من شيفرة دافنشي إلى الأصل أسرار وأكواد دان براون التي أبهرت القراء حول العالم

عندما تدخل إلى عوالم "دان براون" تجد نفسك محاطاً بأسرار لا تُعَدُّ ولا تُحصى، بين اندفاعات الأبطال وألغاز الأماكن الخفية، نجح "براون" في أخذنا في رحلة لا تُنسى في عوالم موازية تتقاطع مع واقعنا، فـ "دان براون" هو العقل المبدع وراء أعمال أدبية أبهرت العالم بأكمله، وهو كاتب استطاع ببراعة فائقة رسم ألغاز مثيرة للفضول، جعلت القراء يسقطون في دهشة عميقة وتأملات معقدة.



من "شيفرة دافنشي" الرواية التي قلبت مفاهيم الديانة والفن والتاريخ رأساً على عقب إلى "الأصل" الذي استطاع فيه "براون" تسليط الضوء على أسرار تتعلق بأصول البشرية، تخطى "دان براون" حدود الأدب التقليدي وأصبح ساحراً أدبياً.

تتشابك الأخلاق في قصصه بالقليل من الجرأة، ويمزج بين الحقائق التاريخية والخيال، وينبش في كنوز أدبية تحمل في طياتها قصصاً تربط بين الماضي والحاضر، وينقلنا معه إلى عوالمه الموازية؛ حيث يكمن مفتاح الحقيقة، ويلعب الخيال بأذهاننا مع الوقوف على حافة الواقع، راسماً لوحات تحبس الأنفاس وتتحدى العقل وتثير الفضول.

ما الذي جعل روايات "دان براون" تحقق إقبالاً هائلاً وتصاحبها تساؤلات لا تنتهي؟ وكيف استطاع "بروان" أن ينسج خيوطاً من التشويق والغموض يجذب بها القراء من جميع أنحاء العالم؟ نقدِّم في هذا المقال ملخصاً لعبقرية "دان براون" وأسلوبه الفريد، ونختزل صفحات لبعض أعماله.

مقدمة في حياة دان براون:

"دان براون" كاتب أمريكي مشهور وُلد في 22 من شهر حزيران/ يونيو عام 1964 في "نيو هامبشاير"، وحصل على درجة البكالوريوس في الفنون من جامعة "أمهرست"، وعمل مدرِّساً جامعياً قبل أن يبدأ مسيرته الأدبية، وأشهر أعماله:

  1. الحصن الرقمي (Digital Fortress): صدرت عام 1998.
  2. ملائكة وشياطين (Angels & Demons): صدرت عام 2000.
  3. حقيقة الخديعة (Deception Point): صدرت عام 2001.
  4. شيفرة دافنشي (The Da Vinci Code): صدرت عام 2003، وهي الرواية الأكثر مبيعاً على الإطلاق بحسب قائمة "نيويورك تايمز".
  5. الرمز المفقود (The Lost Symbol): صدرت عام 2009.
  6. الجحيم (Inferno): صدرت عام 2013.
  7. الأصل (Origin): صدرت عام 2017.

أبدع "دان براون" شخصية "روبرت لانغدون" عالِم فك الرموز في أروقة جامعة "هارفرد"؛ وهو بطل يقودنا في رحلات ملحمية تنقلنا بين متاهات الألغاز والرموز المشوقة، وانتقلت هذه الشخصية الرائعة من عالم الكتب إلى شاشة السينما، وتحوَّلت روايات "دان براون" إلى أفلام ناجحة، منها فيلم "شيفرة دافنشي" و"ملائكة وشياطين" و"الجحيم"؛ إذ جسَّد "توم هانكس" شخصية "لانغدون" ببراعة.

تقدم شركة "كولومبيا" السينمائية فيلماً جديداً مستوحى من رواية "الرمز المفقود"، وعلى ما يبدو أنَّ "روبرت لانغدون" ما يزال يحمل أسراراً تنتظر لتُكتَشَف، فقد أعلن "دان براون" عن رواية "النهاية السعيدة" (The Happy Prince)، وهذه الرواية لم تُنشَر بعد، وقد أعلن "دان براون" عنها بوصفها الكتابة القادمة في سلسلة "لانغدون".

إقرأ أيضاً: 6 كتب تساعدك على أن تكون ناجحاً في عملك وحياتك

ملخص أفضل روايات دان براون:

أولاً: شيفرة دافنشي The Da Vinci Code

1. شخصيات رواية شيفرة دافنشي:

  • روبرت لانغدون (Robert Langdon): أستاذ الرموز في جامعة "هارفارد".
  • صوفي نيفو (Sophie Neveu): تعمل محللة شيفرات في شرطة باريس، وتصبح شريكة لـ "روبرت لانغدون" في حل لغز جريمة اللوفر.
  • سيلان سيلاس (Silas): رئيس جماعة "ألبينو أوردو"، وهو قاتل مأجور يعمل للحفاظ على أسرار كنيسة العهد الأول.
  • بيزو فاش: النقيب المسؤول عن التحقيق في جريمة متحف اللوفر.
  • ليو روكسبري: كبير علماء الديانة وخبير في الأديان والتاريخ، ويسعى إلى الكشف عن أسرار التاريخ المسيحي.
  • أندرو كولينغتون: صديق "لانغدون" و"صوفي"، ويشاركهما في رحلتهما للكشف عن الأسرار.
  • بيتر ستراوب: مدير وكالة الأمن الوطني الذي يتعامل مع القضية بمنظور أمني.

The Da Vinci Code

2. أحداث رواية شيفرة دافنشي:

تبدأ القصة بمقتل مدير متحف اللوفر في باريس "جاك سونيير" الذي يُكتَشَف أنَّه جد "صوفي"؛ البطلة الرئيسة للرواية، على يد الراهب الكاثوليكي "سيلاس"؛ وهو راهب يعمل لشخص يُلقَّب بالمعلم، والمعلم يسعى إلى اكتشاف مكان حجر الزاوية التي يعتقد أنَّها تكمن فيها أسرار "الكأس المقدسة".

بعد اكتشاف جثة "سونيير" وهو يُمثَّل في وضع الرجل الفيتروفي المتجسد في إحدى لوحات "ليوناردو دافنشي"، تستدعي الشرطة الأستاذ "روبرت لانغدون" من جامعة "هارفارد" لمساعدتها على فك رموز الرسالة المشفرة التي تركها "سونيير" قبل وفاته.

تظهر "صوفي نوفو" خبيرة تشفير في الشرطة الفرنسية وحفيدة "سونيير"، وتشارك "لانغدون" معلومات عن تورُّط جدها مع مجموعة وثنية سرية وتكشف عن ماضيها المعقد، وتتصاعد أحداث القصة بالتدريج، وتتضمن اتهامات لـ "لانغدون" بارتكاب الجريمة بناءً على رسالة "سونيير" التي تم مسحها قبل وصول "لانغدون" حسب ما يعتقد النقيب في الشرطة "بيزو فاش".

"لانغدون" و"نيفو" يجدان نفسيهما متورطين في سلسلة من الأحداث الغامضة والألغاز في باريس، وببطء، ينجحان في فك شيفرة الرسالة وكشف معناها الحقيقي التي تشير إلى كنز تاريخي وسر يتعلق بالكنيسة ومعتقداتها حول "مريم المجدلية".

تكشف نهاية الرواية عن السر القديم ومحاولة حمايته من الوصول إلى أيدي الشر، مع تطورات درامية تكشف عن هوية القاتل والتلاعب الديني والسياسي، وتنتهي القصة بكشف الحقيقة وإعادة تفسير الأحداث التاريخية والدينية بطريقة مثيرة، وهذا يترك القارئ مع عدد من الأسئلة والتفكير في العلاقة بين الدين والفن والعلم في العالم الحديث.

ثانياً: رواية الحصن الرقمي

تتحدث الرواية عن وكالة الأمن القومي (NSA) التي تقوم بجمع المعلومات والتجسس على البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية ومختلف البيانات الإلكترونية، وهذا ما أثار انتقادات حادة بسبب انتهاكات حريات الأفراد، وتمتلك الوكالة جهازاً قوياً لفك الشفرات المعقدة يُعرَف بـ "الترانسلتر" القادر على فك أيَّة شيفرة في دقائق.

Digital Fortress novel

تظهر مشكلة عندما تُكتَشَف شيفرة غامضة غير قابلة للفك تُعرَف بـ "الحصن الرقمي"، ويُعتقَد أنَّها صُممت بواسطة شخص ياباني ذكي كان يعمل سابقاً للوكالة يُدعى "إينسي تانكادو"، وهذا الشخص الياباني يريد الانتقام من الولايات المتحدة بسبب هجوم هيروشيما النووي الذي تسبب في تشويه جسده وتركه بثلاثة أصابع فقط.

عندما وضع المدير "تريفور ستراثمور" شيفرة الحصن الرقمي في جهاز فك الشيفرات "الترانسلتر"، لم يحل الجهاز الشيفرة؛ بل قام بطلب رمز المرور، فطلب المدير المساعدة من موظفته والخبيرة في فك الشيفرات "سوزان فليتشر" وخطيبها الدكتور "ديفيد بيكر" الذي لم يكن يعمل لصالح المؤسسة.

مع تطور الأحداث يكتشفون أنَّ "إنسي تاكادو" وضع نسخة مجانية على الإنترنت وأي شخص يستطيع حلها سوف يستطيع اختراق المؤسسات وجميع بياناتها السرية، وتبيَّن لهم أيضاً أنَّه يوجد شخص آخر يمتلك المعرفة بالمفتاح، وهو غير الشخص الذي صمم البرنامج، فكانوا مصممين على القبض على هؤلاء الشخصين؛ لذا طلب مدير الوكالة من الأستاذ "ديفيد بيكر" السفر إلى "إسبانيا" لتتبُّع الشخص الياباني وإحضار خاتم كان يرتديه، ومن المفترض أن يكون رمز الحصن الرقمي مكتوباً عليه.

هذا الاختيار أثار تساؤلات الأستاذ حيال سبب اختياره بدلاً من أحد عملاء الوكالة الذين يملكون خبرة أكبر في هذا المجال، ومع ذلك، أصر المدير على أنَّه مطلوب للمهمة، وتبيَّن فيما بعد أنَّ المدير كان يواجه ضغوطاً شخصية ومشكلات زوجية، وكان يحب موظفته "سوزان" خطيبة الدكتور؛ لذا قام بإرسال حبيبها إلى "إسبانيا" وطلب من القناص إزاحته من طريقه.

أصبحت المطاردة مكثفة بسبب الخاتم الغامض، والقناص كان يتتبع بشكل مثير للجدل الأستاذ "ديفيد" بينما حاول الأخير الحصول على الخاتم، وتبدأ أحداث المطاردة عندما أشار الشخص الياباني إلى الخاتم الذي سرقه زوج وزوجته من يديه عند موته، وانتقل الخاتم من شخص لآخر حتى انتهى بيد الأستاذ بعد مطاردة شديدة، وتم إرسال مراقبين من قِبل المدير لمراقبة الأستاذ، وفي الطريق إلى المؤسسة، تبيَّن أنَّ الخاتم ليس له علاقة بالمفتاح الذي اعتقدوا أنَّه موجود فيه.

في نفس الوقت، قام مخترقون بخرق أنظمة الأمان في المؤسسة، والجو كان مشحوناً بالتوتر، وعندما رأت الموظفة حبيبها بخيبة أمل، انهارت، فاحتجزها المدير وقام بقتل موظف آخر، ومن بين جرائم المدير السابقة كان قتل الحارس الذي حاول إغلاق "الترانسلتر"، ولتمويه الأمور، قام بكتابة اعتراف زائف يدينه بكل الجرائم.

في اللحظات الأخيرة، تمكَّن الفريق من إنقاذ المؤسسة بعدما كانوا يعانون من الضغط والتوتر، واكتشفوا أنَّ المفتاح كان في عدد الأصابع للشخص الياباني الذي كان يشير بيده إلى الزوج والزوجة عندما سرقوا الخاتم، وببساطة، كان الرقم هو 3 بسبب عدد أصابعه المشوه، وتم إنقاذ المؤسسة في اللحظات الأخيرة بفضل هذا الاكتشاف، وفي النهاية، تزوجت الموظفة "سوزان" الأستاذ "ديفيد".

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب نظرية الفستق للكاتب فهد عامر الأحمدي

في الختام:

تشكل روايات "دان براون" مجموعة رائعة من الأعمال الأدبية التي تجمع بين الألغاز المعقدة والأبعاد الثقافية والتاريخية، وتسلط الضوء على موضوعات هامة مثل التكنولوجيا والدين والتاريخ بطريقة تثري الفهم وتحفز التفكير، كما تتميز رواياته بقدرته على جذب القارئ واحتفاظه بتشويقه حتى الصفحة الأخيرة، وهذه الروايات تستحق التصفح، وإنَّها تثري الذهن وتوقظ الفضول، وهي من الخيارات الجيدة لمحبي روايات الخيال العلمي.




مقالات مرتبطة