هل أنت شخص حساس وانطوائي؟

إنَّه لأمر غريب أن تكون شخصاً حساساً وانطوائياً، لقد فكرت في هذا الأمر وبحثت عنه لسنوات، واعتقدت عند نشأتي أنَّني مختلف، وأنَّ ثمة خطبٌ بي، ولم أشعر بأنَّني أنتمي إلى مجموعة معينة من الناس.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون ستيفن أيتشيسون (Steven Aitchison)، ويُحدِّثنا فيه عن الأشخاص الانطوائيين الحساسين. 

لقد مللت من صحبة الناس بسهولة، وشعرت أنَّني أدرك نياتهم، ولقد فضلت المحادثات العميقة والهادفة حتى عندما كنت طفلاً، ولطالما طرحت الأسئلة الهامة، وبحثت عن الأشخاص الذين يملكون الإجابات.

حاولت جاهداً عندما كنت في سن المراهقة أن أتأقلم مع الناس، وكنت أحاول أن أجبر نفسي على لعب شخصية غير شخصيتي الحقيقية، ولم أمانع الأمر لبضعة سنوات حتى أدركت أنَّ "هذا ليس أنا"، ثم اكتشفت شيئاً لم أكن مريباً ولا غريباً بأيِّ شكل من الأشكال، ولكنَّني فضلت صحبتي الخاصة على صحبة الآخرين.

كان يمكنني أن أقضي وقتاً وحيداً لساعات متتالية دون الشعور بالملل إطلاقاً، كنت أقرأ الكتب، وأشاهد أفلاماً ممتعة، وكنت أقضي وقتي مع عائلتي.

اعتقدت لفترة طويلة أنَّني كرهت الناس حقاً، باستثناء أولئك المقربين مني، لكن لم يكن الأمر كذلك؛ بل كرهت الدردشات السطحية والحرج الاجتماعي لكوني بصحبة أشخاص لم أكن أعرفهم حقاً؛ لذلك كنت أنسحب دائماً، وأقضي الوقت وحيداً، لقد كان هذا غريباً إلى حدٍّ ما، فقد عدَّني بعض الناس متحفظاً أو متعجرفاً أو "مريباً".

لم أمانع التعرف إلى الناس، ولكنَّني لم أحب التعارف المحرج إلى الأشخاص لأول مرة فحسب، لقد شعرت بمشاعر الآخرين بطريقة معينة، وقد استنزفتني تلك المشاعر، ولم أحب الدردشات التي لا معنى لها، ثم أدركت أنَّني لست انطوائياً فحسب؛ بل كنت أيضاً شخصاً حساساً بطبعي، ثم تغيرت الأمور.

لقد تغيرت الأمور:

بصفتي شخصاً بالغاً يبلغ من العمر 48 عام، لقد أصبحت أتقبل الإحراج الذي يحصل في أثناء التعرف إلى الناس، وأرى نفسي سيِّد الدردشة الاجتماعية إلى حدٍّ ما، وفي الواقع الشيء الوحيد الذي يتعين علي فعله في أثناء تلك الدردشات هو طرح كثير من الأسئلة على الشخص عن نفسه.

هذه ظاهرة غريبة أيضاً، فعندما أكون في وسط حشد كبير من الناس، يعتقد الجميع أنَّني أتفاعل وأتواصل اجتماعياً طوال الوقت، وأنَّني كنت ثرثاراً للغاية، بينما في الحقيقة كنت أطرح الأسئلة على الأشخاص الذين أكون بصحبتهم فقط، وكان هذا الأمر يناسبني جداً.

لم يعد الناس يرونني مريباً أو غريباً بعض الشيء؛ بل أصبحوا يرونني اجتماعياً للغاية، بينما في الحقيقة كلُّ ما أفعله هو طرح كثير من الأسئلة بطريقة خفية؛ لأنَّ الناس يحبون التحدث عن أنفسهم حديثاً عاماً.

أحياناً ألتقي بأشخاص أحبهم حقاً، ونواصل حديثنا إلى أن نكوِّن صداقة، وعادةً ما تستمر تلك الصداقة لسنوات، لكن هذا الأمر قليل الحدوث ونادر.

شاهد: 7 نصائح للتعامل مع صاحب الشخصيّة الحساسة

أنا لا أكره الناس:

كنت أعتقد أنَّني أكره الناس، فقد أدركت نياتهم، وشعرت بمشاعرهم، وهذا جزء من كوني حساساً انطوائياً، وستجد كثيراً من الانطوائيين الحساسين الذين يعتقدون أنَّهم لا يتأقلمون مع الآخرين بطريقة أو بأخرى، لكن لا علاقة لذلك بعدم التأقلم؛ بل يتعلق الأمر بغرقك بمشاعر الآخرين وكرهك للدردشات السطحية التي لا معنى لها.

عندما نتعلم بوصفنا أشخاصاً حساسين حماية أنفسنا، يمكننا أن نصبح اجتماعيين بشكل أكبر إذا أردنا، وأن نحصل على أفضل ما لدى الناس.

إقرأ أيضاً: 11 علامة تؤكد أنَّك تملك حدساً انطوائياً

في الختام:

ما زلت أحب الاختلاء بنفسي، ولكنَّني لم أعد أخشى المناسبات الاجتماعية كما اعتدت؛ وذلك لأنَّني أصبحت أعرف كيف أتصرف، وكيف أحمي نفسي بصفتي شخصاً حساساً.

المصدر




مقالات مرتبطة