من الذي يقود حياتك الحب أم الخوف؟

توجد قوتان تدفعان حياتك هما الحب والخوف؛ فالحب هو ذاتك العليا، وهو النية الخالصة والأمل، وعندما تقود ذاتك العليا حياتك، فستكون واعياً وواثقاً ممَّا تفعله، نتيجة ذلك ستنجح ويزدهر المجتمع حولك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية مع الحب والخوف.

أما الخوف، فهو نقيض الحب وهو ذاتك الدنيا، إنَّه للأسف المكان الذي يوجد فيه معظمنا، وعندما يقود الخوف حياتك، فإنَّك تصاب بالركود وتفشل؛ ومن ثَمَّ لن تستطيع تحقيق الهدف الذي تسعى إليه وستصبح شخصاً كئيباً.

1. من يقود حياتك؟

لمن تسمح أن يقود حياتك؟ وكيف تعرف من يقودها؟

معظم الوقت أنت لا تعرف من يقود حياتك؛ لأنَّك غير مُدرِك تماماً من الذي يتحكم بك وبظروفك.

اسأل نفسك: هل تعيش شغفك الحقيقي وهدفك؟ هل تسير الحياة بطريقة تسمح لك بالشعور بالراحة والقوة؟

إذا كانت الإجابة لا، فأنت بهذه الحالة تسمح لذاتك الدنيا بالتحكم في حياتك، وهذا يعني أنَّ الخوف يقود حياتك.

قد تقول: "لكنَّ الخوف شيء جيد، فهو يحميني ويحافظ على سلامتي".

يخدم الخوف غرضاً هاماً جداً، فهو يحذرك عندما تكون في حالة خطر جسدي وهذا هو ما يجب أن نصغي إليه، ومن ناحية أخرى يُقيِّدُك الخوف ويمنعك من أن تعرف كم أنت جميل وما الذي تستطيع القيام به.

2. عندما يقود الخوف حياتنا:

كان الخوف ذات مرة هو المُحرِّك المُهيمن في حياتي وتعذبت بسببه، وعرفت أنَّني قادرة على فعل مزيد من الأمور في حياتي؛ لكنَّ ذاتي الدنيا كانت المسيطرة ولا أستطيع السماح لنفسي بفعل ما أريده.

حلمت خلال حياتي بأن أصبح كاتبةً، فقد كانت الكتابة شغفي الدائم، وشعرت بالأمان والتقدير عندما أكتب؛ إذ استطعت التعبير عن أفكاري وآرائي ووجهات نظري دون أن أتعرض للانتقاد أو التجاهل.

ظننت أنَّني شخص لا قيمة له لأنَّ ذاتي الدنيا كانت دائماً هي من تقود حياتي، وليس لدي أي قدرة على الإطلاق للقيام بأي شيء، وهكذا سارت حياتي وفشلت ولم أستطع الكتابة وتخليت عن حلمي حينها، ولقد جعلتني ذاتي الدنيا أظن أنَّ الكتابة كانت مجرد أمنية بعيدة المنال؛ لذلك تخليت عنها.

شاهد بالفديو: 5 طرق تحول بها الخوف إلى حافز يدفعك للأمام

3. السعي من أجل فوز الذات العليا:

لقد كافحت ذاتي العليا دائماً حتى أستطيع قيادة حياتي، وتمسكت بالحلم الذي سعيت إليه وحاولت جاهدةً لأجعله حقيقةً، لكن وجدت عقبات كثيرة وجبَ التغلب عليها أولاً.

سيطرت ذاتي الدنيا عليَّ لسنوات، ولم أستطع تقويضها، فشعرت بالحزن وعشت حياةً غير كاملة وغير مُرضِية بسبب ذلك، وببساطة لم أعش الحياة التي أحلم فيها.

واصلت ذاتي العليا محاولة الظهور، وفي النهاية من خلال التأمل والتطوير الذاتي، أدركت أنَّني قوية وأستحق التفاعل مع العالم وأستطيع فعل كل ما أريده، وسأحصل على أي شيء أريده وأستطيع إحداث فرق في حياتي.

لقد أصبحت ذاتي العليا تقود حياتي الآن، واستطعت التغلب على ذاتي الدنيا وجعلت الخوف فقط بمنزلة تحذير لي في لحظات الخطر.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح للتغلب على خوفك من المجهول والاستفادة من الحياة أكثر

4. عندما تقود ذاتك العليا حياتك:

لم أعد أكتب أفكاري في دفتر يومياتي، فقد أصبحت لدي الآن منشورات منتظمة على شبكات الإنترنت؛ إذ أكتب منشورات تتضمن بعض الأخبار ومدونات صوتية، كما لديَّ بعض الكتب الإلكترونية وقد أوشكت على الانتهاء من كتابي الذي يتحدث عن تجاربي في السفر حول العالم وإلهام الآخرين لفعل الأمر نفسه، وقد استضفت للتو أول مؤتمر لي عن التدوين عن السفر.

كما أنَّني أتلقى بصورة منتظمة تعليقات من القُرَّاء عن دور كلماتي في تعزيز معنوياتهم وإلهامهم، لقد بدأت أعيش حلمي وهدفي، وأنا أخبرك بهذا الأمر لإقناعك بالقوة المطلقة في تخصيص الوقت الكافي لتطوير نفسك، فأنت قادر على تحريك الجبال وتحرير روحك.

نحن موجودون في هذه الدنيا لهدف معين، وبالنسبة إلى معظمنا يمنعنا الخوف من أن نكون كما نريد ونحن لا نلاحظ هذا، وهذا يؤدي إلى تقييد أفكارنا ومعتقداتنا وأفعالنا.

نحن نحتاج إلى المساعدة في التخلص من قوى الخوف الدنيا تلك والسماح للحب بتوجيهنا إلى مستقبلنا الهادف.

الآن عندما أصل في حياتي إلى لحظة اتخاذ القرار أو امتلاك الشجاعة، أدرك بوضوح صوت الخوف الذي يخبرني بما يجب أن أفعله لأصبح أقل قيمةً، ولم أكن أعرف هذا الصوت من قبل، فقد تحكم بي لأنَّني لم أكن مدركةً له، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يصبح الصوت قوياً بما فيه الكفاية ليجعلني أتبعه، لكن من يقود حياتي قد تغير.

لقد بذلت قصارى جهدي لأعيش حياتي بهدف، وما يزال الخوف موجوداً بالتأكيد؛ لكنَّني أعرف كيف أتحكم به، وأعرف متى أستمع إليه ومتى أتجاهله، ولقد أصبحت أعرف من الذي يجب أن يقود حياتي.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الخوف وتصبح شجاعاً؟

5. البدء في اختيار من يجب أن يقود حياتك:

ما الذي تراه ممكناً؟ ماذا تطلب منك ذاتك العليا أن تفعل؟ كيف تستطيع التغلب على ذاتك الدنيا؟

ستبقى دائماً ذاتك الدنيا هي المسيطرة حتى تجد طريقة لإزالة هذا الخوف وتجعل حبك لنفسك هو القوة الأكبر.

لا يريدك الخوف أن تتولى زمام الأمور؛ فلن تكون له أية قوة أو سلطة؛ لذلك يجب أن تعرف بنفسك مدى جدارتك وقدرتك على عيش هدفك الحقيقي، ومهمتي هي مساعدة الناس على إدراك ذواتهم العليا والسماح لهذا أن يكون المُحرك المسيطر في حياتهم، والخيار لك فيما إذا سمحت للخوف أو الحب بقيادة حياتك.

الحب هو كياننا الأعلى، فمع الحب كل شيء ممكن وبالحب نزدهر.




مقالات مرتبطة