ملخّص كتاب التعلّم السريع للكاتب دايف ماير – الجزء الأول

سنتحدث اليوم عن كتاب التعلّم السريع للكتاب دايف ماير الذي يعتبر من أهم كتب التنمية البشرية فيما يتعلق تصميم وتنفيذ البرامج لتدريب أسرع وأكثر فعالية، حيث ستجد في هذا الكتاب المئات من الأفكار والتقنيات التي ستساعدك في عملك، ولكن ما هو أهم منها جميعاً هو فلسفة التعلّم السريع والتي أتوقع منها أن تمنحك القدرة على الاستمرارية، أدعوك عزيزي لمتابعة القراءة لتتعرف على أهم الفصول الواردة في هذا الكتاب القيّم.



المبادئ الأساسية للتعلّم السريع:

  • البيئة الإيجابية: يتعلّم الناس بشكل أفضل في بيئة صحية مادياً وعاطفياً واجتماعياً، ونعني بالصحية تلك المريحة والمحفّزة في آن معاً.
  • المشاركة الفعّالة من قبل المتعلّمين: يتعلّم الأفراد بشكل أكثر فعاليّة عندما يشتركون في العملية التعليمية بشكل حقيقي ويحملون مسؤولية تعلّمهم بأيديهم.
  • التعاون بين المتعلّمين: يتعلّم الأفراد بشكل أفضل في بيئة تعاونية إن أفضل أنواع التعلّم هو التعلّم الاجتماعي.
  • التنوع الذي يقارب كل أساليب التعليم: يتعلّم الناس بشكل أفضل عندما يتوفر لديهم الخيار الواسع بين أساليب مختلفة تسمح لهم باستخدام كافة حواسهم والاستمتاع بأسلوبهم المفضل.
  • التعلّم ضمن السياق: يتعلّم الناس بشكل أفضل ضمن السياق.

روح التعلم السريع:

إن التعلم السريع هو فلسفة متكاملة عن الحياة والتعلّم وبصفته هذه فهو يشكّل نظرة جديدة كل الجدّة للأمور تهتم بالتخلص من المكننة وإعادة الإنسانية إلى عملية التعليم، كما إن التعلّم السريع هو عملية هيكلية وليست تجميلية عندما يتم تطبيق التعلّم السريع فإن ذلك سيترك أثر على النظام بشكل كامل كما على شخصية المدرب والمؤسسة ككل.

متعة التعلّم:

المتعة أثناء التعلّم هي العامل الأساسي الذي يمكن أن يحدد نوعية وكمية الناتج عن العملية التعليمية وإن الاهتمام بشعور المتعلمين بالمتعة هو من أساسيات التعلّم السريع إلا أن هذه المتعة لا تعني اللهو غير المفيد وغير المنتج، إن المتعة هنا تعني إثارة الاهتمام تعني الخلق الممتع للمعنى من قبل المتعلّم والفهم الجذاب للمضمون.

الإطار:

عند قراءتك لهذا الكتاب ستلاحظ أن الخلفيات والأفكار تترابط وتتشابه إن الغاية من الحفاظ على الإطار العام هو الحفاظ على ترابط الفكرة الأساسية، إن المسألة هنا أشبه ما تكون باللازمة الموسيقية التي تكرّر في أماكن مختلفة من المقطوعة الموسيقية وتعطي انطباعاً مختلفاً في كل مرة.

نحو النتائج:

إن التعلّم السريع هو بالدرجة الأولى النتيجة التي يتو الوصول إليها وليس الوسيلة المستخدمة، إن هذا الربط بين التعلم السريع والنتائج هو مسألة جوهرية حيث أن أية وسيلة من موسيقى أو أنشطة أو فديو أو أي شيء آخر طالما أنها تؤدي إلى نتائج إيجابية في إنتاج تعلّم أسرع وأكثر فعالية هي من وسائل التعلّم السريع.

فلسفة متجددة عبر العصور:

ينضوي تحت لواء التعلّم السريع الآلاف من التقنيات والوسائل ولا يزال هذا الريقم في ازدياد إلا أن هذا ليس كل شيء في التعلّم السريع فالتعلّم السريع قبل أي شيء آخر هو نظرة إلى التعلّم وإلى الحياة تعدف إلى إعادة الإنسانية إلى العملية التعليمية واستعادتها من براثن الآلات والتكنولوجيا.

التعلّم بكامل العقل، التعلّم بكامل الجسد:

تشير أحدث الدراسات إلى أن الإنسان يتعلّم بكامل جسده وبكامل عقله بشكل لفظي أو غير لفظي عقلانياً وعاطفياً وجسدياً وفطرياً في آن معاً ويمكن  لهذا المبدأ أن يفسر لنا لماذا يمكننا أن نتعلّم كماً كبيراً من المعلومات دفعة واحدة عن طريق الانغماس في الموضوع ولماذا نواجه صعوبة في تعلّم نفس الكم عندما نجزئه إلى أقسام أصغر على فترات متلاحقة غير مترابطة.

ثورة التعلّم:

لقد حوّلت مسلّمات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين التعلّم إلى عملية كئيبة وبطيئة وغير فعّالة ولم تنجح كل التقنيات والأساليب التي حاولت تحسين هذا الوضع في تحقيق نتائج إيجابية فنحن لم نكن بحاجة لإصلاح هذه الأرضية وإنما لإيجاد أرضية جديدة تماماً.

أهداف جديدة للعملية التعليمية:

تعلم القرن التاسع عشر: لقد كانت الغاية في القرن التاسع عشر هي تدريب المتلقي على أنماط سلوكية خارجية شديدة التحديد بهدف إنتاج خرج مجدد معياري وقابل للتوقع.

تعلّم القرن الحادي والعشرون: إن الغرض من التعليم والتدريب في يومنا هذا هو تحضير الناس لعالم متغير باستمرار  عالم يحتاج فيه الجميع لإطلاق طاقاتهم الكاملة العقلية والروحية والتصرف انطلاقاً من إبداع عقلي وليس انطلاقاً من روتين خال من التفكير.

عودة إلى النظرة الكلية:

إن النظرة الكلية هي من المفاتيح الذهبية في التعلّم السريع لا بد من النظر إلى كلية المعرفة، كلية الشخص، كلية المؤسسة وحتى كلية الحياة ذاتها، نحن اليوم بأمس الحاجة للعودة إلى كليتنا نحتاج إلى أن نفهم أن التعليم ليس عملية معرفية بحتة وإنما هو عملية تشمل الشخصية بأكملها، العقل والجسد والروح، هذه الثلاثة التي تصنع العبقرية.

أثر التعلّم السريع على المؤسسات:

يترك التعلّم السريع آثار جبارة على عمل المؤسسات وإليك بعض الأمثلة القليلة عن هذا الأثر:

حققت كلية فلوريدا نسبة تحسن مماثلة في دورات تعلّم الحاسب الآلي عن طريق القيام بفعل بسيط وهو وضع متدربين اثنين على كل حاسب وجعل كل منهما مسؤولاً عن تدريب الآخر.

الأسلوب الجديد للتدريب يخلق بيئة نفسية مشجعة وعلى التنوع في وسائل التدريب وإعطاء الفرصة للمتدربين للاندماج في العملية التعليمية وتشجيع التعاون فيما بينهم.

الأثر الشخصي للتعلّم السريع:

يترك التعلّم السريع أثراً لا يمكن إنكاره لدى المتدربين وهذا الأثر لا يقل عن تجربة نجاح التعلّم لم يختبروها من قبل، قال الكثيرون إن التعلّم السريع ساعدهم في اكتشاف طاقات إبداعية في العمل لم يعرفوها في أنفسهم من قبل، إن القدرة على إنجاز التصاميم بشكل أسرع والقدرة على تحسين جودة التعلّم وجودة الأداء المهني وإضافة لمسة من المتعة والإبداع إلى مناخ العمل كلها عبارة عن ملامح من الأثر الذي يتركه التعلّم السريع على المتدربين.

بما أن التعلّم السريع هو تعلّم طبيعي فإن جذوره تعود إلى تقاليد التعليم القديمة فهو ببساطة الطريقة التي يتعلّم بها أي طفل منذ ولادتخ ولكن إذا أردنا الحديث عن ثورة التعلّم السريع الحديثة وخصوصاً فيما يتعلق بالتعلّم كمهنة ذات هيكلية وبعالم التدريب في الثقافة الغربية يمكن القول أن التعلّم السريع بزغ في النصف الثاني من القرن العشرين.

بعض الروافد الأخرى لتيار التعلّم السريع:

  1. لقد نقض التطوّر المعرفي الحديث وخصوصاً فيما يتعلق بالدماغ والتعلم الكثير من مسلمات أساليب التعليك القديمة إذ ثبت خطأ النظرية القائلة أن التعلّم هو مجرد عملية شفهية ومعرفية وتحتاج جهداً عقلياً بحتاً. وضحت الدراسات الحديثة أن التعلم يشمل حتى المشاعر يحتاج جهداً شاملاً لكامل الجسد والحواس وأبعاد الشخصية.
  2. أثبتت أبحاث التعلّم الحديثة استحالة وجود نموذج تعليمي واحد قابل للتطبيق في كل الحالات. يختلف الناس في طريقة استجابتهم للتعليك وبالتالي لا بد من تنوع وسائل التعليم ومقارباته وهو ما يمثل التحدي الأكبر أمام هيكلية التعليم القديمة القائمة على الترتيب والخطط المسبقة.
  3. لقد أعطانا صعود فيزياء الكم وانهيار مبدأ نيوتن في فهم الحداث الطبيعية كسلسلة رتيبة خاضعة لقوانين خطية قبلاً أكبر لمبدأ الترابط بين مجريات الأحداث والطبيعة الإبداعية الحية غير الخطية وغير الميكانيكية للوجود.
  4. إن التطور المتدرج من ثقافة ذكورية إلى ثقافة أكثر تشاركية وتوازناً قد فتح الباب أمام مقاربة أقرب إلى اللطف والعمل المشترك للتعليم.
  5. فتح تراجع السلوكية كسيكولوجية وحيدة الباب أمام نظرة أكثر إنسانية وأكثر كلية في فهم التعليم وممارسته.
  6. حافظت بعض الحركات الموازية على حيوية بعض مقاربات التعليم الأخرى، فعلى سبيل المثال كان هنالك حركة المدرسة التقدمية، وحركة التعليم المندمج، وحركة التعليم الإنساني، وحركة المدرسة الحرة.

المبادئ الأساسية للتعلم السريع:

يعتمد التعلّم السريع على المبادئ الهامة التالية:

  1. يعتمد التعلّم على العقل والجسد بكليتهما.
  2. إن التعلّم هو عملية خلق للمعرفة وليس استهلاكاً لها.
  3. التعاون يساعد في التعلّم.
  4. يحدث التعلّم في مستويات عدة في الوقت ذاته.
  5. يأتي التعلّم من ممارسة المادة عملياً.
  6. تحسّن المشاعر الإيجابية التعلّم بشكل كبير.
  7. يمتص الدماغ الصوري المعلومات آنياً و أوتوماتيكياً.

التعامل مع الأمراض التعليمية في الثقافة الغربية:

إن معظمنا مصابون بالإعاقة التعليمية دون حتى أن نعرف ذلك. إن الذي سبّب هذه الإعاقة ويستمر في تقويتها هو صندوق المعتقدات التي ورثناها حول التعليم والتي تحوّلت إلى جزء من تراثنا الثقافي

الأمراض التعليمية في الغرب:

  1. البيوريتانية: التعليم بالنسبة للبيوريتانيين عو عملية تلقين وغالباً ما كانت عملية التلقين هذه مخيفة للمتعلّم وخالية من المتعة كما كانت معتمدة على الاستظهار والحفظ بشكل مطلق، إن الترياق الأكثر فعالية لمرض البيوريتانية وفقاً لنظرية التعلّم السريع هو استعادة المرح في العملية التعليمية حيث يستطيع الكبار والصغار التعلّم بشكل أمثل في بيئة تعليمية تتيج المجال للاهتمام الشخصي والسعادة.
  1. الفردية: منذ البدايات كانت الفردية هي السمة الطاغية: الخلاص الفردي، الرواد الأفراد الذين استكشفوا البلاد، مؤسسو عالم الأعمال الأفراد الذي عملوا ضد الظروف وانتصروا عليها ضمن هذا المناخ المفرط في الفردية نمت الجامعات الأمريكية دون أي حس بالطبيعةا لاجتماعية للتعلذم وبدلاً عن ذلك ركز التعليم على الإنجاز الشخص، العلاج إن التعليم الجيد هو تعليم اجتماعي على الاقل بالنسبة للأغلبية العظمى من المتعلمين  حيث أن التعليم يتحسن بشكل واضح جداً عندما يساعد المتعلمون بعضهم بعضاً.
  1. نموذج المصنع: لقد تأثر واضعو نظام التعليم العام بنظم المصنع الذي أحاط بهم من كل جانب بعد الثورة الصناعية وهكذا  إن المدارس في نشأتها الأولى لم تكن سوى تطبيقاً عملياً وعلمياً واعياً لنموذج الإنتاج الصناعي في التعليم العام، العلاج تؤكد نظرية التعليم السريع على ضرورة استبدال نظام الوجبة الموحدة في التعليم والتدريب بمائدة مفوحة متنوعة الخيارات إذا كان للتعليم أن يصل إلى الجميع. من المستحيل وجود طريقة فضلى أو طريق واحد إلى التعليم الأمثل.
  1. التفكير العلمي الغربي: لقد تشكّل العالم الحديث استناداً إ الرؤى العلمية التي تبلورت منذ القرن السادس عشر يمكن تلخيصهما بما يلي: وجود عالمين منفصلين مستقلين، إن كل من مكونات العالم الخارجي المادي بما في ذلك الجسد البشري يعمل كآلة منظمة، العلاج التجربة هي خير معلم لا بد من أن نحاول قدر المستطاع أن نتجنب التعليم النظري الجاف ونشجع التعليم بالتجربة.
  1. الفصل بين العقل والجسد: لم يكتف نظام التعليم الغربي بالفصل بين الأفراد وبيئتهم المحيطة وما فيها من تجارب كلية وشمولية بل قام أيضاً بفصل الأفراد داخلياً، فكما اعتقد أن كل شيء في الطبيعة مستقل عما حوله كذلك العقل والجسد مستقلان عن بعضهما البعض تماماً، العلاج إن العقل والجسد هما تركيبة واحدة مترابطة بكل أكثر من ذلك لقد أثبتت التجارب مرة بعد مرة أن العقل ليس شيئاً محصوراً بالدماغ وحده بل متوزع في كامل الجسد. إن حركة الجسد لا تفيد العقل من حيث تنشيط الدورة الدموية فقط بل أيضاً من خلال إنتاج مواد كيميائية أساسية لبناء الشبكات العصبية في الدماغ.
  1. الهيمنة الذكورية: لقد ركّزنا لقرون طويلة على الوعي الذكوري وليس الأنثوي وقد تركت هذه الذكورية آثارها العميقة على النظام التعليمي، وكمثال على ذلك من وضع النظم التعليمية الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا جميعاً رجال ولم تشارك النساء أبداً في تلك العملية، العلاج نحن بأمس الحاجة إلى اللمسة الأنثوية في عالم التدريب والتعليم وليس المقصود هنا التخلي عن اللمسة الذكورية  وإنما مجرد تحقيق التوان بين الطرفين: بين الذكورة والأنوثة.
  1. الآلة الطابعة: عززت الآلة الطابعة التركيز على الكلمات وليس الصور، جعلت التعليم خطياً ومرحلياً، عززت المبادئ النظرية ورفعتها فوق التجربة العملية، رفعت نصف الماغ الأيسر الذكوري فوق الأيمن الأنثوي، عززت الفردية في التعليم على حساب التعليم التعاوني.

إن الهدف من التعلّم السريع ما هو إلا مساعدتكم لاستعادة التعلّم الأكثر صحية في المدراس والشركات وحتى في المنزل وفي كل مكان.




مقالات مرتبطة