10 تحديات يجب أن تتغلب عليها أي شركة ناشئة

تبدو فرص استمرار شركة ناشئة مخيفةً في أحسن أحوالها؛ إذ إنَّ 9 من كل 10 شركات ناشئة تفشل في عامها الأول. في الواقع، يُعَدُّ الفشل أمراً شائعاً لدرجة أنَّ العديد من روَّاد الأعمال قد سجَّلوا بعض الملاحظات بعد أن تجرعوا الفشل ليروا أين سارت فيه الأمور سيراً خاطئاً، على أمل أن يتعلم الآخرون من أخطائهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون ورائد الأعمال ديب باتل (Deep Patel)، والذي يحدثنا فيه عن العقبات التي تواجه الشركات الناشئة.

على الرغم من كل المعوقات، فإنَّنا نواظب على العمل، فربما يكون ذلك بسبب حب العمل أو ربما الرغبة في إنشاء شيء خاص بنا، وربما أيضاً لأنَّنا نعتقد أنَّنا سنكون جزءاً من الـ 10% الذين سينجحون، وهناك دائماً حاجة إلى شركات مبتكرة تلبي احتياجات العملاء، ونحن على يقين أنَّ لدينا ما يلزم.

هل لديك ما يتطلبه الأمر لتجعل شركتك تتخطى الصعاب؟ بعد إنشاء شركتي الناشئة، أدركتُ أنَّ هناك 10 عقبات يجب على كل شركة ناشئة التغلب عليها إذا أرادت أن تصبح ناجحة، فها هي فرصتك لتحديد نقاط ضعفك والبناء على نقاط قوَّتك:

1. إيجاد قيادة متمكنة:

لكي تتمكن شركة ناشئة من حشد القوة الهائلة التي ستحتاج إليها لتحقيق النجاح، يجب أن يكون لديها قادة عازمون على بذل العمل الجاد لتحقيق ذلك، ولكن يجب الانتباه إلى عدم الخلط بين كونك قائداً قوياً وبين كونك متسلطاً.

يعي القادة الجيدون ضرورة توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب، وإنَّهم يفهمون الحاجة إلى تطوير شراكات تآزرية وعلاقات تعاونية، ويؤمنون بعمق في أعمالهم ويعملون باستمرار على تطوير رؤيتهم لمستقبل الشركة.

تُعَدُّ القيادة الحكيمة أمراً حاسماً في الشركات الناشئة؛ وذلك لأنَّ التركيز يكون على كل شيء فيها وكونها ما تزال في وضع غير مستقر، فالقادة هم مَن يتخذون القرار ويُولِّدون الأفكار ويبنون الفريق ويرسمون صورةً مشرقة لشركتهم، وإذا كنتَ على رأس شركة يافعة، فإنَّك تؤدي دوراً حاسماً في كل هذه المجالات، باختصار، فإنَّ ما سيرِد أدناه لن يكون ذا قيمة دون أن يُظهِر قائد قوي الطريق إلى الأمام.

إقرأ أيضاً: 15 مهارة يجب أن يتحلى بها القائد الجيد

2. الازدهار في سوق تنافسية:

بغض النظر عن نوع العمل الذي تدخله، فسوف تكون شركتك الناشئة في صراع من أجل البقاء، وستؤدي المنافسة الشرسة إما إلى دفع شركتك الناشئة إلى الأمام وإلى آفاق جديدة، أو ستضعك في طي النسيان.

إن كنتَ تريد النجاة، فعليك أن تتعلم كيف تزدهر عندما تواجه منافسةً مباشرة أو غير مباشرة، وفي الواقع، تُظهِر الأبحاث أنَّ تعلُّم الازدهار ضمن المنافسة الشديدة سيعزز الشركة الناشئة من أجل البقاء على الأمد الطويل.

تجبر المنافسة الشركات الجديدة على التركيز في احتياجات العملاء والحفاظ على انخفاض التكاليف واحتوائها، كما أنَّه يفتح الفرص التي يمكن للشركات الشابة الاستفادة منها، وفي الأوقات العصيبة لسوق تنافسي، فلا أحد بأمان تام، فإما أن تنجو أو تهلك؛ لذا فمن الأفضل أن تكون مستعداً منذ البدايات.

3. الاستفادة من المواهب المناسبة:

إذا كنتَ قائداً قوياً، فأنت تدرك بالفعل أهمية تعيين أشخاصٍ أكفاء يتمتعون بالخلفية المناسبة ومجموعة المهارات والصفات التي تخولهم للقيام بالمهمة، لكنَّ الأمر لا يتعلق فقط بتعيين الأشخاص المناسبين؛ بل يتعلق بتكوين فريق متعاونٍ من أشخاص يمكنهم العمل معاً، والاعتماد على بعضهم بعضاً، والالتفاف على بعضهم عند الضرورة، والبقاء في حالة من الحماسة والتركيز على مهمة إطلاق نشاط تجاري ناجح.

وفي أثناء قيامك بعملية التوظيف، تذكَّر أنَّ هؤلاء هم الأشخاص الذين سينهضون بشركتك الناشئة أو يدمرونها؛ لذا كن حذراً ومحكِّماً؛ حيث تستهلك عملية التوظيف وقتاً ثميناً بعيداً عن عملك، ويجب أن يكون هدفك هو قضاء هذا الوقت بحكمة حتى لا تضطر إلى تكرار ذلك بعد وقت قصير، فكن دقيقاً في طلب إعلان التوظيف بحيث تحدد فيه الصفات والمهارات المطلوبة من المرشحين.

استعِن بالآخرين، واطلب من المرشحين مقابلة الأعضاء الآخرين لمعرفة مدى ملاءمتهم للفريق، فإذا قمتَ بإنشاء أفضل فريق ممكن مقدَّماً، فسوف توفر كثيراً من الوقت والمال على الأمد الطويل.

إقرأ أيضاً: 3 تحديات تقف في طريق حصول الشركات على أفضل المواهب

4. التوقعات المستدامة:

لنفرض أنَّ شركتك الناشئة حقَّقَت قدراً من النجاح، فالأمور تتحسن والمبيعات ترتفع ارتفاعاً كبيراً، ولا زالت طموحاتك تعانق السماء، أليس كذلك؟ قد يكون من المغري افتراض أنَّ الأعمال ستستمر في تجاوز أقصى توقعاتك، ولكن إليك الواقع المر "دوام الحال من المحال".

حتى عندما يبدو أنَّ الأمور على ما يرام، فمن الهام أن تتوخى الحذر، وإذا افترضتَ أنَّ الأشياء ستكون دائماً جيدة، فأنت تهيئ نفسك للفشل؛ حيث تتطلب الاستدامة جهداً ثابتاً وعملاً شاقاً، ولا يمكنك الاعتماد على نجاحك السابق أو الاعتماد على إمكانات نمو غير واقعية.

بغض النظر عن عملك، يجب أن تكون مستعداً، وتستمر في العمل الجاد وتفهم أنَّه حتى لو كان عملك مزدهراً الآن، فإنَّ المنافسين لك بالمرصاد، والنجاح الحقيقي لا يتحقق فقط عندما يسير كل شيء كما تريد؛ بل يتعلق أيضاً بما تفعله في الأوقات الصعبة، وإنَّها الطريقة التي تحقق بها الاستدامة على الأمد الطويل.

شاهد بالفيديو: 8 أخطاء تقضي على الشركات الناشئة

5. الموازنة والمشكلات المالية:

إذا كان هناك شيء واحد ابتُلِيَت به معظم الشركات الناشئة، فهو التدفق النقدي، فمن السهل على شركة ناشئة أن ترزح تحت ضغوط وضائقات مالية، ولا بُدَّ للنفقات غير المتوقعة وحالات الطوارئ أن تظهر، وفي بعض الأحيان قد تبدو رابحاً على الورق، ولكن على أرض الواقع، ستنتظر العملاء والزبائن أن يدفعوا لك، فخلاصة القول هي إنَّ معظم الشركات الناشئة لن تجلب الكثير من الدخل على الأقل في البداية؛ لذا فإنَّ دفع الفواتير وإيجاد طرائق للنمو من أجل توسيع أعمال الشركة هي مشكلات مستمرة.

تُعَدُّ الموازنة الدقيقة والتخطيط المسبق عاملَين أساسيين في التغلب على هذه الأزمة المالية الأولية، فاكتب توقعات التدفق النقدي الخاصة بك وضع خطةً مالية للشركة، وستساعدك معرفة ما يمكنك توقُّعه بشكل معقول من حيث النفقات والدخل على التخطيط للمشكلات وتحديدها في وقت أقرب.

ضع في حسبانك تسريع الجدول الزمني للتدفق النقدي من خلال المطالبة بسداد الفواتير سداداً أسرع أو مطالبة العملاء بإعطاء دفعة مقدَّمة للسلع أو الخدمات.

6. تحديد المنتج والسوق المناسب:

بالنسبة إلى العديد من روَّاد الأعمال الجدد، فإنَّ تحديد نوع المنتج أو الخدمة التي يجب التركيز عليها هو العقبة الرئيسة الأولى في بدء عمل تجاري، وهذا ينطبق خاصةً على روَّاد الأعمال في التجارة الإلكترونية، الذين قد يجدون صعوبةً في تحديد السوق المتخصصة التي يجب التركيز عليها.

من ناحية أخرى، هناك العديد من المجالات التي يُحتَمل أن تكون مزدهرةً، ومن الصعب اختيار أي منها لتكريس وقتك وطاقتك من أجله، وبفرض أنَّ لديك أفكاراً رائعة، فكيف تتنافس وتتميز في سوق مزدحم؟

لقد حان الوقت لتبدأ بالبحث والاستكشاف، وفيما يلي بعض الأشياء التي يجب مراعاتها عند تحديد منتجك وسوقك:

  • نوع العميل الذي تريد التعامل معه.
  • ما اهتماماتك ومجالات خبرتك وتجربتك؟ يجب أن تكون مهتماً بمجال العمل الذي تختاره.
  • الاتجاهات الناشئة التي يمكنك الاستفادة منها.

ضع في حسبانك أنَّه مهما فعلتَ، فيجب أن تتطلع إلى بناء علامة تجارية فريدة.

7. فهم العملاء:

يُعَدُّ كسب ثقة العملاء أمراً بالغ الأهمية في أي عمل تجاري إذا كنتَ تريد بناء قاعدة من العملاء المخلصين، وهذا ما تسعى جميع الشركات الناشئة إلى تحقيقه، ولكن إليك الأمر: لن تبيع أيَّة شركة ناشئة لجميع العملاء، ولن يهتم الجميع بشراء منتجك أو شراء خدمتك، ولكي تكون ناجحاً، عليك أن تعرف مَن هم عملاؤك على وجه التحديد وكيف تصل إليهم على أفضل وجه، وبالنسبة إلى الكثيرين، يبدأ هذا بإنشاء استراتيجية تسويق قوية عبر البريد الإلكتروني.

لا يكفي أن تعرف عمر عميلك أو جنسه أو مستواه التعليمي، فافهم ما الذي يحفزهم، وما الذي يأملون في تحقيقه، وما التحديات والعوائق التي يواجهونها، وتحدَّث معهم للتعرُّف إليهم، وضع في حسبانك إنشاء شخصية العميل، وهي شخصية شبه خيالية تمثل عميلاً مثالياً، كما يمكن أن يساعدك هذا على معرفة هوية العميل معرفةً أكثر وضوحاً، ومن ثمَّ يسهل العثور عليه.

إقرأ أيضاً: 7 قواعد لكسب ثقة الزبائن وجعلهم زبائن دائمين

8. التسويق وبناء علامة تجارية:

كل شركة لها شخصية، هذه الجملة أكثر من مجرد شعار جذاب، إنَّه ما تمثله هذه الشركة وكيف يراها العملاء وما يجذب الناس إليها، ولكن غالباً ما تفوِّت الشركات الناشئة ذلك لأنَّها تتجاهل أهمية الإعلان والتسويق؛ حيث يؤدي التسويق والعلامات التجارية والإعلان دوراً كبيراً في كيفية إنشاء الشركة لهويتها وكيف ينظر إليها العالم الخارجي.

يساعد البدء بالتسويق والعلامات التجارية الشركة على تأسيس هوية علامتها التجارية، وهذا أمر عظيم عندما يتعلق الأمر بتمييز نفسها عن المنافسين.

تتطلب العلامة التجارية من الشركة فهم قاعدة عملائها ومن ثمَّ إظهار ما يجعلها مختلفةً أو فريدة عن البقية، ويجب أن تكون العلامة التجارية جزءاً من رؤية الشركة الناشئة منذ البداية، كما أنَّها تعطي العملاء إحساساً بأنَّ الشركة موجودة لتبقى.

9. رؤية واضحة وأهداف محددة:

إذا كان هناك شيء واحد مؤكد تواجهه جميع الشركات الناشئة، فهو التغيير المستمر؛ حيث يشبه الأمر مشاركتك في سباق مسافات طويلة بدأ قبلك، مع فريق لم تتدرب معه من قبل، ومن أجل تحقيق النجاح، من الأفضل أن تعرف وجهتك مبكراً؛ ذلك لأنَّه بخلاف ذلك، سوف تخسر قبل أن تبدأ.

الرؤية المحددة جيداً هي دفعة قوية للوصول إلى خط النهاية، وتسمح لك بتحديد الأهداف التي تحدد المسار الذي تخطط لاتخاذه وكيف تتصور تقدُّمك على طول الطريق، وستمنحك الرؤية القوية جنباً إلى جنب مع الأهداف الواضحة، استراتيجيةً لتحقيق النجاح، فاستخدِم ذلك لتطوير بنية داخلية صلبة، وستحصل على القوة لتصل إلى حيث تريد أن تذهب، وابدأ بإنشاء بيان للمهمة، والذي يوضح إلى أين يتجه عملك وما تتوقع أن يبدو عليه عند وصوله.

10. إدارة الوقت:

في زخم التعامل مع جميع القرارات والقضايا التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى والتي يتطلبها إنشاء شركة، قد يكون من السهل الشعور بأنَّ الوقت ضدك؛ ذلك لأنَّه ببساطة لا يوجد ما يكفي منه لإنجاز جميع المهام التي يجب القيام بها في يوم واحد، لذلك فتعلُّم إدارة الوقت إدارةً صحيحةً أمر بالغ الأهمية للقيام بالمهام، والعمل بذكاء وليس بجهد أكبر يبدو رائعاً، لكن هل هو ممكن حقاً؟

إنَّه كذلك، ولكن فقط إذا حافظتَ على تركيزك ووجدتَ طرائق لاستثمار الوقت، وزيادة إنتاجيتك ومعرفة حدودك، فاختر هدفاً أسبوعياً، شيئاً تريد تحقيقه خلال أسبوع العمل، كما أنَّ تحديد الأهداف الشاملة لشركتك سيساعد على رؤية شاملة أكثر، فإنَّ اختيار أهداف أبسط للتعامل معها كل أسبوع سيساعدك على الاستمرار في التركيز على ما هو هام.

أخيراً، تأكَّد من أخذ فترات راحة، ومارس رياضة المشي لتنشيط جسدك، ستساعدك الاستراحة الذهنية القصيرة على أن تكون أكثر إنتاجيةً وعلى منحك المجال الذي تحتاج إليه لاتخاذ قرارات أفضل وتساعدك على أن تكوِّن أفضل شخصية قائد يمكنك أن تكوِّنها.

المصدر




مقالات مرتبطة