10 خطوات مثبتة لتكون قائداً في العمل

فكِّر في مُديرك أو رئيسك المفضَّل الذي سبق أن عملت في شركاتهم، ما الذي يميِّزهم عن غيرهم؟ من المُحتمل أنَّهم كانوا يصغون جيداً إلى موظفيهم، وكانوا قادرين على بناء علاقة وثيقة معهم، كما أنَّهم كانوا قادرين على إلهام الآخرين؛ فقد عرفوا كيف يصبحون قادة في العمل، بدلاً من مجرد مديرين، ويمكنك تعلُّم هذه المهارة أيضاً.



لقد اعتدنا الاعتقاد بأنَّ القيادة في العمل لا يمكن تحقيقها إلا من خلال تولِّي منصب كبير، لكنَّ القيادة الحقيقية يمكن أن تأتي من أي مكان ويمكن تطويرها بمهارة، فالمُسمَّى الوظيفي ليس هو ما يسمح لك بالقيادة، بل الالتزام بإحداث تغيير إيجابي في نفسك وفي الآخرين من حولك.

فأن تكون قائداً في العمل هي مسؤولية كبيرة، لكنَّها قد تفيدك بطرائق رائعة، فعندما يعتمد عليك مجموعة من الأشخاص - سواء كنت قائداً بصفة رسمية أم لا - فلا بُدَّ أن تزداد ثقتك بنفسك، فبدلاً من انتظار انتهاء يومك بيأس، ستحصل على نتائج أفضل خلال نفس الساعات أو الدقائق التي تعمل بها، وستتخلَّص من فوضى المهام، وسوف تُركِّز على كيفية الحصول على نتائج حقيقية.

ما هي القيادة الحقيقية في العمل؟

يمكنك التفكير في قادة عظماء ليس في مجال الأعمال فحسب، مثل: "ستيف جوبز" (Steve Jobs)، و"وارن بافيت" (Warren Buffett)، و"نيلسون مانديلا" (Nelson Mandela)، و"غاندي" (Gandhi)، فجميعهم قادة عظماء ينطبق عليهم ذلك.

إذاً، ما هو الفرق بين أن تكون قائداً في العمل وفي المواقف الأُخرى؟ يتطلَّب كونك قائداً في العمل مجموعة محدَّدة من المهارات التي يمكن لأي شخص تطويرها بالممارسة، ومن هذه المهارات:

1. الرؤية:

يهتمُّ الموظفون غالباً بأنفسهم وربما بزملائهم المباشرين، لكنَّهم لا يعدُّون قيم الشركة من أولوياتهم، فمع أنَّ هذا الأمر قد لا يبدو بهذه الأهمية، لكن ستتفاجأ كم هو نادر أن تجد موظفاً يمكنه التعبير عن أهداف المنظمة وأفكارها التي يعملون بها، فهذا هو السبب في أنَّ القادة هم أكثر من مُجرد موظفين، فهم يجسِّدون رؤية الشركة؛ إذ يتمتَّع القائد الحقيقي بفهم عميق لمهمة الشركة ويؤمن بقيمها الأساسية.

2. التأثير:

لا يبتعد القادة إذا لم يتبعهم الآخرون، فعندما يتلزم الموظف بالثقافة التنظيمية في كل ما يفعله، فإنَّه يكون في وضع أفضل للتأثير في الآخرين، فغالباً ما يكون هذا هو المكان الذي تبدأ فيه القيادة في العمل، ليس في مكتب تنفيذي؛ بل من خلال التواصل مع الموظفين والنية الحسنة بإظهار اهتمام حقيقي بهم.

3. الذكاء العاطفي:

هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين والمعاملة بالمثل، مع التحكم بعواطفك أيضاً؛ إذ يتطلَّب الذكاء العاطفي وعياً عميقاً بالذات ووعياً اجتماعياً وتعاطفاً وتواضعاً، لكنَّه أمرٌ يمكن تطويره وممارسته.

في إحدى الدراسات، أعطى 71% من المديرين الذكاء العاطفي (EQ) أهمية أكبر من الذكاء الفكري (IQ)، ويتفق الخبراء على أنَّ مُعدل الذكاء العاطفي المرتفع يرتبط ارتباطاً مُباشراً بكونك قائداً في العمل.

شاهد بالفيديو: 6 عادات يومية لتنمية الذكاء العاطفي

كيف تكون قائداً في العمل؟

لا تحتاج إلى أن تكون مديراً تنفيذياً أو مديراً لتتعلَّم كيف تصبح قائداً في العمل، فبصرف النظر عن خلفيتك أو وظيفتك في الشركة، يمكنك اتباع هذه الخطوات لتتعلَّم كيف تصبح قائداً في العمل:

1. التركيز على نفسك:

إنَّ الوصول إلى موقع القيادة في العمل يبدأ على المستوى الفردي، فالشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم به حقاً في حياتك هو ذاتك، فقبل طلب ترقية في العمل أو البحث عن فرص إدارية لتوليها، انظر أولاً إلى نفسك، واسأل: هل تملك المهارات والسِمات اللازمة في القائد الجيد؟

إذا لم يكن الأمر كذلك، فهل أنت على استعداد لتخصيص الوقت والجهد لتطويرها؟ التزم بالتحسين المُستمر الذي لا ينتهي لكل من المهارات الناعمة، مثل التواصل، والمهارات الصلبة، كتعلُّم العمل على أدوات جديدة.

 2. إضافة قيمة:

عندما تفكِّر في المهارات التي يجب أن تعمل عليها، ركِّز على ما سيضيف أكبر قيمة لمؤسستك، فهل تحتاج شركتك إلى شخص لديه شهادة معينة أو معرفة ببرنامج معيَّن؟ هل سيكون من المفيد أكثر أن تعمل على مهاراتك في كتابة البريد الإلكتروني، أو أن تصبح متحدثاً عامَّاً رائعاً للعروض التقديمية للعملاء؟ تجاوز التوقعات، وأظهِر شغفك في العمل وإمكاناتك، وسيلاحظون أعمالك تلقائياً عندما يحين وقت الترقيات.

3. العمل على التأقلم العاطفي:

إنَّ القادة الاستثنائيون يجلبون اليقين إلى البيئات التي تسودها حالة من عدم الاستقرار، وهذا لا يعني أنَّه لديك كل الإجابات، لكن لديك قناعة داخلية بأنَّك تستطيع العثور على الإجابة والمضي قدماً، فمفتاح التأقلم العاطفي هو الاستعداد لأي شيء، فعندما تجعل الإبداع والفكاهة والفضول يسود في المواقف العصيبة، سوف يلجأ الآخرون إليك طبيعياً عندما تصبح الأمور صعبة أو فوضوية.

4. ممارسة الوعي الذاتي:

لا تقتصر هوية العلامة التجارية على الشركات فحسب، فلكل موظف علامة تجارية خاصة به في العمل بناءً على نقاط القوة والضعف لديه، وأفضل الطرائق التي يمكن أن يساهم فيها في الشركة.

لذا، يجب أن تكون على دراية بعلامتك التجارية من أجل تطوير قيادتك في العمل، فأفضل القادة هم الأكثر وعياً بذاتهم؛ إذ إنَّهم يطرحون دائماً أسئلة عن أدائهم، ويأخذون التغذيات الراجعة بجدية واحترافية، فتحدَّث إلى مديرك أو حتى زملائك، وابدأ في تطبيق نقاط قوتك اليوم.

5. تبنِّي عقلية النمو:

يستخدم القادة الحقيقيون أيضاً وعيهم الذاتي وبصيرتهم لتحدي أنفسهم باستمرار من أجل النمو والتطور في العمل، فأنت لا تعدُّ النقد والنكسات عقبات كارثية، لكن وسيلة لتحسين نفسك ووضعك؛ إذ تعمل باستمرار على صقل مهاراتك وتطوير مهارات جديدة، ويُطلق على هذا عقلية النمو، وهي على رأس قائمة خطوات أن تكون قائداً في العمل.

عندما تسعى باستمرار إلى تحسين نفسك، ستكون قادراً على العطاء، وسوف تبلغ مكانة أكبر من التي كنت تعتقد بأنَّك تستطيع بلوغها، وتتحدى الصعاب، وتضع معياراً جديداً، وتتقدَّم لتحقيق المستقبل الذي تريده.

6. دعم الآخرين:

القائد الحقيقي هو الشخص الذي يُسهِّل الأمور على الآخرين، فهل تشجِّعهم على التحدُّث؟ أو هل تشكرهم علناً عندما يقومون بعمل ممتاز؟ فأنت تبحث عمَّا يميِّز زملاءك، ويسعدك الإصغاء إلى ما سيقولونه، بدلاً من إبداء رأيك مراراً وتكراراً، وإذا كنت لا تتفق معهم، فإنَّك تناقش ذلك بطريقة بنَّاءة، فأنت ماهر في بناء الثقة في مكان العمل وإنشاء علاقات مع الآخرين، لأنَّ القائد الحقيقي يدرك أنَّه عندما يكافِئ الناس على التقدم ويكرِّمهم باستمرار، فإنَّ دافعهم إلى أن يصبحوا أفضل يزداد أيضاً.

7. التفكير الاستراتيجي:

يتطلَّب كونك قائداً في العمل أن تتمتَّع بسعة الحيلة في تحقيق أهدافك الشخصية وأهداف الفريق، فهذا لا يعني القيام بالمزيد بموارد أقل، بل التفكير بطريقة استراتيجية، وأن تكون دائماً موجهاً نحو الهدف، كما أنَّه يعني أن يكون لديك خطة توصلك إلى أهدافك وأن يكون لديك العزم على تطبيقها.

بالنسبة إلى الفريق، فهذا يعني اكتشاف الإمكانات الكامنة لدى جميع الأشخاص، ومعرفة كيفية تفويض المهام لتحقيق أقصى استفادة من نقاط قوة فريقك؛ وذلك لأنَّ مهارات التفكير الاستراتيجي هي وسيلة لإضافة أكبر قيمة إلى مؤسستك، وهي الهدف النهائي للقيادة في العمل.

شاهد بالفيديو: عناصر التفكير الاستراتيجي

8. الابتكار:

إنَّ الشركات المزدهرة مُبدعة، فلا يهم إذا كنت تعمل في شركة تقنية ناشئة أو في مطعم بيتزا، فالمنظمات التي تجد طريقة لتمييز نفسها بأفكار جديدة هي تلك التي سوف تستمر، فإذا كنت تتساءل عن كيفية أن تصبح قائداً في العمل، فابدأ من خيالك، فالمساهمة بأفكار إبداعية تطور نطاق العمل وتحسِّن أرباح شركتك، هي إحدى أفضل الاستراتيجيات.

9. تحمُّل مزيد من المسؤولية:

أنت على استعداد للارتقاء بمستوى عملك بمجرد تطوير مهاراتك في التواصل، وإتقان تفويض المهام، والمساهمة بأفكار مبتكرة، فقد جعلت فريقك يعمل بأقصى قدرٍ من الكفاءة، لذلك سيكون لديك بعض الوقت لتعلُّم أشياء جديدة، وتحمُّل مزيد من المسؤولية.

ففي هذه المرحلة، من المُؤكَّد أنَّ الإدارة قد لاحظت عملك الجاد وتفانيك؛ لذلك لا تخف من طلب ما تريد، فلا حدود لطموحك بمجرد أن تتدرَّب باستمرار على كيفية أن تصبح قائداً في العمل.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح لتحمل المسؤولية عن أفعالك وعيش حياة أكثر سعادة

10. إحاطة نفسك بالأشخاص العظماء:

يقول الكاتب "توني روبينز" (Tony Robbins): إنَّ "التقرب من الآخرين قوة، فإذا كنت تريد أن تعيش حياة غير عادية، فأحط نفسك بأشخاص يجعلونك أفضل"، وهذا هو السبب في أنَّ معظم الأفراد الناجحين ينسبون فضل نجاحهم إلى وجود منتور يساعدهم على تحقيق أحلامهم، فإذا كنت ترغب في إظهار القيادة في العمل، ففكِّر في الحصول على كوتش يدرِّبك على تحقيق النتائج، أو حضور أحداث القيادة الافتراضية، مثل إتقان الأعمال.

إقرأ أيضاً: العقلية التي تميز القادة العظماء

في الختام:

كن مصدر إلهام، وغذِّ عقلك، من خلال قراءة الاقتباسات أو المقالات أو السير الذاتية عن قادتك المفضلين، وتذكَّر إذا كنت لا تتقدَّم، فأنت تحطِّم نفسك؛ إذ يوجد دائماً مجال لمزيد من النمو والتقدم.

المصدر




مقالات مرتبطة