12 نصيحة للتميز على الصعيد المهني والشخصي (الجزء الثاني)

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من هذا المقال عن 6 نصائح للتميُّز على الصعيد المهني والشخصي، وسنكمل في هذا الجزء الثاني والأخير ونتحدَّث عن 6 نصائح أخرى.



7. توقَّف عن الاستخفاف بنفسك:

توقف عن التقليل من شأن نفسك، أدرك أنَّك تتمتع بالفعل بالمهارات اللازمة للنجاح، فبالنسبة إلى معظمنا، نحن نحدُّ بشدة من إمكاناتنا:

  • نحن خائفون جداً من التغيير.
  • ليس لدينا حافز قوي بما فيه الكفاية.
  • نحن خائفون من عدم اليقين.

لكنَّ هذا الاعتقاد يحد إمكاناتنا، ويمنعنا من التميز حقاً وإدراك إمكاناتنا؛ لذا يجب التخلص منه.

خطوة عملية: أفضلُ طريقة للتغلب على ما يعوقك اتخاذُ الإجراءات اللازمة، كلما زادت الإجراءات التي تتخذها تجاه أهدافك أدركت أنَّك تستطيع التغلب على العقبات، ولا حاجة إلى أن تكون إجراءات كبيرة أيضاً؛ إذ يُظهر العلم أنَّ الإنجازات الصغيرة تتراكم وتنشئ "زخماً للنجاح"، فيما يأتي بعض الإنجازات الصغيرة التي يمكنك تحقيقها:

  • الجري في الصباح.
  • تتبع ميزانيتك وأموالك.
  • ممارسة الامتنان يومياً.

8. أضفِ الطابع الشخصي إلى تفاعلاتك:

إنَّ الأمر كله يتعلق بكسب الأصدقاء والتأثير في الناس بواسطة المهارات الاجتماعية؛ إذ يقول المؤلف "ديل كارنيجي" (Dale Carnegie): "اسم الشخص بالنسبة إلى ذلك الشخص أحلى كلمة وأهمها في أي لغة".

إذا كنت تريد التأثير في شخص ما، فإليك بعض النصائح السريعة:

1. ردِّد اسمه:

مجرد ذكر اسم شخص ما يزيد جاذبيتك بالنسبة إليه، ويساعده على تذكرك، حاول تكرار اسمه بمجرد سماعه، يمكنك أيضاً ربط اسمه بهواية أو صفة تميزه.

2. ابحث عن عبارة تميزك:

هذه عبارة واحدة تجيب عن السؤال: "ما وظيفتك؟" هذه لحظتك لتقول شيئاً ذكياً أو ممتعاً أو مثيراً للاهتمام وليس شيئاً معتاداً" مثل "أكسب قوت يومي من إصلاح أجهزة الكمبيوتر"، جرِّب إجابة مثل: "أُدرِّس المهارات الناعمة بأسلوب التفكير بالمهارات الصلبة".

3. تعلَّم لغة الجسد:

للجسد لغته؛ لكنَّنا غالباً ما ننسى ما نفعله عندما نتحدث مع الآخرين، إذا سجلت لنفسك فيديو وأنت تتحدث إلى الآخرين، فقد تلاحظ سلوكات غريبة، مثل الابتعاد عن شخص ما أو فرك عنقك؛ إذ تشير هذه السلوكات إلى عدم الأمان أو الانغلاق، وهذا سلوك لا يساعدك على التميز، عوضاً عن ذلك ما تريد فعله هو الانفتاح بفتح ذراعيك والمباعدة بين قدميك.

4. اكتب ملحوظة بخط اليد:

هذا فعال خاصة بعد مقابلة توظيف، فبدلاً من إرسال بريد إلكتروني مثل أي شخص آخر، كن مميزاً، اطلب معلومات اتصال الشخص الذي قابلك، وأرسل إليه رسالة قصيرة وشخصية.

5. قدِّم هدايا متميزة:

أرسل هدايا فريدة من نوعها إلى الناس لكي تكون متميزاً عن الآخرين، فكِّر بالأِشياء التي يحبونها، وأرسل إليهم هدية تنال إعجابهم.

يمكن أن تكون التفاعلات الاجتماعية مؤثرة جداً إذا أُجريت إجراء صحيحاً، فكِّر في كل تفاعل على أنَّه فرصة للتميز وترك انطباع أول رائع.

شاهد بالفيديو: مهارات التواصل مع الآخرين

9. افهم مفهوم الممكن والمرجح:

نحب أن نسمع عن الأشخاص الذين ينجحون ويصبحون أثرياء أو رياضيين أو من النجوم، وما إلى ذلك؛ لكنَّ قصص هؤلاء الناس خارجة عن المألوف، إنَّهم الموهوبون بالفطرة، أو من حالفهم الحظ حقاً، أو الذين تدربوا على إحدى المهارات منذ نعومة أظافرهم.

أي يمكنك تقليد ما يفعله أحدهم تماماً؛ لكنَّك غالباً لن تتمكن أبداً من تحقيق ما حققه بصرف النظر عن مجهودك، ولا بأس في هذا ما يزال بإمكانك تحقيق العظمة دون أن تكون خارقاً للطبيعة.

هنا يأتي دور مفهوم الممكن والمُرجَّح:

  • الممكن: ما يمكن تحقيقه في حياتك، على سبيل المثال الفوز بجائزة نوبل، أو أن تصبح لاعباً احترافياً أو ممثلاً مشهوراً.
  • المرجح: ما يُرجَّح أن تحققه في حياتك، مثل أن تصبح مليونيراً أو متحدِّثاً رائعاً يتصدَّر عناوين الأحداث المباشرة، أو نجماً على الإنترنت.

ليس الهدف أن تحطم أحلامك وتضع معايير منخفضة؛ بل جعل أحلامك أكثر قابلية للتحقيق ووضع معايير عالية، لكن واقعية بما يكفي؛ إذ يمكنك الوصول إليها بالفعل.

خطوة عملية: حان الوقت لتعمل ضمن إطار المُرجَّح، اسأل نفسك ما الذي يمكنك فعله، ولا يستطيع الشخص العادي فعله؟ ما الذي تجيده استثنائياً، وإذا بذلت كل جهدك فيه، فإنَّ فرصك في النجاح ستكون أعلى من الشخص العادي؟ قد تجد شيئاً أو شيئين؛ تلك الأشياء التي تميزك، الآن اسأل نفسك، ما هو احتمال أن تحقق أهدافك؟

10. اختر قدوة واقعية:

سواء كانت قدوتك من المؤثرين مثل مضيفة البرامج "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey)، أم أبطال الحياة الواقعية مثل والدتك، لتحقيق التميز الحقيقي تحتاج إلى التفريق بين قدواتك الواقعيين والخارجين عن المألوف.

فيما يأتي بعض الأمثلة على قدوات واقعيين:

  • صديقك المليونير الذي يدير شركة تسويق رقمية ناجحة.
  • الأستاذ المشهور الذي هو أيضاً متحدِّث رائع ويحبه أقرانه.
  • الأم التي تربي 3 أطفال وتدير شركة ناجحة، وما تزال قادرة على العمل بوظيفة بدوام كامل.
  • عمك الذي هو كوتش كرة قدم معتزل وفاز بميداليات وجوائز مختلفة.

خطوة عملية: اكتب قائمة بقدواتك الواقعية، وبمجرد الانتهاء من ذلك، اكتب أسباب كونهم قدوتك، هل هم رياديون؟ منضبطون؟ أذكياء أو متعاطفون؟ هذه الخصائص هي القيم التي تعجبك، حاول كتابة 5 قيم على الأقل.

إقرأ أيضاً: 3 طرق فعالة كي تكون قائداً يحتذى به

11. ضع خطة:

إذا كنت تتابع حتى الآن، فلديك قائمة بصفاتك وقائمة بالقيم التي تعجبك، اسأل نفسك الآن: هل تتطابق صفاتك مع القيم التي تريدها؟ إذا لم يكن كذلك، فلا بأس، فقوائم معظم الأشخاص غير متطابقة، وحان الوقت لوضع خطة من 5 خطوات فقط للتوفيق بينهما وتحقيق أهدافك الواقعية:

1. تحديد قيمك:

لنفترض أنَّك "مجتهد" و"مستقل"، ذكِّر نفسك بأهمية هذه القيم، وكيف ستساعدك على التميز.

2. إنشاء خطوات عملية:

إذا كنت قد صنفت نفسك كسولاً، فكيف تصبح شخصاً مستقلاً ومجتهداً؟ ما هي الخطوات المحددة التي تحتاج إلى اتخاذها، وما هي العادات التي تحتاج إلى اتباعها؟ يمكن أن تكون أشياء مثل العمل على وظيفتك الإضافية أكثر أو ترتيب سريرك كل صباح أو ممارسة الرياضة.

3. إيجاد طريقة تلزمك بالعمل:

اكتب قائمة مهام، أو حمِّل تطبيق مهام، أو انضم إلى فريق، أو افرض على نفسك غرامة مالية تدفعها إلى صديقك المقرب إذا لم تكمل أهدافك، مهما كان ما تفعله ابحث عن طريقة لتلتزم.

4. البدء بكتابة دفتر يوميات للنجاح:

اكتب الإجراءات التي أنجزتها بنجاح في دفتر يوميات أو ملاحظات على هاتفك، هذه الخطوة هامة لأنَّها ستساعدك على رؤية التقدم الذي أحرزته حتى الآن.

5. الاستمرار في العمل:

كما يقول "بريان فيبس" (Brian Fabes)، المدير التنفيذي لمنظمة "شيكاغو سيفيك كونسلتينغ ألاينس" (Chicago’s Civic Consulting Alliance): "إذا لم يسعَ القائد إلى أهداف كبيرة تعدُّ جوهر التقدم، فسيجد نفسه قريباً متخلفاً عن الركب"، ولتبرز حقاً، عليك أن تستمر في العمل على ذلك يوماً تلو الآخر.

الآن بعد أن وضعت خطة ابدأ بالعمل دون أعذار، ابذل كل جهدك.

إقرأ أيضاً: بالخطوات: كيف تكتب خطة عمل فعالة؟

12. لا تقلِّد الآخرين:

إذا نسخ شخص ما موقعاً إلكترونياً تماماً ولم يغير شيئاً، فهل يجعله هذا مميزاً حقاً؟ بالطبع لا، لكن لا يعني هذا أنَّه عليك ألا تحصل على الإلهام من الآخرين، كما قال "أوستن كليون" (Austin Kleon)، مؤلف كتاب "اسرق مثل فنان" (Steal Like an Artist): "لا تسرق الأسلوب فحسب؛ بل اسرق طريقة التفكير وراء الأسلوب، لا تسع لتبدو مثل أبطالك؛ بل أن تفكر مثلهم".

خطوة عملية: هل تحاول جاهداً أن تبرز؛ لكنَّك تسرق أفكار شخص ما؟ لا تحاول أن تكون شخصاً آخر، بل افهم من تقلِّده، وغيِّر وعدِّل بما يتناسب مع شخصيتك، على سبيل المثال إذا كان المدير التنفيذي المفضل لديك يرتدي سترة طويلة سوداء طوال الوقت، فجرِّب ارتداء سترة زرقاء.

في الختام:

هل تعلم أنَّ المكان الذي تحاول أن تبرز فيه يُحدِث فرقاً؟ وجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة شيغا (Shiga University) في اليابان عام 2014 أنَّ كونك فريداً يمكن أن يكون نعمة ونقمة، اعتماداً على مكانك.

على سبيل المثال، في البلاد التي تتقبَّل الاختلافات، يساعد هذا التفرد الناس على التميُّز وتكوين صداقات جديدة، أما في البلدان التي تكون فيها العلاقات قصيرة، فيساعد التفرد الأشخاص على تطوير ما يميزهم، لكن على النقيض من ذلك في المجتمعات المنغلقة قد تتسبب نقاط التميز هذه في نبذ شخص ما.




مقالات مرتبطة