نصائح لتبادل أطفالك الحب

يقول بعضهم: "لا أظنُّ أنَّني أعرف كيف أحبُّ طفلي؛ فلا أظنُّ أنَّني أستحقه، وأخشى أن أفسده، أو أن أسبب له الضرر؛ لأنَّني قد تضررت سابقاً من قِبل الآخرين". ما هو حجم الألم الذي يحمله أحد الوالدين في قلبه، لدرجة أنَّه يريد أن يحبَّ طفله لكنَّه لا يظنُّ أنَّه يستطيع ذلك؟

كيف تحبُّ طفلك؟

كيف يمكنك أن تحبَّ طفلك وأنت لا تستطيع حتى أن تحبَّ نفسك؟ أهذا ممكن؟

هدفنا من هذا المقال جلب بعض السلام والحب والراحة لكلِّ هؤلاء الآباء الذين يكافحون من أجل حبِّ أطفالهم وأنفسهم.

كيف تحبُّ طفلك عندما لا تستطيع أن تحبَّ نفسك؟

اولاً: الوعي

1.  اعلم أنَّك جدير بالحبِّ:

في وسط كيانك وتحت كلِّ جروحك وشكوكك ومخاوفك وآلامك وعدم أمانك، يوجد مكان لم تفسده أغلاط العالم؛ مكان حيث الحبُّ حاضر دائماً ولا وجود للخوف أبداً، وهناك تكمن حقيقتك.

لو استطعت أن تُسكت عقلك وتصغي إلى حكمة قلبك، ستكتشف أنَّك حقاً كائن مُحبٌّ مجبول على الحب وعلى منحه وكفؤ وقادر، ولا تستحق وجود طفلك وحبه وعاطفته فحسب؛ بل تستحق ذاتك أيضاً.

يقول الشاعر "جلال الدين الرومي" (Rumi): "إنَّ مهمتك ليست البحث عن الحبِّ؛ بل مجرد البحث، وإيجاد كلِّ الحواجز التي بنيتها ضد الحب في داخلك".

2. اعلم أنَّ الحب لا يمكن أبداً أن ينكسر:

يقول الشاعر "جلال الدين الرومي": "قلت: وماذا عن قلبي؟ قال: قل لي ما الذي تحمله في داخله؟ قلت: الألم والحزن، قال: ابقَ معه، فالجرح هو المكان الذي يدخل منه النور إليك".

أنت غالباً ما تشعر بالخوف والضياع والارتباك، وأنَّك لا تستحق الحبَّ، وأنَّك وحيد تماماً، وتنظر إلى ما يفعله الآباء الآخرون وتظنُّ أنَّك الوحيد الذي لم يكتشف كيف يحبُّ طفله، لكن هذا يحدث فقط لأنَّك تفكر تفكيراً غير صحيح.

لأنَّ الآخرين لم يحبُّوك فقط؛ هذا لا يعني أنَّك لا تعرف كيف تحبُّ، ولأنَّك كنت مجروحاً ذات مرَّة؛ فهذا لا يعني أنَّك شخص محطم؛ لأنَّ حقيقتك لا يمكن أن تتحطم، ولا يمكن للحبِّ الحقيقي أن يتغير بأيِّ شكل من الأشكال.

لا شيء قاله أو فعله لك الآخرون، ولا شيء قد مررت به، ولا شيء يمكن أن تفكر فيه أو تقوله أو تفعله يمكن أن يغير من حقيقة ذلك؛ لذا استرخِ فحسب، وأحبَّ طفلك بذاك الحبِّ الكبير الذي تحمله بالفعل.

3. تراجع وأفسح المجال للحب ليقودك:

بخلاف ما هو معروف، ليس عليك أن تتعلم كيف تربي طفلك وتحبَّه؛ بل عليك فقط أن تتعلم التراجع وإفساح الطريق والسماح للحبِّ بأن يقودك، حتى يتمكن طفلك من الاستمرار في أن يكون ما كان عليه دائماً.

منذ سنوات، أُجريَت دراسة مذهلة في جامعة هارفارد (Harvard)، سُميت "المشروع صفر" (Project Zero)، وجد فيها عالِم النفس "هوارد غاردنر" (Howard Gardner) مع زملائه أنَّ كلَّ طفلٍ يولد عبقرياً،⁣⁣ لكن بحلول سن العشرين، تتقلص نسبة العباقرة إلى 10%، وفوق سن العشرين يحتفظ 2% فقط بقدراتهم العبقرية، وقد أثبتت هذه الدراسة أنَّ الذكاء ليس سمة موروثة، وليس شيئاً يمتلكه أشخاص مميزون فقط؛ بل تكمن العبقرية في كلِّ واحد منا.

ثانياً: حِبَّ طفلك وقدِّم الرعاية له

1. عانق أطفالك:

عانق أطفالك في فرحهم وحزنهم، وعند شعورهم بالخوف، وشعورهم بالأمان، وعندما يشعرون بالسلام، وعندما يكونون في محنة، وتمسَّك بهم عندما يستطيعون الإجابة عن أسئلتك، وأيضاً عندما لا يستطيعون ذلك، وعندما يسرك الوجود معهم، وأيضاً عندما لا تشعر بذلك. عانقهم بقوة، فباحتضانك الدافئ، وحضورك المحبِّ سيعرفون أنَّهم آمنون ومحبوبون ومحميون وهناك من يرعاهم.

2. أخبرهم أنَّك تحبُّهم:

أخبرهم بذلك كثيراً في كلِّ وقت؛ عند استيقاظهم، وعند نومهم، وعندما يكونون بجانبك أو بعيدين عنك؛ أخبرهم أنَّهم هامُّون، وامنحهم الحبَّ كلَّه الذي حصلت عليه.

شاهد بالفديو: 15 نصيحة للآباء في تربية الأبناء

3. انسَ تعريف الحبِّ:

كن حاضراً مع أطفالك؛ ابتسم لهم في كثيرٍ من الأحيان، وأعطهم المساحة اللازمة، وانظر إليهم في أعينهم، وأصغِ إليهم، وامسك بأيديهم الجميلة، وأخبرهم أنَّهم يستحقون الحبَّ، وأظهر لهم أنَّهم هامُّون.

4. أخبر نفسك أنَّك تحبُّ نفسك:

لأنَّك هام كثيراً أيضاً وتستحق الحبَّ كلَّه.

5. ركِّز على اللحظة الحالية:

لا تقسُ على نفسك بمحاولة التخطيط لحياة أطفالك المقبلة؛ بل ركِّز فقط على اللحظة الحالية؛ لأنَّ هذه اللحظة هي كلُّ ما تملكه.

6. اطمح لحبِّ طفلك بالطريقة التي يحبُّك بها طفلك:

لا تحاول أن تجعل طفلك مثلك؛ بل اسعَ إلى أن تكون أنت أشبه بطفلك؛ لأنَّ الأطفال أكثر حقيقة ونقاء من معظمنا، وبمراقبة براءتهم وعبقريتهم وحبِّهم ونقاوتهم وروعتهم، يمكنك أن تتعلم كيف تنظر بعمقٍ في نفسك، وتتذكر كيف تحبُّ وكيف تعيش بالطريقة التي طالما كنت تتوق للعيش بها، وأن تحبَّها وتعيشها، وأن تحبَّ وتكون محبوباً؛ فبحبِّهم يمكنك أن تتذكر كيف يمكن لك أن تحبَّ من جديد.

المصدر