معلومات عن طيور الروز: صفاتها وغذاؤها وكيفية تربيتها

تُعَدُّ الطيور من أجمل مخلوقات الله، وقد اعتاد البشر منذ قرونٍ على تربيتها في المنازل والعناية بها، وأصبح هذا الأمر عبارةً عن هواية عند بعض الناس وتجارة عند بعضهم الآخر. وللطيور أنواعٌ وفصائل عديدة، وخاصةً طيور الزينة منها؛ لذا في هذا المقال سنتحدث عن طائر الروز المحبب جداً لدى البشر، فإذا كنت ترغب في تربية هذه الطيور الجميلة، عليك قراءة مقالنا هذا لتعرف أكثر عن كل ما يخصها، وصفاتها، وغذائها، وكيفية تربيتها.



أولاً: صفات طائر الروز وغذاؤه

يُعَدُّ هذا الطائر من فصيلة الببغاوات أو ذوات المناقير المعقوفة، كما يُصنف أيضاً في خانة طيور الحب، ويُعَدُّ الموطن الأصلي لطائر الروز هو جنوب غرب أفريقيا، كما تُشاهَد مجموعات منه في اليابان وأمريكا، ويوجد بأعداد كبيرة في البراري ويعيش على شكل مجموعات، وقد تمكَّن من الحفاظ نسبياً على أعداده في موطنه على الرغم من كثرة عمليات اصطياده؛ وذلك بسبب رغبته الكبيرة في التكاثر؛ لذلك لا يُعَدُّ هذا الطائر من الأنواع المهددة بالانقراض.

لطائر الروز الكثير من الصفات، فمن حيث الشكل فإنَّ اللون الأساسي الغالب لجسم هذا الطائر هو الأخضر، أما جوانبه من الأسفل تكون باللون الأصفر، وبالنسبة إلى منطقة الذيل والأرداف يكون لونها أزرقاً سماوياً، وأشهر ما يميز هذا الطائر من ناحية الشكل هو لون وجهه الأحمر، وربما يعود سبب تسمية هذه الطيور بطيور الحب بسبب هذا اللون لما يعطيه مظهراً من مظاهر الخجل.

أما من ناحية الحجم فيبلغ متوسط وزنه 55 غراماً، ويمكن أن يزيد وزن الإناث قليلاً عن وزن الذكور، ويصل طول الطائر البالغ إلى 15 سم، وتبلغ المسافة بين أطراف جناحي الطائر عند الطيران من 98 إلى 102 ملم بالنسبة إلى الذكور، أما عند الإناث تتراوح بين 99 إلى 106 ملم.

تُعَدُّ طيور الروز من أنواع الطيور التي يصعب تمييز الذكر فيها عن الأنثى بسهولة، فهي ليست كباقي الطيور التي يتميز فيها الذكر عن الأنثى بالتغريد مثل طيور الكناري والحسون، أو بلون الريش ووجود ألوان محددة توجد بالذكور دون الإناث كطائر الزيبرا.

لتمييزها يستطيع أصحاب الخبرة الاعتماد على درجة لون الطير؛ إذ إنَّ الإناث يكون لون ريشها أقل لمعاناً من لون ريش الذكور، كما يعتمد بعض الخبراء على تمييز جنس الطائر بعد البلوغ عن طريق فحص جسم الطائر باليد في منطقة البطن وتمييز الإناث من خلال عظام الحوض.

بالعودة إلى صفات طائر الروز، فإنَّه يتميز أيضاً بالعديد من الصفات من حيث السلوك، فإذا قامت هذه الطيور بالتغريد بشكل جماعي، فإنَّها تسبب ضوضاء مزعجة إلى حدٍّ ما، ولكنَّ تغريدها مميز وممتع ومحبب، وكما ذكرنا آنفاً فإنَّ هذا الطير من فصيلة الببغاوات؛ وهذا يعني أنَّه قادر على التكلم، لكن يجب أن يتم تدريبها وتلقينها في أعمار صغيرة، ويمكن أن تحفظ وتردد أكثر من عشر كلمات.

تُعَدُّ هذه الطيور اجتماعية جداً وتعتاد بشكل سريع على مالكها الذي يعتني بها ويقدم لها الغذاء، وتتمكن من التعرُّف إليه على الفور عندما تراه وتطلق صفرات خاصة أو تقوم ببعض الحركات في الرأس أو الرقص على المجثم، وفي موسم التزاوج تتواصل الذكور مع الإناث عن طريق التغريد بأصوات عالية تدل على قوة الذكر وجاهزيته، كما تقوم الذكور ببعض حركات التمايل أمام الإناث أو اللحاق بها ومحاولة منع الذكور الأخرى من الاقتراب منها وحمايتها.

كباقي أنواع الحيوانات عموماً والطيور خاصة تصبح الذكور في موسم التزاوج أكثر عدوانية فيما بينها، ويمكن أن تتشاجر وتتسبب بجروح لبعضها بعضاً، ولا يُنصح أبداً أن تُربَّى طيور الروز مع نوع آخر من الطيور في نفس القفص؛ وذلك لأنَّها عدوانية وشرسة مع الأنواع الأخرى.

غذاء طائر الروز:

يختلف الغذاء حسب البيئة أو المنطقة التي يعيش فيها الطائر؛ فإذا كان طائر الروز حراً في البراري، يعتمد في غذائه على المحاصيل الزراعية والفواكه والبذور وخاصةً بذور نبات الدخن والذرة، وأيضاً يعتمد اعتماداً رئيساً في غذائه في البرية على الحشرات خصوصاً في فترات التكاثر؛ وذلك لتأمين البروتين الحيواني المفيد جداً لنمو صغاره، وتشكل مجموعات هذه الطيور آفة بالنسبة إلى المحصولات الزراعية، فيمكن أن تتلف محاصيل كاملة بسبب أعدادها وشراهتها للطعام.

طيور الروز في المنازل غالباً ما يكون الغذاء الرئيس لها في الأقفاص هي بذور نبات الدخن التي تُزرع وتباع بوصفها غذاء مخصصاً لطيور الزينة، وأيضاً نستطيع أن نقدم لها الكثير من أنواع الفواكه مثل التفاح أو التين المجفف أو الخضراوات كأوراق الخس والهندباء والبروكلي، ويُنصح بتقديم الفواكه والخضروات مرة واحدة في الأسبوع لتجنب إصابة الطيور بالإسهال.

الجدير بالذكر أنَّ طيور الروز تفضل بناء أعشاشها في البراري بالقرب من الأنهار والجداول والينابيع والمناطق المفتوحة، كما تشاهد أعشاشها أيضاً في الصحاري والأحراش.

ثانياً: تزاوج طيور الروز

يبدأ موسم التزاوج لدى طيور الروز في الطبيعة في شهر شباط/ فبراير، ويمتد حتى نهاية شهر أيار/ مايو، فبعد أن يختار كل ذكر أنثاه وتبدي الأنثى موافقتها على الذكر، تبدأ عملية التلقيح على أغصان الأشجار وبالقرب من المكان الذي تم اختياره لبناء العش، وبعدها تبدأ الأنثى بجمع مستلزمات العش وتستخدم لهذه الغاية أوراق من سعف النخل أو لحاء الأشجار والأعشاب اليابسة، ويظهر العش في النهاية على شكل كأس.

بعد الانتهاء من بناء العش تقضي الأنثى معظم وقتها داخله؛ إذ تضع بيضة واحدة كل 48 ساعة ويتراوح عدد البيض في العش الواحد بين 4-6 بيضات، وتستمر فترة الحضن الذي تتكفل فيه الأنثى وحدها مدة عشرين يوماً، وبعد فقس البيض وخروج الصغار تقوم الأنثى بتنظيف العش من قشور البيض وترميها خارجاً، ويبدأ الذكر بعملية البحث عن الطعام؛ إذ يطعم الأنثى التي بدورها تعيد مضغ الطعام ومن ثم إعادة إطعامه لصغارها، وتستمر هذه العملية نحو 40 يوماً؛ إذ تقفز الصغار من العش في أول محاولة لها للطيران، وبعد أيام عدة تستطيع الاعتماد على نفسها ويعود الذكر والأنثى لدورة تكاثر جديدة.

ثالثاً: كيفية تربية طيور الروز

بعد أن علمنا كل شيء تقريباً عن هذا الطائر الجميل، لا بد أنَّ الرغبة في اقتنائه قد تولَّدَت لدينا، والسؤال الأول الذي قد يتبادر إلى أذهاننا هنا، كم يبلغ سعر هذا الطائر؟

يُعَدُّ سعر طائر الروز منخفضاً إذا ما قورن بأنواع أخرى من فصيلة الببغاوات؛ نظراً لصغر حجمه وعدم قدرته على التكلم بوضوح كباقي أنواع الببغاوات أو حفظ العدد الذي تحفظه من الكلمات.

يتراوح سعر الطائر بين 100 إلى 150 دولار أمريكي، وطبعاً هذا السعر ليس ثابتاً فهو يختلف من بلد لآخر ويتأثر بمقدار العرض والطلب، كما أنَّ هناك طيوراً تحمل طفرات لونية نادرة يمكن أن يتجاوز ثمنها 200 دولار، فتوجد أنواع منها ذات اللون الأبيض الصافي وهي الأعلى سعراً؛ إذ تحدث هذه الطفرات في الطبيعة وذلك بظهور اللون الأبيض غالباً على ريش أحد الطيور، فيقوم المربون بتزويج الطيور التي تحمل طفرة اللون الأبيض مع بعضها فتنتج منها طيور تحمل اللون بصورة أكبر وتعاد العملية مع هذه الطيور حتى نحصل في النهاية على طائر روز بلون أبيض صافٍ، كما توجد طفرة لون العين الأحمر؛ وهي أيضاً طفرة نادرة ومرغوبة وترفع من سعر حاملها.

بعد أن علمنا سعر الطائر وقبل أن نتوجه لشرائه، لا بد أن نكون ملمين بقواعد الشراء وكيفية اختيار الطيور بشكل صحيح.

يمكن تلخيص هذه القواعد بما يأتي:

  1. الشراء من شخص موثوق ومعروف بالمصداقية.
  2. اختيار الطيور النشيطة وكثيرة الحركة والابتعاد عن الطيور الكسولة والخاملة.
  3. انتقاء الطيور ذات الريش المنتظم والكامل وخاصة ريش الذيل، فله دور في عملية التزاوج بالنسبة إلى الذكور.
  4. التأكد من عدم وجود أيَّة إفرازات حول فتحتي أنف الطائر أو حول العينين؛ وذلك لأنَّ وجود الإفرازات يدل على إصابة الطائر بأمراض الجهاز التنفسي.
  5. النظر إلى فضلات الطيور التي يجب أن تكون متماسكة نوعاً ما، وأيضاً النظر إلى الريش عند مخرج الطائر، فإذا كان ملوثاً بفضلات الطائر، فهذا يعني أنَّ الطائر مصاب بإسهال أو مرض في الجهاز الهضمي.
  6. التدقيق في أرجل الطائر واختيار الطيور ذوات الأرجل الملساء التي لا تغطيها الحراشف؛ وذلك لأنَّ ظهور الحراشف يدل على تقدم الطائر في العمر.
  7. أصابع الطائر يجب أن تكون كاملة وخاصة لدى الذكور؛ وذلك لأنَّ الذكر يستخدم الأصابع لتثبيت جسده فوق ظهر الأنثى في أثناء عملية التلقيح، فإذا تمت هذه العملية بشكل غير ثابت، فسنحصل على بيوض غير مخصَّبة.

بعد أن اخترنا طيوراً بصحة جيدة يجب أن نعلم شروط التربية الصحيحة في المنزل:

1. الأقفاص:

يُفضَّل أن توضع الطيور في أقفاص ذات أحجام كبيرة نسبياً لتتمكن من الحركة بحرية والطيران وتمرين أجنحتها باستمرار، كما أنَّ طائر الروز من الطيور النشيطة وكثيرة الحركة والمحبة للتسلية والألعاب؛ لذلك يفضل أن يوضع لها بالأقفاص بعض المراجيح والألعاب كالكرات البلاستيكية أو السلالم.

2. الظروف الصحية:

الشمس ضرورية جداً لصحة وحياة الطيور؛ لذلك يجب أن توضع أقفاص الطيور في أماكن تصل إليها أشعة الشمس لكن ليس بشكل مباشر ولفترات طويلة، وأن تكون الغرفة جيدة التهوية صيفاً؛ وذلك لأنَّ الرطوبة هي العدو الأول للطيور وتسبب لها الكثير من الأمراض، وفي الشتاء يُحذَّر من تعرض الطيور لتيارات هوائية؛ وذلك لأنَّها سبب رئيس في إصابتها بأمراض الجهاز التنفسي والهضمي وتؤدي إلى موت الصغار منها لضعف مناعتهم.

إقرأ أيضاً: أجمل حدائق الحيوانات في العالم

3. التغذية:

التنوع الغذائي أساسي لحياة الطائر؛ لذلك يجب أن نقدم له أنواعاً مختلفة من البذور، بالإضافة إلى الخضراوات والفواكه، وأيضاً بيض الدجاج المسلوق فهو هام جداً؛ إذ يستعيض الطائر به عن البروتين الحيواني الذي يحصل عليه من الحشرات في الطبيعة، وخاصة في أثناء وجود صغار في العش.

يُعَدُّ الكالسيوم أيضاً من الضروريات وخاصة للإناث لتكوين قشرة البيض؛ لذلك يقوم بعض الناس بطحن قشور بيض الدجاج وتقديمها مع علف الطيور، أو يستخدم بعضهم الآخر عظم حيوان الحبار البحري التي تُعَدُّ الأغنى بالكالسيوم الطبيعي وتفضله جميع الطيور، ويستحسن تقديم نوع من المكسرات مرة في الأسبوع؛ وذلك لاحتوائها على المعادن والزيوت الهامة لجسم الطائر.

4. الماء:

تقديم مياه نظيفة للطيور واستبدالها بشكل يومي، وتجنب تقديم المياه التي تحتوي على مادة الكلور، وأيضاً طائر الروز من الطيور التي تحب النظافة والعناية بريشها؛ لذلك يجب تقديم وعاء للاستحمام يومياً في أثناء فصل الصيف وإزالته بعد الانتهاء من الاستحمام حتى لا تقوم الطيور بالشرب منه بعد تلوثه.

5. النظافة:

وتتمثل بتنظيف أرضيات أقفاص الطيور من الفضلات بشكل يومي، وغسيل وتعقيم المعالف والمشارب والمجاثم أيضاً بشكل دوري.

إقرأ أيضاً: روعة الحياة البرية ورحلات السفاري في كينيا

في الختام:

نتمنى أن نكون قدمنا لكم كل شيء عن حياة طائر الروز الجميل وطرائق اختياره وتربيته والعناية به، وفي النهاية يجب أن نقول إنَّ الحبَّ والاهتمام بالطائر سيجعله سعيداً وبصحة جيدة والعكس صحيح، فإذا لم تجد لديك الوقت اللازم له، فيُفضَّل ألا تقوم باقتنائه.

المصدر




مقالات مرتبطة