وجدتُ محتوى إباحي في هاتف ابني، ماذا أفعل؟

إنَّها ليست مجرد أجهزة محمولة؛ إذ يُعَدُّ العدد الهائل من طرائق الاتصال والمشاركة الرقمية وتنوعها أمراً مزعجاً ومثيراً للقلق للآباء، وخاصةً إذا كان لديهم أولاد مراهقون، والآباء قلقون جداً بشأن احتمالات الأخطاء في عصر الإنترنت مثل الرسائل والمنشورات المحرجة أو العنيفة التي تبقى حية في ذاكرة ابنهم إلى الأبد والحيوانات المفترسة وانتحال الشخصية.



هل يقوم الكثير من الآباء بمراقبة هواتف أولادهم؟

كثيراً ما يراقب الآباء العوالم الرقمية لأبنائهم المراهقين، فوفقاً لمسح أجراه مركز "بيو" للأبحاث على البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً أنَّ ما يصل إلى 61% من الآباء قاموا بفحص المواقع التي زارها أبناؤهم المراهقون، وراقب آباء آخرون المكالمات الهاتفية والرسائل.

على الرغم من اهتمام وسائل الإعلام بالتأثيرات السلبية للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر الدراسات الحديثة أنَّ معظم الأطفال يستخدمون التكنولوجيا للأسباب نفسها التي يستخدمها البالغون، فهم يريدون تكوين علاقات اجتماعية جديدة، والحفاظ على روابط قوية مع الزملاء والأصدقاء وأفراد الأسرة، والوصول إلى منشورات وكتابات الأشخاص الذين يشاركونهم اهتماماتهم.

مع ذلك ما يزال الأطفال والمراهقون متحمسين ومندفعين في بعض الأحيان، وقد يقودهم ذلك إلى ارتكاب الأخطاء، فلا يمكن إنكار أنَّ الكثير من المراهقين يستخدمون الإنترنت لمشاهدة المواد الإباحية، وقد ينتهي بهم المطاف إلى الإدمان، غير أنَّ نسبة كبيرة من المشكلات التي تثير قلق الآباء وتسبب مواجهات عنيفة مع أولادهم المراهقين مبالغ بها ولا تختلف كثيراً عن تحديات العالم الحقيقي التي يواجهها المراهقون كل يوم.

كيف تراقب ابنك المراهق على الإنترنت؟

بطبيعة الحال يشعر معظم الآباء أنَّ وظيفتهم هي التأكد من أنَّ ابنهم المراهق يتصرف بشكل مناسب عبر الإنترنت، فالتصرف المناسب هو التحقق من الأجهزة الرقمية الخاصة بمراهقك دون أن تكون متطفلاً، مع توضيح أنَّ ذلك من أجل سلامته وحمايته، فقط تذكر أنَّ العديد من الأولاد يرغبون في الحصول على نفس المستوى من الخصوصية لرسائلهم النصية والتفاعلات الأخرى عبر الإنترنت، لذلك عليك التأكد من أنَّك لست متطفلاً بشكل مبالغ به.

عموماً، يُعَدُّ إجراء عمليات تفتيش مفاجئة أفضل طريقة، وفي النهاية أنت تعرف ابنك المراهق أفضل من أي شخص آخر، وإذا شعرت بحدوث شيء ما، أو إذا كان هناك شيء لا يبدو صحيحاً، فقد تحتاج إلى التحقق من أجهزته بشكل متكرر، وقد يكون ما تشعر به بسيطاً مثل الخلاف بين الأصدقاء، أو قد يكون شيئاً أكثر خطورة مثل إرسال الرسائل الجنسية أو التنمر عبر الإنترنت أو حتى المواد الإباحية.

شاهد: كيف تتصرّف إذا اكتشفت أنّ ابنك مدمن على التدخين؟

نصائح عامة تساعد على حماية الأطفال من المواد الجنسية:

  1. قم بإعداد حدود زمنية لاستخدام الهاتف.
  2. اجعل كل القواعد واضحة، فلا تفترض أنَّ الأطفال "يجب أن يعرفوا" شيئاً ما.
  3. اطلب من أطفالك أن يسلموا الهاتف إليك ليلاً للتأكد من أنَّهم ينامون بشكل مناسب ولا يتلقون رسائل من الأصدقاء طوال الليل.
  4. علِّم طفلك ماذا يفعل إذا استقبل نصاً أو صورة جنسية، فإرسال الرسائل النصية أمر حقيقي يحدث كل يوم في البيئة المدرسية.
  5. أبلغ طفلك بعدم إعادة توجيه هذه الرسائل إلى الأصدقاء.
  6. أخبر أطفالك بالعواقب القانونية والأخلاقية لإرسال صور عارية لأنفسهم إلى شخص ما، أو إعادة توجيه صورة مسيئة تلقوها من زميل في الفصل.

ماذا يجب أن تفعل عندما تجد شيئاً مزعجاً أو غير مناسب على هاتف ابنك؟

إليك كيفية معالجة الموقف دون المبالغة في رد الفعل:

1. ابقَ هادئاً:

إذا وجدت شيئاً مزعجاً على الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي الخاص بابنك، فابدأ بالاقتراب منه بطريقة مرنة ومتفهمة، واسأله عن ذلك ثم استمع لإجابته، وتذكَّر أنَّ ابنك المراهق قد يكون قلقاً مثلك أو أكثر بسبب ما وجدته، وعلى الرغم من أنَّه قد يكون من الصعب عليه التحدث عن الموقف، وخاصةً إذا كان ينطوي على إرسال رسائل جنسية، فقد يكون ممتناً لك لأنَّه يستطيع الحصول على نصيحتك دون الحاجة إلى اللجوء إليك أولاً.

2. تجنَّب وضع الأحكام المسبقة:

على الرغم من أهمية إجراء محادثة مفتوحة ومباشرة تتعلق بما تجده في هاتف ابنك المراهق، لكن لا ينبغي عليك وضع افتراضات أو أحكام مسبقة عن دوافعه، وفي أثناء حديثك معه تجنب ذكر أخطاء الماضي أو السلوكات السلبية الأخرى، والتزم بالقضية المطروحة وحاول فهم الضغوطات والظروف الاجتماعية التي تساهم في اختيارات ابنك المراهق، فإذا لم تفهم موقفه، فاطلب التوضيح بدلاً من الحكم بشكل متسرع على أفكاره أو مشاعره.

3. ضع الحدود التي تراها مناسبة:

بمجرد أن تفهم الموقف، قد يكون من المناسب وضع قيود على وصول ابنك المراهق إلى هاتفه الذكي أو وسائل التواصل الاجتماعي أو التطبيقات أو أي شيء آخر له دور في تكرار السلوك السيئ، ومن المفيد أيضاً الاستمرار في مراقبة نشاطه، وقد ترغب في مراجعة إرشادات الأمان الخاصة ببرامج الإنترنت، مثل عدم مصادقة الغرباء والحفاظ على إعدادات الخصوصية المناسبة.

4. اسمح له ببعض الحرية:

ضع في حسبانك أنَّ ابنك المراهق ما يزال بحاجة إلى تعلُّم كيفية استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول، فإنَّ تقييد الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت أو التطبيقات الأخرى لفترات طويلة من الوقت يعني أنَّك لا تسمح له بالمساحة الكافية للتعلم والتجريب، وسيحدث أحد أمرين؛ إما أن يتعلم وحده دون مساعدتك أو إشرافك، أو سيجد طرائق للتسلل واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون علمك.

في كلتا الحالتين سيكون في وضع غير سليم دون مساعدتك ودعمك؛ لذا استفد من الفرص المتاحة لك الآن ليس فقط لمراقبة نشاطه، لكن أيضاً لإرشاده فيما يتعلق بكيفية استخدام الأدوات المتاحة له بشكل مسؤول.

5. ضع القواعد قبل السماح له باستخدام التكنولوجيا:

من الهام وضع بعض القواعد والإرشادات الأساسية المتعلقة بالسلوك المناسب عبر الإنترنت قبل منح ابنك المراهق هاتفاً ذكياً أو جهازاً لوحياً، وتوجد بعض الإجراءات الوقائية العامة التي يمكنك وضعها للمساعدة على تجنُّب احتمال حدوث شيء غير لائق بجهاز ابنك المراهق.

6. كن على دراية بكل نشاطات ابنك:

قبل ظهور أيَّة مشكلات مع ابنك المراهق، تأكد من أنَّك على دراية بعالمه الافتراضي على الإنترنت، فلا يجب عليك فقط معرفة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي يوجد عليها، لكن يجب عليك أيضاً متابعتها؛ إذ تُعَدُّ مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من الأبوة والأمومة في عالم اليوم، ويمكنك أيضاً ضبط الإشعارات بحيث يتم تنبيهك في أي وقت ينشر ابنك المراهق أي شيء بهذه الطريقة، فإذا نشر ابنك المراهق شيئاً غير لائق، يمكنك معالجته وإزالته بشكل فوري.

تأكد من أنَّك تعرف ما يفعله ابنك المراهق عبر الإنترنت، على سبيل المثال، هل يشاهد (YouTube)؟ أو يزور غرف الدردشة؟ أو يتابع مدونة؟ حتى لو وجدت أنَّ نشاطاته مملة فأنت بحاجة إلى الانتباه وطرح الأسئلة، وبعد كل شيء، إذا وجد ابنك المراهق أنَّ الموقع الفلاني مثير للاهتمام، فإنَّ معرفة المزيد عنه ستساعدك على معرفة المزيد عن ابنك.

شاهد أيضاً: نصائح للتعامل مع المراهقين

7. اتبع سياسة الباب المفتوح:

إذا كان لدى ابنك المراهق شيء يزعجه، يمكنه أن يأتي إليك بأسئلة أو مخاوف دون خوف من الحكم؛ إذ يتعلم المراهقون بشكل أفضل عندما يستطيعون الكلام بصراحة وصدق مع والديهم دون خوف من فقدان التكنولوجيا أو المعاملة بقسوة، فالشيء الأساسي هو عدم المبالغة في رد الفعل أو وضع افتراضات بصرف النظر عما يطرحه ابنك المراهق، فعندما يتمكن الآباء من التحدث مع أبنائهم المراهقين عن موضوعات صعبة مثل الجنس أو المواد الإباحية بكل هدوء، فإنَّهم يثبتون جدارتهم في تربية أبنائهم.

8. كن منفتحاً:

يتعلم المراهقون تعليماً أفضل إذا كان بإمكان الوالدين توضيح السلوكات التي يتوقعونها ومناقشتها بصراحة، حتى لو كانت مرتبطة بموضوعات قد يرغب الآباء في تجنب مناقشتها مثل الجنس أو المواد الإباحية، فعندما يتمكن الآباء من الحفاظ على هدوئهم والتعامل مع المواقف الصعبة التي يمر بها أبناؤهم المراهقون، فهذا يجعل المراهق ينظر إلى والديه على أنَّهما مصدر الثقة والدعم.

إقرأ أيضاً: الانحرافات السلوكية لدى المراهقين: أسبابها وعلاجها

9. اعرف متى تحتاج إلى مساعدة:

يطلب الآباء والمراهقون المساعدة والدعم من المعالجين، والعديد من المشكلات لا تتطلب دورة علاج مطولة، ففي بعض الأحيان لا يشعر الآباء بالراحة تجاه محادثات معينة، وعلى الرغم من أنَّ قدراً معيناً من الصراع بين الوالدين والمراهقين أمر طبيعي، إلا أنَّ الخلافات المتكررة والمكثفة يمكن أن تؤثر بسهولة في الصحة العقلية لأفراد الأسرة.

إقرأ أيضاً: إدمان الأفلام الإباحيّة: أسبابه، ومضاعفاته، وطرق التخلص منه

في الختام:

أطفالنا مرتاحون لاستكشاف العالم الرقمي الجديد، وخلافاً للجوانب التي تؤثر في نمو الطفل الذهني والفكري، فإنَّ تحديات العصر الرقمي ليست شيئاً خطيراً يتعين على الآباء اليوم حماية أطفالهم منه في فترة المراهقة.




مقالات مرتبطة