ملخص كتاب أسوأ عدو أفضل معلم للمؤلفة ديدري كومبس

يُعتبر كتاب أسوأ عدو، أفضل معلّم، واحدًا من الكتب الشهيرة التي نستطيع أن نتعلّم من خلاله الطرق الصحيحة لمواجهة الخصوم الذين نُصادفهم في حياتنا، وأن نستفيد من وجودهم لكي نتعلّم الكثير عن أنفسنا، فعن طريق هذا الكتّاب القيّم نستطيع أن نحوّل صراعاتنا إلى فرص ثمينة، وأن نحوّل الخصوم المزعجين إلى معلميّن، وهذا عن طريق الوصل بين أساليب الصراع القديمة والأبحاث الحديثة في مجال مهارات التأمل الكوني، بطريقةٍ نستطيع من خلالها أن نسيطر على ذاتنا وأن نحافظ على سلامنا الداخلي، فيما يلي سنُلخّص لك مجموعةً من أهم الأفكار الواردة في هذا الكتاب.



مقدمة الكتاب:

لا يوجد سبيل للهروب، سيتواجد في حياتنا دومًا أشخاص يدفعوننا إلى الجنون، أطلق عليهم ما تشاء من أسماء: أعداء، أو خصوم أو أصهار، فبإمكانهم أن يُثيروا حفيظتك ويجعلوا حياتك تعيسةً، سيكونون كالغصة في حلقك.

فهناك فئة (كل ما يتعلق بك يُثير غضبي)، مثل زميل العمل الذي يتملّقُ  رئيسهُ دائمًا، أو السياسي الذي تجد سياسته مثيرة للاشمئزاز، أو الآباء الذين يُحوّلون تجمعات الأعياد إلى حلقات من البرنامج الحواري السياسي، أو المشاهير الذين تحوّلوا إلى نشطاء سياسيين في البرامج الإخباريّة الصباحيّة.

ثُمّ هناك أيضًا مجموعة (أود فقط لو لم يكن لديك تلك الخصلة المزعجة)، تضم تلك المجموعة زميل العمل الذي يُفرقع علكته، والأخ الذي يتفوّه بأشياء غير لائقة في دار السينما، أو الصديق الذي يحتاج إلى جرعة يوميّة من الأحاديث التشجيعيّة.

غالبًا ما نحاول أن نصبر ونتحمّل هؤلاء الأشخاص ومُضايقاتهم كجزء من حياتنا مثل تحملنا للأمراض التي تُصيبنا، أو تقدّم السن، أو البقع المُحرجة التي تظهر على جلدنا، لكن ذلك لا يمنعنا من التوقف وأن نحملق إلى فوق ونحك ذقوننا ونتخيّل: ألن تكون الحياة رائعة إذا لم يكن فلان هذا جزءًا منها.

هل هناك سبيل للتعامل مع هؤلاء الأشخاص الذين يدفعوننا للجنون، سوى أن تعيش كنساك في مكانٍ معزول؟ هل هناك طريقة ليس فقط للتوافق معهم بل كوسيلة لمعرفة الذات وتقويمها؟ هل هناك وسيلة ليس لتحمّلهم فقط بل وتقديرهم أيضًا؟

الإجابة هي نعم، وأنت على وشك معرفة الطريقة، فليس علينا أن نحب أعداءنا ومن الممكن أن نهابهم. ولكنّنا نسطتيع أن نقوّم من أنفسنا من خلال وجودهم. من الممكن أن يمنحنا الأعداء أفكارًا وفرصًا جديدة، ويُمكن التجاوب بذكاء مع خصومنا وتجاوز تهديداتهم ومضايقاتهم، من الممكن أن توسّع الصراعات من إدراكنا وتوضح أولوياتنا حتّى نعبر من فوضى الصراع أكثر حكمةً وأفضل استعدادًا وأكثر سعادة.

أولاً: انظر لعدوكَ كمعلّم

عدو يالها من كلمة قويّة، عندما أتحدّث عن استراتيجيات الصراع وأوصي بأنّنا يجب أن نتعلّم من أعدائنا ونُقدّر أعداءنا، يعتقدُ العديد من النّاس بأنّ هذهِ النصيحة تنطبقُ على عدد قليل جدًا من الأشخاص في حياتهم. في بادئ الأمر، ينظرون إلى أعدائهم على أنّهم المُجرمون الخطرون والأشخاص الذي يُضمرون لهم الكراهيّة ويودون تدميرهم.

ولكنّ علم الاشتقاق يصف كلمة عدو ببساطة على أنّهُ ليس صديقًا، فهو الشخص الذي يُعارض مقاصد أو مصالح الآخر، بناءً على ذلك، يكون العدو هو أي شخص أو أي شيئ يجلب النزاع أو الشقاق إلى حياتنا، ومن خلال هذا المفهوم الواسع نجد أنّ الإرهابي هو بالطبع عدو لنا، وكذلك جارنا وجروهُ الذي يعوي، وكل العملاء والموظفين المعارضين للسياسات الجديدة ينطبق عليهم هذا الوصف، وأفراد عائلتنا الذين يُوجهون لنا هجمات نحن لسنا على استعداد لها يصيرون خصومًا غير متوقعين.

الخبر السيئ هو أنّنا باستخدام هذا التعريف، نُصبح مُحاطين بالأعداء، وهي فكرة قد تبعثُ على الخوف في بادئ الأمر. لكن من الممكن أن يجلب لنا خصومنا معلومات نحنُ في أمس الحاجة لها في هذا الوقت، ليُشاركونا بها، وبالتالي نستطيع أن ننظر إلى خصومنا على أنّهم معلمون محتملون، هذا التعريف يجعل من العالم حولنا قاعة درس نصبح بداخلها مُحاطين بكل من يمد يد العون لتقييمنا وتغييرنا.

ثانيًا: حدّد مصدر التهديدات

إنّ معرفتنا بالنواحي الأربع الأساسيّة التي من الممكن بواسطتها أن نتعرّض للتهديد ستُساعدنا في تقدير المخاطر المحسوسة. فكل فرد منّا ينطوي على كيان مادي، ووجداني، وإبداعي، وفكري، ومن خلال جمعها معًا سيتكوّن هذا الجهود والمُحيّر والفريد الذي نمثله، ويتم تعريف النواحي الأربعة في جميع أنحاء العالم على النحو التالي:

1- الكيان المادي:

ويتضمن جسمنا بما فيهِ من العظام، العضلات، الحواس الخمس، والأعضاء، وهو مرتبط بالصحة والدخل المادي وكل ما يدعم سلامتنا الجسديّة، ويتم الاعتناء بهِ من خلال التغذية السليمة، والتمرينات، وقضاء الوقت خارج المنزل، والراحة.

2- الكيان الوجداني:

ويتضمن المشاعر، الحدس، والعلاقات الشخصيّة، ويرتبط هذا الكيان في جميع أنحاء العالم، فهو مثله مثل الماء أيضًا ليس له حدود ومن المستحيل أن يظلّ بلا حراك، ويُمكن الاعتناء بالكيان الوجداني بالحصول على العلاقات السويّة، وتقبلنا لمشاعرنا، وأحيانًا من خلال الإرشاد والصمت.

3- الكيان الإبداعي:

يتوازن مع شعلة الروح وبريقنا وهدفنا الخاص، الإبداع ينمو من خلال هبّات الوقت غير المنظم وحريّة التعبير، الكيان الإبداعي يتضمن البصيرة ووجهات النظر الفريدة، فهو عالم العقل الباطن الجماعي أو الروح.

4- الكيان الفكري:

مرتبط بالعقل، والمعلومات، والأفكار، يرتبط الفكر في جميع بقاع العالم بالهواء، ويُمكن تهذيبه من خلال التعليم، والألعاب، والأحجيّة، والفوازير، هذا الجسم يعمل في العالم غير المرئي للفلسفات والمفاهيم.

ثالثًا: دليل المحارب اليومي

تحوّل الفنون القتاليّة أيضًا فلسفة المحارب الشجاع إلى انضباط يومي، وفي هذا الفصل سوف نستخدم عمليّة الصراع التي تتكوّن من خمسة أجزاء أساسيّة كتشبيه جيد على التعامل مع الخصم:

  1. درعك: قواعد السلوك.
  2. انحناءة البداية: البداية الجيدة.
  3. الصراع والمنافسات: قوة التمرين.
  4. انحناءة النهايّة: الاختام المشرف والاندماج.
  5. التكيُّف المناسب: البقاء قويًا.

إنّ هذهِ العمليّة لا تُعتبر دليلًا إرشاديًا لسلوكنا أثناء إحدى المحادثات الصعبة فقط، بل إنّها تحدد مركزنا أيضًا مما يُمكننا الترحيب بأي شيئ يحدث لنا طوال اليوم، وتمامًا مثل المُحاربين الأسطوريين القدماء، فإنّنا نننطلقُ لمواجهة خصومنا بدرعٍ قوي لحمايتنا لكي نتمكّن من العودة إلى ديارنا بسلام من معاركنا اليوميّة.

قواعد السلوك:

إنّ امتلاك مجموعة من الأخلاقيات والمثل التي تتعهد بالإلتزام بها، هي خاصيّة متميزة للقائد الملتزم بالمبادئ، عندما يُقاتل الشخص على أنّهُ فرد في فريق، مثل فرسان المائدة المستديرة، يلتزم الفريق باتباع مجموعة مشتركة من المبادئ في ساحة المعركة وخارجها:

لقد تعهد فارسنا جوين الصالح باتباع الفضائل الخمس لفارس المائدة المستديرة:

  • الصداقة.
  • الكياسة.
  • نقاء القلب.
  • الكرم.
  • العطف.

وكذلك يصف جوزيف كامبل أسلوب المحارب الشهم في الأساطير اليابانيّة بـ:

  • الوفاء والشجاعة.
  • الصدق.
  • العزيمة.
  • الإحسان.
  • الاستعداد للعب دورهِ كاملًا في حفلة الحياة التنكريّة.

ونقتبس من تراث اللاكوتا:

  • التحمّل، والاستقامة، والقوة، والنقاء.
  • تبقي حياتنا مستقيمة، وتجعلنا نعمل لأغراض حسنة فقط، وبالتالي ستُصبح أقوالنا صادقة، وستبرز الأمانة فقط من تعاملاتنا مع جميع الأشياء.

رابعًا: إشحذ ذهنك

خلق مساحة عن طريق التأمل:

ليس بالأمر المفاجئ مع كل تلك المعلومات التي تبث حولنا، أن تتشوش عقولنا، وتضطرب مشاعرنا خلال اليوم، الممارسة اليوميّة للتأمل، والجلوس هادئًا بذهنٍ صاف، تساعدنا على التصدي لكل تلك الملعومات التي تثقلنا بحملها، عن طريق التخلّص من الزائد منها، وتهدئتنا ليكون في استطاعتنا الرؤيّة بوضوح أكثر.


اقرأ أيضاً:
8 خطوات تساعد المبتدئين على تعلُّم رياضة التأمل


إصنع روتينك الخاص:

  1. أوجد مساحة خالية وخصصها لممارسة التأمل، ويمكن أن تكون ببساطة وسادة في زاوية غرفة نومك.
  2. ألزم نفسك بممارسة التأمل لفترة زمنيّة معينة كل يوم، وأخبر شخصًا تمن لهُ كل الاحترام عن ذلك الإلتزام.
  3. إن فوّت يومًا دون ممارسة التأمل، فعد إلى المكان الذي خصصتهُ للتأمل في اليوم التالي.
  4. إصنع طقسًا خاصًا للتأمل، ليُصبح جسدك متعودًا عليه مثل تعودهِ على كوب القهوة الذي تشربهُ في الصباح.

إجعل ممارسة التأمل مريحة لك:

  1. اشتر لنفسك وسادة للتأمل، أو استخدم مقعدًا يُمكّنك من الجلوس معتدلًا في وضع مستقيم.
  2. تمدد أو تمرّن قليلًا قبل أن تجلس.
  3. جد مكانًا هادئًا بعيدًا عن أي مصدر إلهاء.
  4. كل يوم سيكونُ مختلفًا عمّا قبله.

تعلّم كيف تجلس:

  1. اجعل عمودك الفقري في وضع مستقيم مع إمالة رأسك قليلًا إلى الأمام وإرخاء فكك.
  2. دع يديك على ركبتيك، أو قم بإرخائهما بين ساقيك.
  3. أغمض عينيك تمامًا.
  4. استمع إلى أنفاسك، وصفِّ ذهنك من كل الأفكار.
  5. عندما تبدأ الأحاسيس والأفكار في الظهور، تعرّف عليها.
  6. عندما تجرفك الأفكار والمشاعر بعيدًا، عد إلى الاستماع إلى أنفاسك.

خامسًا: إضبط إيقاع قلبك

تعلّم من أنت:

على مدار السنوات، عمل مدرب الدوري الأمريكي لكرة السلة، فيل جاكسون، على تعليم لاعبيه ألّا تأخذهم القوة في سحق خصومهم، كان جاكسون يفرض غرامة على أي لاعب يُحرز ثلاثة أهداف في نهاية المباراة عندما يكون فريقهُ متقدمًا على الفريق الآخر بفرق أكثر من عشرين نقطة، فبعد دراستهِ لتعريف قبائل اللاكوتا للمحارب والعمل الجماعي، شرح جاكسون موقف محارب كرة السلة قائلًا: هو أسلوب تعامل تحترم فيهِ إنسانيّة كلا الجانببين، مع إدراك أنّ في النهايّة يوجد فائز واحد فقط، فهو مخطط عمل لبذل كل ما في وسعك، بدافع احترام وليس كره العدو، والأهم من ذلك كله هو الرؤية من زاوية شاملة للمنافسة، الي  تشمل كلا الخصمين كشركاء في رقصة واحدة.

إدارة الغضب:

عندما نغضب، عادةً ما نقوم بأفعال نندم عليها فيما بعد، قال كاتب الحرب الأهليّة أمبروز بيرس: تحدّث وأنت غاضب، وستتفوه بأفضل حديث تندم عليهِ طوال حياتكَ. ونحنُ مستشيطون غضبًا، نُطيح بقواعد سلوكنا أرضًا حين لا نجد من نصب عليهِ جام غضبنا، وعندما نهدأ لا يتبقى شيئ سوى الإحراج والرغبة في إصلاح ما أفسدهُ الغضب. إنّ الشعور بالغضب إحساس رائع للغاية، فعادةً ما أشعر أنني مدفوعة بعاطفة الغضب لقول ما بداخلي مشاركة كل أفكاري السريّة، التي لا أخبر بها أحدًا ودائمًا ما أندّم على ذلك فيما بعد.


اقرأ أيضاً:
أهم أدوات فن إدارة الغضب


المصادر:




مقالات مرتبطة