف الإدارات والمناصب والأجيال لأنَّ الأمور التي تعزز اندماج كل منهم تختلف عن بعضها؛ فمن خلال مشاركة الموظفين في إيجاد الحلول، من المرجح أن يكون لديك حلول مفيدة، وفرصة لحل المشكلات وإحداث تغيير.

2. مشاركة مقالات مع الإدارة عن كيفية تأثير الاندماج في قدرتها على تحقيق النتائج ودورها في تعزيز اندماج الموظفين:

لا تتوقع أن يدرك جميع المديرين الدور الهام الذي يؤدونه في اندماج الموظفين، حتى لو كان الأمر واضحاً بالنسبة إليك، بالإضافة إلى ذلك، ونظراً لأنَّ تحقيق الأفضل في هذا الأمر يتطلب الوقت والجهد، فهم بحاجة إلى الاقتناع بأنَّ الأمر يستحق العمل الجاد وعدم القلق من تجريب سلوكات جديدة وإجراء محادثات صعبة، فكلاهما مطلوب في طريق تحسين الاندماج.

3. مساعدة المشرفين على فهم أنَّه من مصلحتهم أن يكونوا منتورز وكوتشز، وليس مجرد مديرين:

هذا أمرٌ هام بشكل خاص مع الموظفين من جيل الألفية الذين يولون أهمية كبيرة لوجود مشرف يهتم بهم وبسلامتهم وتطورهم المهني، وبصرف النظر عن جيل الموظفين، فإنَّ المنتورينغ والكوتشينغ يمنحان المشرفين القدرة على الحصول على نتائج أفضل بكثير من الموظفين.

4. مساعدة المشرفين على المشاركة في محادثات مستمرة عن تطوير الموظفين مهنياً:

هذا الأمر يعالج اثنين من العوامل الهامة لاندماج الموظفين؛ أولاً، يساعد الموظفين على التقدم مهنياً، وهو أمرٌ هام بشكل خاص لجيل الألفية، وثانياً، يوصل رسالة بأنَّك تهتم لأمرهم، وهو دافع قوي آخر للاندماج في العمل، لا سيما بالنسبة إلى جيل الألفية الذين تلقوا اهتماماً وانتباهاً أكبر خلال سنوات نشأتهم مما تلقته الأجيال السابقة.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مبتكرة لرفع معنويات الموظفين

5. مساعدة المشرفين على العمل مع الموظفين لربط اهتماماتهم ومواهبهم بمشكلات حقيقية تحتاج إلى حلول:

كلما استخدم الموظفون نقاط قوَّتهم بشكل أكبر، كان أداؤهم أفضل، فمن خلال العمل معهم لإيجاد طرائق للاستفادة من اهتماماتهم الفريدة في الوظيفة، فإنَّك تساعد على إنشاء خبرة عمل مخصصة؛ وهذا يؤدي إلى اندماج أكبر.

6. مساعدة المشرفين على إدراك أهمية إعطاء التغذية الراجعة بشكل مستمر، والتأكد من حصولهم على التدريب والكوتشينغ للقيام بذلك بشكل جيد:

يُعَدُّ تقديم التغذية الراجعة البناءة أمراً يفشل فيه حتى المشرفون البارعون عادةً، فعلى الرغم من أنَّ جميع الموظفين قد يقلقون من رأي مشرفيهم في عملهم، فإنَّ الأمر أشد صعوبة حتى على جيل الألفية، الذي نشأ كجيل يتلقى الكثير من التغذية الراجعة والتشجيع، وعلى الرغم من أنَّ كلمة "بناءة" تشير عادةً إلى التغذية الراجعة السلبية الموجهة نحو التحسين، فإنَّها تعني هنا أي تغذية راجعة تهدف لتوجيه السلوك وتشكيله؛ ومن ثمَّ، فإنَّ أحد المكونات الهامة لإعطاء التغذية الراجعة بشكل مستمر يكمن في إعطاء التغذية الراجعة الإيجابية التي تحدد وتعزز الأداء والسلوكات المرغوب بها.

7. تشجيع كل المديرين وتقديم الكوتشينغ لهم لتعزيز تواصلهم مع الموظفين:

يعني هذا استخدام نفس المجاملات والتحيات والاهتمام الذي يمكن للمرء أن يقدمه للأصدقاء وأفراد الأسرة والجيران، ولا يعني أن تكون صديقاً حميماً مع الموظفين؛ بل أن تكون أكثر إنسانية تجاههم، فالمشرفون الذين يتواصلون على مستوى أكثر إنسانية "وبطريقة صادقة" مع الموظفين، يكون من الأسهل توثيق العلاقات معهم والاهتمام بهم؛ إذ يؤثر هذا الأمر في مدى اهتمام الموظفين بإرضاء مشرفيهم والمساهمة في تحقيق أهداف فريقهم وأهداف رب العمل؛ بعبارة أخرى، إذا لم يشعر الموظفون بترابط عاطفي تجاه مديريهم، فمن غير المرجح أن يبذلوا جهدهم في إنجاز عملهم.

8. تشجيع وتقديم الكوتشينغ لجميع المديرين لأهمية إظهار الاهتمام الحقيقي بالموظفين بوصفهم بشراً وأفراداً، وليس فقط بوصفهم وسيلة لتحقيق غاياتهم:

هذا أيضاً جزء من البند السابق، لكنَّ الأمر يذهب أبعد من ذلك بكثير؛ إذ يشبه الأمر الفرق بين أن تكون "قائداً ينتفع من الموظفين" و"قائداً يخدم الموظفين"، وقد أظهرت الأبحاث المتعلقة باندماج الموظفين مراراً وتكراراً أنَّ الموظفين يولون أهمية كبيرة لوجود مدير يهتم بهم بوصفهم أفراداً؛ فلا يريدون أن ينظر إليهم رب العمل على أنَّهم مجرد "رقم" أو "كأشخاص ثانويين"، وعلاوة على ذلك، تُظهِر الأبحاث الخاصة باندماج الموظفين أنَّ وجود مدير يُظهِر اهتماماً بتطورهم المهني يُعَدُّ أيضاً دافعاً قوياً لاندماجهم.

9. تجربة المنتورينغ العكسي:

يقوم الموظفون الأصغر سناً بتقديم المنتورينغ للموظفين الأكبر سناً؛ إذ يفيد ذلك في فهم الجيل الجديد ووجهة نظر الموظفين عن العمل والحياة وما الذي يحفزهم وما الذي يثبط عزيمتهم.

10. إنشاء نسختك الخاصة من برنامج "ذا داينامك دوزن" (The Dynamic Dozen):

في هذا البرنامج الذي أسسه "بنك الولايات المتحدة في مينيابوليس" (US Bank in Minneapolis)، يتم جمع الموظفين ذوي الإمكانات العالية من جيل الألفية معاً على مدار العام للمشاركة في عدد من النشاطات التي تساعدهم على تعلم أمور هامة من كبار المسؤولين التنفيذيين؛ إذ يتعلمون المزيد عن استراتيجية البنك وكيفية إدارتها والقضايا التي يناقشها كبار القادة، وكجزء من برنامج "داينامك دوزن"، يقدم الفريق الاستشارات لقادة المشاريع والإدارات التي تبحث عن وجهة نظر الموظفين من جيل الألفية تجاه مشروعهم أو مبادراتهم.

كما يختارون مشروعاً يقدم قيمة للبنك؛ على سبيل المثال، اختار الفريق لمدة عام البحث في كيفية جعل تجربة العملاء أكثر ترحيباً، خاصةً للجيل الجديد من المستهلكين، وتم تطبيق العديد من نتائجهم وتوصياتهم في وقت لاحق، الأمر الذي أدى إلى تعزيز اندماج الموظفين، وقدَّم قيمة هائلة لرب العمل.

من خلال إنشاء نسختك الخاصة من برنامج "داينامك دوزن"، فإنَّك توفر فرصاً لموظفيك الأكثر طموحاً وموهبة للتعلم والنمو وإحداث تأثير، وهو شيء تريده جميع المواهب في تجربة العمل.

11. جمع ومشاركة القصص باستمرار عن الفرق الذي تحدثه مؤسستك من خلال ما يقوم به موظفوك:

يُعَدُّ إعلام الموظفين بالهدف الكامن وراء عملهم في المؤسسة، والأمور الجيدة التي يقدمونها للعالم، أحد أهم الأشياء التي يمكن لرب العمل القيام بها لتحسين الاندماج؛ وهذا ينطبق بشكل خاص على الموظفين من جيل الألفية، الذين يولون أهمية كبيرة للعمل لدى رب العمل الذي يحاول إحداث تغيير في العالم، وعلى الشعور بأنَّهم أيضاً يشاركون في إحداث ذلك التغيير.

شركة "إريكسون" للاتصالات (Ericsson) هي واحدة من أفضل الشركات في القيام بذلك، كما هو الحال مع شركة تصنيع الأجهزة الطبية "مدترونيك" (Medtronic)؛ إذ يعرض موقع "مدترونيك" الإلكتروني قصصاً ملهمة توصل رسالة للموظفين مفادها: "بفضل عملكم الجاد، أصبحت حياة المرضى أفضل"، كما يقابلون المرضى الذين تم إنقاذ حياتهم بواسطة أجهزتهم الطبية لإخبار قصصهم للموظفين.

لا يلبي إدراك الموظفين لهدف عملهم في المؤسسة، حاجتهم للشعور بأهميتهم فحسب؛ بل إنَّه أيضاً عادة قوية لتعزيز المرونة، وخلال الأوقات الصعبة، إذا شعر الموظفون بأنَّهم مرتبطون عاطفياً بمهمة ورؤية المؤسسة، فإنَّهم يصبحون أكثر مقاومة للتوتر وأكثر تصميماً مما لو ركزوا فقط على الإحباطات اليومية.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مبتكرة لتعزيز إنتاجية الموظفين

12. الاحتفاء بالموظفين المتميزين من خلال مشاركة قصص نجاحاتهم، وكيف يجسدون قيم مؤسستك:

إنَّ مشاركة قصص الموظفين المتميزين الرائعة تثير الإلهام ويؤدي إلى التعلم؛ فعندما يسمع الموظفون أمثلة عن زملائهم الذين ينجزون أعمالهم بامتياز ويقومون بأشياء مذهلة، فإنَّ ذلك يلهمهم لتحسين أدائهم، كما أنَّه يتيح للجميع معرفة أنَّ الإدارة تلاحظ وتقدِّر أداء الموظفين المتميز ومن يبذل جهداً إضافياً.

إنَّ مشاركة هذه القصص أيضاً هي بمنزلة الواقع الافتراضي؛ فعندما يتم سرد قصة للمستمعين بطريقة جيدة، يمكنهم أن يروا القصة تتكشف في أذهانهم، ومن ثمَّ كيف يبدو التميُّز بالضبط، كما تُظهِر قصص التميز الرائعة أيضاً كيف يتم تطبيق قيم المؤسسة على أرض الواقع.

في فندق "ريتز كارلتون" (Ritz Carlton)، أصبحت هذه القصص جزءاً من الاجتماعات اليومية للفريق، لتذكير الموظفين بهويتهم وما يمكن القيام به، وتهيئتهم للبحث عن فرص لإبهار ضيوفهم؛ إذ يساعدك القيام بذلك باستمرار مع موظفيك على إثارة الإلهام والتعلم دوماً.

إقرأ أيضاً: 6 طرق تُحفّز الموظفين على العمل

13. توضيح أهمية التدريب والكوتشينغ لمديرك:

لن تقوم أبداً بتحسين اندماج الموظفين على الأمد الطويل دون مشاركة المشرفين والمديرين بشكل فعال على جميع المستويات، كما أظهر بحث أجرته مؤسسة "غالوب" (Gallup)، فإنَّ المديرين هم المتغير الأكثر أهمية في معادلة إدماج الموظفين؛ فإذا استمر المديرون في وضع مسؤولية إدماج الموظفين على عاتق الموارد البشرية"، فستفشل مبادرات اندماج الموظفين، كما يفيد "غاري هامل" (Gary Hamel)، قائد الفكر في الموارد البشرية:

"وُضِعت أسس الإدارة الحديثة من قِبل رواد أعمال مثل "دانيال ماكالوم" (Daniel McCallum) و"فريدريك تيلور" (Frederick Taylor) و"هنري فورد" (Henry Ford)، وجميعهم وُلِدوا قبل عام 1865".

ومن ثمَّ، فإنَّ معظم المديرين يستخدمون تقنيات قديمة، ولا توجد طريقة يمكن لمثل هذه الأساليب القديمة إدماج موظفي اليوم، ولا يمكنها إطلاق العنان للإمكانات المبتكرة والإنتاجية المطلوبة لاقتصاد المعرفة القائم على العمل اليوم، فلا يعني الاستثمار في التدريب إشراك المديرين في ندوة ليوم واحد عن المهارات الإشرافية؛ بل يعني معالجة قضية اندماج الموظفين بالجدية والاستثمار الذي تستحقه.

إقرأ أيضاً: الكوتشينغ مقابل الإدارة: 5 أساليب هامة للمديرين

في الختام:

إذا كنت جاداً في تحسين اندماج الموظفين والاستفادة من الفوائد المترتبة عليه، فشارك هذا المقال مع الإدارة العليا، وبعد ذلك، ابدأ بالنصيحة الأولى؛ إذ سيمكِّنك ذلك من تحديد الأمور التي لها التأثير السلبي الأكبر، كما سيمكِّنك من تحديد الأقسام والفرق المندمجة في مؤسستك بشكل كبير، ومعرفة ما يفعله هؤلاء المديرون لإنشاء تلك البيئة.

المصدر




مقالات مرتبطة