مشكلة السرقة في المدارس: مفهومها، وأسبابها، وعلاجها

تُعد السرقة ظاهرةً منشرةً في أوساط المجتمع عامةً، وللأسف، نشهد انتشارها أيضاً بين الأطفال في المدارس. نستعرض في مقالنا هذا، تعريف السرقة بين الأطفال، وأسبابها، وأهم طرائق علاجها. لذا، تابع القراءة معنا لمعرفة المزيد.



مفهوم السرقة

تُعرف السرقة بأنّها استحواذ الطفل على أشياء ليست ملكاً له دون وجه حق.

أسباب السرقة

هناك أسباب ودوافع عديدة ومتنوعة وراء مشكلة السرقة في المدارس، نذكر منها ما يلي:

  • ضعف الوازع الديني لدى كثير من الطلاب.
  • عدم وضوح مفهوم الملكية الفردية لدى كثير من الطلاب.
  • شعور الطالب بالحرمان من بعض احتياجاته الهامّة.
  • الغيرة من بعض الزملاء الذين يمتلكون أشياء يرغب في امتلاكها، وفي الوقت نفسه، لا يستطيع امتلاكها.
  • إثارة انتباه الآخرين واهتمامهم.
  • الأنانية الزائدة التي تدفع الطالب إلى محاولة الاستحواذ على الأشياء كلها لنفسه حتى ولو كانت ملك غيره.
  • الانتقام ممّن مارسوا نوعاً من الظلم أو العدوان أو القهر على الطالب، والانتقام من الذين يكرههم أو يحقد عليهم، فلا يجد إلا السرقة وسيلةً لتحقيق كيده لهم.
  • سد حاجة ضرورية أو إشباع ميل أو هواية من المتعذر تحقيقها لمن لا يملك نفقاتها إلا بالسرقة، مثل امتلاك هاتف جوال أو آلة حاسبة أو دراجة.
  • دلال الوالدين الزائد، فيتعوّد الطالب الحصول على ما يريده بأي وسيلة، حتى لو تطلّب الأمر السرقة.
  • فقدان الشعور بالأمن والرعاية والاستقرار نتيجة التفكك الأسري.
  • عدم توضيح الوالدين معنى السرقة، وعدم زجر أبنائهم عند سرقة بعض متعلقات زملائهم في المدرسة، مما يشجعهم على الاستمرار في هذا السلوك السيئ.
  • تأثّر الأطفال ببعض الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية التي تظهر اللص بمظهر البطل الذي يتمتع بالجاه، والسلطة، والقوة، وروح الفكاهة.

شاهد بالفيديو: 6 طرق تساعد في التعامل مع الطفل الكاذب

علاج السرقة

 أفضل ما يجب عمله لعلاج هذه المشكلة هو أن نقف أولاً على دوافعها وغاياتها، لنعرف لماذا يسرق الطفل، ثم نبداً بالعلاج:

  • لا يأتى قطع دابر السرقة وتشكيل سلوك جديد يتمثّل بالأمانة من خلال العقاب الصارم الذى يفرضه الأبوان على الطفل أو بالعكس؛ فقد يقف بعض الآباء مدافعين عن أطفالهم ليردوا عنهم كل تهم السرقة ويصفوهم بالأمانة. لا يختلف الأسلوب عن سابقه في مردوداته السلبية، ولا أن يكوّن اتجاه الأمانة لدى الطفل بأي حال من الأحوال.
  • احترام ملكية الطفل وتعويده على كيفية احترام ممتلكات الآخرين وأشيائهم، وعندما يحصل تجاوز، يجب ألا نغضّ الطرف عن ذلك، بل يجب أن نتدخل فوراً، ولكن بهدوء ورفق لنوجهه إلى هذا التجاوز، ونشعره أنّه طالما لا يرغب بأن يسلبه الآخرون أشياءه وممتلكاته، فإن الواجب يحتّم عليه أيضاً ألّا يفعل ذلك.
  • عندما يسرق الطفل أو عندما نتصور أنّ ذلك سرقة، يجب ألا نلحّ عليه بالاعتراف؛ إذ إّننا بذلك نقوده إلى ممارسة أسلوب خاطئ آخر لا يقل خطورةً عن السرقة، ألا وهو الكذب. فعندما يكذب علينا ليبرر خطأه ويجد نفسه نجا، فسوف يستمرئ الكذب، ويتمادى في كلا السلوكين (السرقة والكذب).
  • من شأن إضافة جوّ من الحب والحنان والدفء العائلي، لكن دون إسراف؛ لأنّ ذلك قد يقود إلى التدليل المفرط الذي ينمّي روح الأنانية لدى الطفل، التي بدورها تهيّئه لممارسة السرقة والاستحواذ على أشياء الآخرين.
  • دراسة حالة السرقة التي يقوم بها الطفل بهدوء وبلا انفعال، لمعرفة هل هذه الحالة الأولى أم أنّها متكررة؟ فإذا كانت عارضة، أو أنّها وقعت دون إرادته وأّنه قد تورّط فيها مثلاً، فيجب أن نكون مرنين إزاءها ونتسامح معه، لأنها وقعت بسبب سوء فهمه وإدراكه لما يقترفه. أما إذا كانت متكررة، فإنّها تحتاج دراسةً هادئةً ومتعمقةً للوقوف على دوافعها ومن ثمّ حلها.
  • أن يعمل الأبوان على ألا يمنحا الطفل الفرصة ليستثمر سرقته ويحقق غايته منها، بل يشعرانه فوراً بأنّ ما جناه لا يقود إلا إلى خسارته وضعف موقفه أمام أهله، وأنّ ما يمارسه هو خطأ يجب تجنبه مستقبلاً، ويكون التوجيه من خلال تجارب وأمثلة واقعية يقدمانها له مع شئ من ضبط النفس والهدوء، وعدم تهويل الأمر.
إقرأ أيضاً: سايكولوجيا السرقة عند الأطفال: أسبابها وأساليب علاجها

كما يمكن أيضاً علاج السرقة من خلال التالي:

  • مساعدة الطفل على اختيار أصدقائه والتحرّي الخفي عنهم لمعرفة أخلاقهم، وإن كان أصدقاؤه غير مؤدبين، فعلى الأم توضيح الأمر له بهدوء، وإخباره بأنّه سوف يجني بسببهم المتاعب.
  • تربية روح المراقبة لله عز وجل، وغرس الإيمان في قلب الطفل؛ فيتعلم الإخلاص لله رب العالمين وقد قال الرسول ﷺ: {الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنّه يراك}؛ لذا، فلا بدّ من تعويده على مراقبة الله ليعلم ما يحبه الله وما يبغضه منذ نعومة أظفاره. كما قال رسول ﷺ: {علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدّبوهم}.

لهذا، كان لزاماً على الأمهات أن تعلّمن أبناءهنّ النتائج الوخيمة التي تنتج عن السرقة، ويبصروهم بما أعد الله عزوجل من مصيرٍ فادحٍ وعذابٍ أليم.

هذا المقال من إعداد:

د. محمد أمين حسن عثمان.

دكتوراه في أصول التربية والتخطيط التربوي - جامعة عين شمس.




مقالات مرتبطة