11 نصيحة لتعزيز التعاطف مع الذات للقادة في مكان العمل

لقد قدتُ أنا وزميلي في الفريق "باريل بو" (Burrell Poe) ورشة عمل عن التعاطف مع الذات لمدة 90 دقيقة تضم 20 من قادة منظمةٍ كبيرة، وطلبنا منهم قبل التدريب مشاركة تحدياتهم الحالية، وهذا ما سمعناه:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المديرة التنفيذية "سارة شايرر" (Sara Schairer)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في اكتشاف أهمية التعاطف في العمل.

  1. "أنا قلق بشأن احتراق الفريق وظيفياً".
  2. "أشعر أنَّ هناك كثيراً من المشكلات، وأنَّني لا أستطيع التعامل معها بنفسي".
  3. "العمل من المنزل محبط جداً".
  4. "الموظفون متعبون، وقلقون بشأن ما يخبئه المستقبل".
  5. "الفريق لا يشعر بوجود تواصل".
  6. "لا يوجد أيُّ بارقة أمل؛ أهذا هو كلُّ شيء؟".

هل يذكرك أيٌّ ممَّا سبق بنفسك؟ العمل مرهق بالفعل بالنسبة إلى معظمنا، كما أنَّ أوجه عدم اليقين بسبب الجائحة العالمية تجعل من العمل والحياة أكثر صعوبة.

هذا هو السبب في أنَّه من الهام أكثر من أيِّ وقت مضى إنشاء ثقافة التعاطف مع الذات في مكان العمل، وتشير كثير من الأبحاث إلى أنَّ التعاطف مع الذات يدعم العافية العقلية، فبتعزيز بيئة يشعر فيها الموظفون بالدعم والاستماع، يمكنك تقليل الاحتراق الوظيفي، وتعزيز إدماج الموظفين.

ما لا ينطبق على التعاطف مع الذات:

إنَّ الطلب من أعضاء فريقك الذين يشعرون بالإرهاق الاعتناء بأنفسهم، لا يمت للتعاطف مع الذات بأيِّ صلة، فأحد المكونات الهامة للتعاطف مع الذات هو إدراك متى تحتاج إلى الحصول على الدعم، ولتشجيع أعضاء فريقك على ممارسة التعاطف مع الذات، يجب ألا تكون قدوةً لهم فحسب؛ بل يجب أن تتقبل ضعفهم، وترحب به؛ ويجب أن يكون زملاؤك في الفريق قادرين على طلب الدعم من دون الشعور بالخجل والذنب.

إليك بعض الإرشادات عن كيفية القيام بذلك:

أولا: وفِّر بيئة عمل داعمة

1. اطرح الأسئلة:

تعرَّف إلى أعضاء فريقك بطرح الأسئلة، واكتشف أفراح وأحزان وعواطف كلٍّ منهم، وتحقق بالسؤال عن حالتهم الحقيقية في هذه اللحظة، واعرض تعاطفك عندما يعانون.

مثال على ما يجب قوله:

"أهلاً "بيتسي" (Betsy)، دعينا نحدد وقتاً لتناول الغداء (الافتراضي) أو القهوة معاً، ستكون نية اجتماعنا بسيطةً جداً، فلنتعرف إلى بعضنا بعضاً معرفة أفضل بصفتنا بشراً، وليس مجرد عاملين".

عندما تلتقيان، يمكنك طرح أسئلة مثل:

  • "ما هو الشيء المفضل لديك خارج إطار العمل؟".
  • "أخبريني عن أطفالك، كيف هي شخصياتهم؟".
  • "ما الذي تحبين أن تتعلميه؟".
  • "هل هناك أيُّ شيء لا أعرفه عنكِ، وتتمنين أن أعرفه؟".

2. ضع القواعد:

يمكن لإنشاء بعض الإرشادات الأساسية أن يساعد فريقك في العمل معاً بسلاسة وفاعلية.

تتضمن أمثلة القواعد ما يأتي:

  • نحن لا نتحدث من وراء ظهور بعضنا بعضاً في هذا الفريق.
  • نقدِّر وقت الجميع عند بدء الاجتماعات، وإنهائها في الوقت المحدد.
  • نُصغي من دون مقاطعة.

3. ادمج "نفسك" في الفريق:

قدِّم يد المساعدة عندما يشعر أعضاء فريقك بالتعب من المهام الكثيرة، ففي بعض الأحيان قد لا يطلبون الدعم، لكن يمكنك على الأرجح أن تشعر عندما قد يكون أحدهم بحاجةٍ إلى المساعدة.

مثال على ما يجب قوله:

"لديَّ بعض الوقت الإضافي، وأرغب في مساعدتك في شيءٍ ما من مهامك؛ من فضلك قل لي كيف يمكنني دعمك".

4. تذكَّر الإنسانية المشتركة:

ساعد أعضاء الفريق على التعرف على الإنسانية المشتركة؛ وذلك يعني أنَّهم ليسوا وحدهم وأنَّ الآخرين أيضاً يشعرون بالتوتر والقلق وخيبة الأمل والإحباط.

مثال على ما يجب قوله:

"أيَّها الفريق، قد تشعرون بضغط المهام الكثيرة، والقلق في الوقت الحالي؛ أتمنى أن تعلموا أنَّكم لستم وحدكم، على الرَّغم من أنَّني لا أظهر ذلك دائماً، إلا أنَّ لديَّ كثيراً من المخاوف في ذهني أيضاً، إنَّ الإجهاد يصيب الجميع، ويجعل منا بشراً طبيعيين".

لتعزيز الإنسانية المشتركة، حاول بدء الاجتماعات بلقاءاتٍ قصيرة، على سبيل المثال: يمكنك أن تقول: "اكتبوا في مربع الدردشة ما تشعرون به على مقياسٍ من 1 إلى 10"، معظمهم غالباً سيشعرون بالراحة عند معرفة أنَّهم ليسوا وحدهم.

شاهد بالفديو: كيف تستخدم التعاطف بفاعلية في العمل؟

ثانياً: شجِّع زملاءك في الفريق على وضع الحدود

1. خذ استراحة:

ادعُ زملاءك في الفريق لتعيين مؤقتات تذكرهم بالتوقف وقطع الاتصال عن التكنولوجيا وأخذ نفسٍ عميق والوقوف والتمدد والتجول كلَّ 30 دقيقة أو كلَّ ساعة.

مثال على ما يجب قوله:

"لا أعرف عنكم جميعاً، لكنَّ ظهري وعقلي لا يستطيعان التعامل مع الوقت الطويل أمام الشاشات؛ لذا سأحاول النهوض من مقعدي، والتحرك في كلِّ ساعة، فهل يريد أيُّ شخصٍ أن ينضم إليَّ؟".

2. حدِّد الأولويات:

إذا طلبت من أحد زملائك في الفريق المرهق القيام بشيء ما، شجعه على منح الأولوية.

مثال على ما يجب قوله:

"شاموند" (Shammond)، لديَّ مشروع آخر لك، أعلم أنَّ عبء عملك في أقصى حدوده، لذلك دعنا نحدد اجتماعاً موجزاً لمعرفة ما يجب جعله أولويةً، وما الذي يمكن تأجيله".

3. اقبل الاعتذار:

احرص على أنَّ أعضاء فريقك يشعرون بالراحة عندما يقولون: "لا يمكنني إضافة شيء آخر إلى جدول أعمالي، أرجو مساعدتي على تحديد الأولويات حتى تُنجز المهام الأساسية".

مثال على ما يجب قوله:

"أيَّها الفريق، أعلم أحياناً أنَّني أمنحكم عملاً عندما تكون جداول أعمالكم ممتلئةً بالفعل؛ لذا لا تترددوا في إخباري عندما يعوق العمل طريق حياتكم، وسأبذل قصارى جهدي للمساعدة".

بالطبع، تتطلب أعباء العمل، والمواعيد النهائية تضحيات في بعض الأحيان، ومع ذلك فإنَّ مكان العمل المتعاطف لا يطلب في كثير من الأحيان من أعضاء الفريق التخلي عن وقتهم الشخصي للعمل.

إقرأ أيضاً: 6 طرق عملية لإتقان فن الاعتذار والتخلص من الشعور بالذنب

ثالثا: أوصل الفكرة للآخرين بإظهار ذلك لهم

1. أظهر ضعفك:

كن نموذجاً للضعف بمشاركة معاناتك، وإظهار أخطائك؛ ليس عليك إخبار فريقك بكلِّ ما تمر به، لكن من الجيد أن يروا أنَّك إنسان.

مثال على ما يجب قوله:

"لقد تلقيت مهمة عمل عرضٍ تقديميٍّ كبيرٍ لمجلس الإدارة غداً، وأنا متوترٌ حيال ذلك، في بعض الأحيان يسألونني أسئلة تفاجئني؛ لذا تمنَّوا لي التوفيق".

لمعرفة مزيد عن الضعف والقيادة، أوصي بكتاب "برينيه براون" (Brené Brown) "تجرأ على القيادة" (Dare to Lead).

2. خذ إجازة:

خذ إجازاتٍ شخصية وصحية عندما تحتاج إليها، وشجع الآخرين على فعل نفس الشيء، فإذا لم تأخذ أيَّ أيام إجازة، فستجد صعوبة في إقناع الآخرين بأخذ قسط من الراحة، إضافة إلى ذلك، من شبه المؤكَّد أنَّك ستحترق وظيفياً.

إذا بدا أنَّ قدراً كبيراً من العمل سيتراكم في أثناء إجازتك، فقد لا ترغب أنت وأعضاء فريقك في التوقف عن العمل، فقد لا يبدو الأمر يستحق ذلك، لكن يمكنك تجنُّب هذه المشكلة إذا توصَّلت أنت وفريقك إلى نظامٍ عمل بالتناوب.

إقرأ أيضاً: ما هو أفضل يوم إجازة في الأسبوع لرعاية صحتك النفسية؟

3. هدئ الناقد الداخلي:

عندما ترتكب خطأً، لا تلُم نفسك بشأنه؛ وبدلاً من ذلك تعلَّم منه وامضِ قدماً، وتذكَّر أنَّك إنسان، وشجع نفسك على القيام بعملٍ أفضل، وإذا كنت كثير الإنجاز، فقد تفكر: "لقد ساعدني ناقدي الداخلي على الوصول إلى هذا الحد؛ لمَ أتوقف الآن؟".

تشير الأبحاث إلى أنَّك لن تفقد ميزتك إذا تعاطفت مع نفسك؛ بل ستستمر في الازدهار وستكون مرناً وستتخطى تقلبات الحياة بسهولةٍ أكبر؛ إذ يدعم الحديث الإيجابي مع النفس جهودك لتكون قائداً متعاطفاً، ومن الأسهل كثيراً تقديم دعمك، وتشجيعك للآخرين عندما تقدِّم لنفسك نفس الدعم.

4. قدِّر قيمك:

تقدير القيم

ما الذي يهمك أكثر من كلِّ شيء؟ احرص على احترام قيمك واتخاذ قراراتٍ تتماشى معها، وإذا أظهرت ذلك لأعضاء فريقك، فأنت تمنحهم بذلك الإذن لفعل نفس الشيء.

قد تضطر إلى وضع حدود لوقتك حتى لا تعمل باستمرار، وإذا كنت تهتم بالتواصل مع أفراد الأسرة والأصدقاء، فسيتعين عليك حماية هذا الوقت الجيد، وربما تحتاج إلى وقت للتنمية الشخصية والتعلم، أو إذا كنت تقدِّر صحتك الجسدية، فهل تتخذ قرارات في العمل تسمح لك بالحصول على قسط كافٍ من الراحة، وممارسة الرياضة؟

في العمل، قد تقدِّر الإبداع والابتكار، لكنَّ مشروعك أو دورك الحالي لا يستخدم الجزء من عقلك المسؤول عن الإبداع؛ فما الذي يمكنك تغييره لتكون أكثر انسجاماً مع قيمك؟

إذا كان العمل يعوقك عمَّا تقدِّره، فستواجه صعوبةً في البقاء مندمجاً؛ وينطبق نفس الشيء على أعضاء فريقك.

في الختام:

بإنشاء بيئة عملٍ داعمة وتشجيع أعضاء الفريق على وضع الحدود و"ربط القول بالفعل"، وبإظهار هذه الإجراءات المتعاطفة مع الذات بنفسك، فأنت تمهِّد الطريق لفريقك للنجاح.

المصدر




مقالات مرتبطة