مرحلة ما بعد الجائحة: التعامل مع الحزن والخسارة

بعد أن دخلنا مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19، بات المزيد من الأفراد يتلقون اللقاحات الخاصة بفيروس كوفيد-19، ويُعاد فتح مختلف أماكن العمل، كما أصبحت هناك قدرة على القيام بأشياء ربَّما لم نفعلها منذ فترة ما قبل الجائحة.



قد يشعر كثيرون بأنَّ الأمور قد عادت إلى طبيعتها إلى حد ما، ومع ذلك فإنَّ أعراض التوتر والاكتئاب والقلق تكون عالية بالنسبة إلى العديد من الأفراد، ومع هذا التحول يأتي التعامل مع الخسائر التي تكبدها جميع الأفراد طوال الفترة الماضية، فبعض هذه الخسائر مرتبطة بجائحة كوفيد-19، وبعضها الآخر مرتبط بأسباب أُخرى.

إنَّ فقدان الأحباء وفقدان الوظائف وانتهاء العلاقات وعدم القدرة على رؤية أحبائنا كلها عوامل لها تأثير كبير فينا، وعند التعرض لأي نوع من أنواع الخسارة فمن الطبيعي أن تشعر بالعديد من المشاعر، ومن ذلك الشعور بالذنب والغضب والخوف والصدمة إلا أنَّ هناك استراتيجيات للتغلب على المشاعر والاعتناء بنفسك في أثناء معاملة الخسارة ومشاعر الحزن، إضافة إلى طلب الدعم من الأصدقاء والعائلة وربَّما حتى الطبيب النفسي.

إذا كنت تبحث عن بعض الاستراتيجيات للمساعدة في معاملة مشاعر الحزن في أثناء انتقالنا إلى فترة جديدة، إليك بعضها:

1. التعبير عن الحزن بصورة إبداعية:

إنَّ التعبير عن مشاعرنا أمرٌ صحي سواء أكان ذلك عن طريق الرسم أم العزف أم الرقص أم تدوين اليوميات؛ لذا ابحث عن طريقة للتعبير عن مشاعر الحزن والخسارة التي شعرت بها، وأحياناً يكون الانشغال في الأعمال التي تتطلب الإبداع أمراً كافياً لمعاملة هذه المشاعر؛ ممَّا يسمح لنفسك بالتأمل في أثناء التجربة وبعدها.

2. التحقق من صحتك الجسدية:

إنَّ سلامة صحتك الجسدية والعاطفية أمران مترابطان؛ لذا احرص على أن تنال قسطاً كافياً من النوم، وأن تتناول الطعام الصحي، وأن تمارس الرياضة لتدعم طريقة معاملتك الحزن والخسارة.

شاهد بالفديو: 8 عادات يومية من أجل صحة قوية

3. السماح لنفسك بالإفصاح عن مشاعرك:

كما ذكرنا سابقاً يمكن أن تكون المشاعر المرتبطة بالحزن مؤلمة ومزعجة، في حين تكون في الوقت نفسه طبيعية، فمن الطبيعي أن تشعر بالمشاعر السلبية عندما تواجه الخسارة، لكن اسمح لنفسك بتجربة هذه المشاعر؛ لأنَّ تجنبها قد يتسبب في ظهور أعراض مستمرة تتعلق بالقلق أو الاكتئاب أو مخاوف أُخرى.

إقرأ أيضاً: خمس مراحل للحزن وخمس مهارات للتغلب على آثاره

4. البحث عن مسببات الحزن:

عندما نبدأ في المشاركة في المزيد من النشاطات ورؤية الآخرين شخصياً، وحضور المناسبات، قد نجد مواقف معينة تثير الذكريات والمشاعر المتعلقة بالخسارة؛ لذا ضع في حسبانك هذه الأمور في أثناء الاستعداد للمواقف التي قد يحدث فيها ذلك، ودع الآخرين يعرفون أنَّك قد تحتاج إلى بعض الدعم منهم.

5. إظهار الاحترام لنفسك ومشاعرك:

لكل فرد طريقته الخاصة معاملة الخسارة؛ إذ لا يوجد مقدار محدد من الوقت أو طريقة معينة لإدارة مشاعرك؛ لذا افعل ما تشعر أنَّه مناسب لك ولا تحكم على ما تحتاج إليه للتعافي من المشاعر المؤلمة التي تشعر بها، على الرُّغم من أنَّه قد يكون لدى الآخرين اقتراحات إلا أنَّه عليك أن تدرك أنَّ مشاعرك وكيفية معالجتها هي أمرٌ خاص بك، وأنَّ هذا الأمر قد يبدو مختلفاً عن الطريقة التي يمر بها الآخرون في عملية الحزن.

إقرأ أيضاً: هل يساعد التنفيس عن المشاعر فعلاً؟

في الختام:

لا توجد طريقة "صحيحة" للتعامل مع الخسارة ومشاعر الحزن، ومع ذلك فإنَّ السماح لنفسك بالتعامل مع هذه المشاعر أمرٌ بالغ الأهمية لعملية الشفاء؛ لذا ثق بنفسك وما تحتاج إليه في هذه الرحلة، واحترم نفسك دائماً.




مقالات مرتبطة