نصائح لإدارة الفريق بصفتك مديراً جديداً

سواء كنت مديراً جديداً أم تسلَّمت منصباً وتولَّيت فريقاً، فأنت تحتاج إلى وضع استراتيجيات خطتك للنجاح؛ إذ لا تتعلَّق إدارتك الفعَّالة للفريق بصفتك مديراً جديداً بأن تشغل مكانك فقط، فأنت تتعامل مع مجموعة جديدة من الأفراد لديهم توقعات وأساليب عمل جديدة؛ لذلك عليك أن تتكيَّف لتنجح في دورك الجديد بصفتك مديراً، وهذا ليس صعباً إذا خطَّطت مسبقاً قبل يومك الأول.



توجد مجموعةٌ واسعةٌ من المعارف والمهارات والتوقعات المطلوبة من جميع المديرين الناجحين، لكن لا ترتبك أو تدع صوت الناقد داخلك يقف في طريقك، تذكَّر أنَّهم اختاروك لهذا الدور لأنَّهم منحوك ثقتهم، وينبغي لك الآن إظهار قدرتك على إدارة الفريق إدارةً فعَّالةً بصفتك قائداً جديداً؛ لذا، خذ نفساً عميقاً، وضع الأساسيات، ثمَّ ابدأ البناء بعد ذلك، وستجد أنَّ خبرتك وإنجازاتك ستتنامى أضعافاً مضاعفة مع مرور الوقت.

لمساعدتك على البدء، إليك بعض النصائح عن كيفية إدارة فريقك بفاعلية بصفتك مديراً جديداً:

1. ميِّز الفرق بين الإدارة والقيادة:

تنطوي الإدارة والقيادة على نوعين مختلفين من الأدوار؛ إذ يشرف المدير على العمليات والمشاريع والأفراد، في حين يتولَّى القائد توجيه الرؤية، فقد يخلط أصحاب المناصب الإشرافية بين المصطلحين في كثير من الأحيان، فيركِّزون على المجال الذي يشعرون فيه براحة أكبر؛ وهذا يؤدي إلى خسارة اهتمام أفراد الفريق، وشعورهم بالإحباط.

إذ يركِّز المدير على إنجاز المهام لقيادة الفريق نحو الأهداف، والمُضي قدماً بالعمليات والمشاريع، لكنَّ القيادة تنطوي على عنصر بشري عميق، وفهمٍ للطريقة التي يحقِّق من خلالها أعضاء فريقك أداء أفضل، وإنشاء ثقافة وبيئة تحفِّزهم لتحقيق نتائج جيدة.

إذا تساءلت عمَّا إذا كان يجب أن تُركز على الإدارة أو القيادة، فيجب في الواقع أن تسعى جاهداً لتكون ناجحاً في كليهما، ويمكنك فعل ذلك؛ لأنَّ تعلُّم كيفية إدارة الفريق بفاعلية بصفتك مديراً جديداً يتطلَّب إعداد أفراده للنجاح، إضافةً إلى إلهامهم للسير خلف قيادتك.

2. استعد لتحقيق النجاح:

قبل أن تتبنَّى فريقاً جديداً، عليك أن تُعِدَّ نفسك للنجاح، لذا ضع خطةً لمشاركة أسلوبك في القيادة، وإظهار تطلعات الفريق، ونهج العمل، وفي حين ينبغي أن يتواءم أسلوب قيادتك مع الظروف المحيطة ومع تفاعل الفريق، يجب أن يكون ثابتاً، حتى يتمكَّن أعضاء الفريق من التكيُّف معه.

إضافةً إلى أنَّك ستحتاج إلى توضيح توقعاتك وأسلوب عملك منذ البداية، كأن تضع جدولاً لمواعيد الاجتماعات، وتُحدِّد إذا كنت تتبع سياسة الباب المفتوح، وقنوات التواصل، ووتيرة التقارير، والاجتماعات الفردية، فينبغي تحديد هذه التوقعات الهامَّة وأساليب العمل من البداية.

إنَّ التنظيم ومشاركة السُّبل التي يمكن لجميع الموظفين من خلالها العمل على أحسن وجه يُهيئك للنجاح، ويُعزِّز الشفافية اللازمة ليشعر أعضاء الفريق بالراحة معك بصفتك مديراً لهم، كما أنَّ وضع خطة نجاح - تترافق مع توقع مشترك بالتركيز عليها - يزيد الثقة والإنتاجية.

شاهد بالفيديو: 5 أسباب تُفسِّر زيادة إنتاجية فريق العمل الذي يقوده أشخاص جيّدون

3. قدِّم رؤية لفريقك:

إذا كنت تجهل أين تتجه، فمن الصعب أن تنطلق في رحلتك؛ وذلك لأنَّ مفتاح الإنتاجية وتوافق الآراء هو أن يكون لديك رؤية، فيجب أن تُقدِّم رؤيةً واضحةً لتوجِّه جهود فريقك نحو المساهمة في تحقيق الهدف الشامل للمنظمة، والتأثير إيجابياً في النتائج، وحين تُحسِن توجيه رؤيتك، سيكون للفريق الذي ساهم في تصميم هذه الرؤية الدور الأكبر فيها.

لذا ابدأ بالخطوة الصحيحة، وهي عقدُ جلسة مشتركة لطرح الأفكار التي تساهم في تبلور رؤيتك الخاصة؛ وهي طريقة رائعة لإدماج جميع الموظفين من البداية، ومساعدتك على اكتشاف شخصياتهم وخياراتهم المفضلة في العمل، فبمجرد وضع تصوُّر لرؤيتك، لا بد من الاتفاق على استخدامها لمواءمة التوجه، وقياس الإنتاجية والأداء.

فعندما يكون لأعضاء الفريق رأي في هذه الرؤية وكيفية تحقيقها، سيزيد احتمال تحمُّلهم المسؤولية وتقبُّلهم النقد البنَّاء، وتذكَّر أنَّ نجاحك ونجاحهم يقع على عاتقهم الآن؛ لذا من خلال مشاركتهم في تصميم الرؤية، حددوا كذلك المعايير التي ستُقاس على أساسها، وهذا يجعل الأمور أسهل بكثير فيما يخصُّ اتخاذ القرارات، ووضع الميزانية، وعمليات التقييم.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لإدارة فرق العمل بشكل فعال

4. لا تخشَ اتخاذ قرارات صعبة:

قد لا يكون الفريق الذي تسلَّمته ناجحاً أو مناسباً لأسلوب إدارتك، وقد يتطلَّب ذلك منك اتخاذ قرارات صعبة كتخفيض الرتبة، أو عمليات النقل، أو إنهاء خدمة أعضاء الفريق، لكن قبل أن تفعل ذلك، اقضِ بعض الوقت في التعرُّف إليهم، ومعرفة نقاط قوتهم، وإعادة النظر في أدائهم حتى اللحظة؛ إذ سيكون من العدل أن تمنحهم فرصةً للتأقلم معك بصفتك مديراً لهم، وإثبات قدرتهم على المساهمة في العمل، فإذا فشلوا في ذلك، قد تحتاج إلى تطبيق خطة تحسين الأداء، أو تستغني عنهم.

الأمر الوحيد الذي يجب أن تتأكَّد من فعله هو خوض نقاشات صريحة، فإذا كنت تعلم أنَّ أحد الأشخاص ليس مناسباً، أو أنَّ أداءه أو نمط سلوكه يعوق الإنتاجية، فأعلمه بذلك؛ فاتخاذ قرار حاسم بخصوص ذلك في مرحلة مبكِّرة يؤدي إلى تعزيز هدفك بمنح الأولوية للإنتاجية، وإلى تحسين سلامة وعافية أفراد الفريق وإنتاجيتهم أيضاً.

5. استفد من نقاط قوة كل فرد:

بعد التعرف إلى فريقك أو بناء فريق يحظى برضاك، استفد من نقاط قوتهم إلى أقصى حد؛ إذ تتطلَّب الإدارة الفعَّالة للفريق بصفتك مديراً جديداً إثارة اهتمامهم وحماستهم للعمل، فعندما يساهمون فيه ويوظفون نقاط قوتهم يومياً، فأنت بذلك تُهيِّئ جميع الموظفين لتحقيق النجاح.

بالمقابل، فإنَّ الضغط على الأفراد لتحويل نقاط ضعفهم إلى قوة، مشكلة فادحة ومضيعةٌ للوقت؛ إذ سيؤدي ذلك في النهاية إلى شعورهم بالإحباط، وفقد الاهتمام، والاستنزاف على الأرجح، لكن عندما تستثمرُ قدراتهم الفطرية، سترى كيف يتألقون؛ إذ ستُثمر مواهبهم التي وُظِّفَت عن نتائج مذهلة لجميع الأطراف.

وفي حين أنَّك لا تتمتَّع بترف القيام بكل ما تحبه طوال اليوم، فيجب أن تقضي معظم يومك في تعزيز نقاط قوتك، ونفس الأمر ينطبق على فريقك أيضاً.

إقرأ أيضاً: 9 استراتيجيات فعالة لإدارة الفرق

6. كُن مستعداً للإصغاء:

قد تكون مستعداً دائماً بصفتك مديراً لتخصيص الوقت للقاء أحد أفراد فريقك حين يطلب ذلك، لكنَّ المشكلة أنَّك قد لا تُصغي لما يقوله فعلاً؛ لذا فإنَّ الوقت الذي قد تقضيه معه، والذي كان يأمل أن يكون ذا قيمة وفائدة، سيصبح مضيعةً للوقت، فقد يكون لديك جدول أعمال، وسيُميِّز أنَّك منشغل بالتفكير في خططك في أثناء كلامه.

تذكَّر أنَّه ليس من السهل دائماً أن تلجأ إلى مُشرفك عندما تواجهك مشكلة، وتطلبَ النصيحة؛ إذ تُعَدُّ هذه علامة ضعف بالنسبة إلى كثيرين، لكنَّ الحقيقة أنَّها علامة قوة، لذلك أثنِ على شجاعتهم، وكُن حاضراً حقاً للاستماع لآرائهم وأفكارهم واهتماماتهم.

فإذا حدَّثك أحد أعضاء فريقك في مشكلة، فحافظ على ذهنية منفتحة، فأنت بالتأكيد لديك خطة وجدول أعمال لما تطمح إلى تحقيقه كفريق واحد، لكنَّ اهتماماتهم وأفكارهم هامَّة جداً، وقد تكون الركيزة الأساسية لتغيير النتائج والتوجهات نحو الأفضل.

7. ازرع الثقة من خلال التواصل الصريح:

عندما تلتقي بفريقك لأول مرة، أظهِر حماستك، وشارك بعض المعلومات عنك معه، وامنح كل عضو فرصةً لمشاركة ذلك أيضاً، فبناء الثقة أمر بالغ الأهمية للارتقاء بفريقك ليصبح وحدةً متماسكةً، يعمل أفرادها معاً، ويحترم بعضهم بعضاً.

يتطلَّب النجاح خلال عملية تغيير الإدارة، الثقة والشفافية والتواصل، للتأقلم وتحقيق الازدهار؛ لذا ضع نفسك مكانهم، وفكِّر في تأثير هذا التغيير فيهم، ما الذي يمكنك فعله لجعل هذه العملية أكثر سلاسةً وكسبِ ثقتهم؟ كيف تدير الفريق بفاعلية بصفتك مديراً جديداً؟ كيف يمكنك إظهار أفضل ما لديهم؟

قد يمنحك طرح هذه الأسئلة في بعض الأحيان الإجابات التي تحتاج إليها لتحقيق النجاح.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات لبناء فرق العمل الفعالة

8. طوِّر مهاراتك الإدارية:

التنسيق والتنظيم والتخطيط وتحديد الأولويات والتفويض ليست سوى بضعة طرائق يمكنك من خلالها إدارة الفريق بطريقة فعَّالة بصفتك مديراً جديداً، لكنَّها تُعَدُّ مهارات ملموسة سهلة القياس، يسهل تعلُّمها وتطبيقها إلى حدٍّ ما؛ إذ يُدرك أفضل المديرين أنَّ تطوير وصقلَ مهاراتهم الشخصية والسلوكية، يضمن لهم ولفريقهم نجاحاً طويل الأمد خاصةً عند توظيفها بالشكل المناسب، ويدعم أعضاء فريقك في تطورهم المهني.

إذ يُعدُّ التحدث بصراحة عمَّا هو متوقع عندما يتعلَّق الأمر بالذكاء العاطفي والثقافي، وتعلُّم كيفية التعامل مع النزاعات والأزمات بفاعلية، نقطةَ انطلاقٍ عظيمة، لكن يجب عليك أيضاً أن تقرن قولك بالفعل؛ لذا ساعد فريقك ليرى كيف أنك تُعطي الأولوية لتنمية القدرات الشخصية والمهنية من خلال وضع معايير عالية لنفسك.

في الختام:

إنَّ معرفة كيفية إدارة الفريق بفاعلية بصفتك مديراً جديداً مهارة شخصية إلى حدٍّ ما، لكنَّها ليست صعبةً جداً، ومع ذلك فإنَّ دورك بصفتك مديراً يجب أن يُؤخذ على محمل الجد.

فقد يكتفي معظم المديرين بما أحرزوهُ من نجاح، ويتجاهلون علامات التحذير، ويكرهون الشفافية، ويتجنَّبون القيادة إجمالاً، فلا تقع في هذا الفخ، بل التزم بالعمل وبتحقيقِ النجاح الشخصي؛ إذ ستكون مديراً فاعلاً وناجحاً إذا انطلقت من خطة، وعملت مع فريقك على تطوير رؤية وتوقعات مشتركة.

بعد وضع الأسس الصحيحة، يمكنك المضي في عملية تصميم خطة لتحقيق تلك الرؤية، وإسناد أهداف لمن يمتلكون نقاط قوة ذات صلة، ووضع وتطبيق استراتيجية لتطوير القدرات الشخصية والمهنية على نحوٍ متواصل؛ إذ يُدرك المديرون الناجحون جيداً أهمية صقل مهاراتهم الإدارية، بالتزامن مع العمل على تطوير حضورهم القيادي.

المصدر




مقالات مرتبطة