10 قرارات لن تندم عليها خلال العشر سنوات القادمة

عندما يفكر الإنسان فيما مضى من عمره، فإنَّ أكثر ما يُشعره بالندم هو تضييع الفرص الجيدة أو التأخر في اتخاذ قرارات هامة أو الخوف من الدخول بعلاقات جدية، وكل شخص اختبر مشاعر الندم سواء على فرص معينة أم خسارة لصديق أهمله أم كلمات كان يجب أن يقولها.



لكن لم يفت الأوان بعد لوضع الأمور في نصابها الصحيح خلال السنوات القادمة، والاستفادة من الحاضر استفادةً تجنبنا إحساس الندم من خلال:

التركيز على بعض القرارات وأهمها:

1. البحث عن الأشياء التي تحبها والتمسك بها:

لا شيء يجعلك يائساً أكثر من إجبار نفسك على فعل أشياء لا تحبها فقط لأنَّها تعجب الناس، وتستطيع اكتشاف شغفك من خلال تجربة كل شيء وتعميق معرفتك به، والتقرب من أشخاص يشاركونك الاهتمامات ذاتها؛ لذا لا تضيع وقتك بالتظاهر بحب أشياء لا تهمك؛ لأنَّك ستجد نفسك مع أشخاص، وفي ظروف لا تناسبك، فكُن على طبيعتك لتجذب علاقات صحية وحياة سعيدة.

2. عيش الحياة بالطريقة التي تناسبك:

ستلتقي بأشخاص يريدون تحييدك عن مسارك في أثناء بحثك عن شغفك في الحياة، لكن تذكر بأنَّ ما يناسبهم ليس بالضرورة أن يكون مناسباً لك ونقيض ذلك صحيح، فإنَّ الواقع يعتمد على نظرتنا إليه، والتي تختلف من شخص لآخر، تذكر أنَّك الشخص الوحيد المسؤول عن الطريقة التي تعيش بها حياتك، وليس الأهل أو الأصدقاء.

من الشجاعة والصدق والذكاء أن تستمع لحدسك، وإن كلَّفك الأمر غالياً؛ لكنَّه يبقى أفضل من العيش وفق أهواء الآخرين.

3. إنجاز ما يجب فعله كل صباح:

العالم لا يعطيك شيئاً دون مقابل وحياتك هي مسؤوليتك الكاملة؛ لذا توقف عن الأحلام، وابدأ بتحقيق إنجازات متينة من خلال الإمساك بزمام أمورك، وتقدير أهمية وجودك في الحياة دون انتظار شيء من أحد، فقط ركِّز على الإنتاجية لا على الانشغال الزائف، فإنجاز الأشياء بالشكل الصحيح أهم من مجرد الانتهاء منها، وهذا ينطبق على الصعيد العملي والشخصي.

شاهد بالفيديو: 9 عادات سيئة تدمّر نجاح الإنسان وتحد من قدرته على الإنجاز

4. الحضور الواعي بعيداً عن الهاتف المحمول:

العيش في الحاضر أمر أساسي لن يتحقق إذا ضيعت على نفسك اللحظات الجميلة والتفاصيل البسيطة بينما أنت منشغل بالهاتف المحمول، والشيء الوحيد الذي سيبقى عالقاً في ذاكرتك هي الأحداث التي عشتها مع أصدقائك والحوارات الجميلة التي دارت بينكم، وليس ما رأيته على وسائل التواصل الاجتماعي.

إقرأ أيضاً: سلبيَّات كثرة استخدام الهاتف المحمول

5. ممارسة اللطف دائماً:

اجعل اللطف واللين أساس تعاملك، والخير بالتأكيد سيعود لك، ولا شك أنَّك عندما كبرت، فإنَّ الشيء الوحيد الذي ترك ذكرى جميلة لك هم الأشخاص الذين أحبوك، وساعدوك وتعاملوا معك بلطف في أوقات ضعفك، أمَّا غير ذلك فلن تتذكره، وحتى أنَّك ستنسى معدلك في الجامعة، وقد تجد صعوبة في تذكر السبب الذي جعلك تولي اهتماماً لأشخاص لم يقدروا علاقتك معهم، فهذه كلها أشياء مضت، ولم يبقَ لها مكان في ذاكرتك.

6. حب الذات:

لا يمكن لأحد أن يمنحك الحب الحقيقي ما لم تشعر به بداخلك؛ فالحب هو ما يميزنا بوصفنا بشراً، وأجمل اللحظات نعيشها عندما نتشارك هذا الحب مع شخص آخر.

إنَّ حب الذات وتقديرها هو ما يمنحنا القدرة على حب الآخرين بطريقة أفضل، قد تقابل أشخاصاً رائعين يجعلونك تقع في غرامهم من أول لحظة، لكن تذكر دائماً أن يكون حبك لذاتك هو الأولوية.

7. تخصيص وقت لأحبائك:

أفضل الأشياء في الحياة مجانية؛ فقضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء، والمواقف المرحة مع حيوانك الأليف، ولحظات القرب من شريك حياتك؛ كلها متع مجانية لن تكلفك شيئاً؛ لكنَّها لا تُقدَّر بثمن؛ لذا لا تعش الحياة، وكأنَّك في سباق تعمل فيه لأكثر من 60 ساعة أسبوعياً إلى الحد الذي تشعر فيه بتوتر وإرهاق شديد يمنعك من الاستمتاع بوقتك، يمكنك اتخاذ قرارات واعية وتنظيم ساعات العمل، وتجد وقتاً كافياً لتقضيه مع أحبائك.

8. التعبير عن مشاعرك بصراحة:

تحدَّث بوضوح عن أفكارك ومشاعرك خاصة فيما يتعلق بالأمور الهامة التي تتطلب ذلك، وتحلَّ بالشجاعة، ولا تكبت مشاعرك في سبيل إرضاء الآخرين أو تجنباً لأيِّ رفض محتمل، فذلك يبقيك على هامش الحياة، ويسلبك قدرتك على تحقيق ذاتك، وقد يتفاقم الأمر ويتحول إلى أمراض جسدية أو نفسية نتيجة المرارة والحسرة على كتمان ما في قلبك.

9. الابتعاد عن العلاقات المؤذية:

أنت تستحق الاحترام من عائلتك وأصدقائك وزملائك في العمل، ومن أيِّ شخص في حياتك، وأفضل طريقة لتلقي الاحترام من الآخرين هي أن تبدأ باحترام نفسك؛ لذا تحدَّث بوضوح وثقة، دافع عما تؤمن به، وحدِّد الخيارات التي تشعر بالرضى عنها، وإذا كان شخص ما في حياتك يتصرف بعدم احترام، فعليك مواجهته، وإذا لم تتغير الأمور، فعليك تقليص الوقت الذي تقضيه معه، والحد من تأثيره في حياتك.

نحن بحاجة إلى أشخاص في حياتنا يتحدوننا ويختلفون معنا، حتى نتمكن من رؤية الأشياء من وجهات نظر جديدة، لسنا بحاجة إلى الأشخاص السامِّين الذين لا يحترمون علاقاتنا معهم، وقد يكون من الصعب ترك علاقة طويلة الأمد، حتى عندما نتيقن أنَّ الوقت قد حان للتخلي عنها، لكن لا تخطئ، فكل العلاقات الفاشلة تؤذي، لكنَّ التخلي عن علاقة سامة هو مكسب، وليس خسارة.

إقرأ أيضاً: العلاقات المؤذية: أنواعها، وطرق الوقاية والشفاء منها

10. التخلِّي عن الصداقات العابرة:

ستقابل في الحياة كثيراً من الأشخاص الذين قد تظن أنَّك تحبهم، لكنَّ الحقيقة أنَّك أحببت المشاعر التي أحسستها معهم، قد تظن أنَّ صديقك المقرب سيرافقك للأبد، لكن في الحقيقة سيأتي يوم وتفترقان، سيرافقك أشخاص لفترة مؤقتة في كل مرحلة من حياتك، ولا بأس بهذا؛ فالحياة سلسلة من المحطات التي نلتقي فيها مع أشخاص آخرين عن طريق صدف رائعة، وقد يستمر وجود بعض الأشخاص معك طوال حياتك، وآخرين لفترة مؤقتة؛ لذلك من الشجاعة أن تتقبل الفراق، وتمضي قدماً في الحياة، فما أُغلق باب إلا ليفتح آخر أجمل.

في الختام:

إن واجهت صعوبة في تطبيق أيٍّ مما ذكر في هذا المقال، فتذكر أنَّك لست وحيداً، كل منا يسعى إلى أن يكون بحال أفضل وفكر أوضح سعياً إلى حياة خالية من الندم ومليئة بالرضى، ولهذا كان المقال غنياً بالأفكار المختصرة المفيدة التي تحتاج إلى مراجعتها دورياً حتى تترسخ في ذهنك.

لم يفت الأوان بعد إلى اتخاذ خطوة في الاتجاه الصحيح لتصبح شخصاً أفضل؛ فبالإرادة تستطيع تغيير أشياء كثيرة في أيِّ عمر، والحاضر هو فرصتك لتصنع مستقبلاً مليئاً بالسلام والرضى.




مقالات مرتبطة