مواجهة المشكلة مباشرةً للتخلص منها
لم أقابل أبداً شخصاً لديه حياة مثالية؛ وبعبارة أخرى، أنا ألتقي بأشخاصٍ يتظاهرون بأنَّ لديهم حياةً مثالية طوال الوقت، وعندما تسألهم عن حالهم يبدؤون بوصف المثالية التي تسير بها حياتهم، ومدى روعة كلِّ شيء بالنسبة إليهم؛ لكنَّهم غالباً ما يكونون على النقيض من ذلك تماماً.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن تجربته في مواجهة المشكلة وحلِّها مباشرة للتخلص منها.
لكن الناس الحقيقيين لديهم مشكلات، فما هي مشكلتك إذاً؟
هل أنت:
- أسير علاقة سيئة؟
- أو تعاني الاكتئاب؟
- أو تكذب دائماً؟
- أو لا تستطيع إنهاء أيِّ شيء؟
- أو هل أنت مدمن على شرب المنبهات؟ أو على الألعاب، أو الأفلام، أو ما إلى ذلك؟
- لا تستطيع التوقف عن الشكوى؟
- تكره العالم وكلُّ من فيه؟
- لم تتحدَّث إلى والديك منذ سنوات؟
- لا تستطيع التوقف عن المماطلة؟
أنا شخص يهتم بالآخرين بصدق؛ لذلك عندما أقابل أشخاصاً، آخذ الوقت الكافي للتعرف إليهم؛ وطوال العقد الماضي، التقيت بأشخاصٍ من جميع أنحاء العالم، وخاصة في العام الماضي عندما بدأت التدوين، تواصلت مع أكثر من ألف شخص عبر الإنترنت.
شاهد بالفيديو: 5 نصائح لاكتساب مهارة حل المشكلات
كيفية مواجهة المشكلة مباشرة للتخلص منها:
كما ذكرنا آنفاً كلُّ شخص لديه مشكلاته الخاصة، أنا مثلاً غير جيِّدٍ في إقامة العلاقات، فلست صبوراً بما فيه الكفاية، وغالباً لا أعطي الناس فرصةً ثانية، فأنا لست شخصاً مثالياً، ولا بدَّ لي من تغيير هذه الصفات.
لكن معظم الناس لا يفعلون شيئاً حيال مشكلاتهم أبداً، ولا بدَّ أنَّ لذلك آثاراً سلبية كثيرة، ولقد انفصل أحد أصدقائي عن زوجته منذ فترة، وأخبرني أنَّه كان دائماً يشكوها إلى ذويها؛ لكنَّه لم يفعل أيَّ شيء لحل المشكلة، فقد كان ينام مهموماً ويستيقظ مهموماً، ويقضي يومه بائساً، وقد استغرق سنوات لحل هذه المشكلة، فكلُّ ما كان يخشاه هو أن يبقى وحيداً.
لكن مع ذلك، فالانتظار ليس هو الحل المثالي والسهل للمشكلات، فمن الأفضل التعامل معها مباشرةً وحلها بدلاً من تأجيلها لوقتٍ لاحق، وإذا كانت لديك مشكلة في حياتك، فهذا لا يعني أنَّ العالم سينتهي، ولن يتوقف الكوكب عن الدوران، وسأراهنك بصرف النظر عن حجم مشكلتك، أنَّنا سنظل جميعاً هنا غداً.
لكنَّ الشيء الوحيد الذي يمكنك القيام به هو التعامل مع مشكلاتك، وحلها في أقرب وقت، فما هي الفائدة من الشكوى أو البكاء على شيء ما طالما لن يغير ذلك شيئاً؟ ستظل مشكلتك موجودة بانتظارك عند انتهائك من الشكوى، لكن أنا لا أقول أنَّ الأمر سهل، فإذا كنت ترغب في حل مشكلاتك، عليك أن تفعل شيئاً مختلفاً، وعليك أن تجرب طريقة مختلفة؛ لذا غيِّر طريقة تفكيرك أو غير تفكيرك.
إذا لم تفعل ذلك، ستعتقد دائماً أنَّك عاجز؛ لأنَّك إذا كنت تعرف بالفعل كيفية حل مشكلاتك، فربما تكون قد حللتها بالفعل، لكنَّ الحقيقة أنَّك لم تفعل؛ لذلك يبدأ الأمر بالاعتراف بأنَّ لديك مشكلة لا يمكنك حلُّها.
إنَّه أمرٌ صعب بالتأكيد، لكنَّ هذا لا يعني أنَّك لا تستطيع التعامل معه أبداً، وكلُّ ما يتطلبه الأمر فقط بعض الجهد الإضافي، وإليك ما قاله عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين (Albert Einstein) عن حل مشكلاتنا: "لا يمكننا حل مشكلاتنا بالتفكير نفسه الذي كان سبباً في وجودها".
في الختام:
إذا كانت لديك مشكلة، افعل شيئاً ما لحلها، لأنَّ ذلك أفضل من الوقوف متفرجاً، ومع ذلك، فإنَّ معظم الناس لا يحركون ساكناً حيال مشكلاتهم؛ لذا لا تكن منهم؛ بل كن أكبر من ذلك؛ لأنَّ هذا ما هو مطلوبٌ منك: كن أكبر من مشكلتك.