10 عادات سلبية تجنَّبها لتحقق النجاح

يجب أن ندرك في ثقافتنا المعاصرة التي تبحث عن نتائج شبه فورية أهمية بذل الجهد والصبر والمثابرة، فقد سبق لك أن قرَّرت أنَّك ستقوم بشيء ما، لكنَّك لم تفعله، وبصرف النظر عن التفاصيل فإنَّ السبب أنَّك لم تمارس العادات الصحيحة، أي لم تطبِّق بعض الأمور البسيطة التي يؤدي تراكمها يومياً إلى نتائج كبيرة.



العادات تحدِّد هويتك، وتأتي كل النتائج في حياتك من عاداتك اليومية:

إذا لم يكن مظهرك الجسدي لائقاً، وكنت تعاني من زيادة في الوزن، فهذا يعني أنَّ عاداتك مختلفة عن عادات شخص لائق بدنياً.

أمَّا إذا كنت لائقاً بدنياً، نستطيع التخمين بسهولة أنَّك تستيقظ باكراً في كل صباح وتمارس الرياضة، ثمَّ تتناول فطوراً صحياً، وإذا لم تكن لائقاً بدنياً، فمن المؤكَّد أنَّ لديك عادات، مثل النوم حتى وقت متأخِّر، وتناول أي شيء سريع وسهل.

قد يكون ما قلناه بهذا الصدد نوعاً من التعميم، لكنَّه ليس بعيداً عن الحقيقة فيما يخصُّ الشخص العادي من الناحية الجسمانية، ففي كل مجالات الحياة، لا يصبح الشخص ناجحاً بين ليلة وضحاها، إنَّما يصبح الشخص ناجحاً عبر الوقت ومن خلال النتائج التراكمية للعادات اليومية.

يحدث الفشل بنفس الطريقة؛ إذ تجتمع كل الإخفاقات اليومية التي لا نتعلَّم منها ونتجنَّبها كلها وتشكِّل الفشل الذريع.

  • أنت تفشل في إجراءات تحويلات مصرفية.
  • تفشل في إجراء المكالمات الضرورية.
  • تفشل في الإصغاء للعملاء.
  • تفشل في الابتكار.
  • تفشل في كل ما يجب القيام به.

بعد ذلك يأتي يوم وتجد فيه أنَّ مشروعك بأكمله قد فشل، ولم يكن ذلك مصادفة، بل كان نتيجة كل تلك الإخفاقات الصغيرة طوال ذلك الوقت، إنَّها عاداتك اليومية وليس مجرد حدث سلبي واحد.

بعد هذا المثال إليك هذه الحقيقة؛ حياتك لا تختلف أبداً عن عملك، وعاداتك اليومية هي ما يحدِّد نجاحك في الحياة وفشلك؛ لذلك، سنناقش في هذا المقال، بعض العادات الشائعة جداً، ومنها:

1. تكرار المحاولة دون تغيير شيء وتوقع نتائج مختلفة:

يوجد تعريف للجنون، وهو أنَّه تكرار المحاولة دون تغيير أي معطيات، وتوقع نتائج مختلفة؛ لذلك ضع هذه الحقيقة نصب عينيك، ما دمت تقوم بنفس الأمور فستحصل على نفس النتائج.

لا يكمن الفرق غالباً بين الشخص الناجح والشخص العادي في الإمكانات الهائلة، بل في الجرأة على تطبيق الفكرة التي يؤمن بها، وفي الإقدام على مخاطرات محسوبة، والسير بخطى ثابتة إلى الأمام؛ إذ ينتظر بعض الأشخاص حصول معجزة دون فعل أي شيء، في حين ينطلق الناجحون نحو العمل ويحققون التقدُّم.

شاهد بالفيديو:  12 شيئاً عليك أن تفعله لتحقق النجاح والسعادة

2. انتظار أن تصبح الظروف مثالية:

نحن نضيِّع وقتنا كثيراً في انتظار أن تصبح الأمور مثالية، وغالباً لا يتحقق ما ننتظره، فنحن ننسى أنَّ ما نريده يتحقَّق بالعمل وليس بالانتظار؛ لذلك اجعل كل يوم هو بداية جديدة لتحقيق الحياة التي تريدها، فالوقت ملكك ويمكنك استثماره بالطريقة التي تريدها؛ لذلك يفضَّل أن تستثمره بطريقة مفيدة.

تخيَّل أنَّ الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات هي مواردك لتحقيق النتيجة التي تريدها، وذلك يعتمد على الطريقة التي تستثمر بها وقتك، ويعتمد على مدى جدية قرارك بالوصول إلى النتيجة التي تريدها، ويجب أن تفرِّق بين الثقة والغرور، ويمكن القول: لا يمكنك أن تشعر بالثقة إذا لم تغيِّر من نفسك، في حين يجب أن تشعر بها عندما تتخذ الخطوة التالية.

إنَّ المضي قدماً هو ما يصنع لدى الإنسان الثقة الحقيقية، وهو ما يشحذ همته ويرتقي بشخصيته.

3. توقع أن تحصل على ما تريد بسهولة:

الهدف هو مستوىً متقدِّم من الإنجاز يتطلَّب جهداً وتضحيةً، ولا توجد نتائج مذهلة يمكن تحقيقها دون جهد وتضحية؛ لذا كن واثقاً، فبعد أعوام من الآن وعندما تكون على فراش الموت، إنَّ ما ستتذكَّره ليس الأيام السهلة، بل ستفتخر بتلك الأوقات التي تجاوزت فيها الصعوبات وتغلَّبت على التحديات الجسيمة، وستتذكَّر إرادتك القوية التي جعلت من المستحيل ممكناً؛ لذلك لا تفعل الأشياء السهلة، بل افعل ما يتطلَّب منك أعلى مستوى من الطاقة.

فاجِئ نفسك بما لديك من إمكانات، وفي حين تناضل لتحقيق التقدُّم، تذكَّر أنَّه من الأفضل أن تُصاب بالإرهاق بسبب ما تبذله من جهود وتكتسبه من تجارب، بدلاً من الشعور بالسأم من عدم فعل شيء.

لا يذهب المجهود سدىً أبداً، حتى عندما لا يؤدي إلى النتائج المرجوة، فهو يجعلك أقوى وأكثر خبرةً على الأمد الطويل.

4. تجنُّب المخاطرات الضرورية للتغيير:

الهدف من الحياة هو التعلُّم، بل لا نبالغ عندما نقول إنَّ الحياة الحقيقية تعني تحمُّل المخاطر بقدر معيَّن؛ لذا فكِّر في الأمر بهذه الطريقة، إنَّ كل قرار، وكل رد فعل، وكل خطوة، وكل يوم تستيقظ فيه وتنهض من السرير، كل ذلك ينطوي على بعض المخاطرة، فأن تعيش حياةً حقيقية يعني أن تُدرك أنَّك تنطلق وتتحمَّل المخاطرة مع امتلاكك للثقة بأنَّك قادر على النجاح رغم المخاطرة.

فكِّر الآن بعدم النهوض من الفراش والتشبُّث بأمانك، وستجد أنَّ ذلك يعني الموت ببطء وفقدان المعنى الحقيقي من الحياة، فإذا تجاهلت رغباتك وسمحت لمشاعر الخوف بالسيطرة عليك، فإنَّك لن تتحقَّق من أي شيء على وجه اليقين، وهذا الجهل المطبق نتيجة عدم تجربة أي شيء هو أسوأ بمرات من معرفة أنَّ رغباتك كانت خاطئة، لأنَّك في حال اكتشفت أنَّك كنت مخطئاً فستكون قادراً على إجراء التعديلات والاستمرار بحياتك دون التفكير فيما مضى والتحسُّر عليه.

5. تأسيس الواقع الحالي على إخفاقات الماضي:

تعلَّم أن تتجاوز الماضي، يعلِّمنا الرفض كيف يجب أن نرفض ما هو غير ملائم لسلامتنا وعافيتنا، فبعض القصص في حياتنا يجب أن تنتهي، وليس من المنطق أن تحاول إصلاح ما لا يمكن إصلاحه.

لكن للأسف، نحن نبني كل حاضرنا ومستقبلنا على ما تعرَّضنا له من رفض في الماضي، بل أكثر من ذلك، فنحن نعرف أنفسنا من خلال آراء الآخرين والظروف، وما تعرَّضنا له من رفض في الماضي لا يعني أنَّنا لا نستحق الأفضل، بل كل ما هنالك أنَّ الشخص أو الظروف التي رفضتنا لم تتوافق مع ما نقدِّمه.

لو نظرنا للأمر من هذه الزاوية لوجدنا أنَّ كل رفض هو بمنزلة فرصة لتحسين ما نملكه، وتحويل أفكارنا إلى واقع؛ إذ إنَّها فرصة لإتقان حرفتنا والتفاني في العمل الذي يدفعنا قُدماً، وهذا هو ما نحتاج إليه ويمكنك البدء به من الآن.

6. رفض تحمُّل المسؤولية:

أنت لست مسؤولاً عن كل ما حدثَ لك، لكن عليك أن تتحمَّل مسؤولية التخلِّي عن أنماط التفكير والسلوك التي نتجت عن هذه الأحداث، فلن تجني شيئاً من التفكير في الماضي؛ لذلك توقف عن الندم على ما حدث وتابع تقدُّمك إلى الأمام.

فمجموع قراراتك والعوامل الخارجية التي لم تستطع التحكُّم بها هي ما نتج عنها الواقع الذي تعيشه الآن، ومن العبث إلقاء اللوم على الآخرين أو تحميل الظروف مسؤولية ما حدث، فهذا لن يغيِّر شيئاً، فإنَّ تحمُّل المسؤولية عن وضعك الحالي وعما حدث في الماضي من أجل متابعة التقدُّم يمكن أن يغيِّر كل شيء.

لذا قرِّر الآن أن تتوقَّف عن التفكير في الماضي، وعِش تماماً في الحاضر؛ إذ توجد آلاف الفرص التي يمكنك العثور عليها، وكل ما تحتاج إليه هو قرار بتحمُّل المسؤولية حتى تستطيع تحقيق ما تريد.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح لتحمل المسؤولية عن أفعالك وعيش حياة أكثر سعادة

7. رفض الأفكار ووجهات النظر الجديدة:

كلما ازددت حكمةً في الحياة مع تقدُّمك في العمر أصبح من الهام أن تتذكَّر أنَّ المعرفة ليست مطلقة، وما هو صحيح في وقتٍ ما يمكن أن يصبح خاطئاً في وقت آخر، ثمَّ إنَّ أكثر ما يعوق نضوج الشخصية هو التشبُّث بوجهة النظر.

لذلك، تذكَّر أنَّ النجاح في الحياة لا يعتمد دائماً على كونك مصيباً، بل لتحقيق تقدُّم حقيقي يجب ألا تفترض أنَّ لديك الحقيقة المطلقة؛ فلا تتوقف عن التعلُّم، واجعل ذلك استثماراً في نفسك.

اقرأ، وذاكر، واطَّلع على كتب جديدة، وتفاعل مع الناس، وخاصةً أولئك الذين يفكِّرون بطريقة مختلفة، واطرح مزيداً من الأسئلة، وأنصت بانتباه للإجابات، ولا يجب أن تقتصر على تنمية جانبك المعرفي، بل كن من النوع الذي يرد الجميل، والذي يستخدم معرفته لإحداث فرق في حياة الآخرين.

8. السماح للأشخاص السلبيين بإضعاف ثقتك بنفسك:

عقلك ملكك، فلا تسمح للآخرين بملئه بمعتقداتهم السلبية، وشخصيتك هي شيء مقدَّس فلا تسمح للآخرين بتغييرها كما يحلو لهم.

إذ سيكون هناك دوماً عدد من الأشخاص في حياتك سينتقدونك مهما بلغ مستوى أدائك أو ما تفعله، فإذا قلت إنَّك ترغب في أن تحقق شيئاً، فإنَّهم سيتنبَّؤون لك بالفشل، ومهما تكن رغباتك فإنَّهم يفترضون بطريقة ما عدم امتلاكك لمقومات النجاح.

لكنَّهم مخطئون تماماً، لأنَّه من السهل جداً أن يكون الشخص سلبياً بدلاً من أن يكون إيجابياً، وأيضاً من السهل أن ينتقد الإنسان الآخرين بدلاً من الاهتمام بشأنه الخاص وتحسين نفسه.

لذلك عندما تقرِّر فعل شيء ما، مشروع أو غير ذلك، لا تستمع لهؤلاء القِلَّة الذين يحاولون تثبيط عزيمتك، بل استمع لأولئك المستعدين لدعمك والاعتراف بإمكاناتك وانطلق في مشروعك.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتحافظ على الإيجابية إذا كنت محاطاً بالأشخاص السلبيين

9. التمسُّك بالوهم:

واحدة من أهم اللحظات في حياتك، هي اللحظة التي تجد فيها الشجاعة للتخلي عمَّا لا يمكن تغييره، لأنَّك عندما لا تكون قادراً على تغيير وضع ما، فإنَّ التحدي يكمن في تغيير نفسك، فعندما تطوِّر نفسك بما يتناسب مع الوضع الجديد وعندما تنجح في ذلك يتغيَّر كل شيء.

ذكِّر نفسك، أنَّك لا تستطيع تغيير كل شيء؛ لذلك يجب أن تراجع نفسك جدياً وتواجه حقيقة أنَّك كنت مخطئاً بشأن ذلك طوال الوقت، لقد كان مجرد وهم ولم يكن أبداً كما كنت تعتقد.

فالتقبُّل هو أعلى درجات الإدراك وأصعبها، إدراك الإحساس بالخسارة حتى لو كان ينطوي على إدراك أنَّك لا تمتلك ما كنت تعتقد أنَّه ملكك في المقام الأول، لكن الحكمة هي في معرفة ذلك، والتعلُّم منه، والتخلِّي عمَّا يبدِّد طاقتك دون جدوى، والبدء بشيء جديد.

10. المبالغة بالتوقعات في أثناء القيام بشيء ما:

تصبح الأشياء البسيطة معقَّدة عندما تتوقع الكثير، فالمبالغة في التوقعات هي أصل كل خيبات الأمل التي تصيبنا؛ لذلك لا تسمح لها بأن تنال منك، فكل وضع معقَّد في الحياة يمكن أن تستخدمه بوصفه عذراً لفقدان الأمل، أو بوصفه فرصة للتطور، وذلك يعتمد على ما تقرِّره أنت.

لذلك، ابدأ بالتخلِّي عن الأفكار والتوقعات التي لا تخدم مصلحتك، وتذكَّر أنَّه لا توجد حياة مثالية، يوجد فقط اللحظة التي تعيشها وما الذي قررت أن تفعل خلالها.

فيمكن أن تكون محبطاً في هذه اللحظة وتقرِّر ألا تفعل شيئاً، كما يمكنك أن تختار الشعور بالرضى وتستغل الفرصة بأفضل ما يكون.

في الختام: كيفية تبني عادات أفضل من خلال 4 نصائح:

اختر مجالاً في حياتك تريد تحسينه، ثمَّ اتبع ما يأتي:

  1. اكتب التفاصيل الخاصة بظروفك الحالية، ما الذي يزعجك؟ وما هو الخطأ؟ وما الذي تريد تغييره؟
  2. اكتب إجابتك عن هذا السؤال، ما هي العادات اليومية التي ساهمت في الظروف الحالية التي تعيشها؟ وكن صادقاً مع نفسك، صارح نفسك بما كنت تقوم به والذي أدى إلى الوضع الذي تعاني منه الآن.
  3. اكتب التفاصيل الخاصة بالظروف المثالية المنشودة، مثل ما الذي يمكن أن يجعلك سعيداً؟ وكيف يكون وضعك المثالي الذي تريده؟
  4. أجب عن هذا السؤال، ما هي العادات التي ستجعلك تنتقل من الوضع الحالي إلى الوضع المنشود؟ فكِّر في الخطوات اليومية البسيطة التي ستساعدك على المضي قدماً.



مقالات مرتبطة