نصائح مفيدة لوضع الأهداف وتحقيقها
بعد مرور بضعة أشهر من العام الجديد، بدأ الكثير منا يتنفس الصعداء، فقد انتهى عام 2020، ويجري توفير لقاحات كوفيد-19 (Covid-19) على قدم وساق، ولأول مرة منذ فترة طويلة، أصبح هناك أمل في الأفق لعودة الحياة إلى طبيعتها من جديد، حيث بدأَت العديد من الشركات في هذه الفترة بإعادة التنظيم والتفكير ووضع الأهداف للعام المقبل.
إنَّ استخدام نهج الأهداف والنتائج الرئيسة (OKR) في عملية تحديد أهداف الشركة سيكون مفيداً للجميع في أيَّة شركة، وذلك على غرار شركتَي "جوجل" (Google) و"إنتل" (Intel)، حيث يُعَدُّ نهج "الأهداف والنتائج الرئيسة" إطار عمل لوضع الأهداف وإدارتها، ويُتيح لقادة الأعمال توجيه جهود فِرَقهم نحو هدف مشترَك وواضح. فيما يلي نظرة عن العمليات والدروس الأساسية التي تساعدك في تحديد وتحقيق أهداف العمل الربعية والسنوية.
1. النظر إلى أمثلة من الماضي:
قبل أن تبدأ الشركات في تحديد أهدافها السنوية، عليها أن تنظر إلى أمثلة من ماضيها، ما هي الأهداف السنوية التي حدَّدَتها في الأعوام الثلاث الماضية؟ وما مدى نجاحها في تحقيق تلك الأهداف، وقياس نجاحها، ومراقبة تقدُّمها؟ هذه أسئلة هامة، وتُسهم إجاباتها في نجاحها في المستقبل، وبالنسبة إلى مؤسسي الشركة والمديرين التنفيذيين بشكل خاص، فإنَّ فهم الصورة الكبيرة وكيف أثرَت كل مبادرة سابقة إيجاباً أو سلباً في التقدم نحو الهدف والثقافة التنظيمية العامة والمواءمة الاستراتيجية ومشاركة الموظفين أمرٌ بالغ الأهمية.
إليك مثالاً حقيقياً لشرح آلية عمل نهج "الأهداف والنتائج الرئيسة". كان هدف إحدى الشركات لعام 2019 هو "الحصول على تغذية راجعة حول إصدار "ألفا" (alpha) من تطبيق أطلقَته، وكان اثنان من النتائج الرئيسة هما مشاركة أحد العملاء في التطبيق، وتحديد قائمة نقاط الاختلاف والميزات الرئيسة اللازمة لإطلاق الإصدار "بيتا" (beta). ومن خلال مراجعة خطة 2019 في عام 2021، أصبح تقدُّمها فجأةً في منظوره الصحيح، فبدلاً من عميل واحد، تُخطِّط الآن لعشرات، إن لم يكن مئات العملاء، وبدلاً من التركيز على عقبات الإطلاق، أصبحَت تؤكد على دقة تتبُّع المسار ومقاييس أداء التطبيق، حيث كان عام 2019 يدور حول إمكانية فشل التطبيق، بينما يدور عام 2021 حول إمكانية ازدهاره.
2. تحديد أهداف الشركة والفريق بوضوح:
يبدو هذا الأمر واضحاً، ولكن من الضروري التأكد من توافُق استراتيجيتك مع أهداف مؤسستك؛ لذا، تحدَّث مع موظفيك وفريقك لتحديد ما يُعِدُّه الجميع من أهم الأولويات؛ إذ إنَّ فهم كيف يتصور موظفوك نجاح الشركة وكيف يرون عملهم وفريقهم الذي يدعم هذا النجاح سيُمكِّنك من تحديد هدف واضح للشركة بصورة أفضل، وبينما يُنصَح بتحديد أهداف الشركة سنوياً، يجب تحديد أهداف الفريق والأفراد على أساس ربع سنوي لدعم التقدم نحو أهداف الشركة الإجمالية.
3. تعزيز تفاعل الموظفين والمساءلة:
يشجع إطار عمل "الأهداف والنتائج الرئيسة" على التركيز والمساءلة والوضوح والمواءمة في العمل نحو أهداف محدَّدة وقابلة للقياس، ومن أجل تحقيق النجاح، تحتاج إلى الحفاظ على تفاعل الموظفين بعد تحديد الهدف من خلال التنفيذ، ولن يؤدي التفكير المستمر في "الأهداف والنتائج الرئيسة" للفريق والفرد إلى تعزيز تفاعل الموظفين فحسب؛ بل سيعزز أيضاً المساءلة؛ لأنَّه يُذكِّر الموظفين بقيمتهم وأهميتهم في تحقيق هذه الأهداف، فحاوِل إجراء عمليات تقييم دورية للموظفين لتعزيز النمو والمشاركة وضمان التوافق الاستراتيجي مع أعضاء الفريق والمبادرات الأخرى؛ إذ سيؤثر إحداث تحوُّل ثقافي داخل مؤسستك للتركيز على النتائج إيجاباً في أداء الموظفين.
4. وضع نتائج رئيسة قابلة للقياس:
إنَّ وضع أهداف مرحلية ملموسة على شكل نتائج رئيسة أمر أساسي لفهم مدى نجاح استراتيجيتك في تحقيق هدف معيَّن، حيث قد يتمثل الهدف الرئيس لعام 2021 في تنمية قاعدة العملاء من خلال بناء الوعي بالعروض بين المقاولين المستقلين، وبناء شراكات مع جمعيات وطنية للمقاولين العموميين بحيث تكون النتيجة على سبيل المثال تحقيق نمو بنسبة 50%.
5. تتبُّع تقدُّم المبادرات وتسجيلها في التقويم:
في أثناء وضع استراتيجياتك السنوية وربع السنوية، سجِّل جميع المبادرات والمشاريع والمهام المصمَّمة لتعزيز التقدم نحو النتائج الرئيسة في التقويم وحدِّد بوضوح مؤشرات الأداء الرئيسة التي ستراقبها، وحدِّد أوقاتاً للتقييم شهرياً لمعرفة مدى نجاح كل مبادرة وما إذا كان يلزم تغيير الاستراتيجية أو التوجه، سيؤدي إنشاء أداة واضحة لتتبُّع التقدم إلى تعزيز المساءلة في المجالات جميعها وتعزيز التركيز على تحقيق الهدف الرئيس؛ إذ يجب أن تدعم المبادرات الهدف الأساسي ومن الضروري مراقبة التقدم لضمان المواءمة الاستراتيجية المستمرة.
استمِر في التركيز على الأهداف التي وضعتَها - على مستوى الفرد والفِرَق والشركة - والمعايير التي تحتاج إلى تطبيقها للنجاح.