هل تريد أن تعزز اندماج الموظفين؟ التزم بالأمور التي تجعلهم يرغبون بذلك

أشارت العديد من الأبحاث المنشورة في موقع "هافينغتون بوست" (Huffington Post) إلى ما يأتي:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن "ديريك إرفين" (Derek Irvine) مستشار قسم الموارد البشرية في شركة "وورك هيومان" (Workhuman)، ويخبرنا فيه عن تجربته في مساعدة الموظفين على الاندماج.

"يعمل العاملون لساعاتٍ أطول وبجدٍ أكثر من أي وقت مضى؛ فقد أفاد 83% من العمال إنَّهم في حالة دائمة من التوتر بسبب وظائفهم، وأفاد ما يقرب من 50% بأنَّ التوتر المرتبط بالعمل يؤثر في نومهم، ويستخدم 60% هواتفهم الذكية للتحقق من عملهم خارج ساعات العمل العادية، فلا عجب إذاً أنَّ 13% فقط من الموظفين حول العالم يشعرون بأنَّهم مندمجون في عملهم.

وفقاً لما ذكرته "آن ماري سلوتر" (Anne-Marie Slaughter)، مؤلفة كتاب "أعمال غير منجزة: رجال، ونساء، وعمل، وأسرة" (Unfinished Business: Men Women Work Family) بأنَّ: "عالم العمل اليوم يعتمد على نظام عفا عليه الزمن، فقد أصبحت الحياة بالنسبة إلى العديد من الأمريكيين قائمة على المنافسة طوال الوقت".

كما كتبت "سلوتر" في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) في شهر أيلول/ سبتمبر، بعنوان "عالم العمل السام" (A Toxic Work World): "يكدح العاملون من مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية في العمل من 12 إلى 16 ساعة في اليوم - وغالباً دون أجر إضافي - ويعانون من نوبات القلق والإرهاق، وقد بدأ خبراء الصحة العامة الحديث عن التوتر بِوصفه وباءً".

ما يزال معظم العاملين يفتقرون إلى الاندماج في العمل:

يُظهِر بحث أجرته مؤسسة "غالوب" (Gallup) أنَّ اندماج الموظفين يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنتائج الأعمال الأساسية التي تؤدي إلى النجاح المالي للمؤسسة، مثل الإنتاجية والربح ومشاركة العملاء، ويدعم الموظفون المندمجون في العمل الابتكار والنمو والإيرادات التي تحتاجها شركاتهم.

مع ذلك، ما يزال معظم العاملين يندرجون في فئة المفتقرين إلى الاندماج في العمل، وهم ليسوا ممن يتسببون في تعطيل سير العمل، لكنَّهم يقضون وقتهم بتقديم الحد الأدنى المطلوب فقط من الجهد لمحاولة مساعدة العملاء، وهم غالباً ما يكونون أقل انتباهاً، وأكثر ميلاً للتغيب عن العمل وتغيير وظائفهم عند ظهور فرص عمل جديدة، ودائماً ما يفكرون في استراحة الغداء أو الاستراحات التالية، ويحاولون إنجاز عملهم بقليل من الدعم الإداري أو دونه.

هذا الثبات في قلة نسبة اندماج الموظفين ليس خطأً نتيجة بحث أو استنتاجاً بأنَّ متابعة زيادة اندماج الموظفين لا طائل منها، كما أشار مقال في مجلة "فوربس" (Forbes)؛ بل يكمن الخطأ في كيفية سعينا إلى تحقيق اندماج الموظفين.

شاهد بالفديو: 7 استراتيجيات لإبقاء موظفيك في حالة تحفيز دائم

تحديد شروط اندماج الموظفين:

يُعَدَّ اندماج الموظف طريقاً ذي اتجاهين؛ فيجب أن يختار الموظفون بأنفسهم الاندماج في العمل، لكن يجب على أرباب العمل أيضاً توفير الظروف التي قد يرغب الموظفون في الاندماج من خلالها، لكن يكمن التقصير في هذه النقطة دائماً.

حتى مقال مجلة "فوربس" (Forbes) الذي أشرت إليه للتو، والذي يعارض محاولة زيادة الاندماج، شارك قصة لموظفين طُلِب منهم "الاندماج مع مهمة الشركة" في خضم عمليات تسريح متكررة للعمال ووجود المدير التنفيذي قيد التحقيق بسبب المخالفات؛ إذاً، ما الذي يجب أن يتغير؟ ولماذا يجب أن يختار الموظفون الاندماج مع مهمة وأهداف وغايات المؤسسة الأكبر وبذل جهد إضافي لتحقيقها إذا لم تحقق المؤسسة الشروط الثلاثة الآتية:

1. التعويض المقدم لا يساوي معدلات التعويضات في سوق العمل أو غير كافٍ لتغطية الاحتياجات المعيشية الأساسية:

بالعودة إلى تسلسل "ماسلو" للاحتياجات (Maslow)، يجب تلبية الاحتياجات الأساسية كالسلامة والأمن والقوت أولاً، ويجب أن يكون التعويض المناسب والعادل أساساً متيناً تُبنى عليه جهود تعزيز اندماج الموظفين الإضافية.

2. بيئة عمل غير داعمة أو مسيئة للموظفين تماماً:

فالموظفون بشر ويميلون غالباً لرد ما أعطي لهم بنفس الطريقة؛ فبيئات العمل الداعمة التي يقودها أشخاص يتمتعون بالنزاهة ولديهم إحساس شخصي بالمهمة تولِّد الرغبة لدى موظفيها لبذل المزيد من الجهد أيضاً.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لتستطيع التركيز في بيئة عمل سامة

3. تجاهل احتياجات الإنسان الأساسية من الراحة وشحن الطاقة والقدرة على تلبية احتياجاته ككل:

يمكننا جميعاً بذل جهد كبير في العمل، لكنَّنا أيضاً نحتاج إلى فترات راحة، ويبدو أنَّ العمل اليوم يعتمد اعتماداً أكبر على مستوى عالٍ من التوتر؛ لذلك، يجب علينا الآن العمل لضمان أخذ الراحة الكاملة - في شكل إجازة - وكذلك مهام وظيفية أقل إجهاداً ولكنَّها هامة بنفس القدر وتفيد في عالم العمل عموماً.

المصدر




مقالات مرتبطة