نصيحتان للتغلب على مشكلة الكسل

يناقش المقال مشكلة الكسل عندما يتفاقم ويُحدِث تأثيرات سلبية في حياة الفرد ويعرقل نشاطاته اليومية وأولوياته، وتوجد ممارسات معينة يدل تكرارها دائماً على خطورة الوضع؛ كطلب الطعام الجاهز عوضاً عن تكبُّد عناء إعداد وجبة منزلية لتوفير الوقت، والتسوق عبر الإنترنت عوضاً عن الذهاب إلى السوق بغرض توفير الوقت والجهد، والقيام بالتسوق ليلاً لتجنب الازدحام، والضجيج، وتوفير الجهد، أو قضاء ساعات طويلة في لعب ألعاب الفيديو، وانتظار خدمة الطعام والشراب من الآخرين.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن البريطاني "ثيو إليس" (Theo Ellis) ويشاركنا فيه نصيحتين تساعدنا على التغلب على مشكلة الكسل.

فيما يأتي نصيحتان لتحفيزك على التغلب على مشكلة الكسل:

1. انظر في عواقب ممارساتك على الأمد الطويل:

اعتدتُ شخصياً أن أقضي ساعات طويلة في لعب ألعاب الفيديو، وكنت أستيقظ في بعض الأحيان بين الثانية عشر والثانية ظهراً، وفي الرابعة عصراً في حالات نادرة، وكنت أسهر حتى مطلع الصباح (الساعة 3_5) على ألعاب الفيديو.

أصبحت ألعاب الفيديو عادة راسخة في روتيني اليومي في تلك الفترة، وكنت حينها عاطلاً عن العمل، وغير عازم على العمل بجد للحصول على وظيفة، ولم أكن أعامل موضوع البطالة بالجدية التي يستحقها.

أهدرتُ وقتي على ألعاب الفيديو بدل أن أستثمره في التعلم، ومطالعة مزيد من الكتب، أو جني المال، أو اكتساب مزيد من المهارات الأساسية التي بوسعها رفع سوية حياتي، وعندها فكرتُ في تداعيات سلوكاتي على الأمد الطويل، وهنا برزت التساؤلات الآتية:

  • هل سيكون مستقبلي مشرقاً وناجحاً ومثيراً للاهتمام؟ وهل سأتوق إلى المستقبل الذي ينتظرني؟
  • هل سأتمكن من تحقيق أحلامي وأهدافي وعيش الحياة التي أحلم بها في حال استمرت سلوكاتي على هذا النحو؟
  • في حال استمر روتيني اليومي على هذا النحو خلال السنوات العشر المقبلة فإنَّ حياتي ستكون خاوية من المعنى والغرض، والطموحات، ولن أؤسس حياة مهنية لائقة، وسيكون المستقبل المنظور أشد بؤساً وظلاماً.
  • في حال استمرت سلوكاتي على هذا النحو هل سأكون راضياً وسعيداً بالمآل الذي ستؤول إليه حياتي خلال العشر أو العشرين سنة المقبلة؟
  • هل سأشعر بالرضى عن نفسي والطريقة التي أمضي بها وقتي؟

قضيت السنوات الثلاث الماضية في تنمية نفسي، وامتنعت عن شراء مزيد من ألعاب الفيديو بعد أن أدركت أنَّ أولوياتي ومستقبلي أولى بالوقت الذي كنت أهدره فيما مضى على نشاطات غير هادفة، وقد تغيرت حياتي ونظرتي لنفسي جذرياً منذ ذلك الحين؛ ومن هذا المنطلق أنصحك بكتابة قائمة لعواقب أعمالك ضمن إطار زمني مدته 5، 10، 20، 30 سنة من الآن.

يجب أن تناقش الأسئلة الآتية ضمن بنود قائمتك:

  • كيف ستبدو حياتك المستقبلية في حال استمررت في تطبيق روتينك اليومي الحالي، وإهدار وقتك في فعل نشاطات عبثية غير هادفة؟
  • هل ستكون راضياً عن الحياة التي ستبنيها في غضون عشر سنوات من الآن؟

شاهد بالفيديو: 6 طرق صحية وعملية للتخلص من الكسل

2. التزم غرضَك الوجودي:

قد يحتجُّ بعض الأشخاص بأنَّ الحديث عن مسألة إيجاد الغرض الوجودي بات مبتذلاً في هذه الأيام؛ لكنَّ الموضوع أبسط من ذلك بكثير.

كنت قادراً في أحد مراحل حياتي على تحديد أولوياتي، والجوانب الهامة في حياتي، والأهداف والأحلام التي أردت تحقيقها؛ أي إنَّني أدركت كافة معالم الحياة وجوانبها التي أرغب بعيشها، والأسباب والدوافع الكامنة وراءها على نحو كامل وتفصيلي.

يؤدي هذا الإدراك المتكامل للأهداف والرغبات إلى نقلك من حالة الكسل إلى الحماسة والعمل الجاد في زمن قياسي.

فيما يأتي بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعدك على تحديد أهدافك:

  • ما هي معالم الحياة التي أرغب بعيشها؟
  • ما هي أسبابي ودوافعي؟
  • من هم الأشخاص المستفيدون من أهدافي؟
  • ما هو السبب الكامن وراء رغبتي باتباع هذا الهدف؟
  • لأجل من أفعل هذا؟
  • ما هي الجوانب الهامة بالنسبة إلي؟
  • ما هي الأمور التي أهتم بفعلها؟
  • ماذا أريد أن أحقق في حياتي؟
  • ما هي الأشياء التي تبعث الرضى في نفسي؟
  • ما هي الإنجازات التي أعتزم تحقيقها؟

يجب أن تدوِّنَ إجاباتك بحيث تكون مفصلة وواضحة قدر الإمكان، وتراجعها بتمعن، وتبدأ التنفيذ الفعلي على أرض الواقع.

تكمن فاعلية هذه الطريقة في معالجة مشكلة الكسل والتسويف في أنَّها تستهدف عواطفك الوجدانية والجوانب الأساسية التي تهمك في حياتك بأسلوب مقنع.

إقرأ أيضاً: كيف تعثر على غايتك في الحياة؟

في الختام:

تتطلَّب عملية التخلص من العادة كثيراً من الممارسة والالتزام؛ لكنَّ تطبيق هاتين النصيحتين يُعَدُّ طريقة فعالة كبداية.

أنصحك بأن تطرح على نفسك الأسئلة آنفة الذكر في المواقف التي تنزع فيها إلى التسويف والكسل؛ حتى ينتقل تركيزك من توافه الأمور إلى الجوانب الهامة بالنسبة إليك، وتبدأ التغيير والعمل الفعلي على أرض الواقع.




مقالات مرتبطة