هل تريد أن تبقى شاباً فترةً أطول من الزمن؟ إليك نصائح العلماء

هل تريد أن تبقى شاباً فترةً أطول من الزمن؟ يقول العلماء أنَّ التمارين تجعل جسدك يتصرف كما لو أنَّه كان أصغر بـ 9 سنوات... فهل هذا ممكن!

لقد كان هذا حلماً راود الحضارات منذ فجر التاريخ: إذا كنا لا نستطيع العيش إلى الأبد، فهل نستطيع على الأقل تأخير عملية التقدم في السن وإطالة أعمارنا أكبر مدةٍ ممكنة؟



يقول خبراء من "جامعة برايجام يونغ" (Brigham Young University) أنَّهم وجدوا بأنَّ نوعاً محدداً من التمارين الجسدية يمكنه إبطاء عملية التقدم في السن ضمن الخلايا، وهو الأمر الذي يعني في نهاية المطاف صحةً أفضل وحالةً فيزيولوجيةً تماثل الحالة الطبيعية لشخصٍ أصغر سناً بكثير– بنحو 9 سنوات.فإذا لم يكن هذا بالتحديد هو "ينبوع الشباب"، فإنَّه خطوة مهمة للوصول إليه.

وأنا أوَّل من يقرُّ كذلك بأنَّ ادعاء خطيراً كهذا يستحق أن ننظر إليه بعين الشك، فدعنا إذاً نسبر أغوار هذه الدراسة، وندقق فيما يدعيه الباحثون، ونعرف على وجه التحديد حجم التمارين التي أن نمارسها هنا للوصول إلى النتائج المرجوة:

البيانات والبحث:

أجرى الباحثون في "جامعة بايجام يونغ"، الذين يقودهم أستاذ علم التمارين "لاري تاكر" (Larry Tucker)، دراسةً شملت 5823 بالغاً شاركوا في مشروع البحث الذي أُجريَ في "مراكز التحكم والأمراض والوقاية منها" وأُطلِقَ عليه اسم "الفحص الوطني للصحة والتغذية". ومن ضمن عدة أشياء أخرى، رصدَتْ هذه الدراسة النشاط الجسدي اليومي للمشاركين، وراقبت على وجه التحديد درجة مشاركة هؤلاء الأشخاص في 62 نوعاً من التمارين على مدار 30 يوم.

وقاسَت الدراسة كذلك قيم طول ما يُدعى بـ "القُسَيْم الطرفي" أو "التيلومير" والذي هو "منطقة من تسلسل نووي كثير التكرار يتموضع عند نهاية الصبغيات" كما يوضح ذلك البيان الصحفي الذي نشرته الجامعة والذي يضيف:

إنَّ هذه "القسيمات الطرفية" تشبه ساعتنا البيولوجية وهي مرتبطة بالسن ارتباطاً بعيداً، وفي كل مرة تتناسخ فيها الخلية نفقد قطعة صغيرة جداً من نهايته، لذلك كلما تقدمنا في السن أصبح "القسيم الطرفي" لدينا أقصر.


اقرأ أيضاً:
الرياضة وأهم فوائدها النفسيّة والجسدية


وهنا تكمن الإثارة، فمن خلال دراسة بيانات الدراسة يَدَّعي "تاكر" بأنَّه كان قادراً على الربط بين طول "القسيم الطرفي" للأشخاص وتنوع مستويات النشاط الجسدي لهم – وكان ما توصل إليه مفاجئاً. فإذا كنت تعتقد بأنَّ مستويات النشاط الجسدي لدى الأشخاص تقع في أربعة أصناف – عديم الحركة، والمنخفض، والمعتدل، والمرتفع – فقد وجد "تراك" أنَّ الأشخاص الذين يندرجون ضمن الأصناف الثلاثة الأولى تكون أطوال "القسيم الطرفي" لديهم متشابهة تقريباً.

ولكن بالنسبة إلى الصنف الأخير يمتلك الأشخاص الذين يقومون بأنشطة جسدية ذات مستويات عالية 140 زوجاً إضافياً من الحمض النووي في نهاية "القسيمات الطرفية" لديهم موازنةً بغيرهم من الأشخاص. وهذا يؤدي، وفقاً لورقة "تاكر" التي نُشرَتْ في العام 2017 في مجلة (Preventive Medicine)، إلى "اكتساب 9 سنوات من ناحية العمر البيولوجي".

إذا أردنا التحدث بأسلوب بسيطٍ وواضح، أعلى مستويات النشاط البدني وستميل خلاياك إلى أن تكون أكثر شبهاً بخلايا شخصٍ أصغر بكثير.


اقرأ أيضاً:
7 عادات يومية قد تقصّر العمر


ما حجم هذه التمارين، وكيف ستساعدني؟

يجب على الباحثين هنا وضع حد فاصل عند نقطة معينة، لذا فقد حددوا، لأغراض الدراسة، معنى "مستويات عالية من النشاط الجسدي" على أنَّها المشاركة في 30 دقيقة من الهرولة بالنسبة إلى النساء أو 40 دقيقة من الهرولة بالنسبة إلى النساء – والقيام بذلك خمس مراتٍ في الأسبوع.

يحتاج مستوىً من هذا النوع إلى الالتزام ولكنَّه على الأرجح لا يفوق قدرات أي شخص يرغب في اتخاذ قرار بأن يصبح بصحةٍ أفضل. وهذه، بالتأكيد، ليست أول دراسة تسعى إلى إيجاد رابط بين زيادة التمارين، وتحسن الصحة، والعيش فترةً أطول.

فقد توصَّل مؤخَّراً، على سبيل المثال، باحثون من مجموعة (Mayo Clinic) إلى نتيجةٍ مشابهة مبنية على أسباب مختلفة مفادها أنَّ الأشخاص الذين يشاركون بشكلٍ منتظم في تدريبات مكثفة جداً لديهم خلايا أكثر كفاءة في إنتاج البروتينات الجديدة – وهو ما يؤدي بدوره إلى إبطال التأثير الضار للتقدم بالسن".

وبينما لم يكن السؤال المتعلق بكيفية حفاظ التمارين البدنية على طول "القسيم الطرفي" بوضع محدد جزءاً من الدراسة بالنسبة إلى مشروع البحث هذا الذي أُجريَ في الجامعة، تكهَّن "تاكر" بأنَّ ذلك قد يكون مرتبطاً إمَّا بـ "الإجهاد التأكسدي" أو بالالتهاب. ولكنَّه يقترح في كلتا الحالتين أنَّه مع كون التقدم في السن أمراً حتمياً إلَّا أنَّ السرعة التي نتقدم فيها بالسن تُعَدُّ أمراً نستطيع التحكم به جزئياً على الأقل.

يقول "تاكر" في بيانٍ صحفي: "إنَّ مجرد كونك في سن الأربعين لا يعني من الناحية البيولوجية أنَّك تبلغ الأربعين عاماً. إذ إنَّنا جميعاً نعرف أشخاصاً يبدون أصغر سناً من عمرهم الفعلي، فكلما كنا أنشط على المستوى البدني قل تقدُّم أجسادنا في السن على الصعيد البيولوجي".

 

المصدر




مقالات مرتبطة