12 شيئاً لست مديناً به لأحد

صدقني لن يكون لديك وقت مثالي لفعل أيِّ شيء في حياتك، ولن تشعر أبداً باليقين التامِّ بشأن أيِّ شيء، أو لن يكون لديك شيء منطقي تماماً بالنسبة إليك وللآخرين، ولن يكون لديك وقت مثالي للوقوع في الحب أو السفر حول العالم، ولن تحصل أبداً على تدريب أو إعداد أو مال كافٍ، وعلى الرَّغم من ذلك حتى عندما تشعر بالاستعداد لاتخاذ خطوة جريئة نحو المجهول فمن المحتمل أن يحاول الآخرون إقناعك بالعدول عنها؛ لأنَّهم هم أنفسهم غير مستعدين، ولأنَّ طموحك وشجاعتك سيزعزعان ثقتهم بأنفسهم؛ لكنَّك لست مديناً لهم بأيِّ شرح، أو أيِّ تضحيات شخصية أخرى لا تريد القيام بها، ولكن سيصعب فهم هذا الأمر في البداية.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويُقدِّم لنا فيه 12 شيئاً لا تدين به لأحد.

إنَّ انتظار استعدادنا الكامل وتأييد الآخرين لنا يحرماننا من خوض تجارب الحياة الرائعة؛ لذا حرِّر نفسك من هذه العقلية المُقيِّدة للذات، احجز تذكرة طائرة للمكان الذي ترغب في السفر إليه حتى لو كنت تشعر بكثير من عدم اليقين، واشترك في تلك الدورة التعليمية حتَّى لو لم تكن لديك فكرة عن كيفية سيرها، صدقني عندما أخبرك أنَّ كلَّ شيء سيصبح أفضل.

عندما تسعى وراء أحلامك بعزيمة وإصرار، وتُكرِّس نفسك لتحقيقها بصرف النظر عن جهوريتك ودعم الآخرين لك، فإنَّك تستثمر ثقتك في عيش حياة حقيقية، بذلك أنت تجعل أحلامك أولوية تختلف عن المهام العادية التي تدونها في قائمة مهامك، وهذا أمر جيد؛ لأنَّ أحلامك ليست اختباراً لشخصيتك على الورق؛ بل من المفترض أن تكون تجارب، يجب عليك اختبارها في العالم الحقيقي لمعرفة ما إذا كانت مشاريع ممكنة وتستحق العناء على الأمد الطويل.

حارب من أجل ما هو منطقي بالنسبة إليك، وسترى كيف ستتحول حياتك تدريجياً إلى مظهرٍ حيٍّ لكلِّ شيء قد تخيلته على الإطلاق، وفي أثناء تقدمك في حياتك الجديدة هذه من الطبيعي أن ترى الدهشة على وجوه بعض الأشخاص، ولكن لأنَّك لا تؤذيهم فأنت لست مديناً لهم بأيِّ شيء يسلب منك قوَّتك للمضي قدماً في حياتك؛ لذا كن لطيفاً، وتذكر هذه الأشياء:

1. لا يمتلك أحدٌ حق تنظيم أحلامك:

لا تدع الآخرين يقدمون لك حلمهم ويقولون لك إنَّه حلمك؛ بل ابحث عن طريقك وهدفك الخاصَّين بك وأصغِ إلى حدسك الخاص، وإذا كان لديك حلم فلا تجلس دون أن تفعل شيئاً؛ بل تشجع وآمن بأنَّك قادر على النجاح، وحاول قدر الإمكان أن تجعله حقيقة واقعة.

2. لا يمتلك أحدٌ حق إحداث الفوضى في عقلك ومن حولك:

إنَّ الفوضى هي المظهر العقلي والمادي للقرارات غير المُتخذة التي غالباً ما يسببها الخوف من انتقاد الآخرين؛ لذا لا تسمح للأفكار الخاطئة والأشخاص الخاطئين بإرباكِكَ؛ بل استمر وكن منظماً في حياتك حتَّى تكون قوياً وصادقاً في عواطفك وعملك، وحرر نفسك تماماً في أثناء تنظيم حياتك.

3. لست مديناً لأحد بتبرير استثمار الوقت والجهد في تطوير نفسك:

إنَّ الاستثمار في نفسك هو أذكى استثمار قد تقوم به على الإطلاق؛ إذ إنَّه يحسن حياتك وحياة كل من حولك أيضاً؛ لذا رتِّب احتياجاتك حسب الأولوية ضمن قائمة مهامك اليومية، واستثمر في تعليمك وصحتك وسعادتك كل يوم، وكوِّن حياة تُشعرك بالرضى من الداخل، وليس حياة تبدو ظاهريَّاً جيدة للآخرين.

4. لست مديناً لأحد بعذر آخر (لكنَّك مدينٌ لنفسك بفرصة أخرى):

إذا كنت تريد فعل شيء ما فستجد طريقة لذلك، وإذا لم تفعل فستجد عذراً، وأنت تعلم أنَّ هذا صحيح، حتى الجهد الضئيل سيكون أكثر إنتاجية من أيِّ عذر كبير؛ لذا توقف عن رؤية كل عقبة على أنَّها عذر وابدأ في رؤية تلك العقبات على أنَّها الطريق إلى ما تريد تحقيقه.

5. لست مديناً لأحد بتأييدك:

بعض الناس لن يقدروك أو يفهموك أبداً؛ لذا لا تُضِع وقتك في السؤال عن السبب، فأنت قيِّمٌ بالفعل، وسيراك الجميع برؤية مختلفة، ولا بأس في ذلك أبداً، فقط اعتز بأولئك الذين يرفعون من معنوياتك، وافعل ما تعلم أنَّك يجب أن تفعله.

6. لست مديناً لأحد بالحب الذي تحتاج أن تمنحه لنفسك:

نعم يجب أن تحب الآخرين، ولكن لا تنسَ نفسك في هذه العملية، تعلَّم أن تقدِّر نفسك؛ أي دافع عن حبَّك وسعادتك وراحة بالك، وقل لنفسك ما يأتي: "أنا ذكي جداً، وفريدٌ ​​جداً، وواسع الحيلة بحيث لا يستطيع أيُّ شخص التحكم بي، لا أحد يستطيع أن يعرفني أو يحبني تماماً بالعمق نفسه الذي يمكنني أن أعرف به نفسي وأحبها".

شاهد بالفديو: 10 أمور بسيطة تحقق لك الرضا الذاتي عن نفسك

7. لست مديناً لأحد بالاحترام الذي تستحق أن تظهرهُ لنفسك:

احترم نفسك بما يكفي لتبتعد عن أيِّ شيء لم يعد يفيدك أو ينميك أو يجعلك سعيداً، واحترم نفسك بما يكفي لتحافظ على أخلاقك وقيمك، واحترم نفسك بما يكفي لتكون أنت، فعندما تكون راضياً عن نفسك دون مقارنة أو منافسة مع الآخرين، فسيحترمك أيُّ شخص يستحق الاحترام.

8. لست مديناً لأحد بقول "نعم" عندما تحتاج أن تقول "لا":

غالباً ما يكون لدينا كثيرٌ من الأشياء التي نشعر أنَّنا يجب أن نفعلها، والتي ليس علينا فعلها في الواقع، فإنَّ الوصول إلى النقطة التي يمكننا من خلالها معرفة الفرق بسهولة بين تلك الأشياء هو أمر أساسي لعيش حياة إيجابية.

لذا امنح نفسك الإذن بقول "لا" دون الشعور بالذنب، فمن الواضح أنَّ أيَّ شخص يشعر بالاستياء أو يتوقع منك أن تقول "نعم" طوال الوقت لا يهتم بشأنك فعلاً.

9. لست مديناً لأحد بوقتك الهادئ الخاص بك:

خصص جزءاً من وقتك كل يوم تقضيه وحدك بهدوء، واجعل الأمر أولوية بالنسبة إليك، فعندما تفهم الصوت الموجود بداخلك، عندها فقط ستتمكن من فهم الفوضى التي تدور من حولك.

10. لست مديناً لأحد بتغيير أسلوبك أو مظهرك:

كما قال الروائي فرانز كافكا (Franz Kafka) ببلاغة: "لا تنحنِ، ولا تستسخف الأمور، ولا تحاول أن تجعل أيَّ شيء منطقياً، ولا تعدل روحك وفقاً للتوجهات".

أجمل ما في المرأة هو عاطفتها، ولكن شراء مستحضرات التجميل والملابس الفاخرة أسهل، وكذلك ينطبق المبدأ نفسه على الرجال؛ لذا انسَ ما يريدون منك أن تبدو عليه وأظهِر نفسك كما تريد؛ وذلك لأنَّ نمط الحياة الحقيقي هو معرفة من أنت، وما الذي تريد القيام به، وعدم الاهتمام بآراء الآخرين.

11. لست مديناً لأحد بتبرير علاقاتك الهامة:

لا تكون العلاقات منطقية دائماً خصوصاً من الناحية الخارجية؛ لذلك لا تدع الغرباء يقررون ما هو الأفضل لعلاقاتك؛ وذلك لأنَّ رأيهم لا يهم، وإذا كنت تواجه مشكلة مع شخص هام بالنسبة إليك فقم بحلها معه تحديداً.

عليك أن تعيش حياتك بطريقتك الخاصة، وهذا كل ما في الأمر، فكل واحد منا لديه حب في قلبه لبعض الناس ومن واجبنا وحدنا أن نقرر ما إذا كانت العلاقة مناسبة لنا أم لا، وإذا اتفقت أنت والشخص الآخر على أنَّها كذلك؛ فهي كذلك، وتستحق توطيدها أكثر.

12. لا يمتلك أحدٌ حق تحطيم قلبك مرات متكررة (لكنَّك مدين لنفسك بفرصة للشفاء مرة واحدة وإلى الأبد):

من الصعب دائماً التخلي عن شخص تهتم لأمره (أو اهتممت لأمره) دون أن تتأذى في هذه العملية، حتى لو كان هذا الشخص قد جرحك مئات المرات فإنَّك ما تزال تأمل أن يتغير في المستقبل، ولكن يوجد شيء ملموس وموثوق بشأن هذه المشاعر والأوهام، وقد أثبت واقع أفعاله العكس تماماً.

لذا عندما يُظهر لك شخص ما حقيقته مراراً وتكراراً، فمن الأفضل أن تصدق هذه الحقيقة وتمضي قدماً، لديك أشياء أكثر أهمية للتركيز عليها.

في الختام:

بصرف النظر عن كل التفاصيل لست مديناً لأحد بحق التحكم بحياتك، وفي معظم الحالات لا تدين لأيِّ أحد بأي شيء على الإطلاق؛ لذا كن لطيفاً، ولكن كن حازماً في قراراتك، فإنَّ حياتك هي نتيجة اختياراتك؛ لذا اختر عدم السماح لأيِّ شخص آخر باتخاذ الخيارات عوضاً عنك.

قل لنفسك: "أنا كافٍ وحدي، وليس لدي ما أثبته بخلاف الاستيقاظ كل صباح وبذل قصارى جهدي بصدق"، وإذا منعك أيُّ أحد من بذل قصارى جهدك، فقد يكون الوقت قد حان للتخلي عنه.