مفهوم السعادة وأهميته في تحديد معنى الحياة

يقول الفيلسوف أرسطو (Aristotle): "إنَّ السعادة هي معنى الحياة، والهدف، والغرض النهائي من الوجود الإنساني"، قد يبدو للوهلة الأولى هذا الكلام منطقياً جداً، وتؤيده وسائل الإعلام السائدة بشدة، فقد تعلمنا منذ الصغر أنَّ السعادة هي شيء يجب أن نسعى إليه، وأنَّها الهدف الأساسي للحياة، وتكتمل حياتنا بمجرد أن نحقق السعادة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون أنتوني تشانغ (Anthony Chang)، ويُحدِّثنا فيه عن مشاعر السعادة. 

هل هذا الكلام صحيح بحق؟

بالنسبة لي لم أكن شخصاً يسعى سعياً مدروساً وراء السعادة ويحكم على شعوره بالإنجاز بهذا الأمر، فلطالما راودتني أفكار عن معنى السعادة، وما إذا كنت سعيداً حقاً، لكنَّني كنت دائماً أؤجل التفكير في هذا الأمر إلى وقت لاحق، وقد بقيت على هذه الحالة لمدة طويلة.

أشعر أنَّني مررت بعقد من الحياة على الرَّغم من أنَّني في منتصف مسيرتي في مرحلة الدراسات العليا، لكنَّني بصرف النظر عن الجانب العلمي، فإنَّ ما أتعلمه عن نفسي يتزايد باستمرار.

أتمنى لو أستطيع القول إنَّني مررت بأوقات ممتعة فقط، لكنَّني في الواقع واجهت صعوبات كثيرة في أغلب الأحيان، ومع ذلك، لقد دفعني هذا الأمر إلى التساؤل عمَّا تعنيه السعادة بالنسبة إلي، وما إذا كان من الممكن تحقيقها في أثناء قيامي بالدكتوراه، ويسعدني أن أقول، نعم، يمكنني القيام بذلك.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات توصلك إلى السعادة

متى نشعر بالرضى؟

حصل معي كثير من الأشياء في العام الماضي تحديداً، لقد عانيت من غصةٍ، وشعرت بالابتهاج، والاكتئاب، والامتنان، والحزن، لكنَّني أدركت أخيراً أنَّني قد شعرت بالسعادة أيضاً بممارسة تمرينات اليقظة والتعامل بلطفٍ أكثر مع نفسي، فقد بدأت أفهم ما تعنيه السعادة بالنسبة إلي وكيف حققتها.

إنَّني أشعر بالسعادة عندما أقوم بأصغر الأمور؛ عندما أوشك على تناول بعض الأطعمة المفضلة لديَّ، وعندما أذهب في نزهات، وعندما أسمع أغانيَّ المفضلة، وعندما أخرج مع أصدقائي، إنَّني ممتنٌّ فعلاً للأشخاص الموجودين في حياتي.

في الماضي كنت أفترض دائماً أنَّ السعادة ستكون عبارة عن لحظة رائعة وهامة ونادراً ما تحدث، لكن الآن لا أعتقد أنَّ هذا الأمر صحيح، فقد وجدت مع كلِّ هذه الأحداث أنَّ السعادة هي شعور ديناميكيٌّ للغاية، لكن في جوهر السعادة يكمن دائماً شعور واحد وهو الرضى.

لا أعتقد أنَّنا يمكننا أن نشعر بالسعادة بمشاعر الرضى فقط؛ بل أعتقد بدلاً من ذلك أنَّ الشعور بالرضى ينتج عن عيش حياة هادفة؛ وذلك لأنَّ السعادة هي ببساطة نتاج هذا الأمر، وهي شعور قوي - بالطبع لا يمكن للمرء أن يكون سعيداً دائماً - لكن يجب أن تعيش حياة تريد أن تعيشها فعلاً لكي تكون قادراً على الشعور بمشاعر دائمة من السعادة، وهذا يتضمن بالنسبة إلي الحفاظ على صداقات صحية، والقيام بأشياء أستمتع بها، واستيعاب نفسي، وكذلك النمو بوصفي شخصاً ناجحاً.

بالطبع، لكوني عالماً تحت التدريب، أردت أن أرى ما إذا كان ما اعتقدته له معنى بعيد؛ لذا قررت البحث عن فكرة السعادة في المجلات العلمية، ووجدت دراسة نوعية؛ إذ قوبل بعض المسنين في دار العجزة لمعرفة كيفية تصورهم للسعادة في نهاية الحياة، ما وجدوه في هذه الدراسة هو أنَّ المشاركين عرَّفوا السعادة تعريفاً متكرراً وعميقاً بأنَّها تتعلق بالتواصل مع الآخرين، وكذلك ذكروا بموقف حازم أهمية التركيز على ما هو هام في الوقت الحالي.

بالمثل وجدت دراسات أخرى أنَّ "السعادة والمعنى في الحياة هما مكونان أساسيان للحياة الجيدة، وغالباً ما يتداخلان تداخلاً كبيراً"، وبالطبع توجد اختلافات بين عيش حياة هادفة وحياة سعيدة؛ لذا سأترك لك الأمر لاستخلاص الاستنتاجات، والأفكار الخاصة بك.

إقرأ أيضاً: 8 أمور عليك فعلها لتشعر بالرضا التام عن نفسك

في الختام:

بالنسبة إلي في الوقت الحالي، أنا راضٍ جداً، وأتوقع أنَّ أفكاري ستتغير، وبينما أستمر في العيش والنمو آمل أن تنمو أفكاري وتنضج معي، ومع ذلك بالعودة إلى الوقت الذي كنت فيه طالباً جامعياً، وبالنظر إلى الشخص الذي أصبحت عليه الآن، يمكنني وصف شعوري بأنَّه مزيج من الفخر وبالطبع السعادة أيضاً.

المصدر




مقالات مرتبطة