10 طرق للتخلص من آثار نزلات البرد بسرعة

لا يوجد إلى الآن علاجٌ لنزلات البرد الشائعة لكن في الإمكان التخلّص بسرعةٍ من آثارها من خلال تجريب بعض المكمّلات التي يُتوقَّع أن يكون لها آثار شافية والاعتناء جيداً بالنفس. اخرج في جولةٍ بين أروقة متاجر الدواء لترى عدداً مذهلاً من المنتجات التي تدَّعي بأنَّها تقلّل فترة الإصابة بنزلات البرد، وهي ادعاءاتٌ كثيرٌ منها غير مثبتٍ علميَّاً. إليك هذه القائمة التي تتضّمن علاجات يمكن اتباعها للتخلّص من نزلات البرد بسرعةٍ.



1- فيتامين "س":

من المحتمل جدَّاً أن يقي تناول مُكمِّلات فيتامين "س" من الإصابة بنزلات البرد بيد أنَّ الدراسات تظهر أنَّ في إمكانه أيضاً شفاء المصابين بها خلال مدةٍ زمنيةٍ أقل من المُعتادة، إذ لاحظت مجموعةٌ من الدراسات أُجريَت عام 2013 أنَّ تناول المكملات بشكلٍ منتظمٍ (1-2 غرام يوميَّاً) يقلّل المدّة التي يقضيها البالغون في المرض بمقدار 8% والمدة التي يقضيها الأطفال بمقدار 14% ويخفف بشكلٍ عام من حدّة الإصابة.

الجرعة المُوصى بتناولها يوميَّاً من فيتامين "س" هي 90 ملليغرام بالنسبة إلى الرجال و75 ملليغرام بالنسبة إلى النساء غير الحاملات. يمكن أن تسبب الجرعات التي تتجاوز 2000 ملليغرام بعض الآثار الجانبيّة، لذلك فإنَّ تناول جرعاتٍ كبيرةٍ بغض النظر عن المدة الزمنية يترافق مع خطر الإصابة بتلك التأثيرات.

2- الزنك:

لقد كانت النتائج التي توصّلت إليها أبحاثٌ أُجريت حول العلاقة بين نزلات البرد والزنك متضاربة، لكنَّ مجموعةً من الدراسات أُجريَت في عام 2007 أشارت إلى أنَّ الزنك قد يساعد في الشفاء من نزلات البرد خلال فترةٍ أقلّ من التي يحتاج إليها المرء للشفاء منها دون تناول الزنك. انخفضت مدّة الإصابة بنزلات البرد وسطيَّاً بمقدار 33%، وهذا يعني انخفاض المدة الزمنية اللازمة للشفاء بمقدار يومين على الأقل.

من المهمّ أن تنتبه إلى أنَّ الجرعات التي استُخدمَت في تلك الدراسات، والتي تراوحت بين 80-92 ملليغرام يوميَّاً، تُعَدُّ أعلى بكثيرٍ من الكمية المُوصى باستهلاكها يوميَّاً. لكنَّ الدراسات التي أُجريَت في عام 2017 تُشير إلى أنَّ جرعاتٍ من الزنك بلغت 150 ملليغراماً يوميَّاً جرى تناولها بشكلٍ طبيعيٍّ مدة شهورٍ في حالاتٍ معينة مع بضعة آثارٍ جانبية.

3- نبات القنفذية:

تذكُر مجموعة من الدراسات التي أُجريَت في عامي 2014 و2018 أنَّ تناول نبات القنفذية قد يقي من الإصابة بنزلات البرد أو يقلّل فترة الإصابة بها. يتوفّر هذا المُكمِّل النباتيّ المصنوع من زهورٍ أرجوانية اللّون على شكل أقراص، وشاي، وخلاصة.

في دراسةٍ أُجريَت عام 2012 أظهرت تأثير القنفذية بشكلٍ إيجابيٍّ في علاج نزلات البرد حيث تناول المشاركون 2400 ملليغراماً منها يوميَّاً مدة 4 شهور، وقد ذَكَر بعض الأشخاص الذين تناولوا القنفذية أنَّهم عانوا من آثارٍ جانبيةٍ مزعجة مثل الغثيان والإسهال، لذلك قبل تناول القنفذية تحدّث مع الطبيب للتأكُّد من أنَّها لن تؤثر في عمل أيّ أدويةٍ أو أيَّة مكملات غذائية أخرى تتناولها.

إقرأ أيضاً: بذور نبات الحلبة تاريخ قديم وفوائد كبيرة

4- شراب نبات البيلسان:

البيلسان علاجٌ تقليدي يستخدم للقضاء على نزلات البرد في العديد من أنحاء العالم. على الرغم من أنَّ الأبحاث التي أُجريَت حوله محدودة إلَّا أنَّ دراسةً واحدةً على الأقل أظهرت أنَّ شراب البيلسان يقلّل مدة الإصابة بنزلات البرد بمقدار أربعة أيام وسطيَّاً لدى الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا.

في دراسةٍ حديثة أُجريَت عام 2016 على 312 شخصاً يستعملون الطائرات للسفر؛ للموازنة بين دواءٍ وهميٍّ ودواءٍ حقيقي، قُسِّمَ فيها المشاركون إلى مجموعتين بحيث لم يعرف لا العلماء ولا المشاركون أيّ المجموعتين تناولت الدواء الوهمي وأيّهما تناولت الدواء الحقيقي أظهرت أنَّ الأشخاص الذين تناولوا مكمّلات البيلسان انخفضت لديهم مدّة الإصابة بنزلات البرد وَحِدَّةُ المرضِ انخفاضاً كبيراً موازنةً مع الاشخاص الذين تناولوا الدواء الوهمي.

5- عصير الشمندر الأحمر:

في دراسةٍ أُجريَت عام 2019 على 76 طالباً كانوا معرضين لخطر الإصابة بنزلات البرد نتيجة الإجهاد الذي أحسُّوا به في فترة الامتحانات النهائية. كانت أعراض نزلات البرد التي ظهرت على الطلاب الذين شربوا عصير الشمندر الأحمر سبع مراتٍ في اليوم أخفّ من التي ظهرَت على الطلاب الذين لم يشربوا عصير الشمندر الأحمر. من الجدير بالذكر أن العلاج الذي قُدِّم في الدراسة كان فعالاً بشكلٍ خاص على الطلاب الذين يعانون من الربو.

بفضل غِنى الشمندر الأحمر بالنترات الغذائية فإنَّه يعزز إفراز أحادي أكسيد النيتروجين الذي يستطيع أن يساعد في وقاية الجسم من الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.

6- مشروبات البروبيوتيك:

على الرغم من أنَّ الدراسات التي أُجريَت حول علاقة البروبيوتيك (أو المُعينات الحيوية) بعلاج نزلات البرد تُعَدُّ محدودةً إلَّا أنَّ دراسةً واحدةً على الأقل تَذكُر أنَّ احتساء مشروبات البروبيوتيك التي تحتوي عصياتٍ لبنيّة يمكن أن يقلّل مدة الإصابة بنزلات البرد لا سيما الأعراض التي تظهر على الجهاز التنفسي.

يختلف نوع البكتيريا الحيوية من منتجٍ إلى آخر فتحقق من اللصاقة التي تَذكر العناصر الغذائية التي يحتويها المنتج حتى تعرف أيَّ منتجٍ يجب عليك أن تشتري.

إقرأ أيضاً: أمراض الشتاء: الإنفلونزا، الزكام، التهابات الحلق والمفاصل، البرد

7- الحصول على قسط كاف من الراحة:

تنصح "مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها" من يعانون من نزلات البرد بالحصول على قسطٍ إضافيٍّ من الراحة، إذ بينما قد تغريك فكرة تعزيز قوة الجهاز المناعي عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، إلَّا أنَّه من الأفضل ربما أخذ قسطٍ من الراحة بضعة أيام. إنَّ عدم الحصول على ما يكفي من النوم يومياً قد يزيد في الحقيقة احتمال إصابتك بنزلات البرد.

8- العسل:

إذا كان طفلك يواجه مشكلة في الحصول على قسطٍ جيدٍ من النوم ليلاً يعينه على التخلص من نزلة البرد، جَرّب أن تُطعمه العسل الذي يُعَدُّ واحداً من أفضل العلاجات التي يُعتمَد عليها لعلاج أعراض نزلات البرد. أظهرت دراسةٌ أُجريَت عام 2012 أنَّ تناول ملعقةٍ كبيرةٍ من العسل قبل التوجه إلى السرير يمكن أن يساعد الأطفال في النوم جيداً في أثناء الليل ويخفف من حدة السعال ويُسكَّن ألم الحنجرة.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة لعلاج الإنفلونزا عند الأطفال

9- الأدوية التي يمكن تناولها دون الحاجة إلى وصفات طبية:

قد تجعل أعراض نزلات البرد مثل السُعال، والعُطاس، وسيلان الأنف، والاحتقان، وألم الحنجرة، وألم الرأس العمل صعباً نهاراً والإحساس بالراحة صعباً ليلاً.

تستطيع كلٌّ من مضادات الاحتقان، ومسكِّنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين، وأدوية السعال، ومضادات الهستامين علاج أعراض نزلات البرد بحيث تتحسن صحتك بشكلٍ أسرع حتى لو بقيت الإصابة بالعدوى الجرثومية. لكن قبل أن تعطي أطفالك أيّ أدويةٍ تؤخذ دون الحاجة إلى وصفةٍ طبيّةٍ، استشر طبيب الأطفال المسؤول عنهم.

10- الإكثار من شرب السوائل:

يُعَدُّ شرب كمية كافية من السوائل مفيداً دائماً للصحة عندما تحاول التخلص من نزلات البرد، إذ يقي كلٌّ من الشاي الدافئ، والماء، وحساء الدجاج، وغيرها من السوائل الجسم من الجفاف لا سيما إذا كنت تعاني من ارتفاع درجة الحرارة، وفي إمكانها أيضاً أن تخفف من الاحتقان في الصدر وتجويفَي الأنف بحيث تتمكن من التنفس.

لكن تجنَّب الكافيين والكحول لأنَّهما يمكن أن يصيبا الجسم بالجفاف وأن يشوِّشا النوم ويحرمانك من الراحة التي تحتاج إليها من أجل التعافي من المرض.

إقرأ أيضاً: 11 علاجاً منزلياً لنزلات البرد والإنفلونزا

متى يجب عليك الذهاب إلى الطبيب؟

إذا لم تُشفى نزلات البرد بسرعةٍ فإنَّها يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى مثل الالتهاب الرئوي وأمراض الرئة والأذن والجيوب. لذلك يجب عليك أن تراجع الطبيب في الحالات الآتية:

  • إذا استمرت الأعراض أكثر من 10 أيام.
  • إذا تجاوزت درجة الحرارة 101.3 درجة على مقياس فهرنهايت (38.5 درجة مئوية).
  • إذا كنت تتقيّء بشدة.
  • إذا أحسست ألماً في تجويفَي الأنف.
  • إذا بدأت تصدر صوتاً يشبه صوت الأزيز في أثناء السعال.
  • إذا شعرت بألمٍ في صدرك.
  • إذا واجهت صعوبةً في التنفس.

حينما يظهر أول علامةٍ من علامات الإصابة بنزلات البرد يحرص الجميع أن يتخلّصوا من صعوبة التنفس، والعُطاس، وغيرها من الأعراض الأخرى بأسرع وقتٍ ممكن.

إذا تناولت فيتامين "س" بانتظام قد تختفي الأعراض مبكراً، وثمَّة بعض الأدلّة العلمية التي تثبت أنَّ علاجاتٍ مثل الزنك، ونبات القنفذية، وشراب البيلسان، وعصير الشمندر الأحمر، والمشروبات التي تحتوي بروبيوتيك تقي من الإصابة بنزلات البرد أو تقلّل مدة الإصابة بالمرض.

بيد أنَّ أفضل الطرق للقضاء على نزلات البرد بسرعةٍ هي الراحة، والإكثار من شرب السوائل، وعلاج الأعراض بالأدوية التي تُسكِّن الألم، والسُعال، والاحتقان.

 

المصدر




مقالات مرتبطة