نصائح لتحافظ على حماستك في المشاريع الطويلة زمنياً

سوف تصل إلى نقطةٍ تتلاشى فيها كلُّ حماستك في مرحلةٍ ما من كلِّ مشروع طويل؛ إذ تمر بأشهر طويلة لا تشعر فيها في رغبةٍ في القيام بأيِّ عمل، وكلُّ الحماسة التي شعرت بها في بداية المشروع قد ذهبت أدراج الرياح، وها أنت الآن تحدق في شاشة جهاز الحاسوب بنظرةٍ خاوية، وتملأ الشكوك عقلك فيما إذا كنت ستنهي المشروع يوماً.



إنَّ الحفاظ على الحماسة في المشاريع الكبيرة ليس أمراً سهلاً إطلاقاً، وخاصةً إذا كنت تعمل دون أيِّ ضغط من رب العمل أو قائد الفريق؛ فالعمل في المشاريع الشخصية قد يجلب لك كثيراً من الرضى، لكنَّ الحفاظ على التحفيز في هذه المشاريع صعبٌ جداً، ففي نهاية الأمر، لن يطردك أحدٌ إذا فشلت.

لكن يجب أن تمتلك ما يكفي من التحفيز لإنهاء المشروع إذا كنت ترغب في كتابة كتاب أو تأسيس شركتك الخاصة أو تصميم برنامج حاسوبي، ولسوء الحظ، فإنَّ معظم تقنيات التحفيز الشائعة لا تنجح، فقد تكون رائعةً عندما تحتاجها لأداء التمرينات الرياضية لمدة عشرين دقيقة، ولكنَّها غالباً ما تفقد فاعليتها على نحو أسابيع وأشهر.

إليك 5 نصائح لتحافظ على حماستك في المشاريع الطويلة:

1. تخلَّ عن حاجتك إلى التحفيز:

أفضل طريقة لتبقى متحفزاً هي ألا تحتاج هذا التحفيز في المقام الأول، فإذا كنت بحاجة إلى شحن عواطفك باستمرار لإنجاز العمل، فغالباً لا يمكنك إنجاز مشاريع طويلة؛ لأنَّ إنهاء المشاريع التي تستغرق أشهر عديدة يحتاج إلى تحديد الحدِّ الأدنى من العمل.

الحدُّ الأدنى هو كمية إنتاجيتك في الأحوال الاعتيادية، وعلى الرَّغم من أنَّك قد تُنجز أحياناً عملاً أكثر أو أقل من المعتاد، فإنَّ هذه القيمة هي المتوسط، وهو يُعبِّر عن كمية العمل التي يمكنك إنجازها دون الحاجة إلى أيِّ تحفيز.

إنَّ الأشخاص الذين يستطيعون العمل على مشاريع طويلة ليسوا أكثر حماسة من غيرهم، لكن لديهم حدٌّ أدنى مرتفع؛ فكمية العمل التي يقومون بها دون أيِّ دافع مرتفعةٌ بما يكفي، ولا يحتاجون إلى تحفيز أنفسهم باستمرار ليحافظوا على الإنتاجية؛ فهم ينجزون كميةً كافيةً من العمل دائماً على الرَّغم من مرورهم أحياناً بفترات من الشك أو نقص الدافع.

2. عيِّن الحد الأدنى من العمل الذي تحتاجه:

عيِّن أولاً الحد الأدنى من العمل الذي تحتاج إلى إنجازه لإنهاء المشروع عندما تبدأ مشروعاً طويلاً، فإذا كنت ترغب في كتابة كتاب في أربعة أشهر، قد تحتاج إلى كتابة 1000 كلمة في اليوم على الأقل، وإذا أردت تصميم تطبيق برمجي، قسِّم البرنامج بكامله إلى مراحل واكتشف الحد الأدنى المطلوب لإنجازه، بشرط أن ينتهي في الموعد المحدد.

من الهام جداً أن تلتزم بالحد الأدنى للعمل طيلة المشروع، وإحدى الطرائق التي تساعدك على ذلك هي تحديد معدل الإنتاجية التي يجب عليك تقديمها، وهذا سهل خاصةً في المشاريع المستمرة مثل التدوين، وكلُّ ما عليك فعله هو تحديد أوقاتٍ للنشر والالتزام بالجدول الزمني.

عليك وضع قائمة مهام أسبوعية بالنسبة إلى المشاريع المعقدة، والتي عند إنجازها تُمثل الإنتاجية الأسبوعية، ولا تحدِّد إنتاجيتك بعدد الساعات التي تعملها يومياً؛ لأنَّ ذلك قد يدفعك للمماطلة.

لا تحتاج إلى بلوغ إنتاجية عاليةٍ جداً؛ لأنَّ الأهم هو أن تُقدِّم الحدَّ الأدنى المطلوب وتلتزم به، وإن لم تعمل عملاً مثالياً طيلة الأسبوع، فما يزال الأسبوع طويلاً بما يكفي لإنجاز شيء ذي قيمة.

شاهد بالفديو: كيف تتغلب على نقص التحفيز وتبقى متحمساً دائماً؟

3. أنجز الحد الأدنى مستعيناً بعاداتك:

توجد طريقة أخرى تُساعدك على بلوغ الحدِّ الأدنى من العمل، وهي عن طريق اتباع بعض العادات التي تُعزز الإنتاجية؛ فالاستيقاظ مبكراً، والالتزام بجدول عمل منتظم وقائمة مهام يومية، والتخلي عن مشاهدة التلفاز؛ جميعها أمثلة على العادات التي تزيد الإنتاجية، وإنَّ الالتزام بهذه العادات قد يكون طريقةً غير مباشرة تُمكنك من تقديم الإنتاجية التي حددتها مسبقاً.

يمكنك تكوين عادة جديدة بالالتزام بها لحوالي 30 يوماً إلا أنَّ بناء العادات ليس تدبيراً جيداً لكلِّ مشروعٍ فردي؛ لأنَّ العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، وإذا كنت بحاجة إلى 4-5 عادات جديدةٍ لتضمن تحقيق الإنتاجية المطلوبة، فهذا قد يتطلب على الأقل 4-5 أشهر من الالتزام؛ لذلك من الأفضل أن تستفيد من عاداتك في بناء حدٍّ أدنى من العمل يمكنك استخدامه في كلِّ مشروع تبدأ به.

إقرأ أيضاً: العادات: تعريفها، وفوائدها، وكيفية بناء عادات إيجابية

4. استعد الدافع:

لن تكون بحاجةٍ إلى التحفيز المستمر لإنهاء المشاريع عندما تلتزم بتقديم الحدِّ الأدنى من العمل، لكن عندما تجمع بين الدافع وحدٍّ أدنى مرتفع، سيكون من السهل عليك تجنب الانتكاسات التي قد تقع فيها بعد شهور من العمل.

5. تجاهل آراء الآخرين:

يتحفز الناس بالعقاب والثواب بوصفها قاعدة عامة؛ إذ يشعر أيُّ إنسان بحماسة كبيرة بعد سماعه آراء إيجابية عن عمله أكثر من سماع الانتقادات، وعلى الرَّغم من أنَّ الشركات في أنحاء العالم جميعه تستخدم هذا المبدأ لتحفيز موظفيها، فهذا لا يعني أنَّها أفضل طريقة لتبقى متحفزاً في المشاريع الطويلة.

أفضل طريقة لذلك هي إنشاء تصور واضح لما تريد أن يحققه مشروعك؛ لذا كوِّن تلك الصورة الواضحة، ودوِّن التفاصيل، وتذكَّر عندما تفقد الدافع في بداية المشروع، وفكِّر في الأسباب التي دفعتك للبدء به، ومن الأفضل أن تتحفز بتصورك طويل الأمد عن مشروعك بدلاً من الاستماع للتغذية الراجعة؛ فالتغذية الراجعة متقلبة؛ لذا يجب أن تُلزم نفسك بخطة طويلة الأمد.

إقرأ أيضاً: لماذا لا تعد آراء الآخرين هامة؟

في الختام:

أفضل طريقة للحفاظ على حماستك هي عدم الحاجة إليها أصلاً، وضع حداً أدنى من العمل عليك إنجازه دون الحاجة إلى أيَّة قوة إرادة، وتذكر دائماً الأسباب التي دفعتك لبدء المشروع في المقام الأول، ويجب أن تكون هذه الإجراءات كافية للتغلب على نقص الحماسة؛ فالحفاظ على حماستك لأشهر وسنوات ليس أمراً سهلاً، ولكن إذا كنت ذكياً يمكنك تجنب الانتكاسات التي قد تُصيب مشروعك نتيجة نقص الدافع.

المصدر




مقالات مرتبطة