نصائح تساعدك على إتقان المهارات المهمة في الحياة

قرَّرتُ منذ قُرابة أربع سنوات أن أقرأ 100 كتاب جديد في السنة، ولقد حافظت على هذه العادة حتى وقت قريب؛ إذ توقفت عن قراءة كتابين جديدين في الأسبوع لأنَّني نسيت تقريباً كل شيء تعلمته قبل عام، فلا يمكنك تذكُّر حتى ربع الكتاب الذي قرأته قبل ثلاث سنوات.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن 5 نصائح تساعدك على إتقان المهارات الهامَّة في الحياة.

لقد توصَّلت إلى هذا الاكتشاف هذا العام عندما بدأت في القلق بشأن أشياء عشوائية في حياتي، فقد كنت أعرف أنَّني قرأت عن هذه الأشياء، وقد كنت على حق، لقد قرأت كثيراً عن القلق، ولقد قدَّمت الكوتشينغ للعملاء عن كيفية مواجهته، وكتبت كتاباً عن القلق، لكنَّني لست آلة ولست مُحصَّناً من التحديات التي نواجهها جميعاً؛ لذلك قرَّرت إعادة قراءة أحد كتب التنمية الشخصية المفضلة لدي: "دع القلق وابدأ الحياة" (How To Stop Worrying and Start Living)، بقلم الكاتب "ديل كارنيجي" (Dale Carnegie).

بعد ذلك تذكَّرت كيف أتعامل مع القلق مرة أخرى، وبمجرد أن أدركت أنَّ المعرفة تختفي بسرعة من أذهاننا، بدأت في إعادة قراءة ودراسة كتاب جيد واحد على الأقل في الأسبوع؛ إذ يجب أن نسلِّح أنفسنا ضد تحديات الحياة؛ وذلك بتكرار الأشياء التي نتعلَّمها كثيراً حتى تصبح عادة.

فإذا كنت ترغب في إتقان مهارة معيَّنة، فلا تفترض أنَّ قراءة بعض الكتب عن هذا الموضوع ستساعدك على القيام بذلك، فالأمر يتطلَّب كثيراً من التكرار، وكما قال "ريان هوليداي" (Ryan Holiday) في كتابه "المفكرة اليومية للحياة الرواقية" (The Daily Stoic): "عندما نكرِّر فعلاً كثيراً يتحوَّل إلى سلوك غير واع، ويمكننا القيام به دون تفكير".

بعد إعادة قراءة ما يقرب من 40 كتاب هذا العام، أودُّ مشاركة 5 نصائح معك يمكن أن تساعدك على إتقان المهارات الهامَّة في الحياة:

أولاً: ضع كتبك المفضلة في متناول يدك

يجب أن تكون الكتب التي تريد إتقانها في مكان تراها فيه كل يوم، فاحتفظ بها على مكتبك، أو على منضدة، ودع الكتب تذكِّرك بما تريد الحصول عليه من الحياة، مثلاً، "كتاب الحياة قصيرة" (The Shortness Of Life)، هو تذكير دائم بضرورة عيش الحياة؛ لذا أُحِبُّ أن أضعه على مكتبي، وأفعل الشيء نفسه مع الكتب الأخرى الهامَّة بالنسبة إليَّ، مثل "الكتابة بطريقة جيدة" (On Writing Well) للكاتب "ويليام زينسر" (William Zinsser).

لذا انظر إلى حياتك واسأل نفسك هذين السؤالين: ما هي السلوكات أو الخصائص أو المهارات التي تريد إتقانها؟ وما هي الكتب التي تتحدث عن هذه الأشياء؟ احتفظ بهذه الكتب في مكان قريب منك، لكن لا تحتفظ بمجموعة كبيرة منها، واختر فقط كتابين لكل موضوع، وتمسَّك بالأفضل.

ثانياً: تأكَّد من تمييز السطور الهامَّة بلون مختلف

أنا أُميِّز دائماً السطور الهامَّة في كل كتاب أقرأه لأول مرة، والآن عندما أريد العودة لدراسة كتاب، لا أحتاج إلى إعادة قراءة كل شيء؛ إذ أُلقي نظرة على السطور المميَّزة بلون مختلف، لكنَّني أقرأ أيضاً الفقرة بأكملها، وفي كل مرة يخبرني أحدهم أنَّه لا يحبِّذ تمييز السطور الهامَّة في الكتب أو أنَّه لا يريد شراء الكتب، أشكِك في رغبة ذلك الشخص في التعلُّم، فما هو الأهم؟ الحفاظ على كتبك مرتبة؟ أم تحسين حياتك؟ ميِّز ما يهمك، ودوِّن الملاحظات على الصفحات، وأضِف لمستك الشخصية إلى كتبك.

ثالثاً: راجِع كتاباً خلال يوم أو يومين

لقد تعلمت أنَّ معنى الكتاب يتغيَّر مع مرور الوقت، وهذا ليس بسبب تغيُّر الكتاب، لكن لأنَّك أنت تغيَّرت، ففي المرة الأولى التي قرأت فيها كتاب "الشيء الوحيد" (The One Thing) للكاتب "غاري كيلر" (Gary Keller)، تعلمتُ قوة مضاعفة التأثير، وفي المرة الثانية التي قرأته فيها، تعلَّمت أهمية تخصيص أجزاء كبيرة من الوقت لإنجاز عمل هادف، وهذا لأنَّني كنت في مرحلة مختلفة؛ لذا عليك قراءة كتب جيدة أكثر من مرة.

الشيء العظيم في إعادة قراءة الكتب الواقعية هو أنَّها لا تستغرق كثيراً من الوقت، وإذا كنت قد ميَّزت السطور الهامَّة في الكتاب، فيمكنك مراجعة الكتاب بالكامل في غضون ثلاث إلى أربع ساعات حسب تجربتي، وأستطيع أن أفعل ذلك في يوم أو يومين، ودائماً ما أتعلم شيئاً جديداً.

شاهد: 10 مهارات بسيطة تساعدك لتطوّر ذاتك بنجاح

رابعاً: دوِّن ملاحظات شخصية عن الكتاب في دفتر يومياتك

ستنسى معظم المحتوى بصرف النظر عن عدد المرات التي تقرأ فيها كتاباً جيداً، ولا يهم مقدار جودة أو فائدة الكتاب، فمع مرور الوقت، ننسى كثيراً ممَّا تعلَّمناه، لكن عندما تدوِّن ملاحظات عن الأشياء التي تعلمتها من الكتاب، فإنَّك تبدأ في استيعاب المعلومات، وبمجرد أن تكتب عن موضوع ما بكلماتك الخاصة، فإنَّه يترسَّخ في ذاكرتك.

لذا أُوصي بكتابة ملاحظات لنفسك في دفتر يومياتك، تماماً كما فعل الفيلسوف الرواقي "ماركوس أوريليوس" (Marcus Aurelius) في دفتر يومياته - التي نُشرت لاحقاً باسم تأمُّلات - عندما كتب: افعل هذا، ولا تفعل ذاك.

خامساً: كرِّر هذه العملية كل أسبوع مع كتاب جديد عدة مرات في السنة

من الأفضل إعادة قراءة كتاب جيد عدة مرات في السنة، بدلاً من قراءة كتاب جيد مرة أو مرتين فقط؛ لذلك وأنت تستمر في إعادة قراءة الكتب، اختزل قائمة الكتب التي تريد قراءتها، فلقد بدأت بـ 50 كتاب أردت إعادة قراءتهم، وخفَّضت العدد إلى النصف الآن، وهدفي هو الحصول على 8 كتب سأقوم بتصفحها مرة واحدة في الشهر، اثنان في الأسبوع، وبمجرد أن أستوعبه تماماً وأحفظه في ذاكرتي، أنتقل إلى كتاب آخر.

في الختام:

لا يوجد شيء جديد بخصوص مبدأ التعلم هذا، بل إنَّها بالضبط نفس الاستراتيجية التي استخدمها ممثِّل الفنون القتالية "بروس لي" (Bruce Lee) ليصبح أحد أكبر الفنانين القتاليين في التاريخ؛ إذ قال: "لا أخشى الرجل الذي مارس 10000 ركلة مرة واحدة، لكنِّي أخشى الرجل الذي مارس ركلة واحدة 10000 مرة"، وأنا لا أُعجب بالشخص الذي قرأ 1000 كتاب، لكنِّي أُعجب بالشخص الذي قرأ كتاباً واحداً 1000 مرة.

المصدر