12 أمراً تعلمته أثناء عملي في الحديث أمام الجماهير | براين تريسي

هل تشعر بالشغف تجاه الحديث أمام الجمهور؟ هل تريد أن توصل رسالتك إلى الناس والشركات ولكنَّك لا تعلم من أين تبدأ؟

لقد قضيْتُ أياماً رائعةً في عملي في مجال الحديث أمام الجمهور الذي امتد حوالي 30 عاماً، وسأخبرك كيف امتهنْتُ الحديث أمام الجماهير وسأقدم لك بعض النصائح التي تعلمتها خلال مسيرتي لكي تساعدك على القيام بالأمر نفسه. هكذا يقول براين تريسي الغنيُّ عن التعريف.



لقد استهلَّ عددٌ كبير من المتحدثين المحترفين مشوارهم بالطريقة نفسها:

فقد بدأوا ممارسة التحدث أمام الموظفين في منظماتهم أو شركاتهم أو طُلِبَ منهم في بعض الأحيان التحدث في اختصاصهم مع مجموعة صغيرة من الناس يعملون في مجال عملهم، فجمعوا بعض الملاحظات واستعرضوا المعلومات التي يعرفونها.

وحينما يتجاوب الناس معه تجاوباً إيجابياً سيعلم المتحدث مباشرةً أنَّ الناس يستمتعون حقَّاً كذلك، وهذا يُعَدُّ أحد الأسباب الرئيسة التي تدفع الناس إلى الرغبة في العمل في مهنة الحديث أمام الجمهور.

تابع القراءة لأقدم لك بعض النصائح التي تعلمتها في رحلتي التي قطعتها لأصبح متحدثاً تحفيزياً:

1- يجب أن تكون لديك رغبة حقيقية في امتهان الحديث أمام الجمهور:

لقد كان العديد من الناس يأتون دائماً إلى صديقي "بيل جوف" (Bill Gove) الذي كان واحداً من أبرز المتحدثين في أميركا ليخبروه بأنَّهم يرغبون في أن يصبحوا متحدثين فكان يطرح عليهم هذا السؤال: "لماذا؟". كانوا يقولون له في أغلب الأحيان أنَّهم يرغبون في أن يصبحوا مشهورين، أو أن يجنوا المزيد من المال وأن يكونوا نجوماً، فكان يشير هو إلى أنَّ هذه الأسباب ليست جيدةً بما يكفي، فمجرد الرغبة بجني المال واكتساب الشهرة ليس سبباً كافياً.

إنَّ السبب الذي يجعل الأشخاص الناجحين ناجحين في فنِّ الحديث هو أنَّه لديهم رسالةً مليئةً بالحماسة يريدون أن يرسلوها ليستفيد منها الناس بالفعل.

2- كيف بدأ "زيج زيجلار" (Zig Ziglar) ممارسة الحديث أمام الجمهور:

لقد كان "زيح زيجلار" وهو أحد أعظم المتحدثين التحفيزيين الأسطوريين يقول أنَّه قدَّم 3000 خطابٍ قبل أن يجني المال أول مرة. لقد عملت سنواتٍ مع "زيج"، وسافرنا معاً، وتحدثنا معاً، ووجدت في النهاية أنَّه كان يعني أنَّه بدأ العمل في مجال المبيعات ثمَّ درَّب مندوبي المبيعات طيلة عقودٍ من الزمن أو أكثر، فكان في كل صباح يلقي خطاباً صغيراً عن المبيعات على موظفيه، ويروي لهم قصصاً صغيرة، ويقدِّم لهم نصائح تحفيزيةٍ بسيطةً وأخرى حول المبيعات وتلك كانت بدايته.

3- لا توافق على الحديث عن موضوعٍ ليس له علاقةٌ بمجال خبرتك أبداً:

لقد كان كل موضوعٍ وافقت على الحديث فيه يقع ضمن نطاق خبرتي، فحينما كان يُطلَب مني الحديث عن العلاقات كنت مدير مبيعات في منظماتٍ كبرى وقد وظَّفت أشخاصاً، وفصلت أشخاصاً، ودرَّبت أشخاصاً، وعيَّنت أشخاصاً، وعملت مع أشخاصٍ طيلة سنوات فأنا على اطلاعٍ على الموضوع لأنَّني كنت قائداً. وحينما طُلِبَ مني الحديث عن المبيعات وإدارة الوقت كنت قد درست هذه المواضيع بالفعل.

كيف يمكن أن تقيس ذلك على نفسك؟

ما مجالات خبرتك؟ تخصص في مجالٍ محدد واستغل اختصاصك في الحديث مع مجموعاتٍ تهتم باختصاصك نفسه.

4- فن الحديث يحتاج إلى الاهتمام بالموضوع:

يجب عليك أن تهتم بالموضوع الذي تنوي أن تتحدث عنه وأن تهتم بالطريقة التي سيؤثر الموضوع فيها تأثيراً إيجابياً في الأشخاص. فحينما تهتم بالموضوع الذي تنوي التحدث عنه ستتعزز ثقتك بنفسك وستزداد فعالية الإلقاء لديك.

5- ابقَ مطَّلعاً على آخر المستجدات ومواكباً لها:

كنتُ في مؤتمرٍ قبل فترةٍ قصيرة حيث أخبرني أحد الحاضرين أنَّني أكثر شخصٍ مواكبٍ للمستجدات سبق أن تحدث إليه قائلاً: "إنَّ كل ما تقوله مواكبٌ لآخر 30 يوم وفي بعض الأحيان لسبعة أيام أو حتى يومين". حيث يُعَدُّ هذا بالمناسبة أساسيَّاً للبقاء والاستمرار في عالمَي محترفي فن الحديث والتدريب.

6- 80% من المتحدثين هم مدرِّبون أيضاً:

إنَّ 80 % من المتحدثين هم مدرِّبون في واقع الأمر، فإذا كنت ستصبح مدرباً فإنَّ من أهم الأشياء التي يجب عليك أن تقرأها كتابٌ ألَّفه "روبيرت ميجر" (Robert Mager) عن التدريب، حيث كان هو أحد عباقرة محترفي التدريب. وهو يُدرِّس أساساً ما يُسمى "أسلوب ميجر" الذي تعلمته حينما كنت شابَّاً. حينما تتعلم هذا الأسلوب لن تعود كما كنت أبداً ولن تُضطَّر إلى الرجوع إليه مرةً أخرى لأنَّه سيصبح فعلاً منعكساً كركوب الدراجة. يقول ميجر أنَّه يجب عليك أن:

  • تُحدِّد مع العميل السلوكات والنتائج التي تريدان أن يحصل عليها الأشخاص نتيجة حضورهم البرنامج التدريبي.
  • تُحدِّد السلوكات التي سيظهرونها للحصول على تلك النتائج.
  • تُحدِّد مستوى المعرفة، والمهارات، والسلوكات الحالية لديهم من خلال الحديث مع المديرين ومع أولئك الذين سيشاركون في التدريب في بعض الأحيان.

إذا طبَّقت هذا الأسلوب ستكون قادراً على ممارسة التدريب إضافةً إلى فنِّ التحدث، حيث سيساعدك هذا على جعل الشركات وغيرها تطلبك من أجل التحدث أمام موظفيها.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة للنجاح من مدرّب التنمية البشرية روبين شارما

7- ابذل قصارى جهدك لتقديم 30 خطاباً بأسرع ما يمكن:

أتذكر في إحدى أولى تجاربي التي خضتها دُعيت إلى التحدُّث أمام مجموعةٍ كبيرة بعد أن سمعني أحدهم أتحدث في مكانٍ ما، وفي نهاية الحديث الذي استمر حوالي 60 دقيقة قَدِمَ إليَّ مُنظِّم الحدث وأعطاني ظرفاً وقال: "شكراً جزيلاً لك، أثمِّن عالياً وجودك هنا". خرجت وفتحت الظرف وكان فيه شيك بقيمة 5 آلاف دولار.

لقد كنت مستعداً إلى أن ألقي حديثي مجاناً على أمل أن يأتي الأشخاص المتواجدون ضمن الجمهور إلى الندوة التي سأعقدها، وأتذكر إلى الآن كيف أنَّني كنت مذهولاً بالـ 5 آلاف دولار.

إذاً ما سيحصل إذا سارت الأمور على ما يرام أنَّ الناس سيتواصلون معك ليعرضوا عليك المال، وتقول القاعدة المُتَّبعة في مهنة الحديث أمام الجمهور إذا أردَّتَ أن تبدأ من الصفر اخرج وقدم 3 آلاف حديث. فاسعَ إلى تقديم 3 آلاف حديث مجاناً وابذل قصارى جهدك لتقوم بذلك بأسرع وقت ممكن.

كيف من الممكن أن أقدِّم 3 آلاف حديث؟

حسناً، ثمَّة حوالي 2-3 مليون لقاء في العام تُعقَد في الولايات المتحدة وحدها، وكل واحد من هذه التجمعات يبحث عن متحدثٍ ليتحدث في اللقاءات القادمة.

8- ما "المشاكل التي تنتظر الحل"؟

يُعَدُّ كلُّ خطابٍ فرصةً لمعالجة مشكلةٍ يعاني منها المستمعون، ويُعَدُّ الوضوح هنا، كما هي العادة، كلمةً أساسيةً، إذ يجب عليك أن توضِّح المشكلة التي سيحلها خطابك والإجابات التي سيقدمها.

كيف سيساعد الخطاب الناس؟

حتى الخطابات التحفيزية تهدف إلى مساعدة الناس، وتحفيزهم، ومساعدتهم على تركيز الاهتمام، وتوجيه طاقاتهم.

9- لا ترفض الحديث أبداً:

تذكَّر أنَّ الأمر الأساسي في الحديث أمام الجمهور هو أن تجد جمهوراً تتحدث أمامه، لذا يجب عليك أن تبحث عن منظمةٍ لديها جمهورٌ بالفعل أو عن شخصٍ سبق له بالفعل العمل في مجال تنظيم الاجتماعات.

إنَّ جمع الناس في غرفة هو من أصعب الأمور التي ستقوم بها في حياتك على الإطلاق، ومعظم المتحدثين ليس لديهم القدرة أبداً على جمع الناس في غرفة، لذا يجب عليهم أن يبحثوا عن شخصٍ آخر يستطيع جمع الناس في مكانٍ ما بطريقةٍ ما مهما كان عددهم. تابع معنا القراءة لأخبرك أين تستطيع أن تجد هؤلاء الأشخاص بالتحديد.

10- ركِّز اهتمامك في البداية على موضوعٍ واحد:

إذا كان لديك اختصاصٌ مُعيَّن وقررت أنَّك تريد ممارسة فن الحديث حدد اختصاصك منذ البداية وركز اهتمامك على موضوعٍ واحد، وإذا سألك أحدهم ما الموضوع الذي تهتم به أجبه: "أنا أبيِّن للقادة كيف يُخرجون أفضل ما لدى كل شخص يتبع لهم".

"رائع، سيُسَرُّ جميع المدراء بسماع هذا".

إليك هذه النقطة المهمة:

حينما تتحدَّث عن خطابك تحدَّث دائماً عن مصطلحات التحوُّل، أو التغيير، أو النتائج التي ستظهر حينما يستمع الناس إلى حديثك، ولا تتحدث أبداً عن المادة المُقدَّمة في الحديث. فحينما تقوم بذلك ستكون قادراً على حجز مكانٍ لنفسك في عددٍ أكبر من الخطابات موازنة بما ستحصل عليه لو أنَّك تحدثت عن المادة فقط.

ما اختصاصك؟

ما الذي تجيده؟ وما الذي تحبه؟ يمكنك الحديث عن أي شيءٍ تريده طالما أنَّك تشعر بشغفٍ تجاهه وأنَّه يقع ضمن نطاق اختصاصاتك، فقد بدأت أنا الحديث عن التجارة، والمبيعات، والقيادة لأنَّ ذلك كان يدخل ضمن نطاق اختصاصاتي.

11- طوِّر عدة طرائق لجني المال من خلال فن الحديث:

حينما تلقي خطاباً فإنَّ جني المال من خلال الحديث أمام الناس يُعَدُّ واحداً فقط من الطرائق التي يمكنك بواسطتها الحصول على عوائد مادية من خلال فن الحديث. حيث يمكنك الحديث مجاناً وتقديم مجموعة متنوعة من المنتجات التي صمَّمْتها – سواءٌ أكانت كتاباً أم برنامجاً إذاعياً.

يمكنك وضع نموذج طلب على مقاعد الحاضرين وإخبار الأشخاص بأنَّ في إمكانهم ملء الطلب ليتسلموا المنتج في الوقت المحدد.

إقرأ أيضاً: 9 طرق سهلة لجني المال دون الخروج من المنزل

12- عبِّر عن تواضعك وامتنانك:

قد يكون ضمن الجمهور من يستطيع أن يفتح لك أبواباً مهنية، فقد حدث معي أن كنت أتحدث في مناسبة أُقيمت في شركة "كاتربيلار" تقاضَيت مقابلها أجراً ضئيلاً، وكان هناك شخصٌ بين الجمهور عرَّف "آي بي أم" عليَّ ففتح لي بذلك أبواباً جديدةً تماماً في مجال فن الحديث. فإذا كان ذلك من الممكن أن يحصل معي فأنا أضمن لك أنَّه يمكن أن يحصل معك.

إقرأ أيضاً: 32 قول وحكمة عن أهمية التواضع

 

المصدر




مقالات مرتبطة