10 أسباب بسيطة للتخلي عن الأشياء التي تتمسك بها

يمكن أن يكون التمسك بالأشياء مؤلماً، فهو يسبب التوتر والمضاعفات الصحية والتعاسة والأفكار الكئيبة والمشكلات في العلاقات، وما إلى ذلك، ومع ذلك بوصفنا بشراً فنحن نتمسك بشدة بكلِّ شيء تقريباً؛ فنحن لا نحب التغيير؛ لذلك نقاومه، ونريد أن تكون الحياة كما نريدها؛ لذلك نتعلق بأوهامنا، وإن سببت لنا الأذى.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب مارك تشيرنوف (Mark Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن 10 أسباب بسيطة للتخلي عن الأشياء التي تتمسك بها.

وطيلة العقد الماضي، عملت أنا وزوجتي آنجل (Angel) مع المئات من المتدربين، وعملاء الكوتشينغ، وتوصلنا إلى فهم أنَّ السبب الجذري لمعظم التوتر البشري هو ببساطة نزعتنا العنيدة إلى التمسك بالأشياء.

باختصار نحن نتمسك بشدة بالأمل في أن تسير الأمور كما نتخيل تماماً، ثم نُعقِّد حياتنا عندما لا يتطابق واقعنا مع خيالنا، إذاً كيف نتوقف عن التمسك بالأشياء؟ من خلال إدراك أنَّه لا يوجد شيء للتمسك به في المقام الأول؛ فمعظم الأشياء التي نحاول يائسين التمسك بها، كما لو كانت حقيقية وثابتة ودائمة في حياتنا، ليست موجودة بالفعل، أو إذا كانت موجودة في شكل ما؛ فهي تتغير أو مرنة أو غير دائمة أو ببساطة مُتخيلة في أذهاننا؛ إذ يصبح التعامل مع الحياة أسهل كثيراً عندما نفهم ذلك.

تخيل أنَّك معصوب العينين وتسبح في بركة ماء كبيرة، وأنت تكافح بشدة للوصول إلى حافة البركة التي تعتقد أنَّها قريبة؛ لكنَّها في الحقيقة ليست كذلك، إنَّ محاولة الوصول على تلك الحافة الخيالية تضغط عليك وتوترك، بينما تعوم بلا هدف تحاول التمسك بشيء غير موجود، وبعدها تخيل الآن أنَّك تتأمل الموقف، وتأخذ نفساً عميقاً، وتدرك أنَّه لا يوجد شيء بالقرب منك لتتمسك به، فقط الماء حولك، ويمكنك الآن الاستمرار في الكفاح من أجل الإمساك بشيء غير موجود، أو يمكنك قبول أنَّه لا يوجد سوى الماء حولك والاسترخاء والعوم.

الآن اسأل نفسك:

  • ما هو الشيء الذي تحاول التمسك به بشدة في حياتك؟
  • كيف يؤثِّر فيك؟

ثم تخيل أنَّ الشيء الذي تحاول التمسك به غير موجود حقاً، وتخيل نفسك تتخلى عنه، وتطفو فقط، كيف سيغير ذلك وضعك؟

فكِّر في الأمر بعناية، ثم ذكِّر نفسك لماذا يجب عليك التخلي:

1. عندما تتخلَّى عن الأشياء التي تتمسك بها، فأنت تسمح لنفسك بالاستفادة إلى أقصى حدٍّ ممَّا لديك:

يعتمد جزء كبير من قدرتك على أن تكون سعيداً وناجحاً، على الأمد الطويل، على استعدادك للتخلي عمَّا تعتقد أنَّه من المفترض أن تكون عليه حياتك الآن، وتقديرها  بكلِّ تفاصيلها، ثم الاستفادة منها بأفضل طريقة ممكنة.

2. عندما تتخلَّى عن الأشياء التي تتمسك بها، تستخدم مواردك استخداماً أكثر فاعلية:

التمسك يشبه الرغبة في السيطرة على ما لا يمكن السيطرة عليه، ومن ناحية أخرى، التغاضي والسماح بحدوث أشياء لا يمكن السيطرة عليها، يعني أنَّ هذه الأشياء ستسير في مسارها الطبيعي، ويمكن أيضاً تلبية احتياجاتك تلبية أفضل في هذه العملية، وعلى أقل تقدير، سيكون لديك ضغط أقل، ومزيد من الوقت والطاقة للتركيز على الأشياء الهامة حقاً؛ فالأشياء التي يمكنك التحكم بها بالفعل، مثل السيطرة على موقفك تجاه كلِّ شيء.

3. عندما تتخلَّى عن الأشياء التي تتمسك بها، تحرر عقلك من المخاوف التي لا داعي لها:

عندما تشعر بالقلق، يصبح من السهل الخلط بين مخاوفك والواقع، بدلاً من إدراك أنَّها مجرد أفكار؛ لذا ابذل قصارى جهدك لتكون يقظاً، اقبل حاضرك، وقلِّل مخاوفك، وتخلَّ عن الماضي، وآمن بالاحتمالات.

شاهد بالفديو: 10 أشياء عليك التخلّي عنها حتى تزيد من سعادتك

4. عندما تتخلَّى عن الأشياء التي تتمسك بها، تتعلَّم مزيداً عن الحياة:

عندما تتمسك بمعتقداتك، وتحاول السيطرة على ما لا يمكن السيطرة عليه، فإنَّك تمنع نفسك تلقائياً من الحقيقة، وتقاوم الطريقة التي تسير بها الأمور بدلاً من تعلُّمها؛ والحلُّ هو تثقيف نفسك عن ظروفك الحالية ثمَّ العمل بشكل أكثر ذكاءً مع ما لديك.

5. عندما تتخلَّى عن الأشياء التي تتمسك بها، ستقدر الآخرين كما هم في الواقع:

يتعلق الأمر بالتساهل وتعلُّم تقدير وجهات النظر وأنماط الحياة والآراء المختلفة، وإن كان ذلك يعني التغلب على الأنا وتقبُّل أمور لا تريحك، كما يتعلق الأمر بالسماح لأولئك الذين تهتم لأمرهم بأن يكونوا على سجيتهم دون أيِّ تدخل منك لتغييرهم حتى ترضى عنهم.

إقرأ أيضاً: 13 طريقة لإظهار الاحترام للآخرين في الحياة اليومية

6. عندما تتخلَّى عن الأشياء التي تتمسك بها، ستركز بشكل أقل على إرضاء الآخرين، وأكثر على بذل قصارى جهدك:

كم مرة كانت حياتك مدفوعة بسوء الفهم وأحكام الآخرين؟ وكم مرة سببت لك مواقف سوء الفهم والأحكام، خيبة أمل أو ضغطت عليك لأنَّك اعتقدت أنَّك تستطيع التحكم بالطريقة التي يراك بها الجميع؟ الحقيقة هي أنَّ معظم الناس سيرون ما يريدون رؤيته، سواء كنت قلقاً بشأن ذلك أم لا، وقد حان الوقت للتخلي عن محاولة التحكم بكيفية رؤية الجميع لك، وحان الوقت لبذل قصارى جهدك.

7. عندما تتخلَّى عن الأشياء التي تتمسك بها، تسمح لنفسك بالنمو والتعافي:

إذا حطم شخص ما قلبك، فليس من السهل التعامل مع هذا الأمر، لكن يمكنك التعافي طالما أنَّك على استعداد لقبول الظروف، ثم تركها تدريجياً، على سبيل المثال، قد تجد نفسك تفكر: "لماذا أحببته؟" لكن هذه ليست فكرة مفيدة، وإذا لم تحبه، فما كان هذا ليحدث أبداً؛ لكنَّك أحببت هذا الشخص، وهذا هو الواقع، وقبول هذا الواقع، وكلُّ ما يتبعه، هو جزء من عملية التخلي.

8. عندما تتخلَّى عن الأشياء التي تتمسك بها، يصبح من الأسهل أن تسامح نفسك وتحب نفسك مرة أخرى:

اسأل نفسك: هل من الممكن أن تكون كلُّ الأشياء "السيئة" أو "الغبية" التي فعلتها، قد غفرها ونسيها كلُّ من يهمك في حياتك ما عدا أنت؟ الجواب على الأرجح نعم، وفي بعض الأحيان عليك فقط أن تنظر إلى نفسك في المرآة وتقول: "لقد حدث هذا وكان الأمر سيئاً، لقد كان خطأً فادحاً؛ لكنَّني تعلمت منه، وأنا أستحق حبي ومسامحتي لذاتي".

9. عندما تتخلَّى عن الأشياء التي تتمسك بها، ستستمتع بمفاجآت الحياة السارة:

الحياة مليئة بجمال لا يمكن التنبؤ به ومفاجآت رائعة، وأحياناً يكون الظهور المفاجئ وغير المتوقع لهذا الجمال أمراً يصعب التعامل معه، فهل تعرف هذا الشعور عندما تُفاجأ بشيء جميل جداً؟ عندما يقول شخص ما شيئاً عشوائياً أو يكتب شيئاً ما أو يعزف بعض الألحان التي تسعدك لدرجة البكاء، فهل تريد حقاً تفويت هذا الشعور لبقية حياتك؟ إذاً تخلَّ عن التفكير المستمر، واهتم أكثر بالحياة التي تعيشها بالفعل.

شاهد بالفيديو: 8 أسباب بسيطة للتخلي عن الأشياء التي تتمسك بها

10. عندما تتخلَّى عن الأشياء التي تتمسك بها، فإنَّك تعيش حياةً أكثر امتناناً:

التخلي جزئياً عن الامتنان للتجارب التي جعلتك تضحك وتبكي وساعدتك على التعلم والنمو؛ إنَّه قبول كلِّ ما لديك، وكلُّ ما كان لديك من قبل، والفرص التي ستظفر بها، الأمر كلُّه يتعلق بإيجاد القوة لتقبُّل التغييرات الحتمية في الحياة، والثقة في حدسك، والتعلم في أثناء تقدُّمك، وإدراك أنَّ كلَّ تجربة لها قيمة، والاستمرار في اتخاذ خطوات إيجابية إلى الأمام كلَّ يوم.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لتنمية شعور الامتنان

في الختام:

آمل أن تتعلم من هذا المقال أنَّ التخلي ليس شيئاً يمكن أن يفعله الزاهد في الحياة فقط، ولا يتعلق أيضاً بالاختباء من الألم؛ بل يتعلق الأمر بكونك إنساناً وبتحديد مصدر الألم، وقبوله حتى تتمكن من التعلم منه والنمو؛ فعندما تقوم بتطوير مهارة التخلي، وتمارسها يومياً، فأنت تجهز نفسك تلقائياً لأيِّ تحدٍّ قد يأتي في طريقك.

إذا ظهر تغيير كبير وغير متوقع في حياتك؛ فهو شيء سيئ فقط إذا كنت متمسكاً بشدة بالطريقة التي تتمنى أن تكون بها الحياة، لكن إذا تخليت عن هذه الرغبة وعن تلك التوقعات، فإنَّ التغيير ليس سيئاً؛ بل إنَّه يجعل الحياة مختلفة فقط عمَّا كنت تتوقعه، وقد يكون شيئاً جيداً على الأمد الطويل إذا تقبلته ورأيت الفرص التي يوفرها.

نحن نتسبب في 99% من مشكلاتنا من خلال التمسك بشدة بكلِّ شيء، لكن يمكننا التحرر وإيجاد التوازن من خلال التخلي.




مقالات مرتبطة