11 نصيحة من الخبراء للتوقف عن إرضاء الناس

هل تسعى إلى إرضاء الناس وتجد صعوبة في قول لا؟ هل تعذِّبك فكرة أنَّ شخصاً ما قد لا يحبك؟ لماذا أسعى دائماً إلى نيل استحسان الآخرين؟ لماذا لا يحبني الناس؟ كيف يمكنني التوقف عن إرضاء الناس؟ إن كنت تطرح على نفسك هذه الأسئلة، فأنت لست وحدك، حان الوقت لتفرض رأيك، وتضع حدودك، وتتوقف عن إرضاء الناس، وهذا يتعلق بالقدرة على التحكم بحياتك، الشخص الوحيد الذي يجب أن ترضيه هو أنت.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة فانيسا فان إدواردز (vanessa-van-edwards)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في التعافي من إدمان إرضاء الناس.

تعريف الشخص الذي يسعى دوماً إلى إرضاء الناس:

هو شخص يحاول جاهداً إسعاد الآخرين، وغالباً ما يبذل قصارى جهده لإرضاء شخص ما، وإن كان ذلك على حساب وقته الثمين وعافيته، وفي الغالب يتصرف بهذه الطريقة بسبب عدم ثقته بنفسه وتدني احترامه لنفسه.

حسب الدكتورة سوزان نيومان (Susan Newman)، يريد هؤلاء إسعاد كل من حولهم، وهم على استعداد لفعل أي شيء لتحقيق ذلك، فقد يكونون مهووسين بالمثالية؛ إذ تجدهم يتدربون على ما سيقولونه قبل إجراء مكالمة هاتفية، ويصففون شعرهم بدقة، ويقضون ساعات في تصفح الإنترنت بحثاً عن أفضل هاتف ذكي، فيوافق بعض الناس على كل شيء بدافع العادة، ويوافق بعضهم الآخر لكي يشعروا بأهميتهم وبحاجة الناس إليهم.

الآن إليك 11 نصيحة للتوقف عن إرضاء الناس:

1. اطلب بعض الوقت:

من الصعب للغاية رفض طلب شخصي لشخص آخر، لا سيَّما إذا كنت من أولئك الذي يسعون إلى إرضاء الناس، فعندما يطلب منك صديقك مساعدته على شراء ملابسه، توافق على الفور، ثم تندم على ذلك، أو عندما يطلب منك أحد الزملاء الانضمام إلى مشروعه، توافق، لكنَّك تندم بعد ذلك، وتغضب منه ومن نفسك.

الحل: أجِّل رفضك لطلبه، أو وافق عليه بعد التفكير ملياً.

من الهام جداً ألا تجيب على الفور، ضع قاعدة لنفسك مفادها أنَّه إذا طلب منك أحدهم شيئاً ما، فإنَّ إجابتك الافتراضية دائماً هي: "أمهلني بعض الوقت".

يمكنك أن تقول إنَّ عليك مراجعة برنامج مواعيدك، أو قائمة مهامك، أو التشاور مع شريك حياتك، وقل أي شيء لكسب بعض الوقت، حتى يتسنى لك رفض الطلب بطريقة مهذبة عبر البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية، وهذا أسهل بكثير من الرد مباشرةً وجهاً لوجه، كما أنَّه يمنحك الوقت للتفكير واتخاذ القرار الصحيح.

2. أخِّر الرد:

أخِّر ردك فقط من 50 إلى 100 مللي ثانية، وهذا القدر الضئيل من الوقت هو كل ما تحتاج إليه لاتخاذ قرارات أفضل حسب دراسة أجرتها جامعة كولومبيا (Columbia University) في عام 2014، وقد تكون هذه أول دراسة علمية تبرر التسويف.

أظهرت الدراسة التي تحمل عنوان "تحسين البشر لاتخاذ القرار عن طريق تأخير بداية القرار" أنَّ الدماغ البشري يحتاج فقط من 50 إلى 100 مللي ثانية لتركيز انتباهه على المعلومات الهامة وحجب كل مصادر التشتيت.

هذا الأمر مفيد تحديداً للأشخاص الذين يسعون إلى إرضاء الناس؛ إذ يمنحهم مدة أطول قليلاً قبل اتخاذ أي قرار التزام، ولا تقلق بشأن الصمت؛ فالصمت جزء طبيعي من أي تفاعل اجتماعي، حتى إنَّه يجعلك تبدو أكثر ثقة وقوة.

3. تعلَّم الرفض بطريقة سهلة بدايةً:

يصعُب على الأشخاص الذين يسعون إلى إرضاء الناس الرفض مباشرةً؛ لذا عليهم العثور على وسيلة سهلة لتعلُّم الرفض أولاً، وكما تعلم، ما من وسيلة تفي بهذا الغرض أنسب من برامج الدردشة، أو الرسائل النصية، ويقول رجل الأعمال ستيف جوبز (Steve Jobs): "عندما ترفض، تتيح لنفسك التركيز على الأشياء الهامة".

يمكنك أيضاً تعلُّم الرفض في مواقف سهلة، مثل:

  • حينما يسألك النادل إن كنت تريد طلب مشروب مع وجبتك.
  • حينما يريد أحد الأقرباء إجراء مكالمة فيديو معك كل يوم (أو إطالة المكالمة).
  • حينما يدعوك صديق قديم إلى حفلة.
  • حينما يدعوك صديق متقلب المزاج إلى العشاء.
  • حينما يطرق مندوب المبيعات باب منزلك ليبيعك بضاعته.

لا يتعين عليك الرفض رفضاً قاطعاً؛ إذ يمكنك تقديم بدائل، بعبارة أخرى، اقترح حلاً يرضي الطرفين:

  • حينما يسألك النادل إن كنت تريد طلب مشروب مع وجبتك، أجبه: "ما رأيك بكوب ماء حالياً؟".
  • حينما يدعوك صديق قديم إلى حفلة، أجبه: "سأحاول، لكن قد أتأخر قليلاً".
  • حينما يدعوك صديق متقلب المزاج إلى العشاء، أجبه: "ما رأيك بنزهة مشياً على الأقدام بعد الظهر؟".
  • حينما يطرق مندوب المبيعات باب منزلك ليبيعك بضاعته، أجبه: "هلَّا أعطيتني رقمك لأتواصل معك لاحقاً؟".
  • حينما يريد أحد أقربائك إجراء مكالمة فيديو معك كل يوم، أجبه: "أليس كل يومين أفضل؟".

شاهد بالفيديو: 8 فوائد للرفض ستثير إعجابك بالتأكيد

4. لا تقل لا أستطيع:

الخطأ الأكبر الذي يرتكبه الشخص الذي يسعى إلى إرضاء الناس ليس عدم الرفض؛ وإنَّما طريقة الرفض.

  • لا أستطيع الذهاب إلى الحفلة.
  • لا أستطيع القيام بهذا المشروع.
  • لا أستطيع التحدث إليك الآن.

تتيح هذه الإجابات للطرف الآخر أن يسألك لماذا لا تستطيع، وأن يساومك على حدودك.

يحب الأشخاص السامون والأصدقاء المزيفون تجاوز الحدود؛ لذلك قد يردون عليك بهذه الطريقة:

  • لا تقلق، ستنتهي الحفلة بسرعة.
  • المشروع سهل جداً، وسأساعدك به إن أردت.
  • لن أسبب لك أي تأخير.

وجدت إحدى الدراسات أنَّ قول: "لا أريد"، بدلاً من: "لا أستطيع" سمح للمشاركين التهرب من الالتزامات غير المرغوب فيها؛ لأنَّ عبارة "لا أريد" أقوى بكثير من عبارة "لا أستطيع"، كما أنَّها تصد الأشخاص السامين على وجه أسرع.

تضع عبارة "لا أريد" حداً واضحاً، ما يجعل نيتك تبدو أكثر ثقة ووضوحاً، ومن ناحية أخرى، يبدو الأشخاص الذين يقولون: "لا أستطيع"، وكأنَّهم يقدمون عذراً، ما يمنح فرصة للآخرين للمناورة.

حاول قول "لا أريد":

  • لا أريد الذهاب إلى الحفلة.
  • لا أريد القيام بهذا المشروع.
  • لا أريد أن أتحدث الآن.

5. أعد كتابة قصتك:

لقد حان الوقت لاستحضار لحظة جعلتك تشعر بالإحراج.

فكِّر في وقت قلت فيه نكتة، أو حاولت أن تكون مضحكاً، ولم يضحك أحد، أو وقت حاولت فيه أن تكون جدياً، لكن لم يأخذك أحد على محمل الجد.

هل شعرت بالإحراج أو القلق أو التوتر؟

في هذه اللحظة يمكنك تغيير قصتك.

حسب جمعية علم النفس الأمريكية (American Psychological Association)، أُجريت دراسة روى فيها 269 بالغاً و125 طالباً جامعياً قصصاً مفتوحة عن أحداث أثَّرت في حياتهم، ثم صُنفت هذه القصص في فئتين مختلفتين: شملت الفئة الأولى القصص التي بدأ فيها تسلسل الأحداث مأساوياً وانتهت بنتائج جيدة؛ وشملت الفئة الثانية القصص التي بدأ فيها تسلسل الأحداث بداية جيدة؛ لكنَّها انتهت بنتائج مأساوية.

هنا العِبرة: وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين سردوا قصصاً من الفئة الأولى كانوا أكثر سعادة من أولئك الذين سردوا قصصاً من الفئة الثانية، ما يعني أنَّهم أعادوا كتابة قصصهم.

عد الآن إلى لحظة الإحراج، فكِّر في الأشخاص المحيطين بك في ذلك الوقت، واسأل نفسك:

  • كيف جعلتهم يشعرون؟
  • هل ضحكوا أم اكتسبوا قيمة؟
  • هل يهتمون أصلاً؟

الآن، أبعد التركيز عن نفسك، فعندما يكون لديك ذكريات مؤلمة عن الفشل في إرضاء الناس، فهذا ليس دليلاً ضدك، فلا عيب فيك.

إقرأ أيضاً: 7 عادات فعالة لتتوقف عن إرضاء الآخرين

إليك تجربتي الشخصية:

أذهبُ إلى درس الرياضة في نادٍ محلي، وفي أحد الأيام في أثناء الدرس، قررت المدربة أن نجري (مسابقة تعتمد على الوقت) للإحماء قبل بداية الدرس، لدي ذكريات مروعة مع الجري، فقد كنت بدينة في مرحلتَي الطفولة والمراهقة، وأذكر أنَّني كنت أعاني القلق الاجتماعي الرهيب، والتنفس بسرعة في درس التدريب على الجري الأسبوعي.

كان يجب أن أقول: "لا، شكراً"، لكن بدلاً من ذلك، وبصفتي امرأة ما زالت تتعافى من إدمان إرضاء الناس، انتظرت دوري للصعود على جهاز الجري، وفي أثناء ذلك، خطرت في بالي جميع أنواع الأفكار السلبية، ورحت أوبخ نفسي بسبب القلق الذي اعتراني، وخاطبت نفسي قائلةً: "يمكنني في الواقع الجري لمسافة طويلة الآن، والقيام بذلك بانتظام، لكنَ التوقيت والمنافسة ساهما في استثارة ذكريات مؤلمة".

الآن، جاء دوري، ما إن مرَّت دقيقة واحدة حتى استبدَّ بي الهم، وبدأت أشعر بنوبة هلع قادمة، نزلت من جهاز الجري، وجاءت مدربتي لتشجعني، فضغطتْ عن حسن نية على زر زيادة سرعة الجهاز دون إذني، لقد شعرت بالفزع؛ لكنَّني لم أرفض.

قطعتُ المسافة وبكيت بحرقة، كانت مدربتي في حيرة من أمرها، وكنتُ مُنهكة، وتمتمتُ قائلة: "أنا أكره هذا، أنا أكره هذا كرهاً شديداً"، وركضت نحو الحمام.

ثمة ثلاثة أشياء أريدُ توضيحها عن هذه القصة:

  • كان عليَّ أن أرفض؛ لكنَّني لم أفعل ذلك بسبب حادثة قديمة مع الجري، ففي المدرسة الابتدائية، كان علينا الجري مسافة واحد كيلومتر، وحاولت مرات عدة التهرب من الدرس؛ لكنَّه كان إجبارياً، فلما كنتُ امرأة بالغة، كان بإمكاني أن أرفض بسهولة؛ لكنَّني لم أفعل؛ لأنَّ قصتي القديمة لم تنتهِ بعد، وها هي تؤثر في قصتي الحالية.
  • بمجرد انتهاء الدرس، وبعد أن هدأت أعصابي، بدأت في إعادة كتابة قصتي عن الجري مسافة واحد كيلومتر، ولقد بدأتُ ضبط المؤقت لقطع هذه المسافة في زمن قياسي، ودعوت إحدى صديقاتي لإجراء منافسة ودية، وعلى ذلك أعدتُ كتابة قصتي.
  • كانت مدربة الرياضة تؤدي واجبها، وفي الواقع بعد أن هدأتُ، أدركت أنَّني صرخت في وجهها، وقد شعرتُ بالحرج الشديد، لو أنَّني رفضت الجري منذ البداية، لما تفوهتُ بتلك الكلمات الجارحة، وأمضيتُ أسابيع عدة أتألم بسبب ما بدر مني، وأفكر في الاعتذار منها، وفي النهاية، استجمعت قواي وقررت الاعتذار، إليك كيف حدث ذلك:

أنا: "مرحباً "كالي"، أود الاعتذار منك عن شيء ما، قبل بضعة أسابيع، صرختُ في وجهك في درس الرياضة، وضميري يؤنبني حيال ذلك، لي قصة قديمة مؤلمة مع الجري، وقد صببتُ جام غضبي عليكِ، وكان يجب أن أرفض منذ البداية".

المدربة: "حقاً، أنا لا أذكر هذا أبداً، على أي حال، اعتذاركِ مقبول".

أيُعقل هذا؟ لم تتذكر الحادثة كلها، وكان ألم الإحساس بالذنب يقض مضجعي طوال تلك المدة، وهي ربما لا تذكر اسمي حتى، لقد أعدتُ كتابة تلك القصة أيضاً.

حاول عند إعادة كتابة قصتك التفكير في الواقع والحقيقة والعواطف والإيجابية والنمو الذي لا تدركه إلا متأخراً، هل تعلمت شيئاً؟ كيف استفدت؟ ما هي القيمة التي قدمتها للآخرين؟ كيف غيرتك هذه التجربة إلى الأفضل؟

عندما تتعلم التحكم بقصتك، ستشعر بسعادة أكبر عندما ترضي نفسك بدلاً من إرضاء الآخرين.

6. اعرف أهدافك:

من الأسهل بكثير أن ترفض طلبات الآخرين عندما تعرف ما عليك قبوله في حياتك؛ فالرفض أسهل عندما يكون لديك أشياء كثيرة رائعة تريد القيام بها.

أجلسُ مرة في الأسبوع وأعيد تقييم أهدافي طويلة وقصيرة الأمد للأسبوع، أريد أن أعرف ما عليَّ فعله هذا الأسبوع لأصل إلى حيث أريد أن أصل في غضون 5 سنوات.

عندما أضع هذا نصب عيني، يسهل عليَّ رفض أي طلب؛ لأنَّني مشغولة في تحقيق أهدافي، على سبيل المثال، في العام الماضي كنت أُحضِّر مدونات صوتية كثيرة، وكانت ممتعة للغاية؛ لكنَّها مُرهقة، وقد واجهت صعوبة في الرفض، ولقد أحببت كل رجال الأعمال الذين حاورتهم عبر المدونات الصوتية، ورغبت في دعمهم؛ لكنَّني لم أستطع؛ لذا قررت في النهاية مساعدتهم، وخصَّصت وقتاً لذلك، ثم بدأت مشاريع أخرى.

هل تعرف ما لاحظته؟

أصبح الرفض أسهل بكثير، إذ لم يعد لدي وقت لقبول أي شيء آخر.

حاول الإجابة عن هذه الأسئلة:

  • أين تريد أن تكون بعد 5 سنوات؟
  • ماذا تفعل الآن لتحقيق ذلك؟
  • ما الذي تريد توفير الوقت له؟
  • ما الذي تريد قبوله؟

الإجابة عن هذه الأسئلة تُسهِّل عليك التركيز على نفسك.

7. تخلَّص من الأشخاص السامين:

بينما تقرأ هذا المقال، هل خطر في بالك شخص معين؟ شخص يسألك باستمرار عن أشياء ليوقع بك؟ شخص يستنزف وقتك وطاقتك؟

لا تقلق، لست وحدك، لقد مررنا جميعاً بهذا، ولن يتوقف الأشخاص السامون عن التطفل على حياتنا، ليغادروها لاحقاً تاركين وراءهم أضراراً جسيمة، إلا إذا كنت تعرف كيف تضع حداً لهم.

إقرأ أيضاً: كيف يتعامل الناجحون مع الأشخاص السامين؟

8. توقف عن الاعتذار:

على الأرجح أنَّك قلت آسف في الأقل مرات عدة في الأسبوع الماضي، فقد وجد استطلاع أجرته شركة كوكا كولا (Coca-Cola) على 2000 شخص من لندن (London) أنَّ الناس يتأسفون في المتوسط 7 مرات في اليوم؛ أي نحو 200000 مرة خلال حياتهم، أو إجمالي 56 ساعة يقولون فيها "آسف".

في المرة القادمة التي ترفض فيها طلب أحدهم، ارفض بحزم، لا تعتذر لأنَّك ترتب أولوياتك، فلا تشعر بالاستياء لأنَّ عليك الاعتناء بشيء ما، أنت تدافع عن نفسك، واعلم إذا لم تدافع عن نفسك، فلن يدافع عنك أحد، وأنا أعلم أنَّك تستطيع فعل ذلك، حان الوقت للتوقف عن إرضاء الناس، والبدء في فعل ما يناسبك.

هل تعلم بإضافة على جوجل كروم (Google Chrome) تسمى لا تعتذر (Just Not Sorry)؟ في كل مرة تكتب فيها رسائل بريد إلكتروني باستخدام عبارات مثل "أنا فقط" أو "أعتقد" أو "لست خبيراً"، ستتلقى تحذيراً صغيراً لتغيير أسلوبك، جرِّب هذه الإضافة إن كنت مدمناً على الاعتذار في رسائلك.

9. اعتذر بطريقة ألطف:

نرتكب جميعنا أخطاء، وعلينا الاعتراف بها، لكن هل تعلم بوجود طريقة "لطيفة" للاعتذار وطريقة "فظة"؟ بعد أن تعلمتَ الرفض دون تقديم أي اعتذار، تعلَّم الاعتذار بطريقة لطيفة، لكن أولاً، إليك هذا الاختبار السريع، أي الأقوال الآتية تعتقد أنَّها طريقة "فظة" للاعتذار؟

  1. "لن أفعل ذلك مرة أخرى".
  2. "أشعر بالخجل من نفسي".
  3. "كان الأمر معقداً".

إذا أجبت (3) فأنت محق.

إنَّ قول: "آسف، لقد كان الأمر معقداً" لتحسين وضع سيئ هو اعتذار ينطوي على التملص؛ إذ حلَّلت إحدى الدراسات 183 اعتذاراً من المشاهير، ووجدت أنَّ الاعتذارات التي تحتوي على الإنكار "هذا ليس خطئي"، والتملص "كان الأمر معقداً"؛ كان وقعها أسوأ، وكانت الاعتذارات التي تحتوي على إجراء تصحيحي "لن أفعل ذلك مرة أخرى"، والتواضع "أشعر بالخجل من نفسي" ملائمة أكثر.

هل تشعر بالأسف حقاً؟

إليك هذا التحدي: اكتب اعتذاراً يحتوي على إجراء تصحيحي أو ينطوي على شيء من التواضع، واحتفظ به في عقلك الباطن لاستخدامه عندما تريد الاعتذار في المرة القادمة، لكن ماذا لو كان الاعتذار الذي كتبته مؤثراً للغاية، أو غير مناسب لموقف صغير؟ إذاً، ربما لا يستحق الأمر الاعتذار في المقام الأول.

10. أطلق العنان لعبارات الإطراء الذاتية:

أنت تعرف الآن قصتي مع جهاز الجري؟ أصعب جزء في إعادة إحياء القصص القديمة هو أنَّها تُضعف معنوياتك، أو تستخدمها لإضعاف معنوياتك.

لقد استرجعتُ مباشرة ذكرياتي المؤلمة في الصف الخامس، عندما كنت أشعر بأنَّني طفلة غير مرغوب فيها وبدينة وخرقاء، فمن الصعب أن ترفض عندما يكون احترامك لذاتك متدنياً، أو لديك إحساس ضعيف بالذات.

معظم الأشخاص الذين يسعون إلى إرضاء الناس يشبهونني في هذه الحالة: نحن في أمسِّ الحاجة إلى التقدير وتأييد الآخرين لنا، وقد وجدت إحدى الدراسات أنَّنا نستطيع معرفة الباحثين عن استحسان الناس ببساطة من خلال تصوير أدمغتهم.

إليك ما حدث:

  • جمع الباحثون 28 متطوعاً وطلبوا منهم إعداد قائمة تضم 20 أغنية أعجبتهم، لكن ليس لديهم نسخة منها.
  • ثم طُلب منهم تقييم الأغاني على مقياس من 1 إلى 10 بناءً على مدى رغبتهم في الحصول على الأغنية.
  • ثم أبدى "خبيران" موسيقيان رأيهما بالأغاني التي اختاروها.

الآن إليك الجزء المثير للاهتمام:

عندما تطابقت آراء الخبيرَين مع آراء المشاركين، زاد نشاط جزء الدماغ المرتبط بالمكافأة، وكلما زاد تأييد الخبيرَين لاختيارات المشاركين، زاد نشاط أدمغة المشاركين، فبعض الناس مجبولون على إرضاء الناس، لكن هنا تكمن المشكلة الكبرى: الاعتماد على تأييد الآخرين يعني أنَّ ثقتك بنفسك تستند إلى عوامل خارجية فقط.

أريدك أن تعتمد على التأييد الداخلي وليس الخارجي، وأفضل طريقة للتوقف عن إرضاء الناس هي ممارسة ما يجعلك تشعر بالرضى، وإذا كنت تشعر بالرضى، فأنت لست بحاجة إلى أحد ليجعلك تشعر به.

  • مارس الأنشطة التي تجعلك تشعر بالرضى والإنجاز.
  • عاشر الناس الذين يجعلونك تشعر بالروعة دون الحاجة إلى فعل أي شيء من أجلهم.
  • استمتع بسعادتك ولا تشعر بالذنب بسببها.

شاهد بالفيديو: 8 أشياء لا تحتاج إلى موافقة الآخرين للقيام بها

11. كن مميزاً:

تخيل أنَّك في حفلة أو حدث ما، ما هو الطعام الذي يحضرونه دائماً؟ على الأرجح، بيتزا، لا يمكنك إرضاء الجميع، فأنت لست بيتزا، البيتزا لذيذة، ولا حرج في الحصول على شريحة أو اثنتين منها؛ لكنَّ المشكلة هي أنَّ البيتزا هي الخيار الافتراضي، إذ تكون موجودة في الغالب في كل مناسبة اجتماعية؛ لذلك فهي لا تفاجئ أحد، والناس يستخفون بها (إنَّها مجرد بيتزا في النهاية)، الآن تخيل، إذا كنت في حفلة، وقدَّم لك الضيف طبق سمك مشوي، الآن هذا شيء مميز، لا تكن مملاً، ولا تدع الناس يتوقعون سلوكك؛ بل أدهشهم بأفعالك، وكن مميزاً وحسب.




مقالات مرتبطة