10 نصائح ستساعدك على الشعور بالسعادة

السعادة مفهومٌ يصعب فهمه؛ فنريدها جميعاً ولكن لا يستطيع كثير منَّا تحديد ماهيَّتها أو كيفية الحصول عليها، ولسوء الحظ يقع كثير منَّا في فخ التفكير بأنَّ سعادتهم منوطة بحصولهم على شيء ما في المستقبل، تلك طريقة تفكير يسهل الانجرار إليها بسبب نفسيتنا، ولأنَّ العالم المعاصر يشجعها سواء كنت تربط سعادتك بخسارة الوزن أم شراء سيارة أم إيجاد شريك لحياتك أم غيرها من الأشياء؛ لكنَّ المشكلة هي أنَّك ستكون سعيداً لفترة وجيزة، أو على الأقل ستظنُّ ذلك؛ لكنَّ هذا الشعور لن يدوم طويلاً، وبعد ذلك ستنتقل إلى الشيء التالي الذي تحسب أنَّك بحاجة إليه للشعور بالسعادة.



أن تكون أكثر صحة، وأن تكوِّن علاقات إيجابية هي أهداف جيدة، ولكن عندما تتعلق حياتك بأكملها بانتظار شيء ما ستظل دائماً ترغب في المزيد ولن تحقق أبداً تلك السعادة التي تسعى إليها.

لا نعدك بأنَّ تطبيق النصائح الآتية سيحل كل شيء على الفور، لكن تذكَّر أنَّك أنت من تتحكم بحياتك، وأنت تختار ما تفعله من يوم إلى آخر، وتحدد كيف تؤثر فيك التجارب بناءً على ما تتوقعه وتختار التركيز عليه وتتذكره.

جرب بعض هذه النصائح؛ فربَّما ستحدث فرقاً حقاً:

1. جرِّب شيئاً جديداً:

ليس بالضرورة أن يكون شيئاً كبيراً؛ بل يمكن أن يكون صغيراً وفي أي جانب من جوانب حياتك؛ على سبيل المثال جرب طريقاً جديداً إلى العمل وشاهد المناظر المختلفة أو الأشخاص الذين تقابلهم؛ فربَّما ستكتشف أنَّ الطريق الذي سلكته هذه المرة أقرب إلى العمل.

جرب مطعماً جديداً، أو مارس نشاطاً جديداً، أو زُرْ بلداً لم تزره من قبل، أو تخلص من علاقة سامة؛ إذ يمكن أن ينشطك التجديد وتكتشف وجهات نظر وتجارب جديدة؛ على سبيل المثال يمكنك التعرف إلى أشخاص جدد وبدورهم يقدمون لك أفكاراً جديدة لتحصل على أشياء جديدة للتفكير فيها والتحدث عنها، جرب شيئاً جديداً واحداً في الشهر ولاحظ على التغييرات.

شاهد بالفيديو: السعادة الغاية التي ينشدها الجميع كيف نصل إليها

2. ابدأ بخطوات صغيرة:

هذا هام حقاً؛ إذ غالباً ما يرتكب الناس خطأ محاولة تغيير كل شيء دفعة واحدة؛ لكنَّك في هذه الحالة تضع لنفسك أهدافاً ضخمة، وعندما لا تحققها في غضون شهر تبدأ في الاستسلام وتشعر كأنَّك قد فشلت، بدلاً من ذلك ركز على النجاحات الصغيرة؛ فإذا كنت تريد إنقاص وزنك فلا تفكر في خسارة وزن كبير؛ بل ابدأ بممارسة بعض التمرينات بانتظام، وإذا شعرت ببعض التحسن فهذا هو هدفك؛ فربما تشعر أنَّ ملابسك فضفاضة قليلاً أو أنَّ لديك المزيد من الطاقة، لا مشكلة في وضع أهداف جريئة كبيرة، لكن لا تقس مدى تقدمك وفقاً لها، بدلاً من ذلك قسِّمها إلى أهداف أصغر وافرح بها عندما تحققها.

3. عدِّد الأشياء الجيدة في حياتك:

جرب هذه التجربة مع صديق؛ فعندما تكون في مكان لم تزره من قبل اطلب منه أن ينظر حوله ويحفظ كل ما هو أحمر، وبمجرد أن يفعل ذلك اطلب منه أن يغلق عينيه ويعدد كل الأشياء الزرقاء من حوله، سيواجه كثيراً من الناس صعوبة في ذلك؛ لأنَّه ببساطة لم ينتبه أو يركز على الأشياء الزرقاء حوله.

هذه هي الطريقة التي تعمل بها أدمغتنا، بكل بساطة نحن نرى ما نتوقع رؤيته ونتذكره بناءً على تصوراتنا المسبقة؛ إذ يختار ذهنك ما يركز عليه لزيادة كفاءته، وهو شيء مفيد للبقاء والاستمرار؛ لكنَّه يمكن أن يسبب مشكلات؛ فإذا كنا نتوقع أن يكون يوماً سيئاً فسنبحث دون وعي عن الأشياء التي تؤكد ذلك، وإذا حسبنا أنَّنا غير محظوظين فسنبحث عن الأشياء التي تثبت سوء حظنا.

بدلاً من ذلك جرب شيئاً بسيطاً للغاية، كل يوم قبل أن تنام فكر في يومك وركز على خمسة أشياء جيدة حدثت، يمكن أن يكون أيُّ شيء مثل نزهة لطيفة في أجواء جميلة إلى مقابلة شخص جديد، توجد دائماً خمسة أحداث جيدة على الأقل يمكنك أن تجدها، جرب هذا لفترة وقد تتفاجأ كيف سيبدأ في تغيير طريقة تفكيرك وستبدأ في البحث عن المزيد من الأشياء الجيدة وستشعر بمزيد من الإيجابية.

4. ارفض واقبل بناءً على ما تريده أنت:

يقضي كثيرون منَّا وقتاً طويلاً في محاولة توقُّع ما يريده الآخرون منا، ونحاول أن نتخذ قراراتنا وفقاً لرغباتهم واحتياجاتهم، قد نقوم بذلك لأسباب عديدة؛ فربما لأنَّنا نهتم بهم ونحبهم أو نعيش معهم أو نكرههم وما إلى ذلك، فبدلاً من ذلك حاول أن تتخذ القرارات وفقاً لما تشعر به وما تريده، وتحلَّ بالثقة لرفض الأشياء التي لا تريد فعلها وقبول الأشياء التي تريد فعلها.

ربَّما تجنبت بعض الأشياء في الماضي؛ لأنَّك قلق من أن يحكم عليك الأصدقاء والعائلة أو يغيروا رأيهم فيك؛ لكنَّ هذه حياتك وليست حياتهم، لا يتعلق الأمر بكونك أنانياً، فقط أدرِكْ أنَّك لكي تكون صديقاً جيداً للآخرين يجب عليك أولاً أن تعتني بنفسك وأنَّ لك الحق في فعل ما يجعلك سعيداً.

5. اقرأ كتاباً:

في عالم وسائل التواصل الاجتماعي والوصول الدائم إلى الترفيه تراجعت شعبية الكتب، اعلم أنَّ الكتب تمنحك نافذة على عالم مختلف أو حياة أشخاص آخرين وتقدم لك لمحة عن التاريخ، وتحفز خيالك وذهنك، يُعَدُّ التركيز المطلوب للقراءة دون تشتيت في بعض الأحيان شكلاً من أشكال التأمل؛ فلا يمكنك أن تقرأ نصف قراءة فقط، كما قد تشاهد برنامجاً، ثمَّ تتركه بمنتصفه؛ فالقراءة تتطلب كل انتباهك؛ ذلك لأنَّ للكتب مساحة لتكون أكثر تعمقاً، وتطرح الأسئلة التي لا ترغب وسائل الإعلام في طرحها، ويمكن أن تضعك في عالم آخر يغير وجهة نظرك في الحياة، لقد غيرت الكتب مجرى التاريخ حرفياً؛ فلماذا لا تجرِّب قراءة أحدها.

6. توقَّف وتأمل:

نقضي كثيراً من الوقت في التفكير في العمل والأسرة والأصدقاء قلقين بشأن ما يتعين علينا القيام به بعد ذلك، والتركيز على شيء قمنا به الأسبوع الماضي، ونادراً ما نتوقف لنكتشف كيف نشعر الآن، يمكن ممارسة التأمل بأشكال عديدة ومن المفيد معرفة المزيد عنه، وعلى الرغم من ذلك يتطلب التأمل التركيز على اللحظة التي تكون فيها الآن، ومكانك داخلها والمشاعر والأفكار الداخلية التي تدور في ذهنك في تلك اللحظة؛ لذا اعترف بهم، ثمَّ اعمل على إيجاد السكون والهدوء.

تعلَّم أن تبطئ عقلك وتهدِّئه لتتوقف عن القفز من فكرة إلى فكرة؛ ببساطة امنح نفسك 5 دقائق عدة مرات في يومك للتوقف والنظر حولك، والاستمتاع بالمنظر من كل قلبك، واسأل نفسك، أين أنت الآن وكيف تشعر بالفعل؟

7. مارِس الرياضة:

مهما كنت تفعل وأينما كنت مارس بعض التمرينات فحسب، توقف عن القلق بشأن ما يجب عليك فعله وتوقف عن منح نفسك العذر بأنَّه ليس لديك وقت، كل شخص لديه 10 دقائق للمشي السريع حتى لو كان لاصطحاب الأطفال، أو 20 دقيقة للجري، أو 15 دقيقة لممارسة اليوجا، أو رفع الأثقال أو مجرد القيام بتمرينات التمدد في غرفة المعيشة الخاصة بك قبل أن تتسمر أمام التلفاز.

الفوائد الجسدية والنفسية للتمرين موثقة على أساس يومي تقريباً، فقد بات العثور على المعلومات أسهل من أي وقت مضى بفضل الإنترنت، فقط ابدأ اليوم، ولن تندم.

8. فكِّر في طعامك:

كما هو الحال مع التغييرات الطفيفة لا يتعين عليك التوقف عن تناول جميع الأطعمة المفضلة لديك على الفور، ولكن ربَّما تقلل من بعض أسوأ أنواع الأطعمة، كالوجبات السريعة، والأغذية الرخيصة المعبأة والمليئة بالملح والسكر.

قلل من تناول اللحوم من أجل أمعائك والبيئة، وتناول بعض الخضار، فالأمر ليس معقداً؛ بل عليك فقط أن تتَّبع نظاماً غذائياً متوازناً، وهناك كثير من المعلومات عنه في الإنترنت ولم يعد الطعام الصحي مكلفاً، وأنا أعلم أنَّ هذا صعب عندما لا يكون لديك الوقت أو المال للطهي؛ لكنَّ إعداد صحن سلطة وطهي الدجاج لا يستغرق أكثر من 10 دقائق.

كما هو مذكور أعلاه ركز على التغييرات الصغيرة التي يمكنك الحفاظ عليها ولاحظ كيف تشعر بعد بضعة أسابيع، ولا ينبغي أن يكون مفاجئاً أنَّ الطعام الذي تتناوله يمكن أن يؤثر كثيراً في حالتك الداخلية.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتعيش حياة مفعمة بالسعادة

9. امنح:

"لا أحد معدوم الفائدة في هذا العالم عندما يكون قادراً على تخفيف أعباء شخص آخر" المؤلف "تشارلز ديكنز" (Charles Dickens).

إنَّ التبرع بالمال أمر رائع، ولكن حاول أيضاً منح وقتك؛ لذا توقف وتحدث إلى الناس وأصغِ إليهم حقاً، أو تطوَّع في جمعية قريبة؛ فوقتك هو أثمن ما تملك، وأهم بكثير من المال، وإنفاقه لمساعدة الآخرين طريقة رائعة لتحسين العالم من حولك وستندهش من مدى شعورك بالرضى، أو تبرَّع للجمعيات الخيرية، وساعد الآخرين، وامنح أيَّ شيء يمكنك منحه وبقدر ما تريد، يوجد دائماً أشخاص أكثر أو أقل حظاً منك؛ فلا تحكم أو تقارن نفسك بأحد؛ بل امنح فحسب.

إقرأ أيضاً: ما هي فلسفة السعادة البسيطة عند أبيقور؟

10. اقضِ وقتاً مع أصدقائك وعائلتك:

أُجريَت استطلاعاتٌ عديدة على مر السنين على المرضى المصابين بأمراض مستعصية، فقد سُئل كل منهم عن معنى حياتهم، وما الذي جعلهم سعداء، وما الذي يرغبون في تغييره فيما يتعلق بالطريقة التي يعيشون بها حياتهم، ومع كل دراسة وُجِدَت إجابات تتكرر باستمرار.

لم تكن عبارة: "أتمنى لو عملت أكثر" أبداً في القائمة؛ بل دائماً ما كانوا يتمنون لو قضوا وقتاً أطول مع أصدقائهم وعائلاتهم؛ إذ يُظَنُّ أنَّ العلاقات الجيدة تطيل حياتك.

رغم أنَّ الناس يأتون ويغادرون حياتك فلا تخف من تكوين صداقات جديدة أو التخلص من العلاقات السامة، ولا تقلق أبداً بشأن الاتصال بذاك الصديق أو القريب الذي لم تتحدث معه منذ سنوات؛ فهم مثلك تماماً مشغولون بحياتهم ويتساءلون عمَّا إذا كان ينبغي عليهم الاتصال بك.

حاول دائماً تخصيص وقت لتناول القهوة أو مجرد الحديث مع أصدقائك وعائلتك؛ فهم حرفياً ركائز حياتك، إنَّهم يعكسون من أنت وكيف تعيش حياتك، وهم من يقفون معك في وقت الحاجة وأنت تقف معهم.

يوجد موضوع آخر مشترك بين هذه الدراسات وهو أنَّ المرضى غالباً ما يتمنون لو عاشوا حياة توافق حقيقتهم، ولو كانت لديهم الشجاعة لعيش حياتهم كما يريدون وليس كما ظنُّوا أنَّ الآخرين يريدون.

إقرأ أيضاً: كيف تحصل على السعادة في حياتك؟

في الختام:

إليك تجربة صغيرة أخيرة ننهي المقال بها؛ في أستراليا متوسط ​​العمر المتوقع يزيد قليلاً عن 82 عاماً وهو في الواقع 718320 ساعة فقط، هذا لا يبدو كثيراً أليس كذلك؟ لكن علينا أيضاً تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء؛ ثلث للنوم، وثلث على الأقل للعمل؛ ممَّا يترك لك أقل من 240,000 ساعة فراغ، ثمَّ اطرح منها عدد السنوات التي عشتها.

الحياة قصيرة جداً، ويجب أن تسعى جاهداً لتعيش حياتك الخاصة بأكبر قدر ممكن من الإيجابية، "السعادة ليست شيئاً تؤجله للمستقبل؛ بل شيء تصممه في الحاضر"- رائد الأعمال الأمريكي جيم رون (Jim Rohn).




مقالات مرتبطة