مشاعر الفوز وتأثيرها على تحقيق النجاح

بحسب دراسة أجرتها البروفيسورة "جيسيكا ستاغنر" (Jessica Stagner) وزملاؤها من جامعة "فلوريدا" (University of Florida)، كانوا يأملون في العثور على دعم للأدلة التي تشير إلى أنَّ مشاعر الإثارة التي تنتاب المقامرين عندما يوشكون على الفوز هي نفسها عندما يفوزون فعلاً.



على الأقل هذه هي الطريقة التي يلخِّص بها الصحفي "شانكار فيدانتام" (Shankar Vedantam) الأمر، وببساطة يعتقد الباحثون أنَّ القرب من الفوز يوهمنا بأنَّ لدينا سيطرة على المواقف العشوائية إلى حد كبير، وهذا الأمر مشابه للفرضية القائلة إنَّ الناس يتبنون نظريات المؤامرة لأنَّهم يرون أنَّ الاعتقاد بوجود عالم يتلاعب به الأشرار أقل ترويعاً من الاعتقاد بأنَّ الأحداث تتكشف دون سبب على الإطلاق.

مع أنَّ التكنولوجيا تمنحنا القدرة على السيطرة، فإنَّنا نشعر بأنَّنا أقل قدرةً على التحكم في تلك التكنولوجيا، وبأنَّنا تحت رحمة أشخاص قادرين أكثر منا على التحكم بها، وحتى الوهم بأنَّنا نتحكم في زمام الأمور يعوِّض القلق من الأحداث التي تدور حولنا أسرع مما يمكننا التعامل معها أو معالجتها.

بنفس الطريقة، فإنَّ الاقتراب من الفوز ولو قليلاً يهدِّئ أرواحنا، ويتيح لنا تصوُّر أنَّ النجاح في متناول أيدينا، لكن قد يكون هناك درس أكثر عمقاً لهذه الدراسات؛ فإنَّ مجرد احتمال النجاح هو أكثر إرضاءً من النجاح نفسه.

شاهد بالفيديو: 5 اقتباسات من روبن شارما تساعدك على الانتقال إلى مستوى جديد من النجاح

مشاعر الفوز:

هل تتذكر آخر مرة اندمجت فيها مع رواية مثيرة أو فيلم أو مشروع عمل مليء بالتحديات أو موعد هام؟ وهل تتذكر مشاعر الإثارة وبهجة العيش في الوقت الحالي وتوقُّع ما سيأتي؟ وهل تتذكر المزيج الحلو والمر بين الرضى وخيبة الأمل عندما انتهيت؟

في الحقيقة، نحن نحب فكرة الفوز أكثر من الفوز بحد ذاته؛ وذلك لأنَّنا في لحظة النجاح أو الانتصار أو الإنجاز، يجب أن نواجه السؤال الحتمي "ماذا يجب أن نفعل الآن؟".

إلى أي مدى نستمتع بمشاهدة النجاح يقترب؟ حتى عندما لا تسير الأمور كما نريد، ما يزال بإمكاننا التنعم بتلك اللحظة المثيرة عندما كنا نشعر بأنَّ النصر كان قاب قوسين أو أدنى.

الخطأ الذي نرتكبه في معظم الأحيان هو الإصرار على تحقيق أهدافنا دون الاستمتاع في سعينا إلى تحقيقها، فعادةً ما يكون اليوم الأول للمغامرة هو الأكثر إثارة؛ وذلك لأنَّه مليء بالاحتمالات والغموض، بينما يجعلنا كل يوم لاحق أقرب من اللحظة التي ينتهي فيها كل شيء.

تعد الحياة التي نعيشها أعظم مغامرة بالنسبة إلينا؛ وهذا هو سبب خوف معظمنا من اقتراب نهايتها، لكن إذا جعلنا كل لحظة ممكنة في حياتنا مثيرة للحماسة، فستمتلئ أيامنا بالنجاح والسعادة التي تأتي من المسار الذي نسلكه لتحقيق الهدف، وليس من الهدف بحد ذاته.

إقرأ أيضاً: أجمل ما يقال عند النجاح

في الختام:

لا يتعلق الأمر بما نحققه في الحياة بقدر ما يتعلق بالإثارة التي نشعر بها في أثناء سعينا وراء تحقيق أهدافنا، وبالبحث الدائم عن الفرص والتحديات التالية، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ النجاح الحقيقي هو تحديد أهداف ذات قيمة جوهرية، وتقدير أنَّ السعي إلى تحقيق الأهداف هو في حد ذاته أسمى هدف على الإطلاق.




مقالات مرتبطة