أطفال الشوارع: الأسباب، الآثار، والحلول الشاملة لمستقبل أكثر أماناً
ظاهرة أطفال الشوارع تعد واحدة من أكبر التحديات الإنسانية التي تواجه العديد من المجتمعات في العالم. أطفال يُحرمون من التعليم، الرعاية الصحية، والأمان، ما يجعلهم عرضة للاستغلال والعنف.
لا تقتصر المشكلة على كونها مأساة فردية، بل هي قضية تؤثر على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للدول. فما هي الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة؟ وما تأثيرها على المجتمعات؟ والأهم من ذلك، ما هي الحلول التي يمكن أن تساعد في تقليلها أو القضاء عليها؟
في هذا المقال، سنتناول هذه القضية بعمق لنفهم جذورها ونبحث عن حلول فعالة لمستقبل أكثر إشراقًا.
من هم أطفال الشوارع؟
عرَّفت الأُمم المتحدة أطفال الشوارع بأنَّهم "أيُّ ولد أو بنت يتَّخذون الشارع -بمُختلف معانيه؛ بما في ذلك الخرابات والأماكن المهجورة وغيرها- مقر إقامة أو مصدر كسب للرزق، دون أن يتمتعوا بإشراف أو توجيه أو حماية كافية من قبل أولياء أمورهم الراشدين".
كما وضع علماء الاجتماع تعريفات لظاهرة أطفال الشوارع على أنَّهم الفئة التي تقل أعمارها عن ثمانية عشر عاماً، ويُمارسون حياتهم الطبيعية (أو المفترض أن تكون طبيعية) في الشوارع بدلاً من البيوت، كما أنَّ علاقاتهم الأسرية تكون مفككة أو منقطعة تماماً.
وتُقسِّم اليونيسف أطفال الشوارع ثلاث فئات:
1. فئة القاطنين في الشوارع
وهم الأطفال الذين يعيشون في الشارع دائماً، في المباني المهجورة، والحدائق العامة، والأرصفة، وتكون علاقتهم بأسرهم منقطعة.
2. فئة العاملين في الشوارع
هم الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة في الشوارع في أعمال مختلفة، مثل البيع المتجول أو التسول، وقد يعودون ليلاً إلى بيوتهم، أو يقضون الليل في الشارع.
3. أُسر الشوارع
أطفال يعيشون مع أسرهم في الشارع، ومعظمهم يعملون في الشارع، منهم من هم مُجبرون على ذلك، ومنهم للمساهمة في دخل أسرته.
أسباب ظاهرة أطفال الشوارع
هناك كثير من الأسباب التي جعلت من الأطفال أطفال شوارع، وتُقسم هذه الأسباب إلى:
أسباب عائلية
1. انشغال الأبوين عن أطفالهم
وحرمانهم من الاهتمام والحنان، وعدم متابعتهم ومعرفة ما يحتاجون وما يواجهون؛ الأمر الذي يجعل الطفل يشعر بالغربة في أسرته ويهرب منها إلى الخارج.
2. التفكك الأسري
الأسرة المفككة التي تسودها مشاكل وخلافات بين الأم والأب، وحالات انفصال الأب والأم وإهمالهم أطفالهم، ورمي كل منهما مسؤوليته على الطرف الآخر؛ يُفقِد الأطفال الأمان الأسري ويشعرهم بالضياع، ممَّا يؤدي لتشتت الأطفال ودفعهم إلى الشارع.
3. العنف الأسري
حيث يُمارس كثير من الآباء والأمهات العنف على أطفالهم، ممَّا يجعل الطفل يهرب من هذا الجحيم إلى الشارع، كما أنَّ رؤية الطفل أمَّه تُضرب وتُعنَّف تجعله يميل إلى الهروب من البيت.
4. كثرة الأولاد في ظل حالة مادية سيئة
ينتج عنها إهمال للطفل واحتياجاته، ممَّا يدفع به إلى الشارع.
5. التمييز بين الأولاد في المعاملة
وتفضيل أحدهم على الآخر، ممَّا يخلق عقداً نفسية لدى الطفل، قد تدفعه لكره البيت والهرب إلى الشارع.
6. اليتم
عندما يفقد الطفل أحد والديه أو كلاهما تقل الرقابة عليه، ممَّا قد يدفعه للانحراف أو الانضمام إلى أطفال الشارع.
7. القسوة وفقدان الحنان
غالباً ما تؤدي معاملة الطفل بقسوة من والديه، أو من أحد الأقارب، أو في المدرسة، إلى هروبه للشارع.
8. عمل الوالدين
قد يعمل الوالدان في أعمال منحرفة أو غير أخلاقية، من شأنها أن تؤدي إلى انحراف الأطفال أيضاً.
أسباب اجتماعية
1. الحالة المادية الصعبة
عندما لا تستطيع الأسرة توفير حاجات أطفالها الأساسية من مأكل ومشرب وملبس وعلاج، قد تدفعهم إلى العمل في الشارع ليجلبوا بعض المال.
2. البيئة السيئة
ترعرع الطفل في بيئة سيئة منحرفة، غالباً ما يخلق لديه ميولاً للانحراف.
3. التسرب المدرسي
وهو ترك الطفل المدرسة بسبب نظام التعليم القاسي، أو بسبب عدم اهتمام الأهل بموضوع التعليم، أو عدم توفر قدرة مادية لديهم تعينهم في إكمال أطفالهم تعليمهم. وعندما يترك الطفل مدرسته، سيكون الشارع غالباً في انتظاره!
4. العلاقات خارج إطار الزواج
عندما يحصل حمل خارج إطار الزواج نتيجة علاقة غير شرعية، وينتج عنها طفل غير شرعي، غالباً ما يلجأ الأبوان إلى ترك ابنهم في الشارع، وعندما يكبر هذا الطفل في الشارع فإنَّه غالباً ما يُمارس علاقات غير شرعية هو الآخر، فتتفاقم المشكلة ويُنتج الجيل الواحد منهم أجيالاً متعاقبة من أطفال الشوارع.
أسباب تتعلق بالأطفال أنفسهم
مثل حُب الاستقلالية والميل للحرية والهرب من القيود الأسرية، أو الحرمان العاطفي داخل الأسرة، فيلجأ الطفل إلى الخارج لتلبية هذا الحرمان.
شاهد بالفيديو: علاج ظاهرة أطفال الشوارع
آثار ظاهرة أطفال الشوارع
ينتج عن هذه الظاهرة كثيرٌ من المشكلات التي تلحق بالأطفال أنفسهم وبالمجتمع ككل، مثل:
1. مشكلات اجتماعية
تلحق بأطفال الشوارع كثير من المشكلات الاجتماعية؛ فكلَّما ازدادت هذه الظاهرة، زاد انتشار الأميَّة والتخلف والفقر والجهل في المجتمع.
2. مشكلات أمن وأمان
وجود أطفال في الشوارع دون حسيب أو رقيب، واختلاطهم بمن هم أكبر منهم سنَّا؛ يجعلهم ينخرطون في شبكات منظَّمة من العصابات التي تعمل في السرقة، أو تجارة المخدرات، أو الدعارة، فتكثر عندها نسب الجريمة في المجتمع.
3. مشكلات نفسية
وجود الطفل في الشارع، أو حتى في سوق العمل كعمله في ورشة مثلاً؛ وهذا الانخراط المبكر للطفل مع مجتمع كبار السن يُؤثر فيه سلباً؛ لأنَّه غير مُهيئ بدنياً ولا نفسياً لهذا الانخراط، كون نموه في هذه المرحلة العمرية لم يكتمل بعد، ما يجعله يُعاني مشكلات نفسية مثل الانحراف وفقدان براءته وطفولته، ويُصبح يتشبَّه بالكبار فيما يخص التصرفات الخاطئة، من قصص العنتريات والبلطجة، كما أنَّهم كثيراً ما يتعرَّضون للاستغلال في السرقة وتجارة المخدرات والسلاح وغيرها.
4. مشكلات صحية
يُعاني أطفال الشارع أمراضاً ومشاكل صحية؛ لأنَّهم لا يتناول الكمية والنوعية التي تحتاجها أجسادهم من الغذاء لتلبية متطلبات النمو في هذه المرحلة؛ ولن يُقدِّم إليهم الشارع سوى الحد الأدنى من الغذاء الذي يُبقيهم أحياء، كما أنَّ تعرُّضهم إلى ظروف غير صحية سواء لناحية الطقس أم متطلبات النظافة الشخصية، تجعلهم معرَّضين لعديد من الأمراض، مثل أمراض العيون، ونزلات البرد، والجرب والتيفوئيد.
5. آثار ظاهرة أطفال الشوارع على الاقتصاد
تمثل ظاهرة أطفال الشوارع عبئًا ثقيلاً على الاقتصاد الوطني، حيث تتسبب في خسائر فادحة على المدى القصير والطويل.
فعلى المدى القصير، يؤدي وجود أعداد كبيرة من الأطفال بلا مأوى إلى زيادة معدلات الجريمة والتسول، مما يضر بالأمن العام ويقلل من جاذبية الاستثمار والسياحة. كما أن هؤلاء الأطفال يمثلون قوة عاملة مهدرة، إذ يحرمون من التعليم والتدريب اللازمين للمساهمة في التنمية الاقتصادية.
أما على المدى الطويل، فإن ظاهرة أطفال الشوارع تؤدي إلى تدهور رأس المال البشري، حيث ينشأ جيل يعاني من نقص في المهارات والقدرات اللازمة للمشاركة الفعالة في سوق العمل. وهذا يؤثر سلباً على الإنتاجية والابتكار، ويعيق النمو الاقتصادي المستدام.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تكاليف الرعاية الصحية والاجتماعية التي تتكبدها الدولة لمعالجة الآثار السلبية لهذه الظاهرة تشكل عبئاً إضافياً على الميزانية العامة، مما يحد من قدرة الحكومة على الاستثمار في قطاعات حيوية أخرى.
صفات طفل الشوارع
- الميل إلى الحرية والاستقلالية والتحرر من سلطة الكبار.
- عدم الشعور بالانتماء للأسرة أو المدرسة.
- القدرة على التكيف مع الواقع السيئ في الشوارع.
- انحراف سلوكه وأخلاقياته غالباً؛ فيُصبح شخصاً يتصرَّف على أساس أنَّ كل شيء مُباح، وأنَّ الغاية تُبرر الوسيلة.
- فقدان الثقة بالآخرين؛ بسبب كثرة ما تعرَّضوا له من محاولات استغلال وابتزاز.
- تَعلُّم عادات سيئة مثل التَّدخين وشرب الكحول والإدمان.
- التعرض للتحرش الجنسي، وذلك لضعفه وصغر سنه.
- النزعة إلى الشغب والعدوانية والعناد.
- ضمر حقد دفين في داخله على أسرته وعلى مجتمعه.
- تجرُّده من أدنى حد للقيم والأخلاق في حال استمرَّ وجوده في الشوارع دون أي احتواء له؛ لأنَّه ضلَّ الطريق وغاب عنه المُرشد والقدوة في غياب الأسرة، فانقلبت عنده القيم. وغالباً ما يتجرَّد أيضاً من إنسانيته وضميره.
علاج ظاهرة أطفال الشوارع
أطفال الشوارع هم أطفال مُهمَّشين مجتمعياً، لذا من الضروري إعادة دمجهم في المجتمع، من خلال الآتي:
- إنشاء مراكز وجمعيات مختصة بهؤلاء الأطفال، تحرص على رصد الظاهرة وحلها بالتواصل المباشر معهم في الشارع، ومحاولة بناء صداقة معهم شيئاً فشيئاً لبث الاطمئنان في قلوبهم، ومن ثمَّ إقناعهم بترك الشوارع والعيش بالمركز.
- إعادة تأهيل أطفال الشوارع نفسياً وصحياً، لمعالجتهم من أمراضهم النفسية والعضوية.
- تأمين مساكن مناسبة لهم في حال لم يكن لديهم منزل، وضمان حصولهم على الرعاية والاهتمام والطعام والملابس.
- محو أمِّيتهم بالحرص على إعادتهم إلى المدرسة لإكمال تعليمهم، فبالعلم نبني الإنسان، وفي حال فشل الطفل في المدرسة تماماً، يجب الاهتمام بتعليمه مهنة أو حرفة ما تكون باب رزقه فيما بعد.
- الاهتمام بالرعاية النفسية لأطفال الشوارع، وذلك من خلال أخصَّائيين نفسيين، يُعالجون الأطفال من كل الاضطرابات النفسية التي عانوها وهم في الشارع.
- الاهتمام في الجانب الإبداعي للأطفال، من خلال إشراكهم بدروس الموسيقى والرسم، وتشجيعهم بإقامة المسابقات فيما بينهم.
- تغذية الجانب الأخلاقي المشوَّه لديهم، من خلال إعادة غرس المبادئ والقيم الإنسانية الصحيحة والسليمة.
- حماية حقهم في اللعب، فهو من أبسط وأهم حقوق الأطفال،وذلك بتأمين صالات ألعاب يُمارسوا فيها حقهم بالترفيه وبناء الصداقات فيما بينهم.
- تغيير نظرة المجتمع الدونية إليهم، وتحويلها نظرة تعاطف ومراعاة للأسباب التي أوصلتهم إلى الشّارع.
- تقديم المال لهم لإنهاء ظاهرة التسول.
- توعية الأُسر من الطبقات المُهمَّشة والفقيرة حول الاهتمام بالأطفال وخطورة زجِّهم في الشارع، وتقديم المساعدة المادية لها، بحيث لا تضطر إلى إرسال أطفالها إلى العمل في الشارع أو غيره.
- تفعيل دور الإعلام في التحذير من أخطار هذه الظاهرة، ورفع الوعي لدى الأفراد للانتباه إلى أطفالهم، للحد من هذه الظاهرة.
حقوق أطفال الشوارع
أطفال الشوارع هم فئة من الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة وغير مستقرة، وغالباً ما يُحرمون من حقوقهم الأساسية. تتضمن حقوقهم ما يلي:
1. حق الحياة والبقاء
يحتاج الأطفال إلى بيئة آمنة وصحية للعيش. يجب أن تتوفر لهم الحماية من العنف والاستغلال، وضمان الحصول على الغذاء والماء النظيف.
2. حق التعليم
يجب أن يكون لكل طفل الحق في التعليم، بغض النظر عن ظروفه. يتطلب ذلك توفير الفرص التعليمية المناسبة والمساعدة في الاندماج في النظام التعليمي.
3. حق الرعاية الصحية
يجب أن تتاح للأطفال الرعاية الصحية اللازمة، ويتضمن ذلك توفير الخدمات الطبية والعلاج، بالإضافة إلى التوعية الصحية.
4. حق الحماية من الاستغلال
يجب حماية الأطفال من جميع أشكال الاستغلال، سواء كان ذلك في العمل أو في التجارة أو في أي شكل آخر من أشكال الاستغلال.
5. حق التعبير والمشاركة
يجب أن يُسمح للأطفال بالتعبير عن آرائهم ومشاعرهم، ويجب أن تُؤخذ آراؤهم بعين الاعتبار في جميع القضايا التي تؤثر عليهم.
6. حق الهوية
يجب أن يتمتع الأطفال بحقهم في الهوية، بما في ذلك الحصول على وثائق رسمية تثبت هويتهم، مثل شهادات الميلاد.
7. حق الحماية القانونية
يجب أن يحصل الأطفال على الحماية القانونية من أي انتهاكات لحقوقهم، ويجب أن تكون هناك آليات لمساعدتهم في الحصول على العدالة.
دور المنظمات الدولية في مكافحة ظاهرة أطفال الشوارع
تلعب المنظمات الدولية دوراً حيوياً في الجهود المبذولة ضمن إطار القضاء على تشرد الأطفال، وذلك من خلال مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى حماية حقوق الأطفال وتوفير الدعم اللازم لهم.
توفير الدعم المالي والتقني
تقدم المنظمات الدولية، مثل اليونيسف والبنك الدولي، الدعم المالي والتقني للحكومات والمنظمات المحلية لتنفيذ برامج تهدف إلى حماية الأطفال المشردين، ويشمل هذا الدعم بناء مراكز إيواء وتوفير خدمات الرعاية الصحية والتعليم والدعم النفسي والاجتماعي.
الدعوة إلى تغيير السياسات
تعمل المنظمات الدولية على الضغط على الحكومات لتغيير السياسات التي تساهم في تفاقم ظاهرة تشرد الأطفال، وتشمل هذه السياسات مكافحة الفقر وتوفير فرص التعليم والعمل وتحسين خدمات الرعاية الاجتماعية.
تعزيز التعاون الدولي
تعمل المنظمات الدولية على تعزيز التعاون بين الدول لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال حماية الأطفال المشردين، ويساعد هذا التعاون على تطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة هذه الظاهرة.
توفير الحماية القانونية
تعمل المنظمات الدولية على التأكد من التزام الدول بالاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق الأطفال، ومنها اتفاقية حقوق الطفل، وتقديم المساعدة القانونية للأطفال المشردين.
التوعية والتثقيف
تعمل المنظمات الدولية على نشر الوعي حول ظاهرة تشرد الأطفال وأسبابها وآثارها السلبية، حيث تقوم بتنظيم حملات توعية وتثقيف تستهدف الحكومات والمجتمع المدني وعامة الناس، فمن خلال هذه الجهود المتكاملة، تساهم المنظمات الدولية بشكل فعال في القضاء على تشرد الأطفال وتوفير مستقبل أفضل لهم.
أهم التجارب العالمية الناجحة في الحد من أطفال الشوارع
تتنوع التجارب العالمية الناجحة في الحد من مشكلة أطفال الشوارع، وتعتمد على استراتيجيات شاملة ومتكاملة تعالج جذور المشكلة. إليك بعض الأمثلة البارزة:
1. برنامج البرازيل "منحة الأسرة"
يعتبر هذا البرنامج من أنجح البرامج في أمريكا اللاتينية، حيث يقدم مساعدات مالية للأسر الفقيرة مقابل ضمان التحاق أطفالهم بالمدارس، حيث ساهم هذا البرنامج في تقليل عدد أطفال الشوارع بشكل ملحوظ، حيث وفر للأطفال بيئة آمنة وداعمة داخل أسرهم.
2. برنامج أوغندا "إعادة التأهيل المجتمعي"
يركز هذا البرنامج على إعادة دمج أطفال الشوارع في مجتمعاتهم المحلية من خلال توفير الدعم النفسي والاجتماعي والمهني، حيث يشمل تدريب الأطفال على مهارات حرفية وتوفير فرص عمل لهم، مما يساعدهم على الاعتماد على أنفسهم.
3. برنامج الهند "الخط الساخن للأطفال"
يوفر هذا البرنامج خطاً ساخناً مجانياً للأطفال المشردين، حيث يمكنهم الاتصال للحصول على المساعدة والدعم، ويقوم بتوفير خدمات الإيواء والرعاية الصحية والتعليم للأطفال، بالإضافة إلى المساعدة في إعادة لم شملهم مع أسرهم.
تؤكد هذه التجارب على أهمية تبني نهج شامل ومتكامل لمعالجة مشكلة أطفال الشوارع، يشمل توفير الدعم المالي والاجتماعي والنفسي، بالإضافة إلى تغيير السياسات التي تساهم في تفاقم هذه الظاهرة.
في الختام
إن مشكلة أطفال الشوارع ليست مجرد قضية اجتماعية، بل هي تحدٍ عالمي يتطلب تعاونًا بين الحكومات، المنظمات غير الحكومية، والمجتمع المدني. كل طفل يستحق بيئة آمنة، رعاية صحية، وتعليمًا يفتح له آفاق المستقبل. من خلال تعزيز القوانين، توفير الدعم النفسي والاجتماعي، والمشاركة في المبادرات الإنسانية، يمكننا المساهمة في تقليل هذه الظاهرة.
حان الوقت للتحرك، ليس فقط بالكلمات، بل بالأفعال التي تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة هؤلاء الأطفال. فهل نحن مستعدون لمد يد العون والمساهمة في تغيير مستقبلهم؟