12 قصة عن اللطف والكرم ستغير طريقة حياتك

عندما تتعرض للضغوطات في حياتك، توقَّف قليلاً وخذ نفساً عميقاً وذكِّر نفسك بأنَّك لست مركز الكون، فعندما تسيطر عليك صراعات الحياة اليومية يصبح من السهل جداً أن تشعر وكأنَّك المركز، ولكنَّك لست كذلك، والحقيقة أنَّ لدينا جميعاً نزعة إلى وضع أنفسنا في المركز ورؤية كل شيء في الحياة من وجهة نظر معيَّنة؛ وهي كيفية تأثيره فينا، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى التأثير سلباً فينا؛ كالشعور بالأسف على أنفسنا عندما لا تسير الأمور كما هو مُخطَّط لها، والشك في أنفسنا عندما نفشل في أن نكون مثاليين.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "مارك تشيرنوف" (MARC CHERNOFF)، والذي يُحدِّثُنا فيه عن 12 قصة عن اللطف والكرم ستغير طريقة حياتك.

وهذا مثال حديث من حياتي:

واجهت هذا الصباح رفضاً مؤلماً؛ وهي فرصة تقدمت إليها ولم تكُن لمصلحتي، ففي البداية شعرت بالفزع وانتابني شعور بالنقص، ولكنَّني تمالكت نفسي وسرعان ما حوَّلت تركيزي؛ فبدلاً من الغرق في خيبة أملي؛ فكرت في أشخاص آخرين قد أساعدهم؛ إذ فكرت في كتابة هذا المقال، فالعثور على طرائق بسيطة لمساعدة الآخرين يُخرجني من تفكيري الأناني، وبعد ذلك لم أَعُد أشعر بالشفقة على ذاتي، وبدأت أفكر فيما يحتاج إليه الآخرون.

السؤال الأساسي الآن هو: كيف يمكنني تقديم المساعدة؟ الكتابة هي طريقتي الأولى لفعل ذلك، وخلاصة القول هي إيجاد طريقة للقيام بالقليل من اللطف والكرم؛ إذ أحدثَت فارقاً كبيراً في حياتي هذا الصباح، ويُمكن أن تُحدث فارقاً كبيراً في حياتك أيضاً.

شاهد بالفيديو: 10 طرق بسيطة لنشر السعادة واللطف من حولك

12 قصة لتحويل تركيزك وإلهامك إلى اللطف والكرم:

طوال العقد الماضي لقد كنت محظوظاً بسماع قصص جميلة شاركها الناس من جميع أنحاء العالم، وبعد الحصول على إذن كامل من المصادر الأصلية، أريد أن أشارككم اثنتي عشرة قصة من هذه القصص؛ فهي قصص قصيرة، ولكنَّها مؤثرة بشكل لا يُصدَّق، وآمل أن تلهمك لتحويل تركيزك إلى كل ما هو إيجابي اليوم:

  1. "لقد دخلت المستشفى عدة مرات منذ ستة أشهر حتى الآن، وأنا أعاني من آلام حادة في الظهر؛ وذلك بسبب حادث سيارة تعرَّضت له، وعلى الرغم من أنَّ الألم بدأ يهدأ، إلَّا أنَّ فترة شفائي أجبرتني على استخدام كل إجازاتي المرضيَّة لهذا العام، لكن في هذا الصباح اتَّصلت بي مديرتي والتي عادة ما تكون مكالمتها عن العمل، وأخبرتني أنَّها تحدثت إلى قسم الموارد البشرية وتبرَّعت لي بخمسة أيام من إجازتها غير المستخدمة؛ لذلك سأظل أتقاضى راتبي عندما أخرج من المدينة لزيارة عائلتي".
  2. "لم تكُن الأوقات سهلة في الآونة الأخيرة، ولكنَّ الناس كانوا طيبين، فنحن نعيش في حي من الطبقة المتوسطة، ولقد شُخِّصَت إصابة زوجتي بمرض سرطان الثدي الأسبوع الماضي؛ لذلك قرر ابني البالغ من العمر 14 عاماً أن يجمع الأموال للمساعدة على دفع بعض نفقاتها الطبية، وكانت فكرته هي الذهاب إلى كل منزل من منازل جيراننا في الحي برفقة ماكينة قص الشعر والسماح للناس بحلق جزء من رأسه مقابل التبرُّع بمبلغ صغير من اختيارهم، وسألني ما إذا كان قد جمع 100 دولار سيكون أكثر من اللازم، وأخبرته ألَّا يرفع آماله، ولكنَّه عاد إلى المنزل حليق الرأس وكان قد جمع 1225 دولاراً؛ إذ أعطاه ثلاثة أشخاص 100 دولار".
  3. "أرادت ابنتاي اللتان تبلغان من العمر 4 و6 أعوام المثلجات من المحل الذي انتهينا للتو من التسوُّق فيه، لكن منذ أن أُجبرنا أنا وزوجي على رهن منزلنا، أصبحنا نستخدم النقود فقط لشراء حاجاتنا الضرورية؛ إذ شرحت لبناتي أنَّني أحضرت ما يكفي من المال لشراء البقالة فقط، ولقد كانتا مستاءتين ولكنَّهما تقبلتا الأمر، وبعد ذلك بينما كنَّا نضع المشتريات في سيارتنا، جاءَنا صاحب المحل ومعه قطعتان من المثلجات وقال: "لقد كنت في الخارج منذ دقيقة وسمعت محادثتكم، واليوم المثلجات هدية مني لكم".
  4. "في طريقي إلى المنزل من العمل اليوم توقفت على جانب الطريق لمساعدة رجل مسن كان يواجه صعوبة في تغيير إطار مثقوب في سيارته، وتبيَّن أنَّه رجل الإطفاء الذي أخرج عائلتي بأكملها من وحدتنا السكنية المكوَّنة من أربعة طوابق عندما كنت طفلاً، فعلى الرغم من أنَّني لم أرَه منذ ما يقرب من 30 عاماً، إلَّا أنَّني لم أستغرق سوى بضع ثوانٍ للتعرُّف إليه؛ إذ تجاذبنا أطراف الحديث عن هذا الأمر لبعض الوقت، وبعد ذلك بمجرد أن ركَّبنا الإطار الاحتياطي لسيارته نظرنا إلى بعضنا بعضاً وتصافحنا وقلنا: "شكراً لك" في نفس الوقت.
  5. "هذا المساء أخذني والدي إلى أحد المطاعم المفضلة لديه، وطلب كمية كبيرة من الطعام وأكَل نصفها فقط، وفي طريق عودتي إلى المنزل اتَّخذ طريقاً لم أكُن أعرفه جيداً، وتوقَّف بالقرب من زقاق وقال: "سأعود بعد قليل"، ومن ثم أمسَك بقايا الطعام وذهب إلى الممر وعاد خالي الوفاض، وعندما سألته عمَّا فعله أجاب: "يوجد محارب قديم مشرد هناك أعطي بقايا الطعام له منذ العام الماضي".
  6. "لقد مرت عشر سنوات منذ أن مرضت صديقتي المفضلة واحتاجت إلى عملية زرع كلية، ونظراً لأنَّني كنت متبرعة مناسبة، فقد اخترت التبرع بإحدى كليتي لها حتى بعد أن قال الأطباء إنَّ فرصتها في البقاء على قيد الحياة كانت 25% فقط، وتوجد مخاطر على صحتي أيضاً، لكن ها أنا أستعد للذهاب إلى زفافها؛ فسوف تتزوج حب حياتها وهو رجل صادفته في المستشفى قبل عشر سنوات".
  7. "هذا الصباح في متجر البقالة حيث أعمل، أدركتُ امرأة مسنة مرتبكة أنَّها تعاني من نقص ستة دولارات مقابل مشترياتها من البقالة، ولم تكُن لديها أيَّة طريقة دفع أخرى معها، ولكنَّ الأشخاص الثلاثة الذين كانوا يقفون في الصف خلفها مباشرةً دفعوا دولارين من كل واحد منهم؛ لذا لم يكُن عليها إعادة أي شيء، وجعلني كرمهم العفوي أبتسم".
  8. "اليوم في ملجأ الحيوانات حيث تطوعت جاء ولد صغير ووالدته، كانوا قد تبنوا قطةً الأسبوع الماضي، حاملين حقائب كبيرة مليئة بالطعام والألعاب والبطانيات والإمدادات الأخرى التي نحتاج إليها بشدة، وقالت والدة الصبي: "اليوم هو عيد ميلاده، وبدلاً من هدايا عيد الميلاد طلب مني وأبيه المساعدة على التبرع للملجأ".
  9. "أرسل لي أحد طلابي السابقين منذ ما يقرب من عقد من الزمان - والذي قال إنَّني معلمه المفضل - 1000 دولار للمساعدة على سداد مدفوعات الرهن العقاري هذا الشهر، بعد أن اكتشف من أحد المعارف المشتركين أنَّ مجلس المدرسة قد طردني، وأنَّني كنت أواجه صعوبة في العثور على عمل".
  10. "بعد ظهر هذا اليوم سلَّمني والدي البالغ من العمر 67 عاماً منظفاً للزجاج ولفافة من المناديل الورقية عندما ركبنا سيارته، والتفت نحوي وقال: "لقد تحدثت للتو إلى والدتك بينما كانت في استراحة الغداء، وذكرَت أنَّ الزجاج الأمامي الخاص بسيارتها قد غُطِّيَ بالحشرات في أثناء القيادة إلى العمل، ونظراً لأنَّنا سنقود في جوار عملها على أي حال، فسننظفه من أجلها؛ إذ إنَّ تلك الأشياء الصغيرة يا بني هي التي تحافظ على استمرار الحب، وبالصدفة بينما كان والدي ينظف الزجاج الأمامي، خرجت أمي مع الأطفال في الاستراحة، وكانت ابتسامتها ورؤية مدى حب والديَّ لبعضهما بعد 40 عاماً من زواجهما أمراً جميلاً جداً".
  11. "في الطريق إلى العمل اليوم شاهدتُ صبياً مراهقاً يساعد امرأة مسنة تحمل عصا في الحافلة التي كنتُ أستقلها، وكان حريصاً جداً معها؛ إذ ساعدها في كل خطوة، وابتسمت المرأة أكبر ابتسامة على الإطلاق؛ إذ جلس كلاهما مقابلي مباشرة، وبينما كنت على وشك أن أقول لها كم أنَّ حفيدها رائع، نظر إليها الصبي وقال: "اسمي كريس (Chris). ما هو اسمك يا سيدتي؟".
  12. "الليلة الماضية في المتجر حيث أعمل جاء رجل مسن مع كلب، وذهب إلى الممر حاملاً بطاقات التهنئة والتقط بطاقة ورفعها بالقرب من وجهه وواجَه صعوبة في قراءتها، وعندما كنتُ على وشك السير لمساعدته، سأله سائق شاحنة كبير عمَّا إذا كان بحاجة إلى مساعدة على القراءة، ثم شرع في قراءة كل بطاقة تهنئة بصوت عالٍ حتى ابتسم الرجل المسن وقال: "هذا رائع، زوجتي ستحب هذه البطاقة".
إقرأ أيضاً: كيف يستفيد دماغك من اللطافة؟

في الختام: دع تقديرك يغذي لطفك وكرمك

هذا الصباح بعد تلقي الرفض الذي ذكرته وبعد الكتابة لمدة ساعة، ذهبت لأجريَ لمسافة طويلة على الشاطئ، والأمواج ترتطم بقدمي وآثار الرمال البيضاء ورائي وسماء الصباح مليئة بألوان زاهية فوقي، وفي نهاية هرولتي استدرت نحو المحيط وأخذت عدة أنفاس عميقة، ووقفت هناك على الرمال وصفقت تقديراً؛ لأنَّ هذه هي الاستجابة الوحيدة التي تستحقها الحياة.

اليوم أينما كنت، ومهما كانت الظروف التي تتعامل معها، توقَّف لحظة لتقدير هبة الحياة، وافعل أي شيء لإظهار امتنانك لهذه المعجزة التي أُعطيَت لك، فكُن لطيفاً مع شخص غريب أو ابتكر شيئاً يمكن للآخرين استخدامه، وكن محباً لعائلتك وأحدِث فارقاً بطريقتك الفريدة، ودع تقديرك يغذي لطفك وكرمك ودع ذلك يغيِّر حياتك.

المصدر




مقالات مرتبطة