نقص الصوديوم أسبابه وعلاجه

الصوديوم عنصر كيميائي شائع في الطبيعة، يمثل نسبة 0.15% من المعادن الموجودة في جسم الإنسان، ويعد معدن الصوديوم من المعادن الهامة جداً للمحافظة على صحة الإنسان؛ إذ يعد أساساً لقيام أجهزة الجسم بوظائفها.



يؤدي الصوديوم دوراً هاماً في التحكم في حجم الدم وتركيزه، والحفاظ على توازن السوائل في الجسم، والتحكم في نشاط العضلات، والتحكم في ضغط الدم، ومساعدة الجسم على امتصاص بعض المواد مثل "الجلوكوز".

يحتاج جسم الإنسان إلى كميات معتدلة من الصوديوم بشكل يومي للحفاظ على صحة جيدة وجسم سليم، ونقصه؛ أي تراجع مستوى الصوديوم في الجسم، يسبب الكثير من المشكلات الصحية التي ينبغي معالجتها دون تأخر، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات حول نقص الصوديوم، وأسبابه، وعلاجه.

أعراض نقص الصوديوم في الجسم:

  • الضعف العام: الصوديوم عنصر أساسي في نشاط العضلات ومنحها الطاقة اللازمة للحركة؛ لذا فنقصه في الجسم يؤدي إلى الشعور بالتعب والضعف العام، ونقصه يؤثر في وظائف العضلات والجهاز العصبي.
  • الغثيان: يؤدي نقص الصوديوم إلى الشعور بالغثيان وحدوث حالات متكررة من الإقياء، فنقص الصوديوم يسبب اختلالاً في توازن سوائل الجسم.
  • اضطراب ضربات القلب: يسبب نقص الصوديوم زيادة أو انخفاضاً في ضربات القلب.
  • انخفاض ضغط الدم: من أكثر الأعراض الشائعة لنقص معدن الصوديوم في جسم الإنسان هو انخفاض ضغط الدم، وهذا يسبب الصداع والشعور بالدوار المستمر.
  • تشنج العضلات: يسبب نقص الصوديوم للإنسان تشنج العضلات، وتصاحبه آلام في معظم الأحيان.

أعراض نقص الصوديوم عند كبار السن:

1- فقدان التوازن:

معدن الصوديوم هام في المحافظة على توازن سوائل الجسم، ويؤثر نقص الصوديوم في الجسم في التوازن الهيدرومائي تأثيراً سلبياً؛ الأمر الذي يسبب مشكلات في التوازن لدى كبار السن، كما يؤثر في وظائف الجهاز العصبي المسؤول عن التوازن والتناسق الحركي، إضافة إلى ذلك، يؤدي نقص الصوديوم إلى زيادة إفرازات هرمونات، مثل الألدوستيرون الذي يؤدي إلى تراكم السوائل في الأنسجة والأعضاء، وهذا يسبب اضطرابات في التوازن والحركة عموماً، ويجعل المرضى عرضة لخطر السقوط.

2- فقدان الشهية وخسارة الوزن:

يؤثر نقص الصوديوم في الجسم لدى كبار السن في وظائف الجهاز الهضمي، فتحدث تغيُّرات في الطعم والشهية، كما أنَّ نقص الصوديوم يسبب الغثيان والتعب العام وتراكم السوائل في الأعضاء، ويضاف إلى ذلك الحالة العاطفية السلبية، وكل ذلك من شأنه أن يسبب فقدان الشهية، ومن ثم خسارة واضحة في الوزن.

3- الإمساك:

يؤدي نقص الصوديوم إلى حدوث خلل في التوازن بين معادن الجسم وأملاحه، وهذا يؤثر بدوره في الأمعاء ويقلل من حركتها، كما يزيد هذا النقص من احتباس السوائل في الأنسجة والأمعاء، وهذا يؤدي إلى تصلب البراز وصعوبة في تمريره، ومن ثم حدوث الإمساك.

4- ضعف في العضلات وتشنجات مؤلمة:

الصوديوم عنصر أساسي في عملية انقباض العضلات واسترخائها، وعندما يحدث النقص في الصوديوم، يؤثر في التوازن الكهربائي في العضلات وإضعاف حركتها، وحدوث تشنجات مؤلمة، فكثيراً ما يشعر كبار السن بصعوبة في القيام بالنشاطات اليومية نتيجة لذلك.

5- التغيرات المزاجية والعصبية الزائدة:

يسبب نقص الصوديوم عموماً حدوث تغيرات في الإشارات العصبية واستجابات الجهاز العصبي، فإنَّ حدوث تغيرات في وظائف أجهزة الجسم وفقدان الشهية، يؤدي إلى حدوث تأثيرات سلبية في المزاج العام وظهور العصبية المفرطة لدى كبار السن.

6- التغيرات العقلية:

يسبب نقص الصوديوم خللاً في التوازن الكهربائي في وظيفة الدماغ، وهذا يؤثر في الحالة العقلية لكبار السن؛ إذ تظهر عليهم مظاهر عدة منها: عدم التركيز، والتشتت الذهني، والارتباك، والاضطرابات العاطفية، مثل التوتر، والقلق، والتشويش العقلي، والهذيان، وغيرها.

7- الإغماء والدوار:

يسبب نقص الصوديوم لدى كبار السن انخفاضاً في ضغط الدم، وهذا يؤدي إلى شعورهم بالدوار وإصابتهم بحالات من الإغماء.

أسباب نقص الصوديوم:

1- الأدوية:

تسبب بعض الأدوية، مثل مدرات البول، والأدوية المضادة للالتهابات، مثل الأسبرين والإيبوبروفين زيادة في إفراز الصوديوم في البول، ونقصه في الجسم.

2- التعرق الزائد والإسهال والإقياء:

تسبب كل من الحالات الثلاث السابقة خسارة سوائل الجسم، وخسارة الصوديوم معها، ومن ثم حدوث نقص فيه.

3- القصور في القلب أو الكلى:

يؤثر القصور الكلوي - أو الأمراض التي تؤثر في عمل الكلى - في ممارسة وظيفتها، وهذا يؤدي إلى نقص تركيز الصوديوم.

4- نقص هرمون التيروكسين:

عند وجود نقص في هرمون "التيروكسين"، فإنَّ وظيفة الغدة الدرقية هي تنظيم عملية الامتصاص واستقلاب الصوديوم؛ إذ يسبب نقص "التيروكسين" زيادة في الإفراز البولي وزيادة في فقدان الصوديوم.

5- الأورام السرطانية في المعدة:

يفرز سرطان المعدة مواد تؤدي إلى زيادة امتصاص الصوديوم في المعدة، ويسبب نقصه في باقي أعضاء الجسم.

6- شرب كميات زائدة من الماء:

تسمى هذه الحالة بالتسمم المائي؛ إذ يؤدي الإفراط في تناول الماء إلى زيادة حجم السوائل في الجسم وانخفاض مستوى تركيز الصوديوم في الدم؛ وذلك بسبب تخفيف تركيزه بالماء.

علاج نقص الصوديوم:

يُفضَّل قبل اتخاذ الإجراء العلاجي، مراجعة الطبيب لمعرفة السبب وراء وجود نقص في معدن الصوديوم في الجسم لاتخاذ ما يلزم، وتوجد مجموعة من الطرائق المشترَكة بين الحالات المختلفة، وهي:

1. الحمية الغذائية التي تركز على الصوديوم:

يكون تعويض نقص الصوديوم عن طريق اتباع حمية غذائية تحتوي على الأغذية الغنية به، مثل الأغذية المملحة، والمأكولات البحرية، والمشروبات الرياضية التي تحتوي عليه.

2. تعويض السوائل المفقودة من الجسم:

قد يعود سبب النقص إلى التعرق الشديد، أو الإصابة بالإسهال، أو التقيؤ المستمر، لذلك يجب تعويض السوائل عن طريق شرب الماء.

3. علاج الحالة المرضية:

إذا كان نقص الصوديوم ناتجاً عن مرض معين، مثل القصور في القلب أو الكلى أو نقص في هرمونات الغدة الدرقية، فمن الأفضل التعامل مع المرض.

4. مكملات الصوديوم:

 في حال وجود نقص شديد في نسبة الصوديوم، قد يلجأ الأطباء إلى وصف مكملات الصوديوم.

علاج انخفاض الصوديوم في الدم:

لعلاج انخفاض الصوديوم في الدم، يجب تحديد السبب الكامن وراء هذا النقص، فإذا كان النقص بسبب اتباع حمية غذائية، أو تناول مدرات البول، أو الإفراط في شرب الماء، يكون الحل بوقف السوائل مؤقتاً، أما إذا كنت تعاني من نقص شديد في الصوديوم، فربما يختار الطبيب إحدى الوسائل الآتية في العلاج:

  • إعطاء محلول تعويض الصوديوم عن طريق الوريد؛ وهو محلول ملحي يحتوي على الصوديوم.
  • الأدوية؛ وذلك للتحكم في أعراض نقص الصوديوم.

علاج نقص الصوديوم في المنزل:

يجب أن يُعالَج نقص الصوديوم تحت إشراف طبي؛ وذلك تجنُّباً لحدوث أخطاء، فنقص الصوديوم أو زيادته يسبب مشكلات صحية جمة، ويجب اتخاذ بعض التدابير في المنزل لتعويض النقص في الصوديوم، لكن يجب استشارة الطبيب قبل تجريب أيَّة طريقة، ومن هذه الطرائق:

  • زيادة استهلاك الملح عن طريق إضافته بكميات صغيرة إلى الطعام.
  • تضمين الأغذية الغنية بالأملاح النظام الغذائي اليومي، مثل المأكولات البحرية، والصلصات المالحة، والجبن المالح.
  • تجنُّب شرب المياه بكميات كبيرة لتجنُّب حدوث انخفاض في تركيز الصوديوم.

علاج نقص الصوديوم في الطعام:

يُعَزَّز مستوى الصوديوم في الجسم من خلال تناول الأطعمة الغنية به، مثل:

  • الملح: هو مادة غنية بالصوديوم، وتُضَاف كمية صغيرة منه إلى الطعام.
  • المأكولات البحرية: مثل السلمون المدخَّن.
  • اللحوم المعالجة: مثل اللحم المقدَّد.
  • الأطعمة المعلبة: مثل الحساء المعلَّب والسمك المعلَّب.
  • الملح المعدني: يُستَخدَم بوصفه بديلاً عن الملح العادي؛ إذ يحتوي على الصوديوم، إضافة إلى البوتاسيوم.
إقرأ أيضاً: إعادة التفكير بالحرب ضد الملح

علاج نقص الصوديوم بالأعشاب:

لا توجد دراسات علمية أثبتت أنَّ الأعشاب وحدها تُعالِج نقص الصوديوم في الجسم، لكن توجد بعض الأعشاب التي تُحسِّن من التوازن في الجسم، وتسهِّل عملية امتصاص الصوديوم، مثل: الريحان، والكزبرة، والبقدونس، والسبانخ، والكرنب، والخس الأخضر، فهذه الأعشاب غنية بالمعادن، مثل الصوديوم، ومع ذلك، لا تَحِلُّ الأعشاب وحدها مشكلة نقص الصوديوم؛ لذا يجب تضمينها إلى جانب نظام غذائي يحتوي على عنصر الصوديوم، إضافة إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص لاختيار الحل الأمثل.

إقرأ أيضاً: بيكربونات الصوديوم

في الختام:

يمثل نقص الصوديوم في جسم الإنسان مشكلة صحية خطيرة، ولا سيما بالنسبة إلى كبار السن، وتوجد أسباب متنوعة لحدوث نقص الصوديوم، ومنها: تناول الأدوية، ومشكلات القلب، ومشكلات الكلى، والأورام السرطانية، والاضطرابات الهرمونية، ويُستَدَلُّ على وجود هذه المشكلة الصحية من خلال مجموعة من المظاهر التي تصيب الإنسان، ومنها: ضعف العضلات، وفقدان الشهية، والعصبية، والتقلبات المزاجية، والتشنجات العضلية.

لعلاج نقص الصوديوم، يجب الاعتماد على الأطباء المختصين، وعدم اختيار أيَّة طريقة دون الحصول على الاستشارة المناسبة؛ وذلك تجنباً للاستجابات العكسية شديدة الضرر، فمن الهام أن يملك كل منا الوعي الكافي بأهمية المحافظة على توازن الصوديوم في جسمه، وتحديد الأسباب التي تؤدي إلى نقصه ومحاولة علاجها بطرائق آمنة، فلا يجب أن يهمل أي منا ظهور أي أعراض تشير إلى نقصه؛ بل يجب التوجه إلى الطبيب المختص مباشرة.




مقالات مرتبطة