10 أسئلة سريعة ستغير طريقة تفكيرك اليوم

إنَّ القول المأثور: "من يُعلِّم الآخرين، يُعلِّم نفسه" صحيح تماماً، ليس لأنَّ التكرار المستمر يساعد على ترسيخ الحقائق في الذهن فحسب، بل لأنَّ عملية التدريس نفسها تقدِّم معلومات أوسع عن المادة التي تدرِّسها.



فالاستقصاء الذاتي، هو في الأساس فنُّ طرح الأسئلة الصحيحة على أنفسنا، وهذه الاستراتيجية هامَّة جداً؛ لأنَّ الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا تصبح أفكاراً، ثمَّ تصبح الأفكار كلمات، وتصبح الكلمات أفعالاً، وتكوِّن الأفعال الشخصية، وتغيِّر الشخصية الحياة.

عندما تشتدُّ الصعاب وتظهر مشكلات كبيرة وهو أمر حتمي، فإنَّ قوة شخصيتنا هي التي تحدِّد ما إذا كنا سنتخطاها، وتتأثر شخصيتنا مباشرة فيما نقوله ونطلبه من أنفسنا يومياً.

فكِّر في الطريقة التي كنت تتحدث بها إلى نفسك مؤخراً، هل كنت تستخدم كلمات تقويك وتشجِّعك كما قد تتحدث إلى صديق؟ أم عبارات الاستخفاف التي قد لا توجِّهها إلى عدوك حتى؟ أم الملاحظات السلبية عن الحياة التي يقولها من يفتقر إلى الإيمان؟

تتحدث إلى نفسك طوال اليوم ويصدِّق كل جزء منك كل كلمة تقولها؛ لذا يجب أن تظل يقظاً عند وقوع المشكلات، وأن تطرح الأسئلة الصحيحة.

10 أسئلة سريعة ستغير طريقة تفكيرك:

1. ما الشيء الذي يمكن أن تكون إيجابياً وسعيداً بشأنه الآن، إذا كنت تريد ذلك حقاً؟

أعظم سلاح لديك ضد الإجهاد والسلبية هو قدرتك على اختيار فكرة دون أخرى، فلا سعادة لأولئك الذين يرفضون رؤية الخير فيما لديهم؛ لذا عندما تمنحك الحياة عدة أسباب لتكون سلبياً، فكِّر في سبب وجيه لتكون إيجابياً.

2. ما هي المشكلة التي تشعر بالامتنان لعدم وجودها في حياتك الآن؟

ابتسم، ليس لأنَّ الحياة كانت سهلة أو مثالية أو كما توقعت، بل لأنَّك اخترت أن تكون سعيداً وممتنَّاً لكل الأشياء الجيدة التي لديك، ولكل المشكلات التي لا تعاني منها.

3. ما الذي يجب أن تتوقف عن التفكير فيه وقوله لنفسك؟

توقَّف عن توبيخ نفسك بسبب الأشياء التي لا تملكها، وابدأ في الثناء على نفسك بسبب كل ما تملكه، فيجب علينا أن نتعلَّم كيف نكون أصدقاء لأنفسنا؛ لأنَّنا في بعض الأحيان نقع بسهولة في فخ كوننا ألد الأعداء لأنفسنا.

4. ما الذي تتمسَّك به ويجب أن تتخلَّى عنه؟

من أصعب الدروس في الحياة هو التخلِّي، سواء كان ذلك عن مشاعر الذنب، أم الغضب، أم الحب، أم الخسارة، فالتغيير ليس سهلاً أبداً، فجزء منك يكافح ليتمسَّك بشيء وجزء للتخلِّي عنه.

لكن في كثير من الأحيان يكون التخلي هو الطريق الأصح للمضي قدماً؛ لأنَّه يزيل الأفكار السامَّة، ويحرِّرك عاطفياً من الأشياء التي كانت تعني لك الكثير في السابق حتى تتمكَّن من تجاوز الماضي والألم الذي يسبِّبه لك؛ إذ يتطلَّب الأمر عملاً شاقاً للتخلِّي عن أفكارك واستعادة تركيزك، لكنَّ الأمر يستحق الجهد.

شاهد بالفديو: 8 نصائح تساعدك على فهم دروس الحياة جيداً

5. هل ستلقي باللوم على الآخرين وتتهرَّب من المسؤولية، أم ستضع خطة عمل للمضي قدماً؟

تخيَّل مدى فاعليتك وسعادتك إذا تعاملت مع المشكلة ببساطة بدلاً من إنكار وجودها ولوم أحد عليها والخوف منها ورفض مواقف ومهام معيَّنة.

6. كيف يمكنك تقديم استجابة لهذه التجربة تنمُّ عن قوة ووضوح بدلاً من رد فعل طائش؟

في كل مرة تبادر إلى التصرف بالطريقة المعتادة نفسها، اسأل نفسك عمَّا إذا كنت تريد أن تكون سجين الماضي أم المضي قدماً نحو المستقبل، وتذكَّر أنَّ شخصيتنا تبرز خلال فترات النجاحات والإخفاقات؛ لذا كن متواضعاً خلال الأولى وقوياً خلال الثانية، ومخلصاً فيما بينهما.

7. كيف يمكنك أن تخدم المصلحة العامة، بحيث تفيد كل من حولك؟

الحياة هدية وامتياز وفرصة، ويتبعها مسؤولية لرد الجميل عن طريق تحسين أنفسنا، وإنَّ أفضل طريقة لتجد طريقك في أثناء المحن هي أن تكرِّس نفسك لخدمة قضية عظيمة.

إقرأ أيضاً: كيف تفيد برامج التطوع المؤسسي الجميع؟

8. كيف تفيدك توقعاتك أو تؤذيك؟

لا تخفِّض معاييرك، لكن تذكَّر أنَّ إزالة توقعاتك هي أفضل طريقة لتجنُّب الشعور بخيبة الأمل؛ لأنَّ التوقعات إلى حدٍّ ما هشَّة، وكلما تمسكت بها أكثر، زاد احتمال انكسارها؛ لذلك خفِّف توقعاتك قليلاً، وقدِّر حياتك وعلاقاتك كما هي.

9. مَن يحتاج إلى صفحك؟

لا تؤدي المسامحة دائماً إلى إصلاح العلاقات، وليس من المفترض أن تعود بعض العلاقات والمواقف إلى طبيعتها أصلاً، مع ذلك سامح ودع الحياة تقرِّر ما سيحصل، حرِّر نفسك من قيود الكره؛ لأنَّك عندما تشعر بالاستياء تجاه كيان آخر، فأنت مقيَّد بذلك الشخص أو الحالة برابط عاطفي قوي، والمسامحة هي الطريقة الوحيدة لحل هذا الوثاق والتحرر.

إقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن التسامح

10. ما الذي تعلَّمته ويمكنك تداركه في المرة القادمة؟

لا تدع خوفك من الأحداث الماضية يؤثر في كل الاحتمالات التي أمامك، عش لما يقدِّمه اليوم من فرص وليس ما ضاع في الأمس؛ إذ توجد دائماً عقبات، لكنَّنا في أغلب الأحيان سجناء بين جدران نبنيها بأنفسنا، وما نراه يعتمد اعتماداً كبيراً على نظرتنا إليه؛ لذا انسَ ما فقدته، وركِّز على ما تعلَّمته.

حان دورك الآن، ذكِّر نفسك اليوم أنَّ الحياة مليئة بظروف لا يمكن السيطرة عليها، والشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم به تماماً هو طريقة استجابتك لها، فعندما تأخذ الوقت الكافي للتفكير في الأمر، فإنَّ كل ما يحدث من حولنا لا معنى له حتى نمنحه المعنى بأنفسنا، وتشكِّل الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا المعنى.

ففي أي موقف تواجهه، أسأل نفسك:

  • هل سأسمح لهذا بإزعاجي؟
  • هل سأختار أن أنظر إلى هذا على أنَّه سيِّئ أم جيد؟
  • هل سأختار البقاء أم الابتعاد؟
  • هل سأختار الصراخ أم الهمس؟
  • هل سأختار الرد دون تفكير أم أخذ الوقت الكافي للرد؟

في الختام:

الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا هي الدافع وراء سلوكنا، وسلوكنا يحدث فرقاً هائلاً، ويحدِّد إلى حدٍّ كبير مصيرنا كل يوم، فسبب معظم الأشياء التي نعاني منها هو سلوكنا الذي يمكن السيطرة عليه.




مقالات مرتبطة