يمكن أن تساعدك الشفافية والتكنولوجيا في تقديم أجور عادلة للموظفين

تتلخص أفضل طريقة لتظهر للموظفين أنَّك تقدِّر عملهم ومساهماتهم في تعويضهم تعويضاً عادلاً وشفافاً، ومع أنَّ هذا قد يبدو قاعدة مقبولة، فإنَّ 34% من العاملين في الولايات المتحدة لا يظنون أنَّ أجورهم تستند إلى أدائهم أو خبرتهم أو مجموعة مهاراتهم.



وفي سوق العمل الذي تسوده الضغوطات، تُعَدُّ عدالة الأجور أكثر أهمية من أي وقت مضى؛ إذ يرتبط التعويض العادل ارتباطاً مباشراً بالاحتفاظ بالموظفين، ويعزز توظيف أفضل المواهب، وبصفتك متخصصاً في الموارد البشرية، فإنَّك في أغلب الأحيان تعمل مسؤولاً عن التوظيف، ومديرَ أداء، ورئيساً للتعلم والتطوير، ومراقباً للتعويضات، كل ذلك في عمل واحد.

ليس هناك شك بأنَّ تولِّي كل هذه الأدوار وإدارة المسؤوليات المصاحبة لها يمكن أن يزيد العبء عليك، لكن لا تقلق؛ إذ إنَّه يمكنك أن تخفف من أعباء العمل وتزيل الشكوك المحيطة بإدارة التعويضات العادلة؛ وذلك خلال ثلاث خطوات سهلة، ألا وهي الشفافية، والتكنولوجيا، والاستباقية.

1. شفافية الأجور:

في الواقع، يُفضِّل العديد من أرباب العمل الاعتقاد بأنَّ موظفيهم لا يناقشون موضوع الأجور، ولكن في واقع الأمر، وجد استطلاعٌ أُجري حديثاً أنَّ 46% من العمال سيناقشون أجورهم مع زملائهم، مع أنَّ هذه المحادثات قد تكشف عن فجوات حقيقية في الأجور، فمن المحتمل ألا تعطي صورة وافية عن المساواة في الأجور وقد تساهم في تصوُّر عدم المساواة في الأجور حتى في حالة عدم وجودها.

إنَّ إحدى أسرع الطرائق لفقدان المواهب تتلخص في صرف النظر عن المشكلات الحالية؛ إذ لا يريد الموظفون البقاء في حالة من الغموض؛ بل إنَّهم يريدون أن يعرفوا أنَّ ربَّ العمل يتفهَّم أنَّ هناك مشكلات وأنَّ هناك خطوات قائمة لحلها.

ومع أنَّ الاعتراف بوجود فجوات في التعويضات قد يكون أمراً غير مريح، إلا أنَّ الموظفين يتوقون إلى هذا النوع من الشفافية؛ وذلك لأنَّه يؤدي إلى ثقافة من الرعاية والصدق والثقة بين كبار المسؤولين والقوى العاملة العامة.

ويُعَدُّ إجراء محادثات مع كبار المسؤولين عن الفوائد المترتبة على شفافية الأجور أمراً هاماً جداً لحل الفجوات في الأجور؛ إذ تتمثل الخطوة الأولى لتحقيق تعويض عادل عبر جميع مستويات شركتك في أن تكون شفافاً مع موظفيك فيما يخص كيفية تحديد التعويض، فإذا كانت هناك فجوات في الأجور، فينبغي الاعتراف بها والالتزام بعمل أفضل.

شاهد بالفديو: كيف تتفاوض على راتبك: أهم 10 نصائح مقدمة من المدراء

2. التكنولوجيا:

إنَّ التمييز في العمل يحدث في أغلب الأحيان نتيجة التحيُّز الضمني، وهو فعل يربط دون وعي السمات الإيجابية أو السلبية مع عرق الشخص أو جنسه أو خلفيته.

وفي الموارد البشرية، أنت مسؤول عن التأكد من أنَّ التحيُّز يبقى خارج اتخاذ القرارات التي تؤثر في الموظفين، بما في ذلك أجورهم، كما يمكن أن يتأثر حتى مدير الموارد البشرية الأكثر حرصاً وإدراكاً بالتحيز تأثراً غير إدراكي.

وللمساعدة على إزالة احتمالية التحيُّز في اتخاذ القرارات المتعلقة بأجور الموظفين، تعتمد الشركات اليوم على الدعم الذي تقدِّمه حلول إدارة التعويضات؛ إذ إنَّه من خلال استخدام التكنولوجيا التي توجِّه وتؤتمِت مهام الرواتب والترقيات، يمكنك اتخاذ قرارات تستند إلى البيانات عند تحديد راتب الموظف مع التأكد من أنَّ القرار عادل.

إقرأ أيضاً: 4 تكتيكات لرواد الأعمال في مجال التكنولوجيا لنجاح شركاتهم الناشئة

3. الترويج الاستباقي:

عندما تبدأ شركتك مسارها نحو تحقيق المساواة في الأجور، يصبح من الهام ألا يُعبَّر عن الإجراءات التي تتخذها داخلياً على مستوى الإدارة فحسب؛ بل يُعبَّر عنها خارجياً على مستوى الموظفين أيضاً؛ إذ إنَّه حتى لو بدا أنَّ شركتك أمامها طريق طويل قبل تحقيق العدالة في الأجور، فإنَّ الشركات التي تعلن على الملأ أنَّها تتخذ خطوات لسد الفجوات في الأجور ستُحتَرَم للجهود التي تبذلها من قِبل العملاء والموظفين على حد سواء.

ومن بين الشركات التي تتقن هذا الأداء هي شركة "سيتي" (Citi)، التي أطلقت في الفترة الأخيرة حملة "ذا مومينت" (The Moment)، وهي حملة إعلانية متعددة الوسائط، تسلِّط الضوء على جهود المؤسسة المتعلقة بالمساواة في الأجور والفجوات في التمثيل على المستويات العليا، سواء داخل المؤسسة أم خارجها، ويوضِّح هذا المستوى من الشفافية للموظفين الحاليين والمستقبليين أنَّ شركة "سيتي" ملتزمة بمعاملة موظفيها بإنصاف ودفع رواتبهم دفعاً عادلاً.

في نهاية المطاف، سوف تؤثر شفافية الأجور والجهود المبذولة لتحقيق المساواة إيجاباً في ولاء الموظفين والاحتفاظ بهم، خاصة بين الأجيال الشابة؛ إذ يبلغ عدم التسامح تجاه الفجوات أو التفاوت في الأجور ذروته.

في الواقع، أفاد 42% من المواطنين الرقميين أنَّهم يتطلعون إلى الانتقال إلى شركة تكشف عن وجود فجوة في الأجور أقل من الشركة الحالية؛ فكلما طال انتظار الشركات لجعل الأولوية للأجور العادلة، زادت مخاطر خسارة المواهب الرائعة.

المصدر




مقالات مرتبطة