10 دروس نتعلمها من الأطفال

على الرغم من وجود كثير من الأمور التي يمكِننا تعليمها للأطفال، إلا أنَّ الأشياء التي نتعلمها منهم تفوق ما نعلِّمهم إياه، حتى لو لم يكن لديك طفل، يمكِنك مراقبة أطفال الأصدقاء والأقرباء وأطفال الحي والتعلم منهم.



كرَّس بعض الأشخاص أنفسهم في السنوات الأخيرة لاتخاذ إجراءات تُعزِّز ريادة الأعمال حول العالم، إيماناً منهم أنَّ تأسيس المزيد من الشركات المميَّزة التي تُوفِّر مزيداً من الوظائف الجيدة هي الطريقة التي تُحقِّق الازدهار الاقتصادي، كما تعاونوا مع مبادراتٍ تحتضن أصحاب العقول النيِّرة وتساعدهم على الارتقاء بالمجتمع.

يلفت الترويج لريادة الأعمال والصفات التي يتمتع بها رائد الأعمال الناجح انتباه المهتمين في الدخول في سوق العمل، ولك أن تتخيل الأشياء التي يمكِننا القيام بها كأفراد فاعلين في المجتمع إذا اعتمدنا برامج تعليمية للأطفال تؤهلهم لدخول مجال الأعمال مستقبلاً، وتعلِّمهم المثابرة في السعي إلى الازدهار الاقتصادي والاجتماعي.

اتُّخِذَت بعض الإجراءات مثل: سَن قوانين لريادة الأعمال، والتركيز على تدريس موضوعات ريادة الأعمال، والقيادة، والتمويل ضمن المدارس الابتدائية في بعض الدول، إضافةً إلى غيرها من الأمور، وقد طرح بعض الشغوفين هذه الفكرة على المنتديات العالمية بصفتها أولويَّةً من أولويات السياسة العامة في الدول.

أما نحن فسنختصر عليك الطريق ونعرِض لك عشرة دروس لتتعلَّمها من الأطفال:

1. "لستُ خائفاً؛ بل حذِراً":

سيفاجئك إقبال الأطفال على المجازفة، وإن لم يحذِّرهم ذووهم أو المشرفون عليهم من مدى خطورة أو استحالة تجربة شيء ما، فسيُقدِمون على المجازفات، ويرغبون في قيادة السيارة أو استكشاف طريقة محفوفة بالمخاطر طلباً للمتعة.

على الرغم من وقوع الحوادث في كثير من الأحيان، إلا أنَّ الأطفال بارعون جداً في النهوض والمحاولة مرة أخرى، فلا يخشون تكرار الأمر مرة أخرى، لكن سيكونون أكثر حذراً إن تعلَّموا الدرس؛ لذا انسَ المرات جميعها التي قِيلَ لك فيها إنَّ شيئاً ما مستحيل أو إنَّك لا تستطيع فِعل ذلك، وأَقدِم على المجازفات واستمتِع بها.

2. "أستطيع، فأنا كبير":

لا يوجد شيء مستحيل بالنسبة إلى الطفل، وعليك فقط أن تتحداه حتى يريك أنَّه ولد ناضج، فمِن الطرائق الناجحة التي اتَّبعها رواد الأعمال لإحراز النجاح، الاقتداء بصفات غيرهم من الناجحين؛ كأن نتقمَّص مثلاً شخصية البائع عندما نعمل في التسويق، ونكون أكثر جديةً عند تسلُّم مناصب قيادية، ونرتدي الخوذ الصفراء عندما نكون عمال بناء ونشرع في العمل.

تحدَّ نفسك واستمتِع في تقمُّص الدور الذي تتقنه، حيث تُعدُّ مهارة أداء الأدوار لرجال الأعمال أموراً نتقنها كأطفال وهي مهارات يجب أن تطورها باستمرار.

3. "لا أريد أن أفعل ذلك، أريد فقط أن ألعب":

لا ترغم الطفل على فعلِ شيء لا يستمتع فيه لأنَّك ستفقد اهتمامه في لحظات، وينطبق الأمر على الراشدين؛ فعندما يجدون المتعة في الأمور التي يفعلونها سيسعدون ويؤدون عملهم وهم راضون.

عندما يشعر رواد الأعمال أنَّهم على وشك الاستسلام لأنَّ الظروف لم تكن مواتيةً أو لوجود ظروف قاهرة تفشل مشروعاتهم، يكون السبب في الحقيقة عدم استمتاعهم بما يعملون.

لا يوجد منفعة في مشروع لا يُحقِّق الأهداف التي وُضع لأجلها، لكن من المحتمل ألا تستسلم إن كنتَ تستمتع بما تفعله، وهذه هي الروح الحقيقية لرائد الأعمال، فهو بغضَّ النظر عن الظروف، يسعى إلى تحقيق حلمه حتى النهاية، والذي يضطر من أجله إلى خوض الصعاب، ويواصل المسير لأنَّه يجد رِضاً كبيراً في عمله، فحاوِل دائماً الاستمتاع بعملك، وابحث عما جذبك في البداية، وتقمَّص دور رائد الأعمال كل يوم.

شاهد بالفيديو: كيف تساعد أطفالك على التفكير كرواد الأعمال؟

4. "انظر إلى ما فعلتُ":

تذخر أذهان الأطفال بالأفكار، ولديهم خيال خصب جداً، وهم قادرون على تخيُّل أكثر مغامرة غريبة بألعابهم، مثل قصة الأمير الصغير الشهيرة، حيث تقودهم هذه القدرة الإبداعية إلى الاكتشاف والتدرب دون تحيُّز أو خوف من أن يصبحوا محلَّ سخرية الآخرين، فيُعبِّرون عن أنفسهم ويكتشفونها بالطريقة نفسها التي اكتشفتَ بها نفسك كرائد أعمال، وكما فعلتَ عند تأسيس شركتك، يجب عليك القيام بالمثل لتحسين منتجاتك أو ابتكار منتجات جديدة.

5. "ما هذا؟ لقد آلَمَني!":

لا يهتم الأطفال بالعواقب طالما أنَّهم يُرضون فضولهم، تماماً مثل رواد الأعمال الناجحين؛ فهُم يرغبون في معرفة كيفية سير الأمور، ويتساءلون عن ماهيَّتها، ويرغبون في معرفة المزيد عن الأشياء، وهذه هي الصفات التي يجب علينا الحفاظ عليها وعدم خسارتها أبداً، فهي ما تدفع الطفل لطرح الكثير من الأسئلة، وتدفع رائد الأعمال لتطوير خطة عمل شاملة؛ لذا يجب أن نكون جميعاً فضوليين حتى لو كلَّفنا هذا ارتكاب الأخطاء.

إقرأ أيضاً: كيف يتحدّث رواد الاعمال عن العمل مع أطفالهم؟

6. "لقد اصطدتُ سمكةً كبيرة!":

جرِّب التخييم مع بعض الأصدقاء وأطفالهم، فهي فرصة ممتازة لتسترجع مغامرات الطفولة، وتجعلك تتساءل عما حدث لك كي يكون لديك الكثير من الارتباطات في حياتك.

راقِب الأطفال كيف يحاولون فعل شيء كالكبار، ثمَّ يبالغون في وصفه، وكم مرة ننسى نحن رواد الأعمال مدى أهمية تهنئة أنفسنا على انتصاراتنا، وأنَّ المبالغة في الاحتفاء بها جزء من الاستمتاع في الحياة، فلا ضير في التباهي أمام الآخرين بمنجزاتك حتى لو وجدتَ نفسك تدفعهم إلى رؤية الأمور من وجهة نظرك.

7. "هذا هو بطلي المفضل":

يُعجَب الأطفال بالعديد من الأبطال الخارقين، كالأبطال الذين يشاهدونهم في الرسوم المتحركة، مثل: باتمان، وسوبرمان، وإنَّ امتلاك قدوة تستحق الاتِّباع أمر ضروري للأطفال، حيث يتعلمون قيَم هؤلاء الأشخاص الذين يرونهم مُثلاً عُليا.

ينطبق الأمر على رواد الأعمال، حيث عليهم إيجاد قدوة واحدة على الأقل لأنفسهم وواحدة لشركاتهم، فابحث عمَّن تقتدي به، وراقِب الشركات الناجحة وتعلَّم منها، ومن خلال معرفة المزيد عن عادات وصفات مَن يثيرون إعجابك، ستتعلم بوتيرة أسرع وترتقي إلى القمة.

8. "تعرَّفتُ إلى صديق جديد":

الأطفال ماهرون في التواصل، فبعد بضع دقائق في المتنزه ودون مُقدِّمات يمكِنهم التعرُّف إلى أيِّ طفل آخر ويصبحون أعز الأصدقاء، فهم قادرون على أن يكونوا شركاء ورفقاء لأنَّهم لا يعرفون التحيز، ويمتازون باللطف والصدق والحضور الآسر.

هذه واحدة من الصفات الضرورية لرواد الأعمال التي نفقدها بسهولة أكبر خلال نموِّنا والتي علينا الرجوع إليها، فإذا بدأتَ في تحليل آخر النجاحات التي حقَّقَتها شركتك، فسوف تدرك أنَّ العديد من هذه النجاحات ترجع إلى مهارة العلاقات العامة لديك؛ أي المساعدات التي تلقَّيتَها من الآخرين بصورة مباشَرة أو غير مباشَرة، فأعِد بناء مهارة تكوين الصداقات وإيجاد الشركاء الفاعلين التي كانت لديك في طفولتك، وسيكون النجاح حليفك.

إقرأ أيضاً: هل بإمكان المراهقين اكتساب عقلية رواد الأعمال؟

9. "هذا سحر":

إنَّ الاقتناع بوجود السحر والمعجزات التي لا يمكِن تفسيرها أمر مذهل، لا يدل هذا على البراءة فقط؛ بل رؤيتك للحياة بصورة مختلفة، فآمِن بوجود المعجزات، وأيقِن أنَّ المثابرة والتفاؤل وعدم أخذ الأمور كثيراً على محمَل الجد والفرح سيتسبب في حدوث أشياء مذهلة لا يمكِن تفسيرها.

10. "أنا طفل مهذب":

إنَّ الانضباط واحترام النظام والطاعة صفات نفقدها مع تقدُّمنا في السن، لأنَّنا نعتقد أنَّنا نكون محط إعجاب إن خالفنا القواعد ولم ننصع للأوامر، فمن المؤكَّد أنَّ الطفل أو رائد الأعمال حَسَنَ السلوك الذي يتَّبع القوانين ويتحلى بالاحترام ويتَّسم بالأدب، سيسعد في حياته وينجح فيها. 

 

المصدر




مقالات مرتبطة