نصائح هامة للآباء للترويح عن أنفسهم

كوننا آباء مُحبِّين؛ فنحن على تواصل دائم مع أطفالنا، لكن متى سيحين الوقت للتخلص من العادات البالية التي لا تنفعنا بعد الآن لاستعادة حيويتنا وتوازننا نحن بصفتنا آباء؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة أورلي ليفي (Orly Levy)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها مع الأمومة، وتُقدِّم النصائح للآباء بأخذ استراحة ليكونوا آباء أفضل.

هل هم سعداء أم حزينون؟ هل كان يومهم جيداً في المدرسة؟ هل تحسَّن اضطراب القلق الاجتماعي لديهم؟ هل مهارات التكيف لديهم كافية وجيدة؟ هل تناولوا طعامهم؟ هل ارتدوا ملابس دافئة؟

تنمُّ هذه الأسئلة جميعها عن علاقتنا المُحبَّة مع أطفالنا، لكنَّ هذا الرابط القوي، قد يسيطر على حياتنا ويجعلنا مثقلين ومتعبين، فقد أيقنت بعد مضي خمس سنوات من الأمومة أنَّ محبة أطفالي ودعمهم وإرشادهم وتربيتهم، هي الدور الهام في حياتي، بالطبع توجد أدوار أخرى أقوم بها؛ فأنا زوجة وأخت وابنة ومدربة حياة وجارة وصديقة.

كيف يمكنك أخذ استراحة من مهامك في تربية أطفالك؟

لدى الجميع أدوار متعددة يقومون بها في حياتهم، ولكنَّ دور الأمومة يعدُّ أكثر الأدوار استهلاكاً للوقت والجهد، فهل يمكننا أخذ استراحة؟

تحدَّثتُ مع جارتي اللطيفة عن فكرة أخذ عطلة بعد سنة من ولادة طفلي، فضحكت وقالت لي: "أصبح أولادي في الأربعين من عمرهم، وما زلت لا أستطيع النوم من قلقي عليهم".

تُعدُّ الأمومة من أكبر مخاوفي؛ لأنَّك عندما تحبُّ طفلك لدرجة كبيرة، تأخذ هذا الدور فطرياً، ودورٌ يستهلك كلَّ وقتك وجهدك، ويمكن أن يسيطر على كلِّ حياتك إنْ لم تعمد إلى الاستراحة منه لبعض الوقت.

إذاً كيف نستريح من هذا الدور لبعض الوقت؟

نصائح هامة للآباء تساعدهم على الابتعاد عن العادات التربوية السيئة:

أعلم أنَّنا المسؤولون ولدينا قائمة طويلة بالمهام التي يجب إنجازها من التبضع للبقالة، وجلسات العلاج النفسي، وحفلات أعياد الميلاد، والتعليم، والذهاب إلى نزهة لقيادة الدراجات الهوائية؛ أجل إنَّها مسؤوليات كثيرة.

لكنَّني أعرف أيضاً أنَّنا لن نستطيع القيام بهذه المهام بسعادة وصدر رحب إنْ لم نعتني بأنفسنا؛ فهذا يعني الانسحاب من دورنا بصفتنا آباء لبعض الوقت، فإن لم نأخذ قسطاً من الراحة للاسترخاء واستعادة نشاطنا؛ فسنكون متوترين وغاضبين في أثناء قيامنا بهذه المسؤوليات.

لقد حان الوقت لاستبدال سؤال "ما هو الأفضل لأطفالي؟" بسؤال "ما هو أفضل شيء بالنسبة إلي في هذا الوقت؟ ماذا أحتاج؟ وماذا أودُّ أن أفعل؟ ثُمَّ بعد هذا خذ وقتاً للإجابة عن هذه الأسئلة.

يقول الممثل تشارلي تشابلن (Charlie Chaplin): "عندما بدأت بحب نفسي، وجدت أنَّ المعاناة النفسية والعاطفية ما هي إلا إشارات تحذيرية أنَّني لست صادقاً مع نفسي، وهذا ما أدعوه اليوم بالأصالة"، فأنا أحبُّ نفسي بما فيه الكفاية لأثق بأنَّني لا أستحق أنَّ أظلَّ متوترة طوال الوقت، وأنَّني لست المسؤولة الوحيدة، ولست المخوَّلة بمعرفة ما يجب فعله على الدوام، وأعرف أنَّني أملك القوة الكافية لتغيير كلِّ هذا بالقرارات التي أتخذها؛ فأنا لدي حرية الاختيار، وسأختار نفسي هذه المرة.

إنَّ سرعتي الدائمة للقيام بجميع المسؤوليات الموجودة على قائمة المهام اليومية ليس مفيداً لي؛ فهذا يزيد من توتري ويؤذي جهازي العصبي، وإنَّ افتراض الأشياء والتفكير الزائد لا ينفع أبداً؛ لأنَّه يزيد من التخوف من المستقبل والسلبية التي قد تحيط به؛ وهذا التفكير الزائد يستهلك معظم طاقتي ويجعلني متعبة ويزيد من تعقيد الأمور الحالية.

إنَّ التفكير في الأمور التي تحدث لأطفالي أو لزوجي أو المشكلات العائلية والمادية والصحية، يعني أنَّها ستقرر مدى تعاستي في ذلك اليوم؛ لذلك لا يمكن أن تتركَّز حياتي حول هذه الأمور فقط.

لذا بدلاً من جعل هذه الأمور التي لا تخدم مصلحتي تتعبني من دون جدوى؛ عليَّ اختيار الأشياء التي تخدم مصلحتي؛ فإنَّ إيماني بالقدرة الإلهية العليا التي تعتني بي يزيل قلقي ويجعلني متقبلة للحب ولكلِّ الأمور التي قد تحدث، كما يفيدني تذكير نفسي أنَّ هذه الحياة هي أكبر مني ومن عالمي الصغير، فهذا كلُّه يذكِّرني أن أكون ممتنة وأستمتع باللحظات الحميمية مع عائلتي؛ هذا ما أعنيه بالابتعاد عن العادات السيئة.

إنَّ تناول ثلاث وجبات يومياً، والنوم مدة كافية ليلاً إن أمكن، وأخذ استراحات قصيرة في اليوم يفيدني أيضاً؛ فهو يساعدني على العمل في اليوم بنشاطٍ، وصفاءٍ، وصبرٍ أكثر، إضافة إلى ملاحظة أنَّ جميعنا نمر بظروف جيدة وسيئة في الحياة، وأنَّ لدي من يقف بجانبي في صعوبات الأمومة، وحتى الصعوبات الإنسانية التي أواجهها؛ فهذا كلُّه يجعلني ممتنة لحصولي على فرصة كي أكون فرداً في هذا المجتمع وأشارك ما أؤمن به.

تقول الكاتبة لومينيتا د. سافوك (Luminita D. Saviuc): "مهما كان الأمر الذي تمرُّ به حالياً، ومهما بدا مؤلماً ولا يطاق، أريدك أن تعلم أنَّ كلَّ ذلك سيزول؛ لأنَّ الأشياء جميعها في زوال".

الآن إذا شعرتَ أنَّ هذا المقال يتحدث عن أمور تمرُّ بها؛ أعط نفسك الوقت لأخذ استراحة، وأسأل نفسك ما هي الأشياء المفيدة لك، وما هي الأشياء المضرة؟

شاهد بالفيديو: 15 نصيحة للآباء في تربية الأبناء

لذا:

  1. آمن بالقدرة الإلهية.
  2. اعرف ما الذي ينفعك، وما الذي يضرك.
  3. عشِ في الوقت الحاضر.
  4. لبِّ احتياجاتك الأساسية.
  5. حافظ على العلاقات الاجتماعية.
إقرأ أيضاً: أهم النصائح لتربية أبنائك وتقويمهم بشكل صحيح

في الختام:

بالنسبة إلي، فإنَّ أخذ استراحة يعني جلوسي للكتابة، أو الجلوس في الخارج على العشب والاستمتاع بلحظات السكينة والوحدة القليلة، فقد لاحظت أنَّني لم أعتنِ بنفسي جيداً في الآونة الأخيرة؛ جلُّ ما كنت أفعله هو التنقل من مكان لآخر على عجلة، ولا أتناول وجباتي اليومية، وأهتم بشؤون أولادي ومنزلي وعملي.

المصدر




مقالات مرتبطة