10 أسباب لتغفر للشخص الذي تكرهه

تجربة شخصية:

لقد حضرتُ درساً لليوغا (yoga) منذ بضعة أيام، وأول ما قالته لنا مدرِّبتنا هو: "لنَبدأ درسنا بنيَّة مسامحة أكثر شخص نكرهه".

لم يعجبني ما قالته، فلماذا سأرغب في بدء درس اليوغا بهذه النية؟ فهل أنا بحاجة حقاً إلى أن أتذكر وقتاً معيناً أردت نسيانه في حياتي؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "آنجل كرنوف" (Angel Chernoff)، وتُقدِّم لنا فيه 10 أسباب لنغفر للشخص الذي نكرهه.

بعد أن سمعت هذه الكلمات، بدأت في التشكيك في مدربتي ودوافعها وراء جعلي أقوم بمهمة صعبة كهذه، فلم يكن كبريائي مرتاحٌ مع ذلك، فقد كان هذا وقتي الخاص، وكان هذا مكاناً لأكون سعيدة وأعيد التواصل مع السلام الموجود في داخلي.

لقد جلست في حيرة من أمري، وأخذت أنفاساً عميقة، وبدت كلمة "الكراهية" وكأنَّها كلمة قوية وحادة، لكنَّني ركزت في داخلي، وفي الدقائق الأولى من الدرس امتلأ ذهني بالذكريات والعواطف والمشاعر غير السارة، وبينما كنا نقوم بحركات اليوغا، واصلت سماع كلماتها: "استنشق الحب، واستخرج الكراهية، مرة أخرى، اغفر للشخص الذي تكرهه".

لقد لاحظتُ أنَّني بدأت بالتوتر، ثم قلتُ في نفسي: "هل يمكن أن أحقق ذلك حقاً في غضون ساعة ونصف فقط؟"، فقد استغرق البحث في ذاكرتي عن جميع أساتذتي العظماء وما علموني بشأن الغفران، طاقتي بأكملها.

عندما كررَتْ مدربتي جملة: "اغفر للشخص الذي تكرهه" مرة أخرى، استسلمت وانهار كبريائي، وبدأ كل ما تعلمته منذ الطفولة يتدفَّق من خلالي، ولم أكن أملك المزيد من الأعذار لسبب عدم مسامحة هذا الشخص، وبدلاً من ذلك، اعتمدت عدة أسباب للقيام بذلك، وركزت على هذه الأسباب بينما قمت بتمديد جسدي وعقلي في آنٍ واحد.

إليك هذه الأسباب:

1. يسمح لنا الغفران بتحمُّل مسؤولية سعادتنا:

معظم ما نجذُبه إلى حياتنا هو مجرد انعكاس لما بداخلنا، وأفكارنا وأفعالنا هي التي تخلق عالمنا الخارجي، ويعلمنا قانون الجذب الفكري أنَّ الإعجاب يجذب الإعجاب، وأنَّنا لن نختبر نهايةً سعيدة في نهاية رحلة تعيسة، ومن خلال التمسك بالغضب والاستياء - حتى في عقلنا الباطن - فإنَّنا نمهد رحلتنا مسبقاً لتمتلئ بالغضب والاستياء، فالطريقة التي نشعر بها والعواطف التي نحملها هي ما نستخدمه لتكوين كل تجاربنا المستقبلية.

2. يسمح لنا الغفران برؤية كلِّ فرد في حياتنا بوصفه معلِّماً لنا:

سواء كان أفراد الأسرة، أم الأزواج، أم الأصدقاء، أم الرؤساء، فجميع الناس يأتون إلى حياتنا ليعلِّمونا مزيداً من الأمور عن أنفسنا؛ لذا إنَّ شكرهم لكونهم جزءاً من رحلتنا وعلى تعليمنا دروساً لم نعد بحاجة إلى تعلمها الآن، هو خطوة رائعة في زيادة وعينا.

ينطبق هذا المبدأ على علاقاتنا السلبية والفاشلة أيضاً، وبمجرد أن تتعلَّم الدرس الذي يكمن وراء دخول أي علاقة سلبية في حياتك، فلن تجذب عندها المواقف والعلاقات المستقبلية التي تحاول تعليمك نفس الدرس، وستتمكَّن من النمو حتى لا تستمر في تكرار نفس التجربة غير السارة مراراً وتكراراً.

3. يساعدنا الغفران على التوقف عن لعب دور الضحية:

يتيح لك تعديل وجهة نظرك نحو الغفران والامتنان ألا تلعب دور الضحية بعد الآن، فمعظم الوقت أنت لست ضحية لأي شيء آخر غير أفكارك، وعندما تستمر في إلقاء اللوم على شخص آخر، فإنَّك تعطي لشخص آخر السيطرة على حياتك تلقائياً، ونتيجة لذلك تُعِدُّ نفسك لتكون ضحية طوال الحياة.

4. يجعلنا الغفران ندرك أنَّ معظم الناس يبذلون قصارى جهدهم:

تعاطف مع المرحلة التي وصل إليها الآخرون في رحلة حياتهم، إذ إنَّ معظم الناس يبذلون قصارى جهدهم على مستوى وعيهم وفهمهم الخاص.

شاهد بالفيديو: 15 قول عن التسامح والغفران

5. يجسِّد الغفران مفهوم "ستتحمَّل عواقب كل ما تفعله":

جميعنا بشر، وجميعنا قمنا بأشياء "لا يمكن تصورها"، وفي أعماقنا، جميعنا نتوق إلى الحصول على المغفرة، فعندما نحرر الآخرين من جزاء أفعالهم، فإنَّنا نخلق مساحة يمكن فيها أن يغفر الآخرون أفعالنا الطائشة أيضاً.

6. يجبرنا الغفران على زيادة مستوى وعينا:

إنَّ عملية النمو هي عملية مستمرة، وفي اللحظة التي نتوقف فيها عن التعلم والبحث عن الدروس وزيادة وعينا، يتدخل كبرياؤنا ويتولى زمام الأمور، فإنَّنا نتحرك دائماً نحو شيء أكبر، ويساعدنا الغفران على الوصول إلى هذا الشيء بشكل أسرع من خلال التخلص من ارتباطنا بعبء ماضينا.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لتنمية عقلية النمو لتطوير الذات

7. يعلِّمنا الغفران تخفيف توقعاتنا:

لا ينبغي لنا أبداً أن نتوقع أي شيء من أي شخص، فعندما نفعل ذلك، نتخلى عن قوتنا لاتخاذ القرارات، فنحن وحدنا نتاج كوننا الخاص، ولن نكون بحاجة إلى أي شيء من أي شخص، بالطبع، ما يزال من الرائع تلقِّي بعض الأشياء من وقت لآخر، لكنَّنا لسنا بحاجة إلى هذه الأشياء للمضي قدماً في حياتنا.

8. يعلِّمنا الغفران أن نخفف من شدة غرائزنا للحفاظ على الذات:

نحن في كثير من الأحيان نؤذي بعضنا بعضاً لمجرد أنَّنا نحاول حماية أنفسنا - مادياً، وعاطفياً، وما إلى ذلك - حتى عندما يكون ذلك على حساب شخص آخر، فجميعنا فعلنا ذلك في مرحلة معينة من حياتنا، ولكن يسمح لنا إدراك هذا الأمر بالتوقف عن إيذاء الآخرين بلا داعٍ لمصلحتنا الخاصة، وكما تعلم، ستتحمَّل عواقب كل ما تفعله.

9. يوفر الغفران مساحة للتخلِّي والحب:

ليس مقدَّراً لكل شخص وكل موقف أن يكونوا جزءاً من حياتنا إلى الأبد، ففي بعض الأحيان يكونون في حياتنا لمساعدتنا على بدء المرحلة التالية منها، ويوفر التخلي مساحة للسماح للأشخاص والتجارب الجديدة بالدخول إلى حياتنا.

إضافة إلى ذلك، جميعنا مرتبطون ببعضنا بعضاً، ولم نلتقِ في حياتنا بشخص لم نحبه ولو قليلاً، وفي بعض الأحيان لا نعرف كيف نفهم الأمر ونظهره، ببساطة، الغفران بحدِّ ذاته هو عملية التخلي عن اختلافاتنا وفهم مكامن وحدتنا وحبنا لبعضنا بعضاً والعالم الذي نعيش فيه.

إقرأ أيضاً: حقائق تساعد في التخلي عن الماضي

10. الغفران هو خير انتقام:

إنَّ هذا الكلام صحيح تماماً، فيمكنك دائماً السعي إلى الانتقام سعياً إيجابياً من خلال إنشاء مستقبل أفضل لنفسك، فلا شيء يزعج الخصم في حياتك أكثر من رؤيتك تبتسم بعد أن تغفر له بصدق وتتقدم في حياتك.

في الختام:

في معظم مناحي الحياة، أعتقد أنَّه من السهل إلى حدٍّ ما القول: "أنا أغفر لهذا الشخص"، وعلى الرغم من ذلك، ما يزال الاستياء والغضب باقين في أعماقنا وفي عقولنا الباطنية، مما يؤثر بعد ذلك في تجاربنا المستقبلية.

لكن بالنسبة إلي، استغرق الأمر ساعة ونصف من النية الكاملة والملتزمة، وترديد العبارات، لأتقبَّل كل الدروس التي تعلمتها طوال حياتي، وأغفر أخيراً.

في أثناء خروجي من درس اليوغا هذا، تمكَّنتُ من فهم مقصد المدربة، ولماذا دفعتنا للغفران، لقد كنت في غاية الامتنان، وعادةً عندما أنتهي من درس اليوغا، أشعر بأنَّني أخف وزناً، ولكنَّني شعرت هذه المرة بالحرية.




مقالات مرتبطة