يمكن أن نتعلَّم كثيراً من الحمقى

لا بدَّ أنَّك قابلت يوماً أحد الناس وقلت في نفسك: "يا له من أحمق"؛ لكن لا تكن سريعاً في الحكم على الآخرين، فيمكن لمن تعتقد أنَّهم أغبياء أن يعلِّموك كثيراً عن الحياة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، يروي فيه تجربته مع الحمقى، وما الذي يجب أن نتعلمه منهم.

تجربة شخصية:

سافرت إلى شنغهاي قبل بضع سنين، ولقد قابلت أحمقاً من الدرجة الأولى. بمجرد أن وطأت قدمي على متن الطائرة في أمستردام، وعندما جلست في مقعدي، كان صندوق الحقائب العلوي ممتلئاً؛ لذا اضطررت إلى وضع حقيبتي في الجانب الآخر، لكن عندما حاولت القيام بذلك، قفز أحمقٌ فجأةً وبدأ بالصراخ في وجهي، لم أفهمه، لكن وصلتني رسالته، لقد كان هذا المقعد مقعده، وأراد وضع حقيبته هناك.

أمسكت بحقيبتي، وسرت صفين للخلف، وسألت الشخص الذي كان جالساً هناك ما إذا كان بإمكاني وضع حقيبتي في صندوقه العلوي، فوافق على ذلك، ووضعت حقيبتي وعدتُ إلى مقعدي وجلست.

هل كان ذلك صعباً؟ بالطبع لا، وهل كان باستطاعة ذلك الأبله أن يفعل المثل؟ بالتأكيد، ولم يكن هنالك داعٍ ليُحدث كل هذه الجلبة.

يقول رجل الأعمال الأمريكي إريك شميت (Eric Schmidt): "يتفاجأ الناس عندما يكتشفون أنَّ عدداً هائلاً من الناس يعتقدون أنَّهم أغبياء".

مررت خلال حياتي بالعديد من الحمقى الآخرين ذوي السلوك السيئ، من أرباب العمل إلى الزملاء والغرباء وحتى الأصدقاء الأغبياء. يفعل الحمقى أشياء ليست لطيفة، لكن ليس من السيئ أن تكون أحمقاً؛ إنَّني أفعل أحياناً أشياء حمقاء، ويفعل ذلك الجميع.

شاهد بالفيديو: كيفية التعامل مع الأشخاص المُحبطين

التعامل مع الحمقى:

هل من اللائق أن ننعت الناس بالحمقى؟ أجل، فأنا أنعت نفسي بذلك في بعض الأحيان، ويعتقد الناس أنَّهم يجب أن يتعلموا فقط من الأشخاص الناجحين، كأصحاب المليارات ورواد الأعمال والرياضيين، لكن هذه ليست الطريقة الوحيدة للتعلم، فمن منا يعرف الرياضيين وأصحاب المليارات شخصياً؟ لكن جميعنا نعرف كثيراً من الحمقى، ومن خلالهم يمكننا أن نتعلم كثيراً عن التصرفات التي يجب تجنبها.

نحن نواجه في حياتنا كثيراً من الحمقى، مثل زميل في العمل طعنك في ظهرك، أو شريكة خانتك مع صديقك المقرب، أو شخص يريد الاقتتال معك أو ربما يتنمر عليك، لا شك أنَّ الناس في حياتك قد خذلوك بالفعل أو سيخذلونك مستقبلاً، فلا مفرَّ من ذلك، وما يهم حقاً هو رد فعلك، فهل تحمل ضغينةً تجاه الناس؟ وهل تعتقد أنَّ كل الناس سيئون؟

إذا تصرَّف شخص ما بطريقةٍ مسيئةٍ تجاهك، فلا ترَ في ذلك مبرراً لهذا السلوك، على سبيل المثال، عندما بدأت العمل لأول مرة في شركة كبرى، لاحظت بسرعةٍ أنَّ الناس يتقبلون الطعن بالظهر؛ إذ تحتال على شخصٍ ما اليوم، وتتلقى ترقيةً في الغد.

هل هذا سلوكٌ جيدٌ أم سيئ؟ لا هذا ولا ذاك، فكما يقول الشاعر ويليام شكسبير (William Shakespeare): "لا يوجد شيء جيد أو سيئ في الحياة؛ لكنَّ تفكيرنا في الأمر هو ما يقرر ذلك".

مع ذلك، يجب علينا ألا نفكر في أنفسنا فقط؛ بل علينا أن نراقب أنفسنا حتى لا نتحول إلى ما نكرهه، لم يولد أحد على هذا الكوكب أحمقاً؛ لكنَّه أصبح أحمقاً؛ لذا اختر ألا تكون كذلك.

إقرأ أيضاً: اقتباسات وحكم ملهمة عن الحياة

عدم أخذ الأمر على محمل شخصي:

عندما يتصرف الناس تصرفاتٍ غبية، لا تنزعج ولا تأخذ الأمر على محمل شخصي؛ بل افهم ما يقصدونه بدلاً من ذلك، يقول الممثل الأمريكي جون واين (john wayne): "الحياة صعبة؛ لكنَّك تزيدها صعوبةً عندما تكون غبياً".

عند مراقبتي للحمقى، ألاحظ أنَّهم يقومون بأشياء سيئة مثل الغش والكذب والعدوانية والوقاحة أو أي شيء آخر لا يناسبني، ثم أقرر بكامل إرادتي ألا أكون مثلهم، فمن خلال مراقبة السلوك الذي لا ترغب في الاتسام به، ستعرف بوضوح ما الذي تريد أن تصبح عليه.

إقرأ أيضاً: كيف يتعامل الناجحون مع الأشخاص السلبيين؟

في الختام:

اعرف تماماً ما هو مقبول بالنسبة إليك وما هو غير مقبول، على سبيل المثال طعن الناس في الظهر من أجل الحصول على ترقية هو تصرفٌ غير مقبول بالنسبة إلي، وفي النهاية، افعل ما تعتقد أنَّه مناسب، لكن من فضلك لا تكن أحمقاً.




مقالات مرتبطة