نصيحتان لتفادي عرقلة يومك بأكمله

لقد مررتَ اليوم بأحد الأيام العصيبة التي تبدأ فيها عملك، وقد وضعتَ خططاً كبيرة لليوم، وبانتهاء الدوام تستلقي على الأريكة، وتلاحظ أنَّك لم تنجز شيئاً.

ما من شيء أكثر إزعاجاً من أن يتعرَّض يومك للعرقلة منذ بدايته، لكن حين أعدت النظر إلى الأمر استطعتُ تحديد سببِ ذلك بدقَّة، وقد كان ذلك اجتماعاً معدوم الفائدة مع رئيسي في العمل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المهندس ورائد الأعمال "جايسون جوتيريز" (Jason Gutierrez)، ويُرشدنا فيه إلى كيفية تفادي فقدان إنتاجيتنا.

يقول الخبراء إنَّ الطريقة التي تبدأ بها يومك غالباً ما تحدِّدُ إنتاجيتك وطاقتك لبقية اليوم، وتجربتي الشخصية تؤكِّد ذلك؛ فإن بدأتُ يومي بفعل شيءٍ إيجابيٍّ غالباً ما أحافظ على إيجابيتي لبقية ساعات عملي، وعلى النقيض من ذلك إذا جلستُ أثرثر وأستمع إلى شكوى زملائي في العمل يصبح من الأسهل بكثير فقدان اندفاعي إلى العمل، قد يبدو ذلك مبالغاً به؛ لكنَّه حدث معي بالفعل؛ يمكن أن تؤثر الدقائق القليلة الأولى من يومك إلى حدٍّ كبيرٍ في الساعات القادمة منه.

الخطأ الذي ارتكبته هذا الصباح هو السماح لشخص آخر بعرقلة ساعات عملي الأساسية؛ فأنا شخصياً أكون أكثر إنتاجية في العمل ما بين الساعة 7:30 و11:30 صباحاً؛ لذلك أُخصِّصُ هذا الوقت للعمل على مهامي الأكثر أهمية، وحين يستحوذ شخصٌ آخر على انتباهي خلال هذه الساعات أفقد القدرة على إنجاز عملي بكفاءة.

لقد كان هذا الصباح مثالاً على ذلك؛ إذ اتجهتُ إلى عملي بحماسة واندفاع، ولكن دعا مديري فريقَنا إلى اجتماعٍ تحفيزيٍّ لشحذ عزيمتنا على العمل بعد انقضاء عطلة نهاية الأسبوع، وقد كان من المفترض أن يكون اجتماعاً قصيراً لإجراء محادثة سريعة؛ لكنَّه استغرق قرابة الساعة، وكانت النتيجة مناقضةً تماماً بالنسبة إلي؛ فبدلاً من البدء بالعمل على قائمة المهام الخاصة بي جلستُ في المكتب مشتتاً وشارد الذهن، لقد كان أمراً مثيراً للدهشة ما يمكن لجزء صغير من اليوم أن يفعل ببقيَّته، وأيَّاً كان إنَّ في ذلك خسارة لمديري وليس لي على ما أظن.

شاهد بالفيديو: 5 طرق لبدء يومك بشكل أكثر فعالية

لا تدع شخصاً آخر يملي عليك يومك:

النصيحة التي أحاول توضيحها ذات شقَّين:

1. ابدأ يومك بعملٍ إيجابيٍّ:

ذلك يفضي إلى مزيد من الإجراءات الإيجابية، لقد اعتدت أن أبدأ يومي بالتحقق من هاتفي، وتصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، ورسائل البريد الإلكتروني، وما يحدث في العالم، في حين أنَّني الآن أستيقظ وأُدوِّن قليلاً في كُتَيِّب الامتنان الخاص بي وأتمدد وأشرب بعض الشاي، ثمَّ أبدأ يومي؛ وبذلك أصبحت أكثر إنتاجية.

فكِّر في يومك كأنَّك تصنع رجل ثلج؛ تبدأ بحفنةٍ من الثلج وتجمعها في النهاية لتصبح كرة عملاقة واحدة تلو الأخرى، فيمكن لأيِّ عادةٍ إيجابيةٍ أن تساعدك على بدء يومك بإيجابيَّة حين تنبع عن وعي، وقد لا يشمل ذلك تنظيف أسنانك بالفرشاة؛ لأنَّك تفعل ذلك طوال حياتك، فبدلاً من ذلك حاول التأمل لبضع دقائق، أو القيام ببعض تمرينات الضغط، أو ترتيب سريرك.

2. لا تسمح لأي مشتتات غير هامة بعرقلة يومك عندما تبدأ العمل:

أنت تعرف نفسك ومتى تكون أكثر إنتاجية أكثر من أيِّ شخص آخر؛ لذا افعل كلَّ ما في وسعك لتخصيص هذا الوقت لك ولمهامك الأكثر أهمية، وأجِّل أيَّة اجتماعات أو رسائل بريد إلكتروني أو عمل آخر يشغلك لفترة ما بعد الظهيرة حين يكون ذلك ممكناً.

إقرأ أيضاً: العلاقة بين المشتتات والمرونة والتفاعل

كيفية العودة إلى المسار الصحيح عندما يتعرض يومك للعرقلة:

ماذا إن كانت لديك مهام عاجلة ولا مفرَّ من إنجازها؟

إليك ما فعلته اليوم للعودة إلى المسار الصحيح بعد أن خرج يومي عن مساره:

1. اسمح لنفسك بالتوقُّف عن العمل:

قد يبدو ذلك غريباً، لكن حين تشعر بالإرهاق كأنَّك تريد أن تغفو على الأريكة فقط دع ذلك يحدث، دع عقلك يشرد ويعيد استجماع طاقته قليلاً، الحيلة هي أن تمنح نفسك وقتاً مستقطعاً قبل أن تستجمع قوة إرادتك للعودة إلى المسار الصحيح، وبالنسبة إلي أحبُّ أن أخصِّصَ 15-20 دقيقة للسماح لنفسي بالقيام بأشياء مسلية قبل العودة للعمل.

2. ركِّز على الإنجازات الصغيرة:

لا تبدأ بمهمتك الأصعب والأطول؛ فذلك حتماً سيدمِّر بقية يومك، تذكر أنَّ الإنتاجية كرجل الثلج تحتاج إلى تجميعها تدريجياً حين تخرج عن مسارك، وأسهل طريقة للقيام بذلك هي العثور على مهمَّتين سريعتين وسهلتين وإنجازهما، فيمكنك البدء بفعلٍ بسيط كالذهاب إلى الحمام، ثمَّ ربما غسل الأطباق، وإن كنت تعمل في مكتب فنظِّف مكان عملك قليلاً، ابدأ ببعض المهام التي لا تستغرق أكثر من 5-10 دقائق لإكمالها؛ وبذلك تصبح جاهزاً لمعاملة المهام الكبيرة مرَّة أخرى.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح لإحراز النجاح وتحقيق مزيد من الإنجازات في الحياة

3. اتَّبِع قائمة مهامك الأهم:

مع بدء استعادة إنتاجيتك يمكنك العودة إلى قائمة مهامك الأكثر أهمية، تذكر أن تتجنب ما يشتت انتباهك، وتقاوم الرغبة في المماطلة، وتأخذ فترات راحة قصيرة ومتباعدة بين مهامك، وتذكر أنَّ العادة الجيدة تؤدي إلى عادة جيدة أخرى، ولا ترتكب خطأ السماح لشخص آخر بإفساد يومك.




مقالات مرتبطة